🚩🚩هل تعرف من هي السيدة سودة ،،، ام المؤمنين ،،،، ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم وبعد ،،،،
📌هي ،،،،،، 👇
✍✍أمُّ المؤمنين سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس، وأمها الشموس بنت قيس بن عمرو، بنت أخي سلمى بنت عمرو بن زيد أمِّ عبد المطلب، تزوَّجها قبل رسول الله ابن عمٍّ لها هو: السكران بن عمرو بن عبد شمس، أخو سهل وسهيل وسليط وحاطب، ولكلهم صحبة، وهاجر بها السكران إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ثم رجع بها إلى مكة فمات عنها.
📌السيدة سودة في الجاهلية،،،👇
✍✍أمست السيدة سودة -رضي الله عنها- بين أهل زوجها المشركين وحيدة لا عائل لها ولا معين؛ حيث أبوها ما زال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد الله بن زمعة على دين آبائه، وهذا هو حالها قبل زواج الرسول منها.
📌قصة زواجها من الرسول،،،،،،⤵
✍✍وتعدُّ السيدة سودة أوَّل امرأة تزوَّجها الرسول بعد خديجة، وكانت قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله في الخمسين من عمره، ﻛﺎﻥ ﺭﺣﻴﻞ اﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ - ﺭﺿﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ - ﻣﺜﻴﺮ ﺃﺣﺰاﻥ ﻛﺒﺮﻯ ﻓﻰ ﺑﻴﺖ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻓﻰ ﻣﺤﻴﻂ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ - ﺭﺿﻮاﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ - ﺇﺷﻔﺎﻗﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭاﻓﺘﻘﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﺮﻋﻰ ﺷﺌﻮﻧﻪ ﻭﺷﺌﻮﻥ ﺃﻭﻻﺩﻩ. ﺛﻢ ﺗﺼﺎﺩﻑ ﻓﻘﺪاﻧﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻤﻪ ﺃﺑﺎ ﻃﺎﻟﺐ ﻧﺼﻴﺮﻩ ﻭﻇﻬﻴﺮﻩ ﻭﺳﻤﻰ اﻟﻌﺎﻡ اﻟﺬﻯ ﺭﺣﻞ ﻓﻴﻪ ﻧﺼﻴﺮاﻩ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻭﺃﺑﻮ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﺎﻡ اﻟﺤﺰﻥ.
👈ﻓﻰ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﺎﺥ.. ﻣﻨﺎﺥ اﻟﺤﺰﻥ ﻭاﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭاﻓﺘﻘﺎﺩ ﻣﻦ ﻳﺮﻋﻰ ﺷﺌﻮﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﺷﺌﻮﻥ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺳﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺖ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭاﺣﺪﺓ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﺎﺕ ﺗﺴﻤﻰ ﺧﻮﻟﺔ ﺑﻨﺖ ﺣﻜﻴﻢ اﻟﺴﻠﻤﻴﺔ يروي الإمام الطبري في تاريخه أنّ خولة بنت حكيم, قالت: : ﻟﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧﻰ ﺃﺭاﻙ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﺘﻚ ﺧﻠﺔ ﻟﻔﻘﺪ ﺧﺪﻳﺠﺔ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
[ ﺃﺟﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻡ اﻟﻌﻴﺎﻝ ﻭﺭﺑﺔ اﻟﺒﻴﺖ]
، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ: ﺃﻻ ﺃﺧﻄﺐ ﻋﻠﻴﻚ؟.
ﻓﻘﺎﻝ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻭﻟﻜﻦ - ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺧﺪﻳﺨﺔ؟! ﻓﺬﻛﺮﺕ ﻟﻪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮ ﻓﻘﺎﻝ اﻟﺮﺳﻮﻝ: ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺰاﻝ ﺻﻐﻴﺮﻩ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺗﺨﻄﺒﻬﺎ اﻟﻴﻮﻡ ﺛﻢ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﻀﺞ.. ﻗﺎﻝ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﻭﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﺕ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﻳﺨﺪﻣﻬﻦ؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺧﻮﻟﺔ: ﺇﻧﻬﺎ ﺳﻮﺩﺓ ﺑﻨﺖ ﺯﻣﻌﺔ، ﻭﻋﺮﺽ اﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺩﺓ ﻭﻭاﻟﺪﻫﺎ: ﻓﺘﻢ اﻟﺰﻭاﺝ ﻭﺩﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻤﻜﺔ.
👈 ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ اﻣﺮﺃﺓ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺧﺪﻳﺠﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻓﻰ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ ﻋﺸﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻮﺓ.
👈ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻴﺪﺓ ﺳﻮﺩﺓ ﺃﺭﻣﻠﺔ ﺳﻜﺮاﻥ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﻭﻫﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﺎﺕ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮاﺕ. ﺗﻮﻓﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺮﺟﻮﻉ ﻣﻦ اﻟﻬﺠﺮﺓ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻻ ﻧﺎﺻﺮ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻣﻌﻴﻦ. ﻭﻟﻮ ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ اﻟﻜﻔﺎﺭ ﻟﻌﺬﺑﻮﻫﺎ ﻭﻟﺤﺎﻭﻟﻮا ﺭﺩﻫﺎ ﺇﻟﻰ اﻟﺸﺮﻙ ﻗﺴﺮا. ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻜﻔﺎﻟﺘﻬﺎ ﻭاﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻼﻣﻬﺎ.
ﻓﺎﺧﺘﺎﺭ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ اﻷﺭﻣﻠﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪﺓ اﻟﺤﺰﻳﻨﺔ اﻟﻤﺴﻜﻴﻨﺔ اﻟﻤﺴﻨﺔ ﻓﺘﺰﻭﺟﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﻫﺬا ﺗﺸﺮﻳﻊ اﻟﺰﻭاﺝ ﺑﺎﻷﺭاﻣﻞ اﻟﻻﺋﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺳﻮﺩاء ﻓﻲ اﻟﻤﻠﻞ ﻭاﻷﺩﻳﺎﻥ اﻷﺧﺮﻯ ﻛﺎﻟﻬﻨﺪﻭﻛﻴﺔ. ﻓﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺭﺳﻞ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﻷﻣﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء، ﻟﺬا ﻓﺴﻦ ﺯﻭاﺟﻪ ﻹﺑﻄﺎﻝ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺩﻳﺎﻥ اﻟﻤﺤﺮﻓﺔ ﻭاﻟﻤﻠﻞ اﻷﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺧﺮاﻓﺎﺕ ﻭاﻣﺘﻬﺎﻥ ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﻤﺰﺩﺭﻳﺎﺕ ﻣﻨﻬﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻬﻦ ﻛﺎﻷﺭاﻣﻞ ﻭاﻟﻤﻄﻠﻘﺎﺕ ﻭﺗﺸﺮﻳﻔﻬﻦ ﺑﺰﻭاﺟﻪ ﻣﻨﻬﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﺷﺮﻑ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﻴﻤﺘﺜﻞ ﺑﻪ اﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻛﺎﻓﺔ. وقد ورد أنه ما عُبد الله في الأرض بأفضل من جبر الخواطر، الإنسان أحياناً يتزوج امرأةً لجمالها، وقد يتزوّجها لمالها، وقد يتزوجها لدينها، وقد يتزوجها جبراً لخاطرها .
👈ﻭﻋﺠﺐ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﻜﻰ ﻟﻬﺬا اﻟﺰﻭاﺝ ﻷﻥ ◀ ﺳﻮﺩﺓ ◀ ﻫﺬﻩ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺬاﺕ ﺟﻤﺎﻝ ﻭﻻ ﺣﺴﺐ ﻭﻻ ﺗﺼﻠﺢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺧﻠﻔﺎ ﻷﻡ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ اﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﺯﻭاﺝ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻬﺎ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﺿﻴﺌﺔ ﻭﺣﺴﻴﺒﺔ ﺗﻄﻤﺢ ﺇﻟﻴﻬﺎ اﻷﻧﻈﺎﺭ.
👈👈ﻭﻫﻨﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻠﻤﺮﺟﻔﻴﻦ اﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ: ﻫﺬﻩ ﻫﻰ اﻟﺰﻭﺟﺔ اﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﺑﻌﺪ ﺧﺪﻳﺠﺔ، ﻓﻬﻰ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﻫﺎﺟﺮﺕ اﻟﻬﺠﺮﺓ اﻷﻭﻟﻰ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻓﺮﻭا ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﻗﺪ ﻗﺒﻞ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺯﻭاﺟﻬﺎ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ ﻭﺟﺒﺮا ﻟﺨﺎﻃﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﺛﺮ ﻋﻮﺩﺗﻬﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺒﺸﺔ.
ﻭﻟﻴﺲ اﻟﺰﻭاﺝ ﺑﻬﺎ شعار ﺷﻬﻮﺓ ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﺟﺒﺮا ﻟﺨﺎﻃﺮ اﻣﺮﺃﺓ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻬﺠﺮﺓ اﻷﻭﻟﻰ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﺒﺸﺔ ﻭﻟﻤﺎ ﻋﺎﺩا ﺗﻮﻓﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ اﻣﺮﺃﺓ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻫﻰ ﻭﺑﻨﻮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻳﺮﻋﺎﻫﻢ.
📌ملامح شخصيتها،،،،👇
✍✍قد جمعت ملامح عظيمة وخصالاً طيبة، كان منها أنها كانت معطاءة تُكْثِر من الصدقة، حتى إنَّ عمر بن الخطاب بعث إليها بغِرارة من دراهم، فقالت: ما هذه؟ قالوا: دراهم. قالت: في غرارة مثل التمر؟ ففرَّقتها بين المساكين. وقد وَهَبَتْ رضي الله عنها يومها لعائشة؛ ففي صحيح مسلم أنها: "لَمَّا كَبِرَتْ جَعَلَتْ يَوْمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ لِعَائِشَةَ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لِعَائِشَةَ. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَقْسِمُ لِعَائِشَةَ يَوْمَيْنِ: يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ". وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: "مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ فِي مِسْلاَخِهَا مِنْ سَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ مِنِ امْرَأَةٍ فِيهَا حِدَّةٌ. وكانت تُضحكه الأحيان بالشيء. لما دخلت عائشة رضي الله عنها بيت الرسول صلى الله عليه وسلم زوجة محبوبة تملأ العين بصباها ومرحها وذكائها، شاءت سودة أن تتخلى عن مكانها في بيت محمد صلى الله عليه وسلم فهي لم تأخذ منه إلا الرحمة والمكرمة، وهذه عائشة يدنيها من الرسول المودة والإيثار والاعتزاز بأبيها، وملاحة يهواها الرجل.وقد أنس الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمرحها وصباها في بيته فانقبضت سودة وبدت في بيت زوجها كالسجين، ولما جاءها الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً وسألها إن كانت تريد تسريحاً، وهو يعلم أن ليس لها في الزواج مأرب إلا الستر والعافية وهما في عصمة الرسول ونعمة الله، قالت سودة وقد هدأت بها غيرة الأنثى: يا رسول الله مالي من حرص على أن أكون لك زوجة مثل عائشة فأمسكني، وحسبي أن أعيش قريبة منك، أحب حبيبك وأرضى لرضاك.ووطدت سوده نفسها على أن تروض غيرتها بالتقوى، وأن تسقط يومها لعائشة وتؤثرها على نفسها، وبعد أن تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بحفصة بنت عمر جبراً لخاطرها المكسور بعد وفاة زوجها وسنها لم يتجاوز الثامنة عشر، هانت لدى سودة الحياة مع ضرتين ندتين كلتاهما تعتز بأبيها، ولكنها كانت أقرب لعائشة ترضيها لمرضاة زوجها
👈حدث هذا الزواج بعد وفاة السيدة خديجة بثلاث سنوات، معنى ذلك النبي عاش وحيداً، والأزواج يعرفون؛ المرأة سكنٌ لزوجها، ومن أصعب الحالات أن يفقد الرجل زوجته، والنبي عليه الصلاة والسلام بموت السيدة خديجة فقد الدَعم الداخلي، وبموت عمِّه أبي طالب فَقَدَ الدَعم الخارجي، إذاً: ذاق النبي الوحدة، ذاق الوحشة، ذاق موت النصير، ذاق موت القريب، ذاق موت أحب الناس إليه .
📔📔يروي الحافظ ابن كثير, والإمام أحمد في المسند, محاورةً جرت في هذا الموضوع، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ:
((أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ امْرَأَةً مِنْ قَوْمِهِ, يُقَالُ لَهَا: سَوْدَةُ, وَكَانَتْ مُصْبِيَةً,
-أي لها صبيان-
كَانَ لَهَا خَمْسَةُ صِبْيَةٍ أَوْ سِتَّةٌ مِنْ بَعْلٍ لَهَا مَاتَ,
-هناك من يدَّعي، ومن يتهم النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان مغرماً بالنساء، هذه امرأةٌ متقدمةٌ في السن، مُصْبِيَة-
👈فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا يَمْنَعُكِ مِنِّي؟ قَالَتْ: وَاللَّهِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ, مَا يَمْنَعُنِي مِنْكَ أَنْ لَا تَكُونَ أَحَبَّ الْبَرِيَّةِ إِلَيَّ, وَلَكِنِّي أُكْرِمُكَ أَنْ يَضْغُوَ هَؤُلَاءِ الصِّبْيَةَ عِنْدَ رَأْسِكَ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً,
✍✍أي أن يمنعوا راحتك، خمسة أولاد، كان قدوةً عليه الصلاة والسلام، امرأةٌ مسنَّة يتزوجها، وعندها خمسة أولاد، هي نفسها خافت أن تزعج النبي عليه الصلاة والسلام، هي نفسها خافت أن يكون أولادها عبئاً على النبي عليه الصلاة والسلام-
✍✍قَالَ: فَهَلْ مَنَعَكِ مِنِّي شَيْءٌ غَيْرُ ذَلِكَ؟ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ, قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَرْحَمُكِ اللَّهُ, إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الْإِبِلِ, صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرٍ, وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ بِذَاتِ يَدٍ))
[أخرجه الإمام أحمد عن عبد الله بن عباس في مسنده]
👈فالإنسان إذا تقدَّم في السن تكثُر حاجاته، لذلك الزوجات الطاهرات المخلصات: هنَّ اللواتي يضاعفن من خدمة أزواجهن, إذا تقدَّمت بهم العمر، طبعاً حينما يكون شاباً يخدمنه خدمةً عالية، أما إذا تقدَّمت به السن ضعفت الخدمة، فقال عليه الصلاة والسلام:
◀((إِنَّ خَيْرَ نِسَاءٍ رَكِبْنَ أَعْجَازَ الْإِبِلِ, صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيْشٍ أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرٍ, وَأَرْعَاهُ عَلَى بَعْلٍ بِذَاتِ يَدٍ))
[أخرجه الإمام أحمد عن عبد الله بن عباس في مسنده]
👈أي خير النساء من جمعت بين رعاية أولادها ورعاية زوجها .
⬅⬅وقفة،،،⤵
✍✍هناك مشكلتان في بيوت المسلمين؛
📌الأولى أن الزوجة تعتني بزوجها عنايةً فائقة, وتهمل أولادها، تدعهم في الطُرقات، ثيابهم غير نظيفة، أعمالهم غير مرتَّبة، دراستهم متخلِّفة ، لكنها تعتني بزوجها, لأنه مصدر سعادتها، هذا مرض .
📌المرض الثاني: تعتني الزوجة بأولادها على حساب زوجها، تهمله, تهمل طعامه، وشرابه، وثيابه، كل همها لأولادها، هذا خطأ, وهذا خطأ، هذا تطرُّف وذاك تطرُّف، خير النساء من جمعت بين رعاية أولادها ورعاية زوجها، وقد لا تصدقون أن المرأة التي تحسن تبعُّل زوجها هذا العمل, يعدل الجهاد في سبيل الله، ولكن من هي هذه المرأة التي تتفهَّم هذا الحديث الصحيح الذي رواه النبي عليه الصلاة والسلام:
📔ورد في الاثر((انصرفي أيتها المرأة, وأعلمي من وراءك من النساء, أن حسن تبعل إحداكن لزوجها, وطلبها مرضاته, واتباعها موافقته, يعدل ذلك كله))
👈أي الجهاد في سبيل الله .
📚ما قاله كتاب السيرة عن خولة بنت حكيم
✍✍كُتَّاب السيرة يقولون: خولة بنت حكيم, لم تكن تستطيع أن تكون جريئةً إلى هذا الحد، لأنها تدخَّلت في أخصَّ خصوصيَّات النبي عليه الصلاة والسلام، تدخَّلت في حياته الشخصيَّة، لولا أنها رأت من الوَحشة التي خيَّمت على بيت النبي, بوفاة الزوجة الصديقة العزيزة الغالية
🚩✍✍بصراحة: الزوجة الصادقة، الوفيَّة، الصالحة, موتها يهدُّ أركان البيت، والزوج الصالح الوفي, موته يهدُّ أركان البيت، فالنبي عليه الصلاة والسلام ذاق فقد الزوجة ثلاث سنوات، لأن الله جعله أسوةً حسنة, أذاقه كل شيء؛ أذاقه موت الولد، أذاقه فقد الزوجة، أذاقه زوجةً تكبره بخمسة عشر عاماً، أذاقه زوجةً صغيرة، أذاقه هجرةً من بلده إلى بلدٍ آخر، أذاقه موت أبيه، أذاقه موت أمه، حينما قال الله عزَّ وجل:
🚩﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾
[سورة الأحزاب الآية: 21]
👍لولا أن الله أذاقه كل شيء, لما كان أسوةً لنا في كل شيء، أذاقه الفقر:
👈كان يقول ((هل عندكم شيء؟ قالوا: لا, قال: فإني صائم))
📌أذاقه الغنى:
👈كان يعطي ((لمن هذا الوادي؟ قال: هو لك، قال: أشهد أنك رسول الله))
📌أذاقه القهر في الطائف:
👈((إن لم تكن ساخطا علي فلا أبالي))
📌أذاقه النصر في فتح مكة:
✍✍((ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: أخٌ كريم, وابن عمٍ كريم, قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء))
✍✍النبي عليه الصلاة والسلام تحمَّل من قريش أشدَّ الأذى، ولا سيما بعد وفاة عمه أبي طالب، وبعد وفاة زوجته السيدة خديجة، الزوجة سكن .
أدركت هذه الصحابية الجليلة ما يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلَّم من الشدائد والهموم، فأرادت أن تخفف عنه بعد ذلك بإيجاد أنيسٍ في بيته .
⬅ هناك تعليق لطيف، هذا الذي يستخف بزوجته، ويحلف عليها بالطلاق لأتفه الأسباب، أو يطردها من البيت، أو يعاملها معاملةً قاسية، أو يسب أباها وأمها، أو يهينها ، ماذا يفعل هذا الإنسان؟ يكفر بنعمة الزوجة, يكفر بأشد النعم لصوقاً بالزوج .
⬅وايضا هذه المرأة التي تستخف بزوجها، يحلف عليها يمينًا فتنقضه، يأمرها فلا تطيعه، يهددها فتتحدَّاه، هذه امرأةٌ أيضاً تكفر بنعمة الزوج:
👍جاء في الحديث ((أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلاقَ فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ, فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ))
[أخرجه الإمام أحمد عن ثوبان في مسنده]
👍وجاء ايضا ((لا ينظر الله إلى امرأةٍ لا تشكر لزوجها, وهي لا تستغني عنه))
👍وجاء ايضا ((إني أكره المرأة تخرج من بيتها تشتكي على زوجها))
✍✍فالمرأة إذا رعت نعمة الزوج، والزوج إذا رعى نعمة الزوجة, كانت حياتهما سعيدة، لذلك أنا من خلال ما يُعرض علي من قضايا, ومشكلات بين الزوجين، أعجب أشدَّ العجب، يحلف عليها يميناً بالطلاق, ألاّ تزور أختها، لا يحلو لها إلا أن تكسر يمينه، وتتحدَّاه، وتزور أختها، تجلس عندها ساعة، وقع الطلاق، يتحرَّك الزوج من شيخٍ إلى شيخ من أجل فتوى، ماذا أفعل؟ . ولا حول ولا قوه الا بالله ،،،
✍✍لهذه الدرجة زوجك هينٌ عليكٍ، حلف عليكٍ ألاّ تزوري أختكِ، ماذا يمنع أن تنفذي أمره؟ ماذا يمنع أن تمتنعي عن زيارة أختكِ؟ الشيء العجيب بين كل مئة يمين طلاقٍ طلاقٌ مقيَّد غير مُطلق، أي يقول: إن فعلت كذا فأنتِ طالق، بين كل مئة طلاق تسعة وتسعين بالمئة من النساء اللواتي يحلف أزواجهن عليهن يمين طلاق ينقضنه، هذا كفرٌ بنعمة الزوج .
✍✍لماذا جعل الله الطلاق بيد الرجل؟ لأن المرأة عاطفيَّة، لسببٍ تافهٍ تطلب الطلاق، لكن الزوج يجب أن يفكِّر في الطلاق, بعد دراسة طويلة جداً، وبعد بحث .
👍👍انظر إلى هذه المعاملة الراقية التي كانت تتعامل بها السيدة سودة مع زوجها النبي ،،،،،⤵
✍✍تتم الخطبة، ويعقد الزواج، ويروي الطبري عن هذا الزواج الشيء الكثير، تُزَّف العروس الوقور إلى أحبِّ الناس إليها، لتخفِّف آلام الفُرقة عن نفسه الشريفة، ولتملأ بيته أُنساً بعد وحشة، ولتحمل معه بعض أعباء الحياة، ولتقوم ببعض ما كانت تقوم به الزوجة الراحلة العزيزة خديجة، لقد كانت أم المؤمنين سودة ذات روحٍ مرحةٍ مشرقة .
✍✍فالأمر بسيط جدا لمن فهم ،،،،، الدُعابة، واللطف، والطُرفة، والوجه الطليق، والبسمة، والمرح في البيت مطلوب جداً،
👍👍فهناك أب إذا دخل على أولاده وعلى أهله كان عندهم عيد؛ يهَللون، يفرحون، يتنافسون ليصلوا إليه
، 👎👎وهناك أبٌ إذا دخل البيت كان عبئاً على أهل البيت . ،،،، ولا حول ولا قوه الا بالله ،،،،
✍✍ كانت هذه السيدة, ذات روحٍ مرحةٍ مشرقة، تسخِّر نفسها الراضية المرضية لإرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلَّم, وإدخال السرور على نفسه الكريمة .
✍✍الحقيقة: الملاحظ أن المرأة غير المنضبطة، المرأة غير الملتزمة، المرأة المُنقطعة عن الله، أسوأ ما عندها لزوجها؛ الكلام القاسي، والنظرة المتجفِّية، والهيئة التي لا ترضي، إهمال شأنه، إهمال ثيابه، إهمال زينتها، قسوة كلامها، إهمال شؤون زوجها، فإذا أرادت أن تلتقي بالآخرين؛ تلطَّفت، وتزيَّنت، وتعطَّرت، ولبست أحسن ثيابها، وكانت لطيفةً إلى أعلى درجة، هذه امرأةٌ لا يحبها الله عزَّ وجل، لأن أسوأ ما فيها لزوجها، وأحسن ما فيها لغير زوجها .
👍👍كانت هذه الزوجة الوفيَّة سودة، تحاول أن تدخل على قلب النبي صلى الله عليه وسلَّم السرور، فكانت تغتنم كل مناسبة لتضحكه وتسرَّه، لعلَّها بذلك تقدِّم بعض الواجبات التي أنيطت بالزوجات نحو أزواجهن وأرباب بيوتهن- .
👈من أمثلة ذلك: ما رواه ابن سعدٍ عن الأعمش عن إبراهيم, قال:
👈قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم: صلَّيت خلفك الليلة، فركعت بي حتى أمسكت بأنفي مخافة أن يقطُر الدم، يبدو أن النبي أطال الركوع, فضحك النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت تضحكه بالشيء أحياناً))
انظر ما قال كتاب السيرة عن هذه السيدة :
📔قال بعض كُتَّاب السيرة: ربما كانت هذه الزوجة المسعدة لزوجها تمازحه بكلماتٍ، ويعظها بكلمات .
📔من ذلك ما رواه ابن المبارك أن سودة, قالت: يا رسول الله! إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون, حتى تأتينا أنت، فقال لها: لو تعلمين علم الموت يا بنت زمعة, لعلمت أنه أشد مما تقدرين عليه))
✍✍ نوع من أنواع الدعابة، نوع من أنواع الطرافة بين الزوج وزوجته .
هذه الزوجة الفاضلة، أنها كانت حريصةً كل الحرص على إرضاء رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وتكريمه، فكانت إذا مازحته, لم تُقَلل ذلك من هيبتها له, وتوقيرها إياه شيئاً .
📌👈 بالمناسبة: أنا لا أتمنى ولا احب أن ترفع الكلفة بين الزوجين أبداً، إنْ رُفعت كلياً شقي الزوجان، لا بدَّ من حدٍ أدنى من الكلفة بين الزوجين، أما إذا رفعت الكلفة, واستباح كل طرفٍ أن يكثر المزاح مع الطرف الآخر, حيث يقلل من هيبته، كانت مشكلة .
👈والحقيقة: المزاح كالملح في الطعام، إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، فالذي يمزح ينبغي أن يمسك بميزانٍ دقيقٍ جداً، إنه إن أكثر المزاح, فقد هيبته، وهناك مزاح يجرح، ومزاح فيه إهانة، ومزاح مؤلم،
👍👍 هناك مزاح، لكنه قليل ونادر؛ لا يؤذي أبداً، ولا يجرح، ولا يُهين، ولا يحجِّم، ولا يخجل، هذا هو المزاح المسموح به، هناك من يمزح مع زوجته بالانتقاص من شكلها، بإبراز عيوبها، بتكبير عيوبها، بالتعريض بأهلها، هذا ليس مزاحاً، بل هذا هدمٌ للعلاقات بين الزوجين .
📌بعض أعمالها رضي الله عنها ،،،،،👇
✍✍روت السيدة سودة – رضي الله عنها- خمسة أحاديث، وروى عنها عبدالله بن عباس ويحيى بن عبدالله بن عبد الرحمن بن سعدين زاره الأنصاري. وروى لها أبو داود والنسائي وخرج لها البخاري.
📌وفاة السيدة سودة،،،،،👇
✍✍توفيت أم المؤمنين سودة بنت زمعة -رضي الله عنها- في آخر زمان عمر بن الخطاب، ويقال: ماتت -رضي الله عنها- سنة 54هـ.
🌾🌾🌾🌾والحمد لله رب العالمين 🌾🌾🌾🌾🌾🌾
___________📚مصادر القصة ،،،،،⤵
📔تاريخ الأمم والملوك // الامام الطبري ،،
📔قبس من درس // د/ محمد راتب النابلسي ،،،
📔مسند الامام احمد ،،،،
📔البدايه والنهايه // للامام ابن كثير ،،
📌جمع وترتيب وتبسيط اخوكم // ابو فارس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق