لا فـــــــــــرق بين عربي ولا أعجمي الا يتقوي الله :
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير
لا مجال في الإسلام للمناصب ولا مجال في الإسلام للعصبيات الجاهلية العفنة المنتنة ولا مجال في الإسلام لعصبية العرق والنسب ولا لعصبية الأرض والموطن ولا لعصبية الوطن ولا اللهجه ولا لعصبية الجنس ونوعه ولا لعصبية اللون من ابيض او اسود او احمر ولا لعصبية اللغة ولا اللسان وهذا الأساس كان القرآن قد وضعه قاعدة لبناء المجتمع الإسلامي من قبل مئات السنين قبل أن تتغنى الدول الديمقراطية بهذا المبدأ فقال تعالي إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
إن كل هذه الرايات لا مجال لها أن ترفرف في سماء الإسلام ولايمان كل هذه الموازين إلى زوال فكل ذلك فان ولا وجود له فاللون يضمحل وينتهي والنسب قد ينقطع والمنصب قد يزول والجاه العلي قد يفض ويهبط فكل هذه القيم إلى فناء الا الميزان الحقيقي الذي يخفض ويرفع إنما هو ميزان التقوى فقال صلي الله عليه وسلم إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم.. هذا هو الميزان وهذا هو المقياس الذي يخفض ويرفع عند رب الناس جل وعلا.
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال: يا أيها الناس! إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان: بر تقي كريم على الله. وفاجر شقي هين على الله. ثم قال صلى الله عليه وسلم: إنكم لآدم وإن الله خلق آدم من تراب ثم تلى النبي صلى الله عليه وسلم قول الله جل وعلا يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير.
فلا فخر بالأنساب ولا فخر بالجاه ولا فخر بالسلطان و عن جابر رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق فقال أيها الناس! أيها الناس! ألا إن ربكم واحد ألا إن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأسود على أحمر ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم. والحديث رواه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح.
لا ميزان في الإسلام إلا للتقوى ولا لواء يرفع في دين الله إلا لواء
التقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم وهذا اللواء الذي رفعه محمد صلى الله
عليه وسلم ساوى بين بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وحمزة
القرشي ومعاذ الأنصاري فلا تفاضل إلا بالتقوى ولذلك فخر وتفاخر بهذا
النسب سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال أبي الإسلام لا أب لي سواه إذا
افتخروا بقيس أو تميم فلقد رفع الإسلام سلمان فارس ولقد وضع الكفر الشريف
أبا لهب.
فالناس كلهم بنو رجل واحد .. وبنو امرأة واحدة .. المؤمن
والكافر .. الأبيض والأسود .. العربي والأعجمي .. الغني والفقير .. الشريف
والوضيع .والإسلام لا يلتفت إلى الفوارق في اللون والجنس والنسب فالناس
كلهم لآدم وآدم خلق من تراب .. وإنما يكون التفاضل في الإسلام بين الناس
بالإيمان والتقوى .. بفعل ما أمر الله به.. واجتناب ما نهى الله
عنه.والإسلام يسوي بين جميع الناس في الحقوق والواجبات .. فالناس أمام
الشرع سواء كما قال سبحانه . من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون.
فالإيمان
والصدق والتقوى كله في الجنة .. وهو حق لمن تخلق به .. ولو كان أضعف الناس
..أو أدنى الناس كما قال سبحانه ( ومن يؤمن بالله ويعمل صالحاً يدخله جنات
تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا.....والكفر
والكبر والطغيان كله في النار .. ولو كان صاحبه أغنى الناس ..أو أشرف
الناس كما قال سبحانه ... والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار
خالدين فيها وبئس المصير .وقد جمعت وزارة الرسول صلى الله عليه وسلم رجالا
مسلمين .. من قبائل وأجناس وألوان شتى .. يملأ قلوبهم التوحيد .. ويجمعهم
الإيمان والتقوى.كأبي بكر القرشي .. وعلي بن أبي طالب الهاشمي .. وبلال
الحبشي .. وصهيب الرومي .. وسلمان الفارسي ..والغني كعثمان .. والفقير
كعمار .. وأهل الثروة .. وأهل الصفة .. وغيرهم .وقد آمنوا بالله وجاهدوا في
سبيله .. حتى رضي الله عنهم ورسوله ..أولئك المؤمنون حقا ..جزاؤهم عند
ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم
ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق