سلسله غزوات النبي صلي الله عليه وسلم
الدرس التاسع من سلسله غزوات النبي
=====================
غزوة بني النضير
ونهض رسول الله صلّى الله عليه وسلم بنفسه الى بني النضير مستعينا بهم في دية ذينك القتيلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية فلما كلمهم قالوا: نعم، فقعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم مع أبي بكر وعمر، وعلي ونفر من أصحابه إلى جدار من جدرانهم، فاجتمع بنو النضير وقالوا:
من رجل يصعد على ظهر البيت فيلقي على محمد صخرة فيقتله فيريحنا منه؟
فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب فأوحى الله تعالى بذلك إلى رسوله صلّى الله عليه وسلم، فقام ولم يشعر بذلك أحد من أصحابه ممن معه، فلما استلبثه أصحابه رضي الله عنهم قاموا فرجعوا إلى المدينة وأتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فأخبرهم بما أوحى الله تعالى إليه مما أراده اليهود، وأمر أصحابه بالتهيؤ لحربهم، واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم
ثم نهض لابن النضير في أول السنة الرابعة للهجرة، فحاصرهم ست ليال، وحينئذ نزل تحريم الخمر، فتحصنوا منه في حصون فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلم بقطع النخل، وإحراقها ودسّ عبد الله بن أبي بن سلول ومن معه من المنافقين إلى بني النضير إنا معكم إن قاتلتم قاتلنا معكم وإن أخرجتم خرجنا معكم، فاغتروا بذلك، فلما جاءت الحقيقة خذلوهم وأسلموهم فسألوا رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا السلاح فاحتملوا بذلك إلى خيبر ومنهم من سار إلى الشام، وكان ممن سار معهم إلى خيبر أكابرهم حي بن أخطب، وسلام بن أبي الحقيق، وكنانة بن الربيع، فدنت لهم خيبر، فقسم رسول الله صلّى الله عليه وسلم أموال بني النضير بين المهاجرين الأولين خاصة إلا أنه أعطى منها أبا دجانة سماك بن خرشة، وسهل بن حنيف، وكانا فقيرين.
ولم يسلم من بني النضير إلا رجلين هما يمين بن عمير بن كعب بن عمرو بن جحاش، وأبو سعد بن وهد، أسلما فأحرزا أموالهما، وذكر أن ياسين بن عمير جعل جعلا لمن قتل ابن عمه عمرو بن جحاش لما همّ به في رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وفي قصة بني النضير نزلت سورة الحشر.
غزوة ذات الرقاع :
========
أقام رسول الله صلّى الله عليه وسلم بعد بني النضير بالمدينة شهر ربيع الآخر وبعض جمادى الأولى في صدر السنة الرابعة بعد الهجرة ثم غزا نجدا يريد بني محارب وبني ثعلبة بن سعد بن غطفان واستعمل على المدينة أبا ذر الغفاري أو عثمان بن عفان رضي الله عنهما ونهض حتى نزل نخلا. وإنما سميت هذه الغزوة ذات الرقاع لأن أقدامهم- رضي الله عنهم نقبت وكانوا يلفون عليها الخرق، ولذلك سميت ذات الرقاع.
لقي رسول الله صلّى الله عليه وسلم بنخل جمعا من غطفان فتواقفوا إلا أنه لم يكن حرب وصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يومئذ صلاة الخوف، وفي انصرافهم من تلك الغزوة أبطأ جمل جابر فنخسه عليه السلام فانطلق متقدما للركاب وابتاعه منه عليه السلام ثم رده عليه ووهبه الثمن وزيادة قيراط. فلم يزل عند جابر رضي الله عنه متبركا به حتى أخذه أهل الشام في جملة ما انتهبوه بالمدينة في وقعة الحرة المشئومة.
وفي هذه الغزوة أتى أيضا رجل من بني محارب بن خصقة اسمه غورث بن الحارث، فأخذ سيف رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهزه، فقال: يا محمد من يمنعك مني؟ قال:
الله، فرد غورث السيف مكانه، فنزل في ذلك: - يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ .
وفي هذه الغزوة رمى رجل من المشركين رجلا من الأنصار كان ربيئة لرسول الله صلّى الله عليه وسلم فجرحه وهو يقرأ سورة من القرآن، فتمادى في القراءة ولم يقطعها لما أصابه وفي هذه الغزوة قصرت الصلاة وكذلك أيضا ولد في هذا العام سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ابن فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق