أدآب قضاء الحاجة 5

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موعدنا اليوم مع الدرس الخامس من دروس الفقه.........
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ..... وبعد
اخوتي بعد ان تكلمنا في الدرس السابق عن تعريف الحدث
وقسمنا الحدث الي قسمين حدث اصغر وحدث اكبر وعرفنا الحدث الاصغر والحدث الاكبر

اخوتي بعد ان تكلمنا بأي شيء نتطهر وتعرفنا علي انواع المياه

ثم تكلمنا من اي شيء نتطهر وتعرفنا علي الحدثين الاكبر والاصغر

اليوم اخوتي نتكلم بأذن الله علي الكيفية وهي كيفية التطهر من الحدث الاصغر والتي يعبرون عنها العلماء بأحكام الوضوء وكيفية التطهر من الحدث الاكبر والتي يعبرون عنها العلماء بأحكام الغسل سنبدأ اخوتي........ بأداب قضاء الحاجة 

أخوتي نبدأ في قضاء الحاجة وقبل أن نبدأ لابد أن نتكلم عن بعض التعريفات ما معني كلمة أستنجاء كلمة أستنجاء تعني طلب النجاه فالذي يقضي حاجته يطلب النجاه من فضلات الطعام والشراب التي تكون في البطن وأيضآ يطلق عليها أستجمار وهو طلب الحجارة للتطهر بها ............ أما كلمة غائط وهي تعني المكان الذي كانت العرب تقضي فيه حاجته قبل أن تكون الحمامات في البيوت فكلمة غائط كناية عن قضاء الحاجة والدليل علي ذلك هو في حديث ألافك وفيه ..........أن السيدة عائشة رضي الله عنها خرجت هي وأم مصطح لقضاء حاجتها فكانوا يبتعدون عن البنيان حتي لا يراهم أحد وأيضآ يطلق علي هذا المكان البراز أي يبرز بعيدآ عن الناس ولقضاء الحاجة أداب وأحكام نذكرها فيما بعد

 اخوتي1 من السُّنة: التسمية والاستعاذة قبل دخول المرحاض أو الشروع بقضاء الحاجة؛ للحديث: كان إذا دخل الكنيفَ قال: ((بسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخبائث))؛ صحيح الجامع.

يعني اذا اردنا قبل أن ندخل الحمام أن كان الحمام في داخل البنيان أن نقول بسم الله اللهم أني أعوذ بك من الخبث والخبائث وأن كان في الخلاء متي نسمي قال العلماء حينما تشمر الثياب

اخوتي هذا هو الادب الثاني علينا ان أردنا قضاء الحاجة علينا .....الاستتار ولا يرفع ثوبَه حتى يدنو من الأرض، والبُعْد؛ كي لا يُرى منه شيء أو يُسمع منه ريح؛ لحديث: "إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب المذهب أبعد"؛ صحيح أبي داود، وحديث: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد الحاجةَ، لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض"؛ مشكاة المصابيح، وهذا يعني أننا أن اردنا قضاء الحاجة ودخلنا الحمام أن نحكم غلق الباب جيدآ ولا يكون التعري مبالغآ فيه علينا أن نكشف الثياب بقدر الحاجة

أخوتي هذا هو الادب الثالث علينا ان أردنا قضاء الحاجة هو .......عدم استقبال واستدبار القِبْلة عند قضاء الحاجة، حتى ولو داخل الكنيف، وهذا ما ذهب إليه العلامة الألباني؛ للحديث: ((إذا أتيتُم الغائط، فلا تَستقبِلوا القِبْلة ولا تَستدبِروها، ولكن شرِّقوا أو غرِّبوا))، قال أبو أيوب: "فقَدِمنا الشامَ، فوجدنا مراحيض قد بُنيتْ نحو الكعبة، فنَنَحرِف عنها، ونستغفر الله"؛ متَّفَق عليه.
أخوتي هذه المسألة فيها خلاف بين العلماء وأوسط الاراء فيها هو أنك أن كنت في الخلاء فحاول بقدر المستطاع ان لا تستقبل القبلة ولا أن تستدبرها أي لا تكون القبلة أمامك وانت تقضي حاجتك وان لا تكون خلفك أما في البنيان فلا حرج لانك لا تستطيع تغيرها أما أن كان البنيان جديدأ وانت تشرف علي تصميمه فتحري هذا ألامر

اخوتي هذا هو الادب الرابع .تجنُّب الظلِّ وموارد الماء والطرقات؛ للحديث: ((اتقوا الملاعِنَ الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل))؛ إرواء الغليل؛ الألباني.

أخوتي نعم علينا ان أردنا أن نقضي حاجاتنا أن نتجنب هذه الاماكن الظل تحت الأشجار أو تحت أي بناء يكون موضع لجلوس الناس فنحن بذلك نؤذي غيرنا للاسف هذا ما عمت به البلوي ولا حول ولا قوة الا بالله وأيضآ علينا أن نتجنب قضاء الحاجة في المياه بعض الناس يتساهل ويفعل ذلك في حمامات السباحة العامة وقد نهي النبي عن ذلك وأيضآ هناك نهي أن تقضي حاجتك أمام الناس وعلي قارعة الطريق لأن هذا منظر لا يليق ولا ينبغي ألا يفعله أحد فمن فعل ذلك كان مستحقآ للعن لأن هذا يسبب اللعن لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال ( أتقوا الملاعن الثلاث ) كما مر في الحديث اللهم انا نعوذ بك من اللعن ومن أسباب اللعن

اخوتي هذا هو الأدب الخامس ...... والسُّنة أن يدخل المرحاض برجله اليُسرى، ويخرج برجله اليُمنى، ثبت ذلك عن الصحابة، وهو يُوافِق حديثَ التيمن

اخوتي هل هناك حديث يقول بدخول الحمام بالرجل اليسري والخروج بالرجل اليمني حقيقة لا يوجد حديث في هذا ولكن الفقهاء قالوا بذلك من عموم الأحاديث التي تأمر بالتيامن في كل شيئ وهناك حديث يقول تيمنوا فأن في اليمين بركة وكما وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يتيمن في كل شيئ في ثيابه وفي ترجله وفي تنعله أي أن أراد أن يلبس بدأ باليمين وأن أراد أن يلبس الحذاء بدأ أيضآ باليمين وأن أراد أن يسرح شعره بدأ من جهة اليمين

اخوتي هذا هو الادب السادس ..... الاستجمار بثلاثة أحجار طاهرة، أو ما يقوم مقامها للقُبُلِ والدُّبر؛ للحديث: ((إذا ذهب أحدكم إلى الغائط، فليذهب معه بثلاثة أحجار، فإنها تُجزئ عنه))؛ إرواء الغليل، وأن تكون وِترًا؛ للحديث: ((مَن توضَّأ فليَستنثِر، ومَن استجمر فليُوتِر))؛ صحيح أبي داود، والاستنجاء بالماء أفضل؛ للحديث الذي رواه أبو داود من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "نزلت هذه الآية في أهل قباء: ﴿ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا ﴾ [التوبة: 108]، قال: كانوا يَستنجون بالماء، فنزلت هذه الآية"؛ إرواء الغليل.
يعني ان كنت في الصحراء فلك ان تستنجي بالاحجار وتكون وتر ما معني وتر اي تكون اما ثلاثه او خمسة او سبعه الي ان يحدث تتطهر الماء طبعآ افضل هل المناديل الورقيه تقوم مقام الحجاره والماء قال العلماء نعم الورق يقوم مقامهما

 الادب السابع اخوتي....... لا يجوز الاستنجاء برَوث أو عَظْم؛ للحديث: ((لا تَستنجوا بالرَّوث ولا بالعظام؛ فإنه زاد إخوانكم من الجنِّ))؛ رواه مسلم.

ما معني الروث الروث هو فضلات طعام الحيوانات والعظم معروف لماذا النهي قال النبي صلي الله عليه وسلم انه طعام اخواننا من الجن ....... المسلم لأن هذا هو رزقه الذي رزقه الله عزوجل فعلينا ان لا نعتدي علي طعامهم

الادب الثامن اخوتي هو ان لا يستنجي بيمينه؛ للحديث: ((إذا بال أحدكم، فلا يمسح ذَكرَه بيمينه، ولا يستنجي بيمينه))؛ التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان.

ولكن اخوتي ان كان هناك عذر ولا تستطيع الا باليمين فلا حرج ... علماء الفقه وضعو ا قاعدة وهي أن اي واجب يسقط مع عدم القدرة ...

أخوتي الادب التاسع هو عدم مصاحبة أي شيئ فيه ذكر الله من مصحف او من خاتم مكتوب عليه أي ذكر أو من سلسلة مكتوب عليها اي ذكر فعلينا ان نخرج هذه الاشياء قبل دخول الخلاء أن أمنا عليها من الضياع فأن خفنا عليها قال العلماء توضع في الجيب أخوتي نعلم جميعآ ان بعض الاجهزة مثل الموبايل والتاب والايباد اصبح عليها تحميلات قرأن وربما المصحف كامل.... هل هذا ينطبق عليه هذا الحكم ؟ لا ينطبق عليه هذا الحكم لماذا قال العلماء في تعريف المصحف أو القرأن أنه المبتدأ بسورة الفاتحة والمنتهي بسورة الناس في كتاب واحد وليس معه شيئ اخر أما الموبايل فلا يعد مصحف انه يحتوي علي المصحف ولا يعد مصحفآ وأيضآ للمرأة الحائض أن تحمله والجنب أن يحمله ولا حرج ولكن أن أرادوا القراءة فيه فيجب عليهم التطهر

 اخوتي الادب العاشر....... هو عدم الكلام في اثناء قضاء الحاجة وخاصة رد السلام او القاء السلام علي من يقضي حاجته اما ان كان الكلام للضروره فلا حرج ........ اخوتي ملحوظه هل الكلام في الحمام ممنوع في كل وقت الصحيح هو ان الكلام ممنوع في اثناء قضاء الحاجة فقط اما ان انتهيت من قضاء الحاجة وانت مازلت في داخل الحمام لغسيل الوجه او القدم او اي شيء آخر فلا حرج من الكلام

اخوتي الادب الحادي عشر هو ...... بعد الفراغ من قضاء الحاجة والخروج من المرحاض، من السُّنة أن يقول: غفرانك؛ للحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: ((غفرانك))؛ صحيح الأدب المفرد.

تنبيهات هامة:اما قول: "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني" بعد الخروج من الخلاء - لا يَصِح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما بيَّن ذلك العلامة الألباني رحمه الله تعالى.

ولكن لا حرج ان تقول هذا من باب الدعاء ....."الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني...... ولكن لا تعتقد ان النبي صلي الله عليه وسلم قاله ........ دخل ابن السماك الواعظ على هارون الرشيد فظمئ هارون الرشيد وطلب شربة ماء فقال ابن السماك : لو منعت هذة الشربة يا امير المؤمنين أتفتديها بنصف ملكك ؟ قال : نعم ، قال : لو منعت اخراجها أتدفع نصف ملكك لتخرج قال نعم. قال ابن السماك : فلا خير فى ملك لا يساوى شربة ماء .

اخوتي ملحوظة ..... هل ألاستنجاء وقضاء الحاجة له علاقه بالوضوء يعني هل هو فرض او سنة او مستحب ؟ لا ليس له علاقة بالوضوء لا هو من سنن الوضوء ولا هو من مندوبات الوضوء هو عبادة مستقلة بمعني ......انك كنت متوضأ مثلا ثم خرج منك ما ينقض الوضوء من ريح أو خلافه وأردت أن تتوضأ هل تبدأ الوضوء بالاستنجاء ؟....... لا أخوتي لا نبدأ الوضوء بالاستنجاء فلنا أن نتوضأ مباشرة من غير أستنجاء أما أن كنتم أخوتي تحتاجون لدخول الخلاء فلكم ذلك لأنك لو حبست هذه ألاشياء في بطنك سيترتب عليها أنك وانت في الصلاة تجعلك لا تركز ولا تطمئن وفي هذا حديث للنبي صلي الله عليه وسلم وهو يقول ( لا صلاة بمدافعة ألاخبثين ) والاخبثين هما البول والبراز ومعني لا صلاة أن الصلاة هنا ليست باطلة ولكنها غير كاملة فأنتم أخوتي أن احتجتم دخول الخلاء فلكم ذلك فأن لم تحتاجوا فلكم أن تتوضؤا مباشرة بدون أستنجاء

 أخوتي هذا ما تيسر لدي من أداب قضاء الحاجة والحمد لله رب العالمين ومن أراد التوسع فعليه بكتاب صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب ألائمة للشيخ أبو مالك وموسوعة الفقه الميسرة لمجموعة العلماء وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين