نعم فإنه
لن يدخل الجنة أحد ولو كان موحدا لله مطيعا لله متبعا لرسول الله وعنده
مظلمة لأخيه أبدا عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إذا خلص المؤمنون من النار
أي مروا من على الصراط حبسوا بقنطرة بين الجنة والنار فيقتصون مظالم
كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي
نفس محمد بيده لأحدهم أهدى أي أعرف بمنزله في الجنة من منزله كان في
الدنيا.....
إذا
خلص أهل الإيمان ونقى الله أهل الإيمان وأذن الله لهم في دخول الجنان
ينطلق كل واحد إلى منزله في الجنة وهو يعرفه أكثر من معرفته ببيته في
الدنيا....
ولكن السؤال هل القصاص بين المؤمنين فقط ؟؟
والجـــــــــــــــــــــــوب كلا ... فالقصاص بين جميع البشر بل والدواب ... فتعلي معي لنري كيف يكون القصاص .....
القصاص مع الدواب
عن
أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتؤدن الحقوق
إلى أهلها يوم القيامة.. وفي رواية لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى
يقتص للشاة الجلحاء أي التي لا قرون لها من الشاة القرناء..... فإذا نطحت
الشاة القرناء الشاة الجلحاء فإن الله يقتص للجلحاء من القرناء بين يديه جل
وعلا.
سبحانك ربي تخيل هذا الموقف اذا كان الله يقتص من الدواب والبهائم ..... فكيف يكون حالك يا من ظلمت الناس ألا يقتص منك !!!
عن
أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شاتين تنتطحان فقال
المصطفى لـأبي ذر يا أبا ذر هل تدري فيم تنتطحان؟ قال لا قال المصطفى
ولكن الله يدري وسيقضي بينهما يوم القيامة...
إذا
كان يوم القيامة مد الأديم وحشر الدواب والبهائم والوحش ثم يحصل القصاص
فيقتص للشاة الجمّاء من الشاة القرناء نطحتها فإذا فرغ من القصاص بين
البهائم والدواب قال الله جل وعلا كوني ترابا فعند ذلك يقول الكافر
يــــــــــــــاليتني كنت ترابا .
وليعلم
العباد أن الحقوق لا تضيع عند الله جل وعلا فإذا كان هذا هو حال
الحيوانات والبهائم والدواب فكيف بذوي الألباب والعقول .....من الوضيع
والشريف.... والقوى والضعيف؟!
إذا
كان الله يأخذ الحق للدواب وللبهائم وللحيوانات فهل يترك الله حق العباد؟
وبصفة خاصة حق من وحدوا رب الأرض والسموات؟!! لا والله
لا
يظنن أحد أن ظلمه للعباد بضرب أو سب أو شتم أو تزوير أو أكل مال بالباطل
أو سفك دم أو غيبة أو نميمة أو استهزاء أو سخرية أو جرح كرامة لا يظنن أحد
أن شيئا من ذلك الظلم سيضيع ويذهب كلا وإن الظلم ظلمات يوم القيامة أما
والله إن الظلم شؤم ولازال المسيء هو الظالم
ستعلم يا ظلوم إذا التقينا غدا عند المليك من الملوم يا من دعاك منصبك ويا
من دعاك كرسيك ويا من دعتك صحتك وقدرتك وقوتك على ظلم العباد من الضعفاء
والفقراء والمستضعفين تذكر قدرة رب العالمين جل وعلا واعلم بأن الملك هو
الذي سيقتص للمظلوم من الظالمين فاحذر الظلم بجميع أنواعه.. احذر الظلم
سواء أكان الظلم صغيرا أم كبيرا لأن الظلم ظلمات يوم القيامة....قال في
حديثه القدسي اني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا
قال المصطفى يا معاذ .... اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب.....
دعوة المظلوم ترفع إلى الله جل وعلا ولا يحجبها حاجبوقد
يغتر الظالم المجرم بستر الله عليه وبحلم الله عليه، فيتمادى في ظلم
العباد، ونسي هذا المسكين أن الله يمهل ولا يهمل. أين الجبابرة؟! أين
الأكاسرة؟! أين القياصرة؟! أين الفراعنة؟! أين الطغاة؟! أين الطواغيت؟! أين
الظالمون؟! وأين التابعون لهم في الغي؟! بل أين
فرعون وهامان وقارون ؟! أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم وذكرهم في الورى ظلم
وطغيان هل أبقى الموت ذا عز لعزته أو هل نجا منه بالسلطان إنسان لا والذي
خلق الأكوان من عدم الكل يفنى فلا إنس ولا جان
عن
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه
لما رجعت مهاجرة الحبشة عام الفتح إلى رسول الله قال لهم ألا تحدثوني
بأعاجيب ما رأيتم بالحبشة؟! فقال فتية منهم بلى يا رسول الله! بينما نحن
جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل
قلة ماء على رأسها فمرت هذه العجوز على فتى منهم فقام الفتى ووضع إحدى
كفيه بين كتفيها ودفعها وخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها فلما ارتفعت أي
وقفت التفتت إلى هذا الشاب وقالت له سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي
وجمع الأولين والآخرين وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون سوف تعلم
أمري وأمرك عند الله غدا فقال المصطفى صدقت.. صدقت.. ......
كيف يقدس الله
أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم؟.... إي وربي! كيف يقدس الله أمة لا تحترم
فيها الكرامات؟! ولا تصان فيها الأعراض والأنساب؟! ولا يحترم فيها
الضعفاء؟! ولا يؤخذ فيها الحق من الأقوياء للضعفاء؟! أمة بهذه الأخلاقيات
الفاسدة محكوم عليها في الدنيا بالدمار، ومحكوم على أفرادها من أهل الظلم
في الآخرة بالنار
لذلك
اخوتي من كان له عند أخيه مظلمه فليتحلل منها .... قال صلي الله
عليه وسلم من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها اليوم فإنه ليس ثم دينار
ولا درهم أي يوم القيامة بين يدي الله من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته
فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه...
قد
يستطيع الظالم الآن أن يفلت بطريق أو بآخر ولكن الظالم لن يفلت يوم
القيامة فمحال أن يدخل أحد الجنة وعنده مظلمة لأحد فلابد أن يطهر الله
أهل الظلم حتى ولو كانوا من أهل التوحيد والإيمان.... لابد قبل ان يدخل
الجنه يكون خالصا ليس بينه اي مثقال ذره من ظلم لاحد ... فالجنه
للاطهار الابرار وليست للظلمه الاشارار حتي ولو كان من اهل
التوحيــــــــــــــــــــــــــــــــد
من
كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها اليوم اذهب إلى أخيك إن كنت ظلمته
بأخذ مال أو بغيبة أو بنميمة أو بانتهاك عرض أو بإحراج أو بإساءة جوار أو
بغش في بيع وشراء أو بأي صورة من صور الظلم اذهب إليه الآن واطلب منه العفو
والسماح قبل أن تقفا بين يدي العدل جل
وعلا وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن أبي هريرة قال أتدرون
من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع...... هذا هو مفهومنا
للإفلاس ولكن الإفلاس الحقيقي أكبر وأضخم وأخطر أتدرون من المفلس؟ قال
الصحابة المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع رجل فقير لا يملك مالا ولا
متاعا ولا أثاثا فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم إن المفلس من أمتي من
يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ولكنه يأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا
وأكل مال هذا وقذف هذا وسفك دم هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته
وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئات من
ظلمهم فطرحت عليه ثم طرح في النار..... فهو بنص الحديث: (صلى) وبنص الحديث
(زكى) وبنص الحديث: (صام) ومع ذلك يدخل النار لماذا؟! لأنه ما أمسك لسانه
وما كف يده واستغل جاهه وكرسيه ومنصبه في ظلم عباد الله وفي إحراج خلق
الله وفي إهانة الضعفاء والمستضعفين اللهم سلم سلم يا عزيز يا غفار!!
عيشوا
مع هذا الحديث الذي يكاد يخلع القلب إن تدبرناه ووعيناه تصور معي هذا
المشهد في أرض المحشر ها هو الظالم في أرض المحشر يقف بين يدي الله في ذل
وخشوع وانكسار لا يرتد إليه طرفه شخص ببصره لا يلتفت أعلى ولا أسفل ولا
يمنة ولا يسرة لا يرتد إليه طرفه بل وقفز
قلبه من جوفه الشمس فوق الرءوس تكاد حرارتها تصهر العظام والزحام يكاد
يخنق الأنفاس والعرق يكاد يغرق الناس وجيء بجهنم ولها سبعون ألف زمام مع كل
زمام سبعون ألف ملك يجرونها تزفر وتزمجر غضبا لغضب الجبار جل وعلا فإن
الله قد غضب في هذا اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله في
هذه اللحظات ومع هذا الهول يرى الظالم نفسه وقد أحيط بمجموعة من الناس من
أنتم؟ من هؤلاء؟ هؤلاء هم الذين ظلمهم في الدنيا ظلم من ظلم ونسي فيتعلق
المظلومون بالظالم يتعلق كل من ظلمته بك يوم القيامة يجرونه جرا ليوقفوه
بين يدي الله جل وعلا
هذا
يتعلق به من يده وهذا يجره من ظهره وهذا يجره من لحيته يتعلقون به ليوقفوه
بين يدي الملك جل جلاله فإذا ما وقف بين يدي الله تبارك وتعالى وأذن الله
لدواوين المظالم أن تنصب وللقصاص أن يبدأ يقول هذا يا رب هذا شتمني والآخر
يقول يا رب! ظلمني والآخر يقول يا رب!
اغتابني والآخر يقول يا رب غشني في البيع والشراء والآخر يقول يا رب وجدني
مظلوما وكان قادرا على دفع الظلم فجامل ونافق الظالم وتركني والآخر يقول
يا رب جاورني فأساء جواري سترى كل من عاملته في الدنيا نسيته أو تذكرته قد
تعلق بك بين يدي الله جل وعلا كل يطالب بحقه وأنت واقف يا مسكين........
ما أشد حسرتك في هذه اللحظات وأنت واقف على بساط العدل بين يدي رب الأرض
والسموات.... إذا شوفهت بخطاب السيئات وأنت مفلس عاجز فقير مهين لا تملك
درهما ولا دينارا لا تستطيع أن ترد حقاولا تملك أن تبدي عذرا ... ليس هناك
محامي يتظلم لك ويعمل لك معارضه ولا استئناف ...لا يوجد ذلك لا
تمتلك شيئا .. ليس هناك ظلم .. هنـــــــــــــا العدل لصاحب العدل
هنا القصاص ..فماذا انت فاعـــــــــــــــــــــــــــــــل .... اخوتي
.... تحللو من مظالمك قبل ان يأتي عليكم يوم لا تملكون دينار ولا
درهم لا تملكون من يدافع عنكم ... لا تملكون توبه ... في يوم لا ينفع
مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم
فيقال
خذوا من حسناته إلى من ظلمهم في الدنيا تنظر إلى صحيفتك التي بين يديك
فتراها قد خلت من حسنات تعبت في تحصيلها طوال عمرك، فتصرخ وتقول أين
حسناتي؟ أين صلاتي؟ أين زكاتي؟ أين دعوتي؟ أين علمي؟ أين قرآني؟ أين
بري؟ أين عملي الصالح؟ أين طاعاتي؟ فيقال
نقلت إلى صحائف خصومك الذين ظلمتهم في الدنيا وقد تفنى حسناتك ويبقى أهل
الحقوق ينادون الله جل وعلا أن يعطيهم حقهم من الظالم فيأمر الحق سبحانه أن
يؤخذ من سيئات من ظلمتهم في دنياك لتطرح عليك فتصرخ وتقول يا رب هذه سيئات
والله ما قاربتها.. والله ما عملتها.. فيقال لك نعم إنها سيئات من ظلمتهم
في الدنيا فتمد عنق الرجاء إلى سيدك ومولاك لعلك تنجو في هذه اللحظات ولست
بناجٍ لأن الله قد حرم الظلم على نفسه وحرم الظلم على العباد فيقرع
النداء سمعك ويخلع قلبك......
أيها
الظالم! أيها اللاهي! أيها الساهي! مثل لنفسك أيها المغرور يوم القيامة
والسماء تمور إذا كورت شمس النهار وأدنيت حتى على رأس العباد تسير وإذا
النجوم تساقطت وتناثرت وتبدلت بعد الضياء كدور وإذا الجبال تقلعت بأصولها
فرأيتها مثل السحاب تسير وإذا البحار تفجرت
نيرانها فرأيتها مثل الجحيم تفور وإذا العشارتعطلت وتخربت خلت الديار فما
بها معمور وإذا الوحوش لدى القيامة أحشرت وتقول للأملاك أين تسير وإذا
الجليل طوى السما بيمينه طي السجل كتابه المنشور وإذا الصحائف نشرت وتطايرت
وتهتكت للعالمين ستور وإذا الوليد بأمه متعلق يخشى القصاص وقلبه مذعور هذا
بلا ذنب يخاف جناية كيف المصر على الذنوب دهور وإذا الجحيم تسعرت نيرانها
ولها على أهل الذنوب زفير وإذا الجنان تزخرفت وتطيبت لفتى على طول البلاء
صبور أيها المسلمون! اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، فسوف يقتص
الملك العدل العليم الخبير للمظلومين في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون
وإنما أخذ من الحسنات ورد من السيئات.... فيا أيهاالمظلوم صبرا لا تهن إن
عين الله يقظى لا تنام نم قرير العين واهنأ خاطرا فعدل الله دائم بين
الأنام .....
فقال المصطفى عليه الصلاة والسلام أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة. وأول ما يقضى فيه بين العباد في الدماء...
ولا
تعارض في الحديثين لامن الصلاه حق لله والدماء حق للعباد ... فاول
ما يحاسب عليه العبد كما ذكرنا انفا من حق الله هي الصلاه .... أما
اول ما يحاسب عليه العباد من حقوق العباد هو الدماء ...
فهذه
هي مرحله القصاص بين العباد ... اخوتي تحللون من مظالم قبل ان يأتي
عليكم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق