Our Blog

الليله السادسه عشر من تراويح رمضان


هنيئا لكم معاشر الصائمين
=========================
عن أبي موسى -رضي الله عنه -قال: خرجنا غازين في البحر، فبينما نحن والريح لنا طيبة، والشراع لنا مرفوع؛ فسمعنا مناديا ينادي: يا أهل السفينة، قفوا أخبركم، حتى والى بين سبعة أصوات؛ قال أبو موسى: فقمت على صدر السفينة، فقلت: من أنت، ومن أين أنت؟ أو ما ترى أين نحن، وهل نستطيع وقوفاً؟ قال: فأجابني الصوت: ألا أخبركم بقضاء قضاه الله عز وجل على نفسه؟ قال: قلت: بلى، أخبرنا؛ قال: فإن الله تعالى قضى على نفسه: أنه من عطش نفسه لله عز وجل في يوم حار، كان حقاً على الله: أن يرويه يوم القيامة؛ قال: فكان أبو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار، الشديد الحر، الذي يكاد ينسلخ فيه الإنسان فيصومه. ( )
دروس وعبر
إخوة الصائمين نعيش في أول ليلة من ليالي شهر الصيام والقيام مع قصة لطيفة تبين لنا فضل الصيام في الحر وخاصة أن حرارة الجو في هذه الحقبة من السنة محرقة ويجد الصائم من المشقة والعطش الشديد فيحتاج المسلم إلى ما يثبت به فؤاده فمن بان له عظم الأجر هان عليه مشقة التكليف
فضل الصوم في الحر الشديد
وقد روي عن معاذ بن جبل وعبد الله بن عمر وأبي الدرداء رضي الله عنهم أنهم ذكروا عند موتهم أنهم لم يأسوا من الدنيا إلا على ظمأ الهواجر
أي: الصيام في اليوم الشديد حره.
وروي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: (صوموا يوماً شديداً حره لطول النشور، وصلوا ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور) ( )
ونقل عن بعض نساء السلف أنهن كن يتحينَّ بصيام التطوع اليوم الشديد حره؛
لأن العمل إذا كان مؤنته ونصبه أكثر كان أجره أعظم.
ولما حضرت الوفاة عامر بن عبد الله وهو من العباد الزهاد ومن خيرة التابعين بكى فقيل:
ما يبكيك؟
قال: (ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء). ( ).
فالعابد لعظم يقينه بمحبة الله تعالى للعمل ورضاه به وأنه قربة إليه صار يحب العبادة محبة شديدة ولا يبالي بنصَبها، بل يجد فيه من اللذة والأنس ما لا يجده أصحاب اللهو في لهومكما روى ابن المبارك في الزهد عن معضد أنه قال: (لولا ظمأ الهواجر وطول ليل الشتاء ولذاذة التهجد بكتاب الله عز وجل ما باليت أن أكون يعسوبا). ( )
فجعل هذه العبادات هي معنى إنسانيته، وأنه لولاها لما كان بينه وبين الحيوان فرق.
فالعزيمة على الصيام في شدة الحر من دلائل صحة الإيمان، والتذمر منه من علامات ضعف الإيمان وضعف محبة الله تعالى في قلب العبد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.