صنائع المعروف تقي مصارع السوء
========
ذكر الإمام الشوكاني في كتابه (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع) البدر الطالع
قال صاحب مطلع البدور وهو الذى حكى صفة الكتاب الواصل إلى الإمام المطهر من الفقيه محمد بن الأصم أنها اتفقت في زمن الإمام المذكور قصة عجيبة ونكتة غريبة في بلد شامي الحرجة تسمى الحمرة وذلك أنه كان فيها رجل من الزرعة وكان ذا دين وصدقة فاتفق أنه بنى مسجدا يصلى فيه وجعل يأتي ذلك المسجد كل ليلة بالسراج و بعشائه فإن وجد في المسجد من يتصدق عليه أعطاه ذلك العشاء والا أكله وصلى صلاته واستمر على ذلك الحال ثم إنها اتفقت شدة ونضب ماء الآبار وكانت له بير فلما قل ماؤها أخذ يحتفرها هو وأولاده فخربت تلك البير والرجل في أسفلها خرابا عظيما حتى انه سقط ما حولها من الأرض إليها فأيس منه أولاده ولم يحفروا له وقالوا قد صار هذا قبره وكان ذلك الرجل عند خراب البئر في كهف فيها فوقعت إلى بابه خشبة منعت الحجارة من أن تصيبه فأقام في ظلمة عظيمة ثم انه بعد ذلك جاءه السراج الذى كان يحمله إلى المسجد وذلك الطعام الذى كان يحمله كل ليلة وكان به يفرق ما بين الليل والنهار واستمر له ذلك مدة ست سنين والرجل مقيم في ذلك المكان على تلك الحال ثم انه بدا لأولاده أن يحفروا البئر لإعادة عمارتها فحفروها حتى انتهوا إلى أسفلها فوجدوا أباهم حيا فسألوه عن حاله فقال لهم ذلك السراج والطعام الذى كنت أحمل إلى المسجد يأتيني على ما كنت أحمله تلك المدة فعجبوا من ذلك فصارت قضية موعظة يتوعظ بها الناس في أسواق تلك البلاد...
الدروس والعبر
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة))
ولما عرض جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: (( زملوني زملوني )) فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: (كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب) .
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو أمامة ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب))
دخول الجنة
عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:((إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف))
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق