أصنـــــــــــــــــــاف الخلــــق:
قال علماؤنا: لقد خلق الله الخلق على أربعة أصناف
خلق الله عز وجل آدم من غير أب ومن غير أم.
فعن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من
جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود
وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب
وخلق الله حواء من أب دون أم.
خلقكم الله من شخص واحد وخلق منه أمكم حواء من ضلع من أضلاعه وهي حواء
عليها السلام خلقت من ضلعه الأيسر من خلفه وهو نائم فاستيقظ فرآها فأعجبته
فأنس إليها وأنست إليه كذا قال ابن كثير وفي الحديث الصحيح: إن المرأة
خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن
استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره واستوصوا بالنساء خيرا فإنهن
خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته
لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا.
وخلق الله عيسى من أم دون أب.
أما عيسى فقد خلقه الله تعالى من غير أب ولا نطفة ولا شيء من ذلك وإنما
نفخ جبريل في درع مريم بأمر الله فخلق الله عيسى بكلمة كن كما قال الله
تعالى إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ
وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وقال تعالى إِذْ
قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ
مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ .. قوله وروح منه أي: يرسل جبريل
فنفخ في درع مريم فحملت بإذن الله وهذه الإضافة للتفضيل وإن كان جميع
الأرواح من خلقه تعالى، وقيل: قد يسمى من تظهر منه الأشياء العجيبة روحا
ويضاف إلى الله فيقال هذا روح من الله أي من خلقه كما يقال في النعمة إنها
من الله وقيل روح منه أي من خلقه كما قال تعالى وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ أي من خلقه وقيل روح
منه أي رحمة منه وقيل روح منه أي: برهان منه وكان عيسى برهانا وحجة على
قومه وجعلت الروح منه سبحانه وإن كانت بنفخ جبريل لكونه تعالى الآمر
لجبريل بالنفخ.
وخلق الله سائر الناس من الأب ومن الأم.
وهذا دليل على كمال قدرة الله جل وعلا يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر
وأنثى ورحم الله من قال الناس من جهة الأصل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء نفس
كنفس وأرواح مشابهة وأعظم خلقت فيهم وأعضاء وإن يكن لهم من أصلهم حسب
يفاخرون به فالطين والماء ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن
استهدى أجلاء فقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء ففز
بعلم تعش حيا به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء ...يا أيها الناس إنا
خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله
أتقاكم إن الله عليم خبير.... وهكذا تذوب جميع الفوارق وتسقط جميع هذه
الرايات المنتنة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم.دعوها فإنها
منتنة. هذه العصبيات الجاهلية الممقوتة التي نجح أعداء ديننا في بذرها في
قلوب كثير من المسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لا راية في
الإسلام إلا للتقوى ولا ميزان في الإسلام يخفض ويرفع إلا للتقوى إن
أكرمكم عند الله أتقاكم..
ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد
في الحديث الذي رواه البخاري ..يا رسول الله! أي الناس أكرم؟ قال أكرمهم
عند الله أتقاهم إلى آخر الحديث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق