سلسله غزوات النبي صلي الله عليه وسلم
الدرس التاسع عشر من سلسله غزوات النبي :
=========================
غزوة خيبر :
=====
أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة مرجعه من الحديبية ذا الحجة وبعض المحرم ثم خرج في بقية من المحرم غازيا إلى خيبر وذلك قرب آخر السنة السادسة من الهجرة.
واستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم نميلة بن عبد الله الليثي ودفع الراية إلى علي بن أبي طالب، وقيل: إنها كانت راية بيضاء وسلك على عصر فبنى له بها مسجدا ثم على الصهباء ثم نزل بواد يقال له الرجيع، فنزل بينهم وبين غطفان لئلا يمدوهم- وكانت غطفان قد أرادت إمداد يهود خيبر فلما خرجوا أسمعهم الله تعالى من ورائهم حسّا راعهم، فانصرفوا وبدالهم فأقاموا في أماكنهم، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الآطام والحصون، والأموال مالا مالا، فأول حصونهم افتتح حصن اسمه (ناعم) وعنده قتل محمود بن مسلمة ألقيت عليه رحى فقتلته. ثم (القلموس) حصن بني أبي الحقيق وأصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم سبايا منهن صفية بنت حيى بن أخطب أم المؤمنين، وكانت عند كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق، وبنتي عم لها، فوهب عليه السلام صفية لدحية، ثم ابتاعها منه بتسعة أرؤس وجعلها عند أم سليم حتى اعتدت وأسلمت، ثم أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجها، وجعل عتقها صداقها لا صداق لها غيره، فصارت بعد ذلك سنة مستحبة لكل من أراد أن يفعل ذلك إلى يوم القيامة.
وفي غزوة خيبر حرّم صلى الله عليه وسلم الحمر الأهلية، وأخبر أنها رجز، وأمر بالقدور فألقيت وهي تفور، بلحومها، وأمر بغسل القدور بعد، وأحلّ حينئذ لحوم الخيل، وأطعمهم إياها، ثم فتح حصن الصعب بن معاذ، ولم يكن بخيبر حصن أكثر طعاما منه، ولا أوفر ودكا منه وآخر ما افتتح عليه السلام من حصونهم (الوطيح) و (السلالم) حاصرهما بضع عشرة ليلة، وكان شعار المسلمين يوم خيبر (أمت أمت) .
ووقف إلى بعض حصونهم أبو بكر وعمر- رضوان الله عليهما- فلم يفتحاه، فدفع رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية إلى علي- رضوان الله عليه وكرم الله وجهه- ففتحه، وكان أرمد فتفل في عينيه فبرىء.
وكان فتح خيبر، الأرض كلها، وبعض الحصون عنوة- وهي الأكثر- وبعضها صلحا على الجلاء؛ فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن عزل الخمس، وأقر اليهود على أن يعتملوها بأموالهم وأنفسهم، ولهم النصف من كل ما يخرج منها من زرع أو ثمر، ويقرهم على ذلك ما بدا له، فبقوا على ذلك حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومدة خلافة أبي بكر، وجمهور خلافة عمر، فلما كان آخر خلافته، بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر في مرضه الذي مات فيه ألايبقي في جزيرة العرب دينان، فأمر بإجلائهم عن خيبر، وغيرها من بلاد العرب، وأخذ المسلمون ضيعهم من مقاسم خيبر، فتصرفوا فيها، وكان متولي قسمتها بين أصحابها جبار بن صخر من بني سلمة، وزيد بن ثابت من بني النجار. ومن فتح خيبر أهدت يهودية تسمى زينب بنت حارث امرأة سلام بن مشكم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة مصلية قد جعلت فيها السّمّ وكان أحب شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اللحم الذراع، فتناول صلى الله عليه وسلم، فلاك منها مضغة، وكان معه عليه السلام بشر بن البراء بن معروف من بني سلمة فأكل منه، وازدرد لقمة، فقال عليه السلام: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم. ولفظ لقمة، ثم دعا باليهودية، فاعترفت، ومات بشر من أكلته تلك، رضوان الله عليه، ولم يقتل عليه السلام هذه المرأة اليهودية، وكان المسلمون يوم خيبر ألفا وأربعمائة رجل، ومائتى فارس، ووقع سهم الزبير بن العوام بالخوع من النطاط، ووقع أيضا بالنطاط سهم بني بياضة، وبني الحارث بن الخزرج، ووقع بنو عوف بن الخزرج ومزينة من ناعم من النطاط، ووقع سهم عاصم بن عدي أخي بني عجلان، مع سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهم عبد الرحمن بن عوف، وسهام بني ساعدة، وبني النجاة، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، وغفار وأسلم، وعمر بن الخطاب، وبني سلمة، وبني حارثة وجهينة، وتقيف من العرب،: في الشق.
وكان عبيد بن أوس من بني حارثه بن عوف عرف يومئذ بعبيد السهام لكثرة ما اشترى من سهام الناس يومئذ اشترى عمر مائة سهم بخيبر، فهي صدقته الباقية إلى اليوم، وإلى يوم القيامة.
شهداء يوم خيبر
ربيعة بن أكثم بن سخبرة بن عمرو بن كليز بن عامر ابن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة.
ثقف بن عمر بن صميط بن ثعلبة بن عبد الله بن غنم ابن دودان.
رفاعة بن سروح.
وهؤلاء كلهم من بني أمية بن عبد شمس.
ومسعود بن ربيعة من القارة، حليف بني زهرة.
وعبد الله بن الهبيب- وقيل ابن الهبيب بن أهيب ابن سحيم بن غيرة من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة حليف بني أسد بن عبد العزى، وابن أختهم.
بشر بن البراء بن معرور من بني سلمة، مات من السم الذي أكله من الشاة المصلية التي أكل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الشاة المسمومة.
فضيل بن النعمان من بني سلمة أيضا.
مسعود بن سعد بن قيس بن خلدة بن عامر ابن زريق.
محمود بن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة ابن الحارث بن الأوس حليف لبني عبد الأشهل.
أبو ضياح ثابت بن أمية بن أمرىء القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف، من أهل قباء.
مبشر بن عبد المنذر بن دينار بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف.
الحارث بن حاطب.
أوس بن قتادة.
عروة بن حرة بن سراقة.
أوس بن القائد.
أنيس بن حبيب.
ثابت بن أثلة.
طلحة.
الأسود الراعي، واسمه أسلم.
كل هؤلاء من بني عمرو بن عوف.
ومن بني غفار:
عمارة بن عقبة بن حارثة بن غفار بن مليل بن ضميرة أصابه سهم.
ومن أسلم: عامر بن الأكوع.
وإثر فتح خيبر، قدم من الحبشة:
جعفر بن أبي طالب، وامرأته أسماء بنت عميس، وابناهما عبد الله بن جعفر، ومحمد بن جعفر.
خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، مع امرأته أمينة بنت خلف، وابناهما سعيد وأمة.
عمرو بن سعيد بن العاص، وكانت امرأته فاطمة بنت صفوان الكنانية، قد ماتت بأرض الحبشة.
معيقيب بن أبي فاطمة، وهو الذي ولي بيت المال لعمر، وهو حليف آل عتبة بن ربيعة.
الأسود بن نوفل بن خويلد بن أسد بن عبد العزى.
جهم بن قيس بن عبد شرحبيل، وابناه عمرو بن جهم، وخزيمة بنت جهم، وهو من بني عبد الدار. وكانت امرأته أم حرملة بنت عبد الأسود قد هلكت بأرض الحبشة.
والحارث بن خالد بن صخر من بني تميم بن مرة، وكانت امرأته ريطة بنت الحارث بن جبيلة، هلكت بأرض الحبشة.
عثمان بن ربيعة بن أهبان الجمحي.
محمية بنت جزء الزبيدي، حليف لبني سهم. ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس.
معمر بن عبد الله بن نضلة. من بني عدي بن كعب.
أبو حاطب بن عامر بن عبد شمس من بني عامر بن لؤي.
مالك بن ربيعة بن قيس بن عبد شمس، من بني عامر ابن لؤي، ومعه امرأته عمرة بنت سعد بن وقدان بن عبد شمس العامرية.
وكان أتى سائر مهاجرة الحبشة قبل ذلك بسنتين وكان هؤلاء المذكورون آخر من يقي بها.
Our Blog
الدرس التاسع عشر من سلسله غزوات النبي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق