{ضَرَبَ
اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ
رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ
فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
لما
غلب موسى السحرة آمنت امرأة فرعون آسية بنت مزاحم كانت تسأل من غلب ؟
فيقال: غلب موسى وهارون
فتقول: آمنت برب موسى وهارون وكان إيمان امرأة
فرعون قبل إيمان امرأة خازن فرعون ماشطة أبنته وعندما أسمع الله آسية كلام
روح ابن امرأة خازن فرعون يبشر أمه بما أعده الله لها في الجنة لتصبر على
الأذى وقبض الله روح امرأة خازن فرعون وكشف الغطاء عن ثوابها ومنزلتها
وكرامتها في الجنة لامرأة فرعون فازدادت إيمانا ويقينا وتصديقا
ونعلم
جميعا قصه ماشطه ابنه فرعون لما رأت من عذاب فرعون وذلك كان بسبب ..ان
كانت الماشطة تمشط ابنة فرعون آذ سقط المشط من يدها فقالت بسم الله.
فقالت
ابنة فرعون ابي
فقالت الماشطة بل ربي ورب أبيك ورب العالمين.
فغضبت ابنة
فرعون واخبرن فرعون أباها بذلك واحضر الماشطة فسألها؟
وقالت : نعم اننى
مؤمنة باله موسى.
فأمر بها فرعون فمدت على أربعة أوتاد وما زالت تعذب حتى
ماتت.
وكانت آسية متطلعة من نافذة في قصر فرعون تنظر إلى الماشطة امرأة
حزقيل كيف تعذب وتقتل وكانت آسية تعتصر ألما وحزنا على الماشطة فلما قتلت
الماشطة عاينت آسية الملائكة وقد عرجت بروحها لما أراد الله تعالى من
كراماتها وما أراد لها من الخير فازدادت يقينا بالله وتصديقا فبينما هي
كذلك إذ دخل عليها فرعون وجعل يخبرها بخبر الماشطة امرأة حزقيل وما صنع
بها. فاستشاطت آسية غضبا وقالت: الويل لك يا فرعون ما أجرأك على الله
تعالى.
فقال لها: لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك ؟
فقالت: ما
اعتراني جنون ولكنى آمنت بالله ربى وربك ورب العالمين.
فغضب فرعون منها.
وضاق ذرعا بما بدر من زوجته آسية.
وحاول أن يردها عن رأيها وبعث إلى أمها كي ترجعها إلى رشدها حسب زعمه.
فأطلع
الله فرعون على إيمانها فخرج على الملأ فقال لهم: ما تعلمون من آسية بنت
مزاحم ؟
فأثنوا عليها فقال لهم: إنها تعبد ربا غيري
فقالوا له: اقتلها
فأوتد لها أوتادا فشد يديها ورجليها سمر يديها ورجليها وألقاها في الشمس
وذلك عندما تبين لفرعون إسلامها فكانت امرأة فرعون تعذب بالشمس فإذا
انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها وإذا أذاها حر الشمس أظلتها
الملائكة بأجنحتها وأرسل إليها فرعون فقال: انظروا أعظم صخرة تجدونها فإن
مضت على قولها فألقوها عليها وإن رجعت عن قولها فهي امرأتي
فلما
أتوها رفعت بصرها إلى السماء
وقالت ..رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا
فِي الْجَنَّةِ ..اختارت الجار قبل الدار , .
وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ
وَعَمَلِه... خلصني منه وما يصدر عنه من أعمال الشر...
وَنَجِّنِي مِنْ
الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ....فأبصرت بيتها في الجنة فمضت على قولها وعندما
دعت آسية ربها وافق ذلك أن حضرها فرعون فضحكت حين رأت بيتها في الجنة فقال
فرعون : ألا تعجبون من جنونها إنا نعذبها وهي تضحك فقبض الله روحها رضي
الله عنها انتزعت روحها وألقيت الصخرة على جسد ليس فيه روح ولم تجد ألما
كان فرعون أعتى أهل الأرض وأكفرهم فو الله ما ضر امرأته كفر زوجها حين
أطاعت ربها
فإخبار
الله لنا بامرأة فرعون ليتبين بقصتها هذه أن المرء معصية غيره لا تضره إذا
كان مطيعا فقد جعل الله حال امرأة فرعون مثالا لحال المؤمنين ترغيبا لهم
في الثبات على الطاعة والتمسك بالدين والصبر في الشدة وأن صولة الكفر لا
تضرهم كما لم تضر امرأة فرعون وقد كانت تحت أكفر الكافرين وصارت بإيمانها
بالله في جنات النعيم
وفي قصة آسية حث للمؤمنين على الصبر في الشدة فلا يكون المرء في الصبر عند الشدة اضعف من امرأة فرعون حين صبرت على سوء فرعون
فان
حسن الظن بالله سوف يعوض صبره خيرا فقد فارقت امرأة فرعون رجل له أرفع
مكانة على وجه الأرض حاكم بلادهم ومالكهم فرعونها لمحاربته لله فعوضها
الله بدلا منه أفضل الخلق أجمعين محمد رسول الله صاحب أرفع مكانة في الآخرة
المقام المرفوع في جنات النعيم عن بريدة في قوله تعالى ثيبات وابكارا قال
وعد الله نبيه صلى الله عليه وإله وسلم في هذه أن يزوجه بالثيب آسية امرأة
فرعون وبالبكر مريم بنت عمران. وعوضها عن السيادة في الدنيا مع السوء بأن
تكون من أفضل سيدات الجنة
فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران
:فاطمة وخديجة وآسية امرأة فرعون ..وقال صلي الله عليه وسلم أفضل نساء أهل
الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم
امرأة فرعون مع ما قص الله علينا من خبرها في القرآن قالت .. رَبِّ ابْنِ
لِي عِنْدَكَ بَيْتًا .وقال النبي صلى الله عليه وسلم لم يكمل من النساء
إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وإن فضل عائشة على
النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق