هذه هي الرساله رقم( 3) في السلسلة التي وعدت بها .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم اخوتي نتكلم عن نوع من الازواج تعاني منهم الزوجات كثير جدآ ....... ؟
وهو الزوج (السلبي ) كثير من الزوجات يشكين من سلبية الأزواج والتى تجعل كافة الأعباء على عاتق الزوجات مما يحملهن عدة أدوار فهى الأب والأم فى آن واحد ..
فالزوج السلبي هو الزوج الذي يتهرب من مسؤولياته الزوجية، ويتملص من أداء واجباته الأسرية ونجده يتذمر عند رؤيه ما ينقص المنزل ويريد البيت مكانا هادئا للاستلقاء دون أى طلبات ودون اى تذمرات او طلبات....
الزوج السلبي هو الزوج الذي يتهرب من مسؤولياته الزوجية و من أداء واجباته الأسرية بدون عذر مقبول شرعاً و تلك نوعية من الأزواج انتشرت في تلك الأيام .. يهمل رعيته، فيترك صغاره وزوجته لا يعبأ بهم، إما لانشغاله بهواياته ولذاته، وإما بظنه أنه ينشغل بأعمال يعود نفعها المادي عليهم، ويظن أنه لكونه قد هيأ لهم سكنًا واسعًا ومركبًا طيبًا وطعامًا هانئًا فقد أدى ما عليه , ويتخذ من البيت مجرد فندق ينزل به ليرتاح ثم يمارس ما يحب من الهوايات كمطالعة الصحف أو متابعة برامج التلفاز ثم يأكل وينام لا علاقة له بأي شيء آخر مثله مثل أي نزيل في فندق من الفنادق العامة التي يرتادها المسافرون!!
و للاسف شخصيه الرجل السلبي بها ابشع الصفات و يتجاهل من حوله تماما وجود اي مميزات في تلك الشخصيه السلبيه , وتشعر المرأة بمرارة إذا أوقعها حظها العاثر في رجل يحمل هذه السلبية المفرطة، وتدرك أنها فقدت حياتها. فإما تفر، وإما تتحمل على مضض. وتدريجياً تفقد أحاسيسها نحو هذا الرجل.....
بعض الأزواج لديه استعداد داخلي لصعود سلم السعادة الزوجية فنجده يعدل سلوكه وشخصيته ليصل إلى مبتغاه، وبعضهم ـ للأسف ـ سلبي يعرف حقوقه جيدا ولا يعرف واجباته، ويعتقد أن زمام السعادة منوط بزوجته فقط، لذلك فالزوجة المثالية -من وجهة نظره- هي تلك التي لا تطالبه بأي حق، وتغفر له أي تقصير، أو كونه زوجا غير مثالي ..
أن أهم أسباب السعادة الأسرية هي رعاية الزوج النفسية لزوجته وأبنائه، فماذا تفيد تلك المظاهر الفارغة إذا أحس الأبناء بالفراغ العاطفي وعدم توجيه آبائهم؟! وماذا تجدي تلك المساكن الجميلة عن زوجة وحيدة لا ترى زوجها إلى لُماما؟! .......
إن مسؤولية الآباء التربوية، واقعة بين دافع المحبة لهم ، وواجب الدين نحوهم . فإذا كان حب الذرية مركوزا في النفس الإنسانية بالفطرة ، بمقتضى حكمة خلق الله تعالى ورحمته ، فعليها يبنى واجب الدين في تربيتهم على الإيمان وحسن الخلق . والآباء في ذلك أمام اختبارين شديدين : فإما هي محبة للأبناء حقيقية صادقة ، فشاهدها صدق العناية بهم، أو هي طاعة لله تعالى فيهم بتنشئتهم على الإيمان والصلاح ، فبرهانها العمل فيهم بالبرنامج التربوي الإسلامي . وإلا فإن التفريط والتهاون في كلا الجانبين ، فاضح للمحبة الكاذبة والتنكر لأمر الله تعالى الذي يوصي بوقايتهم من مسالك الفساد والهلاك :{ يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ..} ، والأبناء من الأهل ، ولا سبيل لوقايتهم من النار إلا بحمايتهم من كل ما يؤدي بهم إلى الانحرافات والضلالات والمعاصي ، ولا يكون ذلك إلا بالتربية الإسلامية الصحيحة التي تجعلهم من أهل الإيمان والتقوى والاستقامة .
فالقرآن الكريم مليء بالقصص التربوي والمواعظ و التوجيهات في أحوال الآباء وأبنائهم وأحوال الأبناء وآبائهم ، وكلها أمثلة تعليمية تربوية واقعية في السلوكيات المحمودة المطلوبة، أو الأفعال المذمومة المرفوضة ، تتخللها التوجيهات الربانية الحكيمة على أساس القدوة العملية المقنعة والمؤثرة .
خذ مثلا من وصايا لقمان لابنه وهو يعظه ويرشده: { وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ..} ،إلى قوله تعالى { يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ، إن ذلك من عزم الأمور ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور واقصد في مشيك واغضض من صوتك ، إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } لقمان 14ـ18 . فهذه الوصايا برنامج الهي مركز بأركان التربية الإسلامية ، حيث أوصاه أولا بالتوحيد وهو أساس الدين كله ، ثم الصلاة وهي عمود الدين ، ثم أمره بمكارم الأخلاق في السلوك والمعاملة، فجمع له أركان الإيمان والعبادة والمعاملة .......
كذلك يوصي النبي صلى الله عليه وسلم بحمل الأبناء على إقامة الصلاة بالترغيب والترهيب : ( مروا أولادكم بالصلاة لسبع سنين ، واضربوهم عليه لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ) أبو داود . و يبين عليه الصلاة والسلام قيمة التربية الخلقية فيقول : ( ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن ) الترمذي . ولكل طور من أطوار العمر عند الأبناء ما يليق به من السلوك التربوي ، كما روي عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال : ( لاعب ابنك سبعا ، وأدبه سبعا ، واصحبه سبعا ، ) . وهذه الخطوات التربوية في توصية عمر ،من أدق ما تضافرت عليه النظريات التربوية في التدرج مع الأبناء تربويا وفق ما يناسب أعمارهم .. .... اختي الزوجة كيف تتعاملي مع هذه النوعية من الازواج......؟
ولكي تجعلي من زوجك ربًا لأسرته وأبًا مثاليًا، إليك بعض الأساليب البسيطة التي يمكنك بها أن تحببي زوجك في القيام بدوره الأبوي، وتشجيعه على الاستمرار فيه:
• الزوج أول من يعلم: التزمي بهذه المقولة، وليكن زوجك دائما على علم بكل ما يخص أبنائه، وما يجرى في المنزل.
• كوني صبورة مع زوجك: فمسئولية الأبناء ليست بالأمر الهين، فلا تسخري منه إذا أخطأ، بل اجعلي الأمر يبدو كمزحة عابرة.
• اسألي نفسك وأجيبي بصراحة: هل تشعرين أن الطفل ابنكما معًا، أم أنك أكثر امتلاكًا له؟
• تقبلي طريقته الخاصة في إدارة الأسرة: فربما يمارس الأب دوره بشكل مختلف حسبما يراه هو، فتقبلي طريقته الخاصة دون تذمر، ولا تنتقديه، ولا تظهري اهتمامك الشديد بالأبناء، فاهتمامك الشديد لا يعطى فرصة للزوج للتدخل.
• الحب الحب: احرصي على تنمية حبك لزوجك، وأعطيه الفرصة للشعور بذلك، فلهذين الأمرين الأثر الكبير في تنمية دوره الأبوي.
• الرباط العائلي: احرصي أيضًا على تنمية علاقة الأبناء بوالدهم، وهو كذلك عن طريق:
استخدام الكلمات والتعبيرات التي تربى فيهم الاعتزاز والحب له، وتشعره هو بذلك، مثل: تقبيل يديه عند قدومه، وعند ذهابهم للنوم، واستخدام كلمات مثل: حضرتك، يا والدي الحبيب، وغيرها.
ممارسة بعض الألعاب مع زوجك وأولادك، فاللهو سويًا يضفي جوًا من الألفة والمتعة المتبادلة.
الخروج من المنزل لفترة بسيطة، وترك الطفل مع الأب وحدهما، من شأنه أن يكسب الأب الثقة في قدرته على تحمل مسؤولية تربية ولده.
• المشاركة الإيجابية: حاولي إشعاره دائمًا بأن ابنك هو"ابنكما معاً"، وذلك بإشراكه معك في بعض المسئوليات المتعلقة به، مثل: اختيار المدرسة المناسبة، أو دفع المصروفات الدراسية، أو المشاركة في مراجعة بعض المواد الدراسية، أو الذهاب للطبيب، وإن لم تستطيعي لظروفه أو لرفضه الذهاب، فعلى الأقل تخبريه بكل ما حدث، وتسأليه عن رأيه.
• إياك وعناد الزوج: عند شعورك بالإرهاق والتعب من كثرة أعبائك كأم، فلا تعبري عن ذلك بأسلوب انفعالي عصبي حتى لا تستثيري عناد زوجك، ولكن اطلبي منه العون بكلمات رقيقة تشعره باحتياجك إليه.
• الحوار المتبادل: الحديث بين الأب والأم عن تربية الطفل، ورسم خريطة تربوية يشارك فيها الطرفان يكوّن محيطًا عائليًا سعيدًا، وآمنًا للطفل، فاحرصي على هذا الأسلوب مع زوجك (أكثري من ذكر المواقف أو الأشياء الجميلة عن الأولاد وما فعلوه وما قالوه )
• عند دخوله المنزل لا تبادريه بمشاكل الطفل: ( أولاً ): حتى يكون على استعداد لمشاركتك الحديث والمناقشة. ( ثانيًا ): حتى لا تثيري عداوته لطفله .. أمهليه حتى يستطيع مناقشة المشكلة، والبحث معك عن حل تربوي لها، ولا تبادري بذكرك للحل حتى يشعر بقيمة رأيه.
• حذار أن ينسيك اهتمامك بطفلك اهتمامك بوالده حتى لا تتحول علاقتهما إلى نوع من الغيرة والندية.
• أظهري لزوجك دائمًا تقديرك لدوره العظيم، وامتنانك وشكرك له على كل ما يبذله لك ولأسرتك، وأعلني ذلك، وكرريه على أولادك ليفعلوا هم أيضًا ذلك.
• اتركي لزوجك فرصة ليقضى وقتًا خارج المنزل (خاصًا به) مع أصدقائه أو في ممارسة بعض هواياته، حتى يستطيع الاستمرار في أداء دوره الزوجي بكفاءة وحب.
وفى وسط ذلك كله: لا تنسى أن تعيشي مع زوجك بعض الوقت بعيدًا عن شخصية الأب والأم، بل بشخصية الزوج والزوجة والحبيب والحبيبة، فهذه الأوقات تعين بالتأكيد على القيام بدوركما على أكمل وجه
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق