السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
اخوتي تكلمنا في الرسالة الماضية عن بعض الازواج الذين يفسروا الاحاديث علي ما يمشي مع ما يريدون من غير ان يلتفتوا اللي حالة وظروف زوجته ..
وقلنا ينبغي علي الزوج ان يراعي ظروف زوجته ولكن البعض اعتبر ما قلنا هو مجرد تبريرات للزوجة والزوج اخذا بها او لا فهو غير ملزم بها . ونحن نقول لا الزوج ملزم بها وهو ما نبينه الان ...... ؟
اخوتي إن طاعة الزوجة لزوجها مجلبة للهناءة والرخاء ، وأما النشوز فيولد الشحناء والبغضاء ويوجب النفور ويفسد العواطف وينشيء القسوة ويلحق بالمرأة البلاء ، وإن الزوجة كلما أخلصت في طاعة زوجها إزداد الحب والولاء وتوارث ذلك الأبناء فساد جو السعادة وانقشع جو الشحناء ، وقد جاء في الأثر ( جهاد المرأة حسن التبعل ) أي أن أفضل عمل للمرأة وينزلها منزلة الجهاد طاعتها لزوجها وحسن تزينها له فيصدق بها قوله صلى الله عليه وسلم عن أفضل النساء (التي تطيع زوجها إذا أمر وتسره إذا نظر) ،
أما معصية الزوجة لزوجها يجعلها مصدر شقاءٍ وبؤس ، وقد قال سيدنا داوود عليه السلام في وصف زوجة السوء : أن المرأة السوء مثل شرك الصياد لا ينجو منها إلاّ من رضي الله تعالى عنه ، وكان يقول عليه السلام في دعائه ( اللهم إني أسألك أربعاً وأعوذ بك من أربع : أسألك لساناً صادقاً وقلباً خاشعاً وبدناً صابراً وزوجةً تعينني على أمر دنيايّ وأمر آخرتي ، وأعوذ بك من ولدٍ يكون عليّ سيداً ومن زوجةٍ تشيبني قبل وقت المشيب ومن مالٍ يكون مشبعةً لغيري بعد موتي ويكون حسابه في قبري ، ومن جار سوءٍ إن رأى حسنةً كتمها وإن رأى سيئةً أذاعها وأفشاها ) .
ولكن هذه الطاعة لها شروط . منها القدرة ؟؟
اسمع اخي الحبيب.. القدرة (أي الاستطاعة) فهي مناط التكليف بواجبات الشريعة بعد العقل والعلم، فالعاقل العالم بالحكم الشرعي لا يجب عليه إلا إذا كان مستطيعا قادرا عليه كقوله تعالى «...ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا...» (آل عمران:97).
فليس كل عالم بفريضة الحج يجب عليه أداؤه إلا المستطيع. وكذلك بقية واجبات الدين ومنها الجهاد، ومن الأدلة العامة في ذلك قوله تعالى «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها» (البقرة:286)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح: «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم»(متفق عليه)،فإن لم يستطع المسلم سقط عنه الواجب،ومنه قاعدة «لا واجب مع العجز» ذكرها ابن القيم في
(أعلام الموقعين ج2).
.اخي اذا كان الله عزوجل قد اسقط التكليف علي العبد من اجل عدم القدرة والاستطاعة . الله رب العباد لا يأمر اي امر الا اذا كان في استطاعة العبد ان يفعله ... اتأمر انت زوجتك بامر وممكن تكون في حالة لا تستطيع فعل هذا الامر فيجب عليك ان تمهلها حتي تستطيع ... طاعة لله ورسوله...
هناك قاعدة عند الفقهاء تقول ... لا واجب بلا اقتدار ولا محرم مع اضطرار: ھذه قاعدة كلیة من قواعد الشریعة المطھرة،. ومن المعلوم أن التكلیف: ھو إلزام مقتضى خطاب الشرع، وشرطھ العلم والقدرة،
قال شیخ الإسلام : «من استقرأ ما جاء بھ الكتاب والسنة تبین له أن التكلیف مشروط بالقدرة
على العلم والعمل؛ فمن كان عاجزا عن أحدھما سقط عنھ ما یُعجزه، ولا یكلف االله نفسا إلا وسعھا»... اذا اخي قبل ان تأمر باي أمر يجب عليك ان تفهم زوجتك اولا ان هذا هو أمر الله وطاعة الله .. وثانيا يجب عليك ان تراعي هل هي تستطيع فعل هذا الامر ام لا .... اذا اخي حتي تأمر فتطاع ينبغي ان يسبق هذا الامر شرطان الشرط الاول ان تعلم زوجتك ما يجب عليها وما لا يجب ... والشرط الثاني هل هي تستطيع ان تفعل هذا الفعل ام لا ....... وثالثا لابد ات تكون الطاعة في المعروف ..... يعني لو الزوج امر زوجته بمعصية فلا يجب علي الزوجة ان تطيعه تحت اي ظرف من الظروف ... عن نافع عن ابن عمر قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإن أمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة ..قال أبو عيسى وهذا حديث حسن صحيح.... فقد ورد أنّ رسول الله صلى عليه وسلم قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" رواه أحمد.
اخي الزوج اجعل اسوتك رسول الله صل الله عليه وسلم ....
انظر الي رحمته بالنساء ... المرأة في حياة النبي لم تكن كما مهملا كما يتصور البعض، بل كانت كياناً له قدره ومكانته. بيد أن هذا المخلوق تعرض إبان فترة الجاهلية لتجاوزات رفضها الشرع وحرّمها واستنكرها. وجاءت لمسات نبينا الحبيب تمسح (برقّة) آثار هذه القسوة التي استوطنت قلوب الرجال في المجتمعات الجاهلية، ولترسل إشارات واضحة لكل مجتمع، ولو كان مجتمع عصر الذرة والوصول إلى الفضاء. رسالة مغزاها أنك أيها الرجل لن يمكنك أن تمتلك قلب ومشاعر المرأة سوى بالرحمة. فهانحن نراه في خدمة أهل بيته دوما، وكأنه يريد أن يخفف عنهم وطأة متاعب أشغال المنزل. هذه الأعمال التي يأنف معظم الرجال أن يعيروها قدرا من تعاونهم، كانت أمراً طبيعيا في حياته صلى الله عليه وسلم.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما بالمرأة، ويوصي بالرحمة بها، بل كان يشفق على المرأة حين يسرع الحادي في قيادة الإبل التي تركبها النساء، فيقول له: رفقا بالقوارير. ..... و معني (رفقآ )هو من الرفق بالشيء والين معه (ومعني القوارير ) هي جمع قرورة وهو الاناء المصنوع من الزجاج الرقيق جدآ والشفاف .. انظر كيف شبه النبي النساء .. وكيف يكون التعامل معهم .. يكون بالرفق بهم .. قال صل الله عليه وسلم .. ما كان الرفق في شيء الا زانه وما نزع منه الا شانه .. وقال صل الله عليه وسلم .. ( إن الله يحب الرفق في الأمر كله ) الرفق هو : لين الجانب بالقول والفعل , والأخذ بالأسهل والدفع بالأخف ... ولذلك أثنى المصطفى صلى الله عليه وسلم على الرفق وبالغ فيه .
( من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير , ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير )
رواه الترمذي 2013وقال حسن صحيح .
اخي الزوج الحبيب الرفق ثم الرفق والرحمة
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق