من
الزوجات الخائنات لازواهم امرأة نوح وامرأه لوط عليهما السلام و لم يذكر
اسمها في القرآن الكريم وإنما أشار الله جل وعلا إليها مرة واحدة بصفتها
على أنها امرأة نوح.وقد ذكرت مع امرأة لوط وذلك في قول الله تعالى:
قال
تعالي .. ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأه نوح وامرأه لوط كانتا تحت عبدين
من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيلا ادخلا
النار مع الداخلين.
أجمع
معظم رجال التفسير على أن المرأة التي أشار لها القرآن على أنها امرأة نوح
كان اسمها .(والعة) وفي اسمها عند بعضهم اختلاف مع تشابه اللفظ فقيل أنها
(والغة) وقيل هي (واعلة) وقال الطبرسي اسمها (واغلة) وقيل (والغة)
و(واهلة).
وأما
الخيانة في قوله تعالى فليس المقصود بها الخيانة الزوجية الجسدية وإنما
هي الخيانة الأدبية وبتر علاقات التواد والتراحم بين الزوجين بالنفاق
والكفر في الدين وفي العقيدة فخانتاهما تعني نافقتا وأخفتا الكفر عن زوجيهم
وأظهرتا الإيمان.
• خيانة امرأة نوح:
يقال
أن خيانة امرأة نوح لزوجها كانت بأنها قالت للناس عنه أنه مجنون وخيانة
امرأة لوط لزوجها أنها كانت تدل الرجال على ضيوفه ولا ينبغي لامرأة نبي أن
تفجر وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما بغت امرأة نبي قط
فالخيانة هنا هي نقض العهد والأمانة وليست البغي.
كانت
امرأة نوح عليه السلام كافرة تقول للناس أن زوجها مجنون وكانت تخبر
الجبابرة الكفرة عن كل من يؤمن بعقيدته ليعذبوه ويؤذوه فعاقبها الله تعالى
بأن أغرقها مع قومها الكافرين.
وقد
قال يحيى بن سلام: ضرب الله سبحانه وتعالى هذه الآية مثلا للذين كفروا
يحذر بها زوجتي النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة رضي الله عنهما من
مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تظاهرتا عليه وكان المراد بالآية
الكريمة تخويفهما مع سائر أمهات المؤمنين من مغبّة معصيتهن لرسول الله صلى
الله عليه وسلم .
أولا:الظاهر والله أعلم أنها غرقت مع من غرق من قوم نوح ودليل ذلك :
1-قوله
تعالى:حَتَّى إذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُورُ قُلْنَا احْمِلْ
فيِهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ
عَلَيْهِ الْقَوْلُ ومَنْ ءَامَنَ وَمَآ ءَامَنَ مَعََهُ إِلَّا قَلِيلٌ.
فظاهر الأية يقتضى أن زوجته كانت من الذين سبق عليها القول كما ذكر ذلك
العلامة الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان .
2-والذي
يوضح أنها كانت من الذين سبق عليهم القول في عدم نجاته قوله تعالى في سورة
التحريم :"ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ امْرَأَتَ نُوحٍ
وَامْرَأَتَ لُوطٍ.............."الأية. ففي هذه الأية دليل على أنها كانت
من الكافرين قال أهل التفسير أنها كانت تقول عن نوح أنه مجنون والشاهد أن
في الأية الأولى أمر الله نوحا أن يحمل معه في السفينة أهله إلا من سبق
عليه القول ومن ءامن وزوجته كما سالف من الذين حق عليها القول ألا تركب في
السفينة وأيضاً كانت كافرة ولم تؤمن وفي الأية أن الله أمره بأن يركب معه
من ءامن وزوجته لم تكن من المؤمنين.
ثانياً:هذه من الأشياء التي يقال فيها أنها علم لا ينفع وجهل لا يضر فلو كان فيها كثير فائدة لبينها رسولنا صلي الله عليه وسلم .
فإن
امرأة لوط عليه السلام كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم
كانت في الظاهر مع زوجها على دينه وفي الباطن مع قومها على دينهم خائنة
لزوجها بدلالتها لهم على أضيافه لا في الفراش فإنه ما بغت امرأة نبي قط،
ونكاح الكافرة قد يجوز في بعض الشرائع كما جاز في شريعتنا نكاح بعض الأنواع
وهن الكتابيات أما نكاح البغي فهو دياثة وقد صان الله النبي عنها.
ولهذا
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى ..فخانتاهما...قال: والله ما
زنتا ولا بغت امرأة نبي قط فقيل له: فما كانت الخيانة؟ فقال: أما امرأة نوح
فكانت تخبر أنه مجنون وأما امرأة لوط فإنها كانت تدل على الضيف.
والمقصود
أن امرأة لوط لم تكن مؤمنة في الباطن وإن كانت في الظاهر مع زوجها ولعل
هذا هو سبب بقائها معه أما حكمة ذلك فلها أوجه عدة منها:
1
- بيان الله لخلقه أنه ليس بينه وبين أحد من البشر نسب وأنه كما أخذ أمس
الناس صلة بالأنبياء بذنوبهم فقد يأخذ غيرهم بها ولن يغني عنهم حينها
القريب من الله شيئا.
2
- ومنها ابتلاء الله لنبيه لوط عليه السلام في امرأته ليعلي درجته ويرفع
منزلته بإيثاره مرضاة الله عليها كما ابتلى نبيه إبراهيم عليه السلام بأبيه
ونوح بابنه وامرأته.
3 - تقرير عقيدة البراءة من الكافرين في النفوس ليكون الكافر بغيضا مبغضامهما كانت صلته أو خدماته التي يقدمها للفرد أو المجتمع.
4 - تسلية وتعزية من ابتلي بابن عاق أو قريب مخالف او زوجه خائنه له بذل جهده في هدايته غير أن الله لم يكتبها له.
5
- بيان أن كل نفس بما كسبت رهينة فلا يؤخذ المحسن بجريرة المسيء ولا يؤاخذ
بها مهما بلغ قربه أبا أو أخا او زوجه فضلا عن صديق أو زميل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق