Our Blog

الليله السابعه من تراويح رمضان


الافتقار إلى العزيز الغفار
===========
عن أصبغ بن زيد قال: مكثت أنا ومن عندي ثلاثًا لم نطعم شيئًا من الجوع فخرجت إلى ابنتي الصغيرة وقالت: يا أبت الجوع – تشكو الجوع – قال: فأتيت الميضأة فتوضئت، وصليت ركعتين أُلهمت دعاء دعوت في آخره: «اللهم افتح علي منك رزقًا لا تجعل لأحد علي فيه منة ولا لك علي في الآخرة تبعة، برحمتك يا أرحم الراحمين، ثم انصرفت إلى البيت فإذا بابنتي الكبيرة قد قامت إلي، وقالت: يا أبتاه جاء – رجل يقول: إنه عَمَّي – بهذه الصرة من الدراهم، وبحمال عليه دقيق، وحمال عليه من كل شيء في السوق، وقال: أقرئوا أخي السلام، وقولوا له إذا احتجت إلى شيء ادع بهذا الدعاء فتأتيك حاجتك. قال أصبغ بن زيد: والله ما كان لي أحد قط، ولا أعرف من كان هذا القائل، ولكن الله على كل شيء قدير».
دروس وعبر
من أخص خصائص العبودية: الافتقار المطلق لله تعالى، فهو: « حقيقة العبودية ولبُّها » ( ).
قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]، وقال تعالى في قصة موسى - عليه الصلاة والسلام -: ﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24].
عرَّفه الإمام ابن القيم - رحمه الله - بقوله: « حقيقة الفقر: أن لا تكون لنفسك، ولا يكون لها منك شيء؛ بحيث تكون كلك لله، وإذا كنت لنفسك فثمَّ ملك واستغناء مناف للفقر ». ثم قال: « الفقر الحقيقي: دوام الافتقار إلى الله في كل حال، وأن يشهد العبد في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة إلى الله تعالى من كل وجه » ( )
فالافتقار إلى الله تعالى أن يُجرِّد العبد قلبه من كل حظوظها وأهوائها، ويُقبل بكليته إلى ربه عز وجل متذللاً بين يديه، مستسلماً لأمره ونهيه، متعلقاً قلبه بمحبته وطاعته. قال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162-163].
قال يحيى بن معاذ: «النسك هو: العناية بالسرائر، وإخراج ما سوى الله عز وجل من القلب» ( )
قال الإمام ابن القيم: (أعظم الناس خذلاناً من تعلق بغير الله، فإنَّ ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه؛ أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات. ومثل المتعلق بغير اللَّه كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت أوهن البيوت) ( ).
‎فقيراً جئت بابك يا إلهي  **   ولستُ إلى عبادك بالفقير
‎غنى عنهمُ بيقين قلبي    **   وأطمع منك في الفضل الكبير
‎إلهي ما سألت سواك عوناً   **   فحسبي العون من رب قدير
‎إلهي ما سألت سواك عفواً   **  فحسبي العفو من رب غفور
‎إلهي ما سألت سواك هديا   **  فحسبي الهدي من رب بصير
‎إذا لم أستعن بك يا إلهي   **   فمن عوني سواك ومن مجيري
‎إليك رفعتُ يا ربي دعائي   **  أجـود عليه بالدمع الغزير
‎لأشكو غربتي في ظل عصر   ** ينكس رأسه بين العصور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.