رسالة إلى الأزواج....؟
هذه هي الرساله رقم 1
هذه هي الرساله رقم 1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
إن من المُشَاهَد على الواقع؛ أن كل إنسان ينظر إلى حقوقه في الدنيا بنظرة المتعطش اللهفان على تحقيقها وتلبيتها، وهذا لن يتحقق له لأن هذه فطرة الله تعالى في خلقه في هذه الدنيا ـ همّ حزن غضب رضا صفاء كدر سعادة نكد ـ، بل ويطالب بها بكل ما أوتي من قوة، وإن من أبرز المطالِبين بحقوقهم نحو الفريق الآخر؛ هم الرجال.
فالزوج يطالب زوجته بأن تكون زوجة مثالية، ودودة، عطوفة، مجيبة ومطيعة لأوامره، متجملة متزينة جذابة ... الخ.
وفي المقابل بعض الأزواج يكيلون الإهانات لزوجاتهم، ويضيعون الحقوق الواجبة عليهم تجاههن. نعم للزوج حقوق واجبة على زوجته، ولكن أين حقوق الزوجة عند زوجها؟
فالزوجة تتساءل؛ الكُتّاب يكتبون، والمطابع تنتج لنا الكتب العديدة المختلفة الأساليب في بيان حقوق الزوج على زوجته، بينما نرى القليل من هذا الكمّ الهائل من المؤلفات؛ يتكلم عن حقوق الزوجة على زوجها، أوليس لنا نصيب من الحقوق فتوجه النصائح نحو أزواجنا كي تعتدل الكفة بالنصائح والتوجيهات ولتستقيم الحياة الزوجية وتستقر، مع علمنا أن الشريعةلم تُهمل هذا الجانب؟
فنقول: بلى. إن للزوجة على زوجها حقوقاً كثيرة، قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً} النساء:19
قال السعدي : (وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، من الصحبة الجميلة، وكف الأذى وبذل الإحسان، وحسن المعاملة، ويدخل في ذلك النفقة والكسوة ونحوهما، فيجب على الزوج لزوجته المعروف من مثله لمثلها في ذلك الزمان والمكان، وهذا يتفاوت بتفاوت الأحوال)
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (إنِّي أُحِبّ أَنْ أَتَزَيَّن لِلْمَرْأَةِ , كَمَا أُحِبّ أَنْ تَتَزَيَّن لِي ; لِأَنَّ اللَّه يقول: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} البقرة:228،
وفي خِضَم مطالبة البعض بحقوق المرأة، وهم في الحقيقة يطالبون بخروج المرأة في الشارع ومزاحمة الرجال.
ونحن نقول: لا، ليس هذا الذي نطالب به، ولكننا نقول: إن للمرأة - وأخصص هنا - (الزوجة) حقوقاً مشروعة نطالب بها الأزواج، فشتان بين تلك المطالب وبين ما نطالب به.
وسأخاطب كل فئة من الأزواج بما فيهم من اعوجاج؛ لعلهم يقيمون ذلك الإعوجاج كي يسعدوا في حياتهم الزوجية، وسأخاطب البعض بالعقل، من باب قول علي رضي الله عنه: (حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ)
وسأتكلم بكلمات بسيطة ولن أتكلف في انتقاء العبارات، كي تصل إلى القلوب، وأن نصل إلى الغاية المنشودة، وهي التقليل والتخفيف من المشاكل الأسرية التي كثُرت في هذا الزمن بسبب الجهل أو التجاهل من الأزواج بالحقوق التي عليهم نحو زوجاتهم، ولا نقول أن المشاكل ستنقطع؛ بل هي الحياة الدنيا .....
فأبدأ بذلك الرجل وهو النوع الاول من بعض الازواج وهو : التارك للصلاة
فأقول له: ألا تستصغر نفسك إذا رأيت زوجتك وهي تصلي؟
ألا تحتقر نفسك إذا وجّهتك زوجتك وأيقظتك للصلاة؛ وأنت معاند لها؟
كيف تريد السعادة في بيتك وأنت تارك لركن من أركان الإسلام؟
كيف ترغب في الاطمئنان في حياتك الزوجية؛ وأنت لاهٍ عن ذكر الله؛ وإن الصلاة من ذكر الله تعالى؟
كيف تريد أن تسعد بالحلال مع زوجتك؟
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ،وقال: «لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَالشِّرْكِ إِلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ فَإِذَا تَرَكَهَا فَقَدْ أَشْرَكَ
إن الصلاة كبيرة إلا على الخاشعين، وهي الصلة بين العبد وربه العظيم، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله، وهي الميزان الذي نعرف به دين الإنسان وصلاحه، (ومن حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبيّ بن خلف)، قال ابن القيم رحمه الله: "هؤلاء هم أئمة الكفر والضلال، وإذا كان تارك الصلاة معهم فإنه منهم والعياذ بالله".... اقول لكي اختي ان اردتي زوجك يصلي فعليكي بالاتي .....؟؟
1- الزوج بطبيعته المزدوجة (الرجولة وكونه الزوج) لا يستمع استماع استيجاب عندما تنقده زوجته، خاصة في مثل الأمور التي لا تحتمل رأيين، فمثلاً الصلاة لا يستطيع مسلم أن يقول فيها قولين، وإذا تحدثت الزوجة يشعر الزوج ساعتها أن لا حجة له قائمة، مما يضطره مباشرة إلى اتخاذ أسلوب العناد أو الصخب الصوتي أو الضجر .
2- الأسلوب الأمثل للتعامل معه، ألا تنكري عليه علناً، بل الإنكار يكون ضمناً، وهذه بعض الطرق :
- إذا حان وقت الصلاة قومي أمامه وتوضئي، وصلي في مكان بعيد بحيث يراك، على أن تكثري من الدعاء له في صلاتك .
- أكثري من مدحه عند أي عمل إيجابي، سيما إذا كان متعلقاً بالعبادة .
- اسأليه في الدين، ولتكن أسئلة بسيطة يستطيع أن يجاوب عليها ، فهذا يعطيه شعوراً بأنه مسئول عن الدين .
- اختلقي أسئلة صعبة أحياناً، واجعليه يسأل شيخ المسجد لربطه به .
ومثل هذه الأساليب غير المباشرة تصلح إن شاء الله معه .
3- أكثري من التضرع لله والدعاء له، فالدعاء سهام الليل التي لا تخطئ.
4- لا تجعلي دائماً النصائح له مباشرة ، ولكن أوعزي لمن يحبه بأن يخبره بها بطريقة آمنة .
5- الاستماع إلى المحاضرات أو الندوات أو حتى الشرائط أمر مفيد، فاحرصي تقديمها له بطريقة غير مباشرة .
أسأل الله أن يصلح زوجك، وأن يبارك فيه، وأن يرزقك وإياه الإخلاص في القول والعمل .
والله الموفق......... والحمد لله رب والعالمين ...
—
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق