هل تحبون أن تكونوا جيران الله يوم القيامه..؟؟؟
بلي إنكم لتحبون ذلك ...إنه لمقام عظيم وكريم أن يكون العبد كذلك يوم
القيامه .. لكن أني لنا أن نصل الي هذه الدرجه العاليه والمكانه السامقه
...وهل من اليسير ان نرتقي الي هذه يوم القيامه ؟؟
لقد أضاء لنا الصحابي الجليل أنس بن مالك المشعل ورفعه عاليا للناظرين ..
فتعالوا معي لكي نتعرف علي من هم جيران الله يوم القيامه عسي أن نكونوا منهم ان شاء الله يوم القيامه .....
لله تعالى جيران يوم القيامة اختصهم واصطفاهم لنفسه, فعن أنسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ رَفَعَهُ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنَادِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ : أَيْنَ جِيرَانِي ؟ فَتَقُولُ الْمَلائِكَةُ: رَبَّنَا ،
وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ ؟ فَيَقُولُ : أَيْنَ عُمَّارُ
الْمَسَاجِدِ ؟
ولقد قال تعالى في كتابه الكريم إِنَّمَا يَعْمُرُ
مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ
الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى
أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ..ونهى سبحانه عن السعي في
خراب المساجد بمنع الصلاة والذكر فيها فقال : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ
مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي
خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا
خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ
عَظِيمٌ .
فالمساجد أماكن رفعها الله وأعظم قدرها، فقال عز من قائل فِي
بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ
لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ
وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ
يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ
وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ .أَذِنَ اللهُ أَن
تُرْفَعَ أي: تُعظّم ..فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرْفَعَ أي: أمر الله
بتعاهدها وتطهيرها من الدّنس واللغو والأقوال والأفعال التي لا تليق
فيها..هذه هي المساجد بيوت كرمها الله سبحانه بل زاد في تكريمها بأن نسبها
إلى نفسه سبحانه فقال: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ
اللَّهِ أَحَدًا .. فأيّ رفعة أعظم من هذه الرفعة؟! وأي قدر أرفع من هذا
القدر؟!
ولقد كرم رسول الله بيوت الله فعلا وقولا,
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ
:«أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدهَا ، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ
إِلَى اللهِ أَسْوَاقهَا». إن مكانة المسجد في الإسلام لتظهر بجلاء في كون
النبي صلى الله عليه وسلم لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن
عوف في قباء، حتى بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بُني في المدينة،
وأول مسجد بني لعموم الناس .وكذلك عندما واصل صلى الله عليه وسلم سيره إلى
قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم .
ولقد وعى هذا الأمر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاهتموا بذلك،
واعتنى الخلفاء الراشدون بها فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ولاته أن
يبنوا مسجداً جامعاً في مقر الإمارة، ويأمروا القبائل والقرى ببناء مساجد
جماعة في أماكنهم. عن عثمان بن عطاء قال لما فتح عمر بن الخطاب البلد كتب
إلى أبي موسى الأشعري وهو على البصرة يأمره أن يتخذ للجماعة مسجداً فإذا
كان يوم الجمعة انضموا إلى مسجد الجماعة فشهدوا الجمعة..وهناك واجبات نحو
المساجد منها : أن نتزيّن لها وأن نهتمّ بهندامنا ورائحتنا إذا أردنا
الذهاب إليها فلا يعقل أن يتهيأ المسلم بأحسن ثياب وأحسن مظهر إذا أراد
مقابلة بشر من الخلق ويهمل نفسه إذا أراد الدخول إلى بيت خالق الخلق
ومقابلة جبار السماوات والأرض يقول سبحانه: يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ
زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ
إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ [الأعراف:31]، بل إن الإسلام يأمرنا
إذا تلبَّسنا برائحة خبيثة كرائحة الثوم أو البصل أن نعتزل المساجد حتى لا
نؤذي الملائكة ولا نؤذي المؤمنين، رغم أن أكل الثوم والبصل حلال في الأصل
يقول صلى الله عليه وآله وسلم ((من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا وليعتزل
مسجدنا وليقعد في بيته)) وعلل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بأنه
يؤذي الملائكة كما يؤذي البشر، ففي لفظ آخر للحديث يقول : ((من أكل من هذه
الشجرة الخبيثة ـ أي: الثوم ـ فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما
يتأذى منه الإنس)) .وليعلم المسلم أنه عندما يكون في المسجد فهو ضيف على
الله وزائر لله مستحق لتكريم الله له فليستحضر هذا الأمر حتى ينال بركته
ولا يحرم أجره قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((من توضأ في بيته
فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر لله، وحق على المزور أن يكرم الزائر))
بل إن قاصد بيت الله للصلاة فيه بنية مخلصة هو في ضمان الله لا يضيع أجره
ولا يخيب سعيه بإذن الله، فيا لها من كرامة ينالها المسلم بمجرد توجهه إلى
المسجد، عن أبي هريرة ((ثلاثة في ضمان الله عز وجل رجل خرج إلى مسجد من
مساجد الله عز وجل ورجل خرج غازيا في سبيل الله تعالى ورجل خرج حاجا))
والذهاب إلى المساجد فرصة لرفع الدرجات ومحو السيئات , يقول صلى الله عليه
وآله وسلم: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟!
إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد
الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط))
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق