صلاة الفجر بين الصادقين والمنافقين ..
ما أسهل أن ينطق اللسان بكلمة الإسلام ما أسهل ذلك ولكن ما أصعب أن
يترسخ الإيمان في قلب الإنسان انظر ماذا يقول ربنا: قالت الأعراب آمنا قل
لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا..
كلام اللسان: ..ولكن قولوا أسلمنا ولما
يدخل الإيمان في قلوبكم....
مشكلة حقيقية أن يختلط الحابل بالنابل أن يختلط
الصادق بالكاذب أن يختلط المؤمن بالمنافق
مشكلة خطيرة اختلاط المنافقين
بالمؤمنين يضعف الصف:لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا... أي: إلا اضطرابا وإلا ضعفا ....ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين.
لذلك فإن الله عز وجل من رحمته بالصف المؤمن أن ينقيه على الدوام والتنقية
تكون عن طريق اختبار صعب لا يقوى على النجاح في هذا الاختبار إلا المؤمنون
حقا يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: الم * أحسب الناس أن يتركوا أن
يقولوا آمنا وهم لا يفتنون... أي: هل تعتقدون أيها المؤمنون أنكم ستقولون
بلسانكم: آمنا ثم لا يصدق هذا اللسان عملا من الأعمال؟ يقول سبحانه
وتعالى:أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ! تعجب كبير
جدا:ولقد فتنا الذين من قبلهم... سنة من سنن ربنا سبحانه وتعالى:ولقد فتنا
الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين.
إذا: ربنا
سبحانه وتعالى سيجعل لنا اختبارات كثيرة جدا منها: الإنفاق وحسن معاملة
الناس وكظم الغيظ اختبار وهكذا الحياة كلها اختبار من أول أيام التكليف إلى
لحظة الموت قال تعالى:الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو
العزيز الغفور.
فهناك اختبار من الاختبارات الصعبة جدا فليس أي شخص
ممكن ينجح فيه لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل هذا الاختبار مقياسا
واضحا بين المؤمن والمنافق فهو اختبار خطير والذي سيسقط في هذا الاختبار
سيكون منافقا بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الاختبار هذا هو اختبار صلاة الفجر.
صلاة الفجر في جماعة للرجال وصلاة الفجر في أول وقتها للنساء. قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة
الفجر ولو يعلمون ما فيهما أي لو يعلمون ما فيهما من الأجر لأتوهما ولو
حبوا.
تخيل نفسك أنك لا تستطيع أن تمشي أصلا كأن تكون رجلك مكسورة وليس
هناك من يعينك على المشي والذهاب إلى صلاة الفجر في المسجد فتذهب حبوا
كالأطفال لأنك تعرف كمية الخير التي في هذه الصلاة.
ذنب عظيم أن يتخلف مسلم مؤمن عن صلاة الفجر في جماعة أو عن صلاة العشاء في جماعة.
أما وقت الصبح فهو ما بين طلوع الفجر وما بين شروق الشمس يقول أحد الناس:
إنه سمع في برنامج من البرامج أن وقت الصبح إلى بداية وقت الظهر.
قلت:
سبحان الله! يعني سيصير الوقت مفتوحا إلى الظهر فأين الاختبار هذا؟!
نقول: الوقت يا أخي ينتهي بشروق الشمس هذا الوقت القليل المحدود الصعب هو
فعلا صعب ومقصود أنه يكون صعبا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:وقت
صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس.
كلام في منتهى الوضوح
والأصعب من هذا أن اختبار النفاق من الإيمان لا يكتفي بمجرد أن تدرك الصبح
في بيتك لا لا بد أن تدرك الجماعة في المسجد كما قال صلى الله عليه وسلم
وأنا أعرف أنه صعب ومقصود أنه يكون صعبا لأنه اختبار خطير والنتيجة خطيرة
كما قلنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق