قراءة القرآن للحائض ودخول المسجد
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم وبعد ،،،،
السؤال كيف نوفق بين قول الشيخ ابن عثيمين ،،، وبين الشيخ الالباني ،،،، في مسألة مس وقراءة القرآن للحائض ؟
⬅اولا،،،✍✍ لابد أن نعلم أن لكل عالم من اهل العلم اجتهاده فيما له ومعه من أدوات الاجتهاد ،،،، وليس صادر عن هوي ،،، فربما اخذ أحدهم بالقوي دليلا وربما أخذ بما ترجح عنده بعد عرض الأدلة ،،،، هذه مسألة لابد منها قبل الرد ،،،؟
⬅ثانيا ،،،،✍✍ لابد أن نعرض قول كل شيخ في هذه المسألة حتي نري اهناك تعارض يحتاج الي توفيق أو ترجح أو لا ؟
أما عن قول الشيخ الالباني رحمه الله في مسألة مس وقراءة القرآن للحائض ،،،،،،،⤵
📔قال رحمه ،،،، 👇
✍✍ لا نجد في الكتاب ولا في السنة ما يدل على منع الحائض والجنب من مس القرآن أو تلاوته، بل لعلنا نجد من القواعد والأصول ما يدل على خلاف ذلك، ألا وهو الجواز؛ ذلك لأن من الأصول التي تبنى عليها فروع كثيرة قولهم:
"الأصل في الأشياء الإباحة" فهنا لمس للقرآن، وهنا قراءة من القرآن، فكل من الأمرين الأصل في ذلك الإباحة، فلا ينبغي الخروج عن هذا الأصل إلا بدليل ملزم من الكتاب أو السنة الصحيحة، ولا يوجد مطلقاً في الكتاب ولا في السنة ما يمنع الجنب من مس القرآن أو تلاوته، وكذلك المرأة الحائض.
بل قد نجد في تضاعيف السنة ما يشهد للأصل في ذلك.
مثلاً: روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه)
👈فهذه الكلية التي أطلقتها السيدة عائشة في حديثها تشمل أحيان الرسول صلى الله عليه وسلم كلها؛ أي سواء كان طاهراً أو غير طاهر، سواء كان على حدث أصغر أو حدث أكبر، والذي يؤكد هذا المعنى العام في هذا الحديث - حديث عائشة- أنها هي أيضاً حدثتنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد يُصبح أحياناً جنباً من احتلام، - وفي رمضان- فيدخل عليه الفجر وهو جنب من احتلام، فيصوم ثم يغتسل.
ووجه الاستـدلال بهذا: أننا نعلم من أحاديث أخرى أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ سورة تبارك، وكان لا ينام في كثير من لياليه حتى يقرأ سورة المزمل، كذلك في بعض الأحاديث الحض على قراءة آية الكرسي، ونحو ذلك من الأذكار المعروفة في كتب الأذكار، فلم يأتي ما يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة التي كان ينام فيها جنباً كان لا يقرأ هذا الذي شرعه - إن صح التعبير- للناس، أن يقرؤوه بين يدي اضطجاعهم من نومهم.
📔متفرقات الألباني/ شريط رقم: (226)/ سلسلة أهل الحديث والأثر
وقال ايضا ،،،،⤵
الأفضل لمن يتمكنون من التطهر [من الحدث الأكبر أو الأصغر ] الطهارة الكبرى أو الصغرى، أن يكونوا على طهارة كاملة حينما يريدون أن يذكروا الله - عز وجل- لا سيما عند تلاوة القرآن.
.. أما النساء الحُيَّض والنفساء فليس بإمكانهن أن يتطهرن شرعاً، ولذلك فالرخصة فيهن أقوى وأوضح وأظهر.
📔متفرقات الألباني/ شريط رقم: (10)/ سلسلة أهل الحديث والأثر
واما قول الشيخ ابن عثيمين رحمه ،،،،، في نفس المسألة ⤵
قال رحمه الله،،،،👇
✍✍ يجوز للحائض أن تقرأ القرآن للحاجة، مثل أن تكون معلمة، فتقرأ القرآن للتعليم، أو تكون طالبة فتقرأ القرآن للتعلم، أو تكون تعلم أولادها الصغار أو الكبار، فترد عليهم وتقرأ الآية قبلهم. المهم إذا دعت الحاجة إلى قراءة القرآن للمرأة الحائض، فإنه يجوز ولا حرج عليها، وكذلك لو كانت تخشى أن تنساه فصارت تقرؤه تذكراً، فإنه لا حرج عليها ولو كانت حائضاً. . على أن بعض أهل العلم قال: إنه يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ القرآن مطلقاً بلا حاجة. - وقال آخرون: إنه يحرم عليها أن تقرأ القرآن ولو كان لحاجة. فالأقوال ثلاثة، والذي ينبغي أن يقال هو: أنه إذا احتاجت إلى قراءة القرآن لتعليمه أو تعلمه أو خوف نسيانه، فإنه لا حرج عليها. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
📔 مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الحادي عشر - باب الحيض.
السؤال الان هل هناك تعارض بين القولين ،،؟
التوفيق بينهم بسيط جدا ،،،،
الشيخ الالباني رحمه الله ،،،، يري أنه ليس هناك دليل صحيح يمنع الحائض من قراءة القرآن ،،،،وليس هو وحده من يري هذا ،،، بل هناك كثير من أهل العلم يري مثل راي الالباني رحمه الله ،،،، وقالوا إن ادلة من يمنع الحائض من قراءة القرآن ،،،، ليست صحيحه ولا صريحة ،،،
واما الشيخ ابن عثيمين رحمه ،،،، ياخذ بالاحوط خروجا من خلاف اهل العلم ،،، ويقول إن احتاجت المرأة الحائض من قراءة القرآن لها ذلك ،،،،، اذا هو ما منع الحائض من قراءة القرآن مطلقا ،،،، بل قال إن احتاجت لقراءة القرآن لا حرج ،،،، وهذا فقط من أجل الخروج من خلاف اهل العلم ،،،،
فمن أرادت أن تأخذ بقول الشيخ الالباني ومن معه من اهل العلم فلها ذلك ولا حرج ،،،،، ومن أرادت أن تأخذ بالاحوط وهو قول الشيخ ابن عثيمين رحمه ومن معه من اهل العلم فلها ذلك ولا حرج ،،،،،
والله اعلم
👈أما عن حكم دخول المراة الحائض المسجد ،،، الصحيح والراجح من اقوال اهل العلم ،،،، هو جواز دخول المراة الحائض المسجد لحضور دروس العلم ،،،،، ولا حرج ،،،يقول الدكتور / حسام الدين عفانة ،،،👇
✍✍إن دخول الحائض للمسجد ممنوع عند أكثر الفقهاء وعمدتهم في المنع ما روي في الحديث عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا أحل المسجد لحائض ولا لجنب» (رواه أبو داود وابن ماجة). وفي سنده كلام كثير لأهل الحديث وسيأتي بعضه. وبعض أهل العلم احتج على منع الحائض من دخول المسجد بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ} [سورة النساء الآية 43].
👈 ومع أن هذه الآية لم تذكر الحائض إلا أنهم ألحقوها بالجنب. وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى جواز دخول الحائض للمسجد وبهذا قال الإمام أحمد في رواية عنه وهو قول المزني صاحب الإمام الشافعي وبه قال الإمام داود وابن حزم الظاهريان. وقال الإمام أحمد في رواية أخرى إن للحائض دخول المسجد إن توضأت وأمنت تلويث المسجد. انظر الإنصاف 1/347. واختار هذا القول العلامة المحدّث الشيخ ناصر الدين الألباني كما في تمام المنة ص 119.
👏وهذا القول هو الذي أطمئن إليه فيجوز للمرأة الحائض دخول المسجد لحضور دروس العلم
. ويدل لهذا القول ما يلي:
⬅ 1✍✍. البراءة الأصلية لأن الأصل عدم التحريم ولم يقم دليل صحيح صريح على تحريم دخول الحائض للمسجد. قال الإمام النووي: [وأحسن ما يوجه به هذا المذهب أن الأصل عدم التحريم وليس لمن حرم دليل صحيح صريح] المجموع 2/160. وقال الشيخ الألباني: [والقول عندنا في هذه المسألة من الناحية الفقهية كالقول في مس القرآن من الجنب للبراءة الأصلية وعدم وجود ما ينهض على التحريم وبه قال الإمام أحمد وغيره …] تمام المنة ص 119.
⬅ 2✍✍. إن الحديث الذي استدل به جمهور العلماء وهو: «لا أحل المسجد لجنب ولا لحائض» اختلف فيه أهل الحديث اختلافاً كبيراً لأنه من رواية أفلت بن خليفة عن جسرة بنت دجاجة وقد ضعفهما جماعة من أهل الحديث كالخطابي والبيهقي وعبد الحق الاشبيلي وابن حزم ونقل التضعيف عن الإمام أحمد أيضاً. وقال الإمام البغوي: [وجَوَّزَ أحمد والمزني المكث فيه وضعّف أحمد الحديث لأن راويه وهو أفلت بن خليفة مجهول وتأوّل الآية على أن -عابري السبيل- هم المسافرون تصيبهم الجنابة فيتيممون ويصلون وقد روي ذلك عن ابن عباس] شرح السنة 2/46. ومن المعاصرين الشيخ الألباني حيث قال: [قال البيهقي: ليس بالقوي]. وقال عبد الحق الإشبيلي: [لا يثبت]، وبالغ ابن حزم فقال: [إنه باطل]. وللحديث شاهدان لا ينهضان لتقويته ودعمه لأن في أحدهما متروكاً وفي الآخر كذاباً …]
تمام المنة 119، وضعّفه الشيخ الألباني أيضاً في إرواء الغليل 1/162.
وقد ضعف الإمام النووي هذا الحديث في كتابه خلاصة الأحكام حيث قال: [باب ذكر المحدث والجنب والحائض وقراءتهم ومسهم المصحف ودخولهم المسجد] ثم ساق بعض الأحاديث الصحيحة في الباب ثم قال: فصل في ضعيفه وذكر عدة أحاديث ضعفها ومنها حديث: لا أحل المسجد لحائض ولا جنب
انظر خلاصة الأحكام 1/206-210.
وقال الحافظ ابن حجر عن أفلت بن خليفة بأنه مجهول الحال … التخليص الحبير 1/140.
وقال الخطابي: [وضعفوا هذا الحديث وقالوا أفلت راويه مجهول ولا يصح الاحتجاج بحديثه …] معالم السنن 1/67. وضعف الحديث برواية ابن ماجة أيضاً صاحب الزوائد حيث قال: [إسناده ضعيف مخدوج لم يوثق وأبو الخطاب مجهول] سنن ابن ماجة 1/212. وقال الإمام البخاري عند جسرة عجائب. المجموع 2/160.وقد اعتبر كثير من العلماء كلام البخاري هذا تضعيفاً للحديث. كما أن ابن حزم قد ضعف الحديث برواياته كلها فقال: [وهذا كله باطل أما أفلت فغير مشهور ولا معروف بالثقة وأما مخدوج فساقط يروي المعضلات عن جسرة وأبو الخطاب الهجري مجهول وأما عطاء الخفاف فهو عطاء بن مسلم منكر الحديث وإسماعيل مجهول ومحمد بن الحسن مذكور بالكذب وكثير بن زيد مثله فسقط كل ما في هذا الخبر جملة] المحلى 1/401. ولا يخفى أن كثيراً من العلماء قد حسنوا هذا الحديث. انظر نصب الراية 1/194.
⬅ 3.✍✍ ومما يقوي القول بجواز دخول الحائض للمسجد عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم لا ينجس» (رواه البخاري ومسلم).
⬅ 4.✍✍ ومما يدل على الجواز أيضاً أن العلماء أجازوا للكافر دخول المسجد رجلاً كان أو امرأة فالمسلم أولى وإن كان جنباً والمسلمة كذلك وإن كانت حائضاً.
5.✍✍ ومما يدل على الجواز أيضاً ما رواه البخاري ومسلم في قصة المرأة السوداء التي كان لها خباء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال الإمام البخاري في صحيحه: [باب نوم المرأة في المسجد] ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها: أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم … قالت عائشة فكان لها خباء في المسجد أو حفش قالت: فكانت تأتيني فتحدث عني … الخ . قال الحافظ ابن حجر: [والخباء الخيمة من وبر وغيره والحفش البيت الصغير] فتح الباري 2/80. وقال ابن حزم مبيناُ وجه الاستدلال بهذا الحديث: [فهذه امرأة ساكنة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمعهود من النساء الحيض فما منعها عليه الصلاة السلام من ذلك ولا نهى عنه وكل ما لم ينه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمباح وقد ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «جعلت لي الأرض مسجداً» ولا خلاف في أن الحائض والجنب مباح لهما جميع الأرض وهي مسجد فلا يجوز أن يخص بالمنع من بعض المساجد دون بعض ولو كان دخول المسجد لا يجوز للحائض لأخبر بذلك عليه الصلاة والسلام عائشة إذا حاضت فلم ينهها إلا عن الطواف بالبيت فقط ومن الباطل المتيقن أن يكون لا يحل لها دخول المسجد فلا ينهاها عليه الصلاة والسلام عن ذلك ويقتصر على منعها من الطواف وهذا قول المزني وداود وغيرهما وبالله تعالى التوفيق] المحلى 1/401-402.
👏👏وخلاصة الأمر أنه يجوز للمرأة الحائض دخول المسجد لطلب العلم إن أمنت تلويثه وذلك لحاجة النساء الماسة إلى العلم والتفقه في الدين وإن كنت أفضل أن تكون دروس العلم للنساء في مرافق ملحقة بالمسجد
والله اعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق