أيها الأخوه في الله يوم يوم الجمعة القادمه ان شاء الله وافق يوم عرفة
وما أدراك ما يوم عرفة هذا اليوم العظيم الذي يتجلى فيه العظيم جل جلاله
على عباده فيباهي بهم ملائكته انظروا ياعباد الله إلى سعة رحمة الله
فالعباد المجتمعون في الموقف مع مافيهم من ذنوب ومع مافيهم من خطايا يباهي
بهم الكريم ملائكته ، من كان يرجو عتقاً من النار فعليه بيوم عرفة أخبر
بذلك من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث قال:((ما من يوم أكثر من
أن يعتق الله تعالى فيه عبداً من النار من يوم عرفة ، وأنه يباهي
بهم الملائكة فيقول ماذا أراد عبادي هؤلاء)) ، من أراد أن يكيد عدوه
اللذوذ إبليس فعليه بيوم عرفة فعن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما رؤي الشيطان أصغر ولا أحقر ولا
أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة ، وما ذاك إلا أن الرحمة تتنزل فيه فيتجاوز
عن الذنوب العظام )) مجهود عام كامل ، مجهود عمرك الماضي كله من الإضلال
والإغواء الذي مارسه عدوك ضدك بإمكانك أن تزيله من صفحات سيئاتك بالوقوف
والدعاء يوم عرفة ، يوم عرفة يوم تتنزل فيه سحائب الرحمات تنزلا فتغمر أهل
الموقف فما أعظمه من موقف وما أبركها من ساعات تتصل فيها الأرض بالسماء ،
وللفضيل بن عياض كلمات بليغة في موقف يوم عرفة حيث نظر إلى بكاء الناس
بعرفة فقال أرايتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل واحد فسألوه دانقاً أكان
يردهم ؟ قيل لا ، قال : والله للمغفرةُ عند الله عز وجل أهون من إجابة
رَجُلٍ لهم بدانق
في يوم عرفة ينبغي للعبد ألا يتوجه إلا إلى الله ولا ينشغل بغيره فعن سالم
بن عبدالله بن عمر بن الخطاب أنه رأى سائلاً يسأل الناس يوم عرفة فقال يا
عاجزاً في هذا اليوم تسأل غير الله تعالى !هذا اليوم تمنى اليهود عليهم
لعائن ربي المتتابعة إلى يوم القيامة أن يكون عندهم ليتخذوه عيدا أخرج
البخاري عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّ
رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي
كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ
لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا قَالَ أَيُّ آيَةٍ قَالَ (
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) قَالَ عُمَرُ قَدْ عَرَفْنَا
ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ
جُمُعَةٍ
عباد الله ....اقدروا ليوم عرفة قدره فليس تعظيم يوم عرفة قصراً على الحاج
فقط بل شُرع لغير الحاج أن يتقرب إلى الله في ذلك اليوم بعبادة الصيام
العظيمة حيث سُن لغير الحاج صيام يوم عرفه وقد َسُئِلَ صلى الله عليه وسلم
عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ ((يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ
وَالْبَاقِيَةَ)) فما أحوجنا عباد الله إلى تكفير سيئة واحدة فما بالنا
بتكفير عامين كاملين وإن لمما يحز في النفس أن ينشغل قوم من المسلمين في
هذا اليوم العظيم بالمنكرات كسماع الموسيقى والعناء أو متابعة ما تبثه
القنوات من سوء وفحش ، وبعض الناس قد يُشغل بالمباحات لكنها والله في حقه
خسارة حيث يخرج للنزهة في هذا اليوم العظيم على أنه إجازة فينشغل عن الذكر
والعبادة ، وإني لأوصي كل من لم يتيسر له الحج أن يشغل هذا اليوم بكثرة
تلاوة القرآن مع الصيام إن استطاع ذلك وبكثرة الذكر والدعاء والتضرع إلى
الله فإن ربكم رؤوف ودود رحيم
عن
عبيدة قال جاء عيينة بن حصن والأقرع بن حابس إلى أبي بكر فقالا : يا خليفة
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلاء ولا منفعة
، فإذا رأيت أن تقطعناها ؟ لعلنا نحرثها ونزرعها فاقطعها إياهما ، وكتب
لها عليه كتابا ، واشهد فيه عمر وليس في القوم ، فانطلقا إلى عمر ليشهداه ،
فلما سمع عمر ما في الكتاب تناوله من أيديهما ، ثم تفل فيه ومحاه فتذمرا ،
وقالا : مقالة سيئة ، قال عمر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل ، وان الله قد أعز الإسلام
، فاذهبا فأجهدا جهدكما لا أرعى الله عليكما أن رعيتما ، فأقبلا إلى أبي
بكر وهما يتذمران ، فقالا : والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر ؟ فقال : بل
هو ، ولو شاء كان ، فجاء عمر مغضبا حتى وقف على أبي بكر ، فقال : أخبرني عن
هذه الأرض التي أقطعتها هذين الرجلين ، أرض هي لك خاصة أم هي بين المسلمين
عامة ؟ قال : بل هي بين المسلمين عامة ، قال : فما حملك أن تخص هذين بها
دون جماعة المسلمين ؟ قال : استشرت هؤلاء الذين حولي ، فأشاروا علي بذلك ،
قال : فإذا استشرت هؤلاء الذين حولك ؟ أو كل المسلمين أوسعت مشورة ورضا ؟
فقال أبو بكر : قد كنت قلت لك إنك أقوى على هذا مني ، ولكنك غلبتني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق