أسباب عذاب القبـــــــــــــر
الأسباب
التي يعذب بها أصحاب القبور؟ جوابها من وجهين مجمل ومفصل: أما المجمل
فإنهم يعذبون على جهلهم بالله وإضاعتهم لأمره وارتكابهم لمعاصيه فلا يعذب
الله روحا عرفته وأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه ولا بدنا كانت فيه أبدا
فان عذاب القبر وعذاب الآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده فمن أغضب الله
وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتب ومات على ذلك كان له من عذاب البرزخ بقدر
غضب الله وسخطه عليه فمستقل ومستكثر ومصدق ومكذب
وأما
المفصل فقد أخبر النبي عن الرجلين الذين رآهما يعذبان في قبورهما يمشى
أحدهما بالنميمة بين الناس ويترك الآخر الاستبراء من البول فهذا ترك
الطهارة الواجبة وذلك ارتكب السبب الموقع للعداوة بين الناس بلسانه وإن كان
صادقا وفي هذا تنبيه على أن الموقع بينهم العداوة بالكذب والزور والبهتان
أعظم عذابا كما أن في ترك الاستبراء من البول تنبيها على أن من ترك الصلاة
التي الاستبراء من البول بعض واجباتها وشروطها فهو أشد عذابا
تلك
هي الحقيقة التي لا ممارة فيها ولا مجال لتكذيبها أن يكون للكافرين
والعصاة من المسلمين نصيب من أهوال الحياة البرزخية وآلامها جزاء من ربك
على الذنوب والمعاصي التي ارتكبوها فنعوذ بالله أن نكون منهم.
أولا :: الكفر بالخالق
والكفر كما هو معلوم رأس كل خطيئة وأعظم ما عصي الله تعالى به ولئن كانت كل الذنوب داخلة تحت المشيئة بين العفو والمجازاة فإن الكفر لا يغفره الله أبدامهماقدم صاحبه من الأعمال الحسنة وفي القرآن الكريم إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما.... ومقتضى ذلك أن يكون للكافر نصيب من العذاب ومبدأ ذلك حاصل في القبر وقد دلت الآيات على هذا المعنى بخصوصه قال تعالى ......ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق.. ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد.......وهذا العذاب المذكور في الآية من ضرب الوجوه والأدبار دون العذاب الأكبر يوم القيامة وقبله يؤيده ما جاء في الآية الأخرى......فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم...... يقول الإمام ابن كثير ......كيف حالهم إذا جاءتهم الملائكة لقبض أرواحهم وتعصت الأرواح في أجسادهم واستخرجتها الملائكة بالعنف والقهر والضرب
وفي الحديث الشهير المروي عن البراء بن عازب رضي الله عنه والذي يبين فيه حال العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، وفيه (فينادي مناد من السماء أن كذب فافرشوا له من النار وافتحوا له بابا إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه.....فأثبت الحديث تسبب الكفر بعذاب القبر .وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال.....من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟ فقال رجل أنا قال فمتى مات هؤلاء؟ قال ماتوا في الإشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه......ثم أقبل علينا بوجهه فقال.....تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا..... نعوذ بالله من عذاب القبر.....والحديث يرينا أن الدابة التي ركب عليها النبي صلى الله عليه وسلم أحست بالعذاب الذي يتعذب به المشركون حتى كادت أن تلقي النبي عليه الصلاة والسلام من على ظهرها لشدة نفورها وانزعاجها.
ثانيا:: النفاق
والعمدة في إثبات ذلك قوله تعالى.. وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم.......وأغلب ما ورد من أقوال المفسرين أن إحدى المرتين هو عذابهم في البرزخ قبل الآخرة
ثالثا
عدم التنزه من البول والنميمة
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال أما إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله...... فدعا بعسيب رطب فشقه باثنين ثم غرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا ثم قال...لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا..... والمعنى أن أحدهما كان لا يستر جسده ولا ثيابه من مماسة البول فيصيبه شيء منه ثم هو يصلي بثياب نجسه فكان تركه لتمام الطهارة الحسية سببا لبطلان صلاته ولذلك استحق العذاب في القبر. وأما الآخر فقد عذب بسبب النميمة ولا عجب فالنميمة بما فيها من نقل للكلام بين الناس على جهة الإفساد سبب لانعدام الثقة في المجتمع وكم قطعت من أرحام وأثيرت من ضغائن وهدمت من بيوت واشتعلت من فتن بسبب هذه البلية.
رابعا....الغيبة.
ورد فيها حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال بينا أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي ورجل عن يساره فإذا نحن بقبرين أمامنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير وبلى فأيكم يأتيني بجريدة... فاستبقنا فسبقته فأتيته بجريدة فكسرها نصفين فألقى على ذا القبر قطعة وعلى ذا القبر قطعة وقال إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين وما يعذبان إلا في البول والغيبة ..... ويحتمل أن تكون هذه الواقعة تختلف عن الواقعة السابقة والتي أخبر فيها النبي عليه الصلاة والسلام أن صاحب القبر عذب بسبب النميمة
الخامس.... الغلول
وهو ما أخفي من الغنيمة عن القسمة جاء فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له مدعم فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا ....فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم بشراك أو بشراكين فقال هذا شيء كنت أصبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك أو شراكان من نار....... والشملة هي الكساء الذي يلتحف به الرجل والشراك هو السيور الذي يشد به النعال والمقصود أن الحديث بين أن الغلول سبب من الأسباب المستوجبة للعذاب في القبر
سادسا.
عدم نصرة المظلوم.
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال ...أٌمر بعبد من عباد الله أن يضرب في قبره مائة جلدة فلم يزل يسأل ويدعو حتى صارت جلدة واحدة فجلد جلدة واحدة فامتلأ قبره عليه نارا فلما ارتفع عنه قال علام جلدتموني؟قالوا إنك صليت صلاة بغير طهور ومررت على مظلوم فلم تنصره رواه الطحاوي في مشكل الآثار وصدق الإمام القسطلاني إذ قال: إن كان هذا حال من لم ينصره فكيف من ظلمه
سابعا.
الكبر والخيلاء.
خصوصا إذا كان في المشية واللباس الطويل ونحوهما ودليله ما رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ....بينما رجل يجر إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة .... راوه البخاري وحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا ...بينا رجل يتبختر في حلة معجب بجمته أي بشعره قد أسبل إزاره إذ خسف الله به فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة رواه مسلم، والمعنى أنه يخسف به في القبر ويغوص في باطن الأرض بحركة تحدث جلبه وأصواتا لا يسمعها البشر ويظل على هذه الحال من العذاب والخسف إلى يوم القيامة.
ثامنا... الكذب
ففي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ..فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى قل (سبحان الله! ما هذان؟ فكان الجواب كما في آخر الحديث إنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق رواه البخاري ومعنى يشرشر أي يقطع، والشدق هو جانب الفم والحديث يبين خطورة الكذب ولما كانت أعضاء الكاذب من عينه وأنفه تساعده على ترويج باطله وقعت المشاركة بينهم في العقوبة كما ذكر الإمام ابن هبيرة .
تاسعا
هجر القرآن بعد تعلمه والنوم عن الصلاة المكتوبة
ففي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في رؤياه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقت معهما وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى قلت لهما سبحان الله ما هذان؟ فكان الجواب كما في آخر الحديث ....أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة....سبحان الله يرفض اعز الاشياء في الارض وهو القران فيعذب بأعز الاشياء عنده وهي الرأس
وقد تعلق العذاب السابق بأمرين كان الأول منهما الأخذ بالقرآن ثم رفضه والمقصود بذلك كما ذكر بعض العلماء أن يرفض تلاوته حتى ينساه أو أن يرفض العمل به قال الإمام ابن هبيرة.....رفض القرآن بعد حفظه جناية عظيمة لأنه يوهم أنه رأى فيه ما يوجب رفضه فلما رفض أشرف الأشياء وهو القرآن عوقب في أشرف أعضائه وهو الرأس.وأما النوم عن الصلاة المكتوبة فهو ما يكون على وجه العمد والإعراض عن القيام بها في وقتها، لاسيما صلاة الصبح لأن الله تعالى أكّد المحافظة عليها وفيها تجتمع الملائكة وأما من نام من غير تفريط وإصرارعلى الترك فهو خارج من هذا الوعيد والله أعلم
عاشراً.
أكل الربا
فقد جاء في حديث سمرة رضي الله السابق فانطلقنا فأتينا على نهر أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل سابح يسبح وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا فينطلق يسبح ثم يرجع إليه كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا فقلت لهما ما هذان؟ فكان الجواب كما في آخر الحديث.....وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر فإنه آكل الربا .....ووجه المناسبة بين الذنب والعقوبة ما ذكره الإمام ابن هبيرة بأن آكل الربا عوقب بسباحته في النهر الأحمر وإلقامه الحجارة لأن أصل الربا يجري في الذهب والذهب أحمر وأما إلقام الملك له الحجر فإنه إشارة إلى أنه لا يغني عنه شيئا وكذلك الربا فإن صاحبه يتخيل أن ماله يزداد والله من ورائه يمحق الربا.
الحادي عشر
الزنا
عصمنا الله واياكم من الزنا والفواحش يارب العالمين فمن المشاهد المذكورة في حديث سمرة رضي الله عنه ..فانطلقنا فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا فقلت لهما ما هؤلاء؟ ... فكان الجواب كما في آخر الحديث ....وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني...... ومعنى (ضوضوا) أي صاحوا ......واللغط ..... هي الأصوات المختلطة التي لا تفهم.....ويلوح للمتأمل وجه الملاءمة بين العقوبة والذنب فقد عوقبوا بالتنور لتتقابل نار الجحيم بهيجان الشهوة ونيرانها والتي جرأتهم على مقارفة الذنب وحشروا في التنور عراة لاستحقاقهم أن يفضحوا لأن عادتهم أن يستتروا في الخلوة فعوقبوا بالهتك والحكمة في إتيان العذاب من تحتهم كون جنايتهم من أعضائهم السفلى.
الثاني عشر
أمر الناس بالبر وعدم الامتثال له
وفيه حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ...صلى الله عليه وسلم.... رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال الخطباء من أمتك يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون .....وتقرض بمعنى تقطع وعند البيهقي في شعب الإيمان....خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون ويقرءون كتاب الله ولا يعملون به......والذم المتوجه في النصين السابقين لا يتعلّق بالأمر بالبر كما يتوهم البعض وإنما محط الإنكار مذكورة في قوله عليه الصلاة والسلام....وينسون أنفسهم...... فكان التوبيخ على المباينة الحاصلة بين الأقوال والأفعال...... والاستنكار على علومهم المقرونة بترك أعمالهم.... كما قال عز وجل....أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون.....وفي آيةٍ أخري .....كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.....
الله
اكبر لقد وعظت مناظر القبور فما تركت لواعظ مقالاً! ونادت: يا عُمَّارَ
الدنيا: لقد عمرتم دارًا موشكةً بكم زوالاً، وخربتم دارًا أنتم مسرعون
إليها انتقالاً، عمرتم بيوتًا لغيركم منافعها وسكناها، وخربتم بيوتًا ليس
لكم مساكن سواها، فالقبور رياضٌ من رياض الجنة، أو حفرٌ من حفر النار.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا منها، ويمنّ علينا بالتوبة النصوح؛ إنه جواد كريم.
الثالث عشر
الإفطار في رمضان من غير عذر
وفيه حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله ...صلى الله عليه وسلم....قال ..... بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي وأتيا بي جبلا فقالا لي اصعد فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا أنا بأصوات شديدة، فقلت ما هذه الأصوات قال هذا عواء أهل النار ثم انْطلق بي فإذا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما قلت من هؤلاء؟ قال هم الذين يفطرون قبل تحلة صومهم......والضبعين.... العضدين.... والشدق..... جانب الفم.
الرابع عشرا
حبس الحيوان وتعذيبه
قال صلي الله عليه وسلم ارحم من في الارض يرحمك من في السماء ..... ومن هذا المنطلق فان الذي يعذب الحبوان ولا يرحمه فان الله لا يرحمه لان الرحمه لا تكون الا للرحماء....وفي حديث الكشوف الذي رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه ونسلم قال عرضت علي النار فرأيت فيها امرأه من بني اسرائيل تعذب في هره لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الارض ..... ورأي النبي صلي الله عليه وسلم حين صلي صلاه الخسوف من يجر قصبه في النار ومن يعذب بالسرقه والمرأه التي كانت تعذب في الهره وقد صاروا في قبورهم رميم في اعين اهل زمانه ولم ير من صلي معه من ذلك ما رأي .
الخامس عشر
الــــديــن
فالميت قد يحبس في قبره بسبب الدين ولذلك يجب علي كل مسلم ان يرد الي الناس حقوقهم قبل ان يترك الدنيا بكل ما فيها ويذوق العذاب الاليم بسبب نلك المظالم.
فعن جابر بن عبد الله قال ... توفي رجل فغسلناه وحنطناه وكفناه ثم اتيا به النبي صلي الله عليه وسلم ليصلي عليه فخط خطا ثم قال ... هل عليه دين .. قلنا نعم .. قال صلو علي صاحبكم فقال ابو قتاده يا رسول الله دينه علي فقال النبي صلي الله عليه وسلم ... هما عليك حق وبرء الميت قال نعم فصلي عليه ثم لقيه في الغد فقال ما فعل الديناران ؟ فقال يا رسول الله انما مات امس ثم لقيه من الغد فقال ما فعل الديناران ؟ فقال يا رسول الله قد قضيتهما فقال رسول الله الان بردت جلده.....وعن سعيد بن الاطول رضي الله عنه ان اخاه مات وترك 300 درهم وترك عيالا قال ..فأردت ان انفقها علي عياله قال فقال لي نبي الله ..ان اخاك محبوس بدينه فاقض عنه ... فذهبت فقضيت عنه ثم جئت قلت يا رسول الله قد قضيت عنه الا ديناران ادعتهما امرأه وليست لها بينه قال اعطها فانها محقه ..... وفي روايه انها صادقه ...فقد اخبر الرسول ان الصحابي المحبوس بسبب دينه ويمكن ان يفسر هذا الحبس الحديث الاخر حيث قال انه مأسور بدينه عن الجنه
.السادس عشر
الاعراض عن ذكــر اللـــه
. قال تعالي ... ومن اعرض عن ذكري فان له معيشه ضنكا ونحشره يوم القيامه اعمي .... عن اب سعيد في قوله فان له معيشه ضنكا.... قال يضيق عليه قبره حتي تختلف اضلاعه .... وعن ابي هريره رضي الله عنه في قوله معيشه ضنكا .... قال عذاب القبر .... وقال الامام بن القيم في الداء والدواء .... وفسرت معيشه ضنكا بعذاب القبر
السابع عشر
من منعت لبنها عن طفلها
ويا نساء المؤمنين ... يا من تنظرون الي مناظركم وتخافون علي انفسكم من ضعفكم برضاعه اولادكم ... اياكم وعذاب القبر ... يا نساء المسلمين يا من تنظرون الي رشاقتكم .... وتنظرون الي اجسادكم التي سيأكلها الدود .... وتمنعون ابناءكم واطفالكم من الرضاعه وتستبدلون البانكم بالبان صناعيه خوفا علي انفسكم .. اياكم وعذاب القبر .. . ففي الحديث يقول المصطفي انطلق بي فإذا انا بنساء تنهش ثديهن الحيات قلت ما بال هؤلاء قال هؤلاء يمنعن اولادهن البانهن.
الثامن عشر.
اللواط
قال صلي الله عليه وسلم ... من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ..... قال بن عباس ينظر اعلي بناء في القريه فيلقي منه ثم يتبع بالحجاره كما فعل بقوم لوط .... ولقد عاقب الله قوم لوط عقابا شديدا في الدنيا .. وهذا مع ما ينتظرهم من العقوبه في الاخره ... ولشناعه تلك الجريمه وقبحها عاقب الله مرتكبيها باربعه انواع لم يجعلها علي قوم غيرهم .... وهي انه طمس اعينهم وجعل اعالي قراهم سافلها وامطرهم بحجاره من سجيل وارسل عليهم الصيحه ..... وفي هذه الشريعه صار القتل بالسيف علي الراجح وهي عقوبه الفاعل والمفعول به .... اذا كان عن رضا واختيار ...... وقال بن عباس ان اللوطي اذا مات من غير توبه فانه يمسخ في قبره خنزير..... والله اعلم
التاسع عشر.
السرقـــــه
فقال المصطفي في الحديث الطويل .... وحتي رأيت فيها صاحب المحجنيجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فان فطن له قال انما تعلق بمحجني وان غفل عنه ذهب به ....
العشرون .
النياحه علي الميت
قال صلي الله عليه وسلم ..... ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه ..... متفق عليه ... وقال صلي الله عليه وسلم الميت يعذب في قبره بما نيح عليه .. اخرجه مسلم ..... وهذا العذاب يكون لمن اوصي به اهله بالنياحه عليه بعد موته او لمن لم يوصي اهله بترك النياحه عليه مع علمه انهم سيفعلون ذلك ...... هناك بعض البلدان سلوهم انهم ينيحون علي الميت ايام ... فاذا اوصي الميت بذلك فيعذب به في قبره واذا لم يوصي بذلك وتركهم علي سلوهم ولم يقل لهم لا تنوحي علي عند موتي فيعذب في قبره علي هذه النياحه ... لذلك يجب علي من سلوهم ذلك ان يوصي الميت أهله عدم النياح عليه بعد موته ,,,,, والمقصود بالبكاء في الحديث هو النياحه ... وذلك لان مجرد البكاء لا شئ فيه بالنسبه للميت وواهله لامن البكاء رقه في القلب تظهر بوضوح عند الموت وفراق الاحبـــــــــــــــــــــــــه ... ولقد بكي المصطفي عند موت ابراهيم وعند موت بعض اصحابه ... رضي الله عنهم.... والله حقا ...ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وان لفراق احبابنا لمحزونون لمحزونون .. ولا لا نمتلك الا قول ربنا انا لله وانا اليه راجعون له الامر كله سبحانه
وبالجملة فإن عذاب القبر مقدمة للعذاب الأخروي وما يقدّره الله تعالى من العقوبة إنما هو أثر من آثار غضب الله وسخطه على عبده فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتب ومات على ذلك كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه فمستقل ومستكثر ومصدق ومكذب
والله حقيقه ان الاسباب كثيره وعديده فهذا قليل قليل قليل من كثير ... نسأل الله العفو والعافيه وان يحسن ختامنا وان يجعل قبورنا روضه من رياض الجنه ولا يجعلها حفره من حفر النيران يارب العالمين ...... يا ربنا ان لنا احبه تحت التراب نحبهم ونشتاق اليهم فاجعل اللهم قبورهم روضه من رياض الجنه ولا تجعله حفره من حفر النيران يارب العالمين الهم وسع قبورهم مد بصرهم يارب العالمين ........ هذا ما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ او نسيان فمني ومن الشيطان واعوذ بالله ان اكون جسرا تعبرون به الي الجنه ويلقي بي في النار
يتابع من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق