Our Blog

رسائل للازواج الرساله رقم ( 4 )

رسالة إلى الأزواج....؟ هذه هي الرساله رقم( 4) في السلسلة التي وعدت بها .....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... 


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صل الله عليه وسلم وبعــــــــد . 
ــــــــــــــــــــ

اخوتي معنا في هذه الرسالة هذا النوع من الازواج . الذي يخلط بين حقوق الوالدين وبين حقوق الزوجة
فيجحف في حق الزوجة على حساب حقوقها الواجبة لها شرعاً أو بظلمها أحياناً مبرراً ذلك الظلم؛ أنه بِرّاً بوالديه.ـــــــــــــ

أقول ـ وليس هذا استعداء الزوجات على أزوجهن، ولكنه من باب النصح والتوضيح لمن يجهل هذا الأمر، أو يجعل ذلك التصرف من الشهامة والرجولة ـ: إن خدمة الزوجة لوالدي الزوج؛ ليست بواجبة شرعاً، ولكنها من باب حسن العشرة الزوجية، ومن مستلزمات المودة والمحبة التي تحملها لزوجها، فلينتبه الأزواج إلى هذه النقطة، وهي الأكثر إشعالاً للفتنة وإيغار الصدور بين الزوجين، حيث أنه يرى أن خدمتها لأبوية واجبة عليها ورغم أنفها، وما هي إلا خادمة له ولأبوية، وهي ترى أنها مضطهدة ومظلومة في ذلك، فينشب الخلاف وتدب نار الفتنة بين الزوجين.... ــــــــــــــــ

والذي يزيد "الطين بِلَّة" هو: أن بعض الأزواج يطالب زوجته بخدمة والديه والوقوف بجانبهما في المحن، والتودد إليهما وتلبية طلباتهما من غير توقف ولا تمعر وجه، بينما هو يعامل أهلها بأسوء معاملة وأقساها، بل ولا يعطيها فرصة بأن تقف بجوار والديها في أيام محنتهما وحاجتهما لابنتهم، ولسان حاله يقول: خلاص؛ أنتِ خرجتي من بيت أهلك وأصبحت ملكي لا عاد تفكرين في أهلك، وممكن يكون هذا بلسان المقال من بعض الأزواج، وكأنه يريد أن يفصلها عن أهلها تماما... ــــ

وهذه من أقبح المواقف للزوج، بل هي الأنانية؛ بل هي الظلم والاضطهاد.
كيف تريد من زوجتك أن تخدم أبويك وتعاملهم معاملة حسنة كما ينبغي عليها؛ بنفسٍ مشتاقة وتائقة لكسب ودِّكَ وابتغاء مرضات ربها بذلك؛ وأنت تقابل والديها ـ اللذان كانا السبب في اقترانك بهذه الزوجة ـ بوجهٍ مكفهرٍ، وربما جرحتها في أبويها بكلمة أنت لا ترضاها في حق والديك؟؟!!ـــــــــ

أضف إلى ذلك؛ أنك بتعاملك المشين مع والدَيْ زوجتك ومطالبتك إياها بخدمة والديك وطاعتهما؛ تُضَيِّع على زوجتك الإحتساب ـ إحتساب أجر خدمتها والتودد لأبويك من الله تعالى ـ، حيث أنها لا تفكر في ذلك بقدر ما تفكر بأن تُسَكِّنْ غضبك، وتكتفي شرك.

هناك اختلاف كبير بين الأزواج في طريقة تعاملهم مع أهل زوجاتهم .. فمنهم من هو كالولد البار يحترم أهل زوجته ويقدّرهم ويقوم بخدمتهم .. ويضحي بالغالي والنفيس من أجل إسعادهم لمكانة امرأته منه .. حتى قال أحد الآباء عن زوج ابنته الذي يشابه هذا : إنّ زوج ابنتي أحب إليّ من أولادي وأكثر لباقة ولطفاً .. ومن الأزواج من هو دون ذلك بكثير إلا أنه يصل ويسلم .. ويتفقّد أحياناً ....

أخي : ( ما أكرمهن إلا كريم , وخياركم خياركم لنسائكم أين أنت من هذا ؟ أليس من إكرام الزوجة وتطييب خاطرها أن تكرم أهلها ؟ ينتظر منك ما هو أكبر في كل ما من شأنه إسعادهم وتقديرهم وإكرامهم ..

فإكرام الأصهار وتبجيلهم وتوقيرهم من الأمور التي ندب الشرع إليها، وهي دليل على المروءة وحسن الخلق وسبب قوي لإدامة العشرة بين الزوجين وتوطيد للعلاقة بين أسرتيهما، وقد نص بعض العلماء على أن الصهر خلطة تشبه القرابة..

فإن مما يدل على كرم الأخلاق وحسن العشرة بين الزوجين أن يكرم كل منهما أهل الآخر ويحسن إليه، فالمرأة ينبغي لها الاعتناء بالإحسان إلى أهل زوجها، وكذلك الرجل ينبغي له أن يكرم أهل زوجته ويحسن إليهم، لأن ذلك فضلاً عن كونه توطيداً للعلاقة بين الأسرتين فهو عامل مهم في زيادة المحبة والألفة بين الزوجين وأثر طيب تحمد عقباه على الذرية، ومما يدل على إكرام الأصهار وتبجيلهم ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من أخلاق حميدة تجاه أصهاره، ومن ذلك أنه لما تزوج جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أعتق كل من ملك من ذي رحم محرم منها إكراما لها، ومنها كذلك وصيته صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى أهل مصر بقوله: إنكم ستفتحون مصر...، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً، أو قال: ذمة وصهراً. رواه مسلم.......فتعليله صلى الله عليه وسلم للأمر بإكرام أهل مصر بأن لهم صهراً يدل على أن المصاهرة تقتضي المزيد من الإكرام كالقرابة......

إن من إكرام المرأة إكرام أهلها، إكرام أهلها إكراماً لها، وإكرام أهلها يعود خيره على الزوج، فتطمئن الزوجة، أما الذي أظنه أن أسعد زوجةٍ في الأرض هي التي تشعر أن أهلها وأهل زوجها على وفاق، ترتاح، لأن هذا زوجها، وهؤلاء أهلها، ومن الصعب جداً أن تميل بجانبٍ على جانبٍ آخر.......

فالمطلوب من الأزواج:
أن يترفقوا بنفسية زوجاتهم، وليعلموا أنهن بشر مثلهم، يتضايقون ممن يُسيء لأهلن، وممن يجرح كرامتهن، وكان صلى الله عليه وسلم أرفق الناس بالنساء ولنا فيه أسوة وقدوة حسنة، قال ذات يومٍ لحاد الإبل: «ارْفُقْ يَا أَنْجَشَةُ وَيْحَكَ بِالْقَوَارِيرِ» ، يعني بالقوارير؛........ النساء ـ شبههن بالقوارير لضعفهن ـ، فلْيُجرب الأزواج حسن التعامل مع أهل زوجاتهم، وليعطِهَا فرصة لقضاء حوائج والديها أو بعضها، وليُظهر اللّين والتودد لوالديها؛ فإن الزوجة تتفانى في خدمة زوجها ووالديه إن رأت ذلك من زوجها، ولا تنظروا إلى الشواذّ من النساء اللّاتي يقابلن الحسنة بالسيئة، ثم بعد هذا؛ لينظر الزوج الفرق، فسيجد الراحة النفسية قد عادت إليه، وامتلاء بيته بالسعادة......

والحمد لله رب العالمين
 — ‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.