التقوى وصيه الله لعباده :
التقوى هي وصية
الله جل وعلا لجميع خلقه قال تعالي يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم
من نفس واحده وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله
الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا .. وقال تعالي يا أيها
الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ..وقال تعالي
وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذريه ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله
وليقولو قولا سديدا وقال تعالي يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي
وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ... فهي وصيه
الله لجميع خلقه ان يتقوا الله ووصية النبي صلى الله عليه وسلم لجميع أمته
فقال صلي الله عليه وسلم وهو يعظ معاذ فقال له اتق الله حيثما كنت واتبع
السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن ..وقال صلي الله عليه وسلم إن
الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ...
والتقوي محلها القلب ...وقيل لرسول الله أي الناس أفضل؟ قال كل مخموم
القلب صدوق اللسان قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال هو التقي
النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد .. وهي الوصية التي ما زال
يتوارثها سلفنا الصالح رضوان الله عليهم جميعا دخل علي رضي الله عنه
المقبرة فقال يا أهل القبور ما الخبر عندكم إن الخبر عندنا أن أموالكم قد
قسمت وأن بيوتكم قد سكنت وإن زوجاتكم قد زوجت ثم بكى ثم قال والله لو
استطاعوا أن يجيبوا لقالوا إنا وجدنا أن خير الزاد التقوى .... انا وجدنا
خير الزاد التقوي ... انا وجدنا خير الزاد التقوي .
التقوى: هي أن تعمل بنور من الله في طاعة الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالتقوى وترددت في مختلف
المناسبات مما يدل على عظم هذه الوصية خاصة وأنها قد كانت وصيه وداعه
لأصحابه وللأمة ففي يوم حجة الوداع حينما وعظ النبي صلى الله عليه وسلم
الناس فقالوا له كأنها موعظة مودع فأوصِنا قال أُوصيكم بتقوى اللهِ والسمعِ
والطاعة.
وكانت وصيته صلى الله عليه وسلم لكل من يستوصيه من الصحابة
هي الوصية بالتقوى هكذا أوصى أبا ذر رضي الله عنه أوصيكَ بتقوى الله فإنه
رأس الأمرِ كله.. وبمثلها أوصى أبا سعيد الخدري رضي الله عنه فقال له أوصيك
بتقوى الله فإنه رأس كل شيء وفي رواية أخرى علَيكَ بتقوى الله فإنها جِماع
كل خير.
وقد وعى السلف من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان في كل
العصور القيمه الكبيرة لهذه الوصية العظيمة فصاروا يتواصون بها ويوصون بها
من بعدهم وقد تواترت في ذلك الآثار والنقول فكان أبو بكر الصديق رضي الله
عنه يفتتح خطبته بها قائلا أما بعد فإني أُوصيكم بتقوى الله ولما حضرته
الوفاة وعهد إلى عمر كان أول ما أوصاه به أن اتق الله يا عمر وعلى هذا
النهج كانت وصايا سائر الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم جميعا ومن تبعهم
من أئمة الهدى.
وعبد الله بن مسعود أنه قال في قول الله تعالى ..اتقوا
الله حق تقاته. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن يطاع فلا يعصى وأن
يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.
وعرف علي بن أبي طالب التقوى فقال هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
وسأل عمر كعبا فقال له ما التقوى؟ فقال كعب يا أمير المؤمنين أما سلكت
طريقا فيه شوك؟ قال نعم. قال فماذا فعلت؟ فقال عمر أشمر عن ساقي وانظر إلى
مواضع قدمي وأقدم قدما وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة فقال كعب تلك هي
التقوى.تشمير للطاعة ونظر في الحلال والحرام وورع من الزلل ومخافة وخشية من
الكبير المتعال سبحانه.
التقوى هي منبع الفضائل كلها فالرحمة والوفاء
والصدق والعدل والورع والبذل والعطاء كلها ثمرات من ثمار شجرة التقوى إذا
أينعت في قلب المؤمن.
التقوى هي مأخوذة من الوقاية وما يحمي به الإنسان
رأسه.اصطلاحا أن تجعل بينك وبين ما حرم الله حاجبا وحاجزا. ألا فلنتق الله
حق التقوى لنكون من المهتدين إلى صراط الله المستقيم في الدنيا والآخرة!
ولنتذكر بأن هذه الوصية وصية الله لنا فحري بنا أن نعظمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق