Our Blog

رحله الي الدار الاخره (الحســــــاب)

 الحســــــــاب 

الحساب يبدأ بالعرض على الله جل جلاله بعد الوقوف بين يدي الحق الملك العدل سبحانه فأنت في أرض المحشر ستسمع نداء الملائكة أين فلان بن فلان والملائكة لا تخطئ أحدا من الخلق منذ أن خلق الله آدم أين فلان بن فلان؟ ماذا تريدون يا ملائكة الله؟ أقبل للعرض على الله جل جلاله.... وقد وكلت الملائكة بأخذك وسوقك في أرض المحشر على رءوس الأشهاد والخلائق كلها تنظر إليك.... فيقرع النداء قلبك.... ويصفر وجهك.... وترتعد فرائصك....وتضطرب جوارحك.....وترى نفسك بين يدي الحق جل جلاله ليكلمك..... ليس بينك وبينه ترجمان

عن عدي بن حاتم أنه صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر العبد أيمن منه أي عن يمينه فلا يرى إلا ما قدم أي في هذه الحياة الدنيا وينظر العبد أشأم منه أي عن شماله فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ....أي........ ولو بنصف تمرة تتصدقون بها لوجه الله جل وعلا

يقرع النداء القلب ويأمر الله تبارك وتعالى بالصحف وبالكتب فيأخذ كل إنسان صحيفته تلك الصحيفة التي لا تغادر بلية كتمتها ولا مخبأة أسررتها فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك الله إياها وكم من مصيبة قد كنت أخفيتها أظهرها الله لك وأبداها فيا حسرة القلب وقتها على ما فرطنا في دنيانا من طاعة مولانا

اسمع لربك جل وعلا وهو يقول.................... وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا * وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا

تذكر وقوفك يوم العرض عريانا مستوحشا قلق الأحشاء حيرانا والنار تلهب من غيظ ومن حنق ورب العرش غضبانا اقرأ كتابك يا عبد على مهل فهل ترى فيه حرفا غير ما كانا فلما قرأت ولم تنكر قراءته إقرار من عرف الأشياء عرفانا نادى الجليل خذوه يا ملائكتي وامضوا بعبد عصى للنار عطشانا المشركون غدا في النار يلتهبوا والمؤمنون بدار الخلد سكانا

وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا

     وقال سبحانه............ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى * أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى * وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى......

فلا تتحمل نفس ذنب نفس أخرى، بل سيمر الولد يوم القيامة على والده فيقول له والده أي بني أنا أبوك! أعطني حسنة من حسناتك فلقد كنت لك نعم الأب فيقول الابن لأبيه نفسي.... ويقول الابن لأمه نفسي وكيف لا وقد قال كل نبي من الأنبياء في هذا اليوم العصيب نفسي نفسي نفسي إلا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم؟....يقول  أمتي  أمتي

 أن عمل ابن آدم كله محفوظ ومسطور في كتاب عند الله جل وعلا لا يضل ربي ولا ينسى واعلم بأن ما نسيه الإنسان لا ينساه الرحمن 

 دع عنك ما قد فات في زمن الصبا واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب لم ينسه المـلكان حيـن نسـيته بل أثـبتاه وأنـت لاه تـلعب والـروح مـنك وديعة أودعتها ستردها بالرغم مـنك وتسـلب وغـرور دنياك التي تـسعى لها دار حـقيقتها مـتاع يـذهب الـليل فاعلم والـنهار كـلاهما أنفاسنا فيـهما تعـد وتحـسب فما نسيه الإنسان لا ينساه الرحمن

 

 قال سبحانه......... يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ

 يعرض أعمال العباد عليهم يوم القيامة حتى لا يكون لأحد عذر بين يديه جل وعلا..فالله يقيم الحجة على خلقه في الدنيا بل ويبين ويعرض عليهم أعمالهم في الآخرة.. حتى لا يكون لأحد عذر بين يديه سبحانه.

 وأعظم شهيد على العباد يوم القيامة هو الملك الذي يعلم السر وأخفى وعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون فالله جل وعلا هو أعظم شهيد علينا يوم القيامة

 قال تعالى....................... إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا

 ثم تشهد الملائكة......... قال تعالى....... وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ

 ثم تشهد الأرض بما عمل على ظهرها من طاعات وسيئات فعن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قرأ يوما قول الله.... يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا فقال المصطفى...... أتدرون ما أخبارها؟! قالوا..... الله ورسوله أعلم.... قال.... أخبارها..... أن تشهد الأرض على كل عبد أو أَمة بما عمل على ظَهْرِهَا فتقول.... يا رب! لقد عمل كذا وكذا... في يوم كذا وكذا..... فهذه أخبارها..... فيجادل العبد اللئيم ربه الكريم ويقول العبد يا رب.... أنا أرفض هذه الشهادة.... وأرفض هؤلاء الشهود..... يا سبحان الله!......يظن أنه في محكمة من محاكم الدنيا..... يقول العبد اللئيم لربه الرحيم الكريم أنا أرفض هذه الشهادة . ولا أعترف بشهادة هؤلاء الشهود!!!!!!!!!!!!

 

 قال صلى الله عليه وسلم جلس يوما فضحك بأبي هو وأمي ثم قال لأصحابه لم لا تسألونني مم أضحك؟ فقالوا مم تضحك يا رسول الله؟فقال المصطفى أضحك من مجادلة العبد لربه يوم القيامة يقول العبد لربه يا رب! ألم تجرني من الظلم؟ فيقول بلى قد أجرتك من الظلم فيقول العبد فإني لا أجيز شاهداعلي إلا من نفسي فيقول الله سبحانه كفى بنفسك اليوم عليك حسبيا فيختم الله على فيه على فمه وعلى لسانه الذي تعود الجدال والكذب واللؤم والنفاق ويأمر أركانه وجوارحه أن تنطق فتشهد عليه جوارحه وأركانه فإذا خلي بينه وبين الكلام سب ولعن أركانه وقال لها سحقا لكن.. سحقا لكن فعنكن كنت أناضل..........

 الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ

  وقال جل وعلا........ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ

  وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا

 تبدل السيئات حسنات وهذا خاص بعباد الرحمن من المؤمنين والموحدين

 

 قال صلى الله عليه وسلم فقال إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولاالجنة وآخر أهل النار خروجا منها رجل يؤتى به فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها، فتعرض عليه صغار ذنوبه فيشفق، ويقال له: لقد عملت كذا يوم كذا وكذا فيقول نعم يقول المصطفى لا يستطيع أن ينكر وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه وفي هذه الحالة الرهيبة من الرعب والفزع يقال له إن لك مكان كل سيئة حسنة فيقول العبد رب قد عملت أشياء لا أراها هاهنا قال أبو ذر والله لقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يحدث بهذا ويضحك حتى بدت نواجذه صلى الله عليه وآله وسلم... تبدل السيئات حسنات لأهل الإيمان والتوحيد

 

 مضاعفة الحسنات لأهل الإيمان ....قال تعالي.... ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ .

فالله سبحانه يضاعف الحسنة إلى عشر أمثالها.... قال تعالى...... مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ .........

يضاعف الله الحسنة في الدنيا إلى عشر أمثالها.......يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى في الحديث القدسي....... الحسنة بعشر أمثالها أو أزيد والسيئة واحدة أو أغفرها...وقال ايضا ...من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف بل (ألف) حرف (ولام) حرف (وميم) حرف...... وقد يضاعف الله الحسنة إلى سبعمائة ضعف قال تعالي .... مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ .

........بل قد يضاعف الله الحسنة إلى أكثر من سبعمائة ضعف فهناك من الأعمال ما لا يعلم ثوابها إلا الله.وعن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال....قال الله تعالى.... كل عمل ابن آدم له..... إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به...... ولك أن تتصور الجزاء من الواسع الكريم جل جلاله والصبر قال الله فيه..... إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ

 قال تعالى............... وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ * لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ * وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ * أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ

 

 عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال من نوقش الحساب يوم القيامة عذب قالت عائشة يا رسول الله! أو ليس الله يقول..... فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا .......... فقال المصطفى: إنما ذلك العرض... وليس الحساب يا عائشة ... فمن نوقش الحساب يوم القيامة عذب ....سينادى عليك ليكلمك الله قال صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان فينظر العبد أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة....

 

 تنادي الملائكة أين فلان بن فلان؟ فإذا تيقنت أنك أنت المطلوب وقرع النداء قلبك فاصفر لونك وتغير وجهك وطار قلبك وقد وكلت الملائكة بأخذك أمام الخلق أجمعين على رءوس الأشهاد ويرفع الخلائق جميعا أبصارهم إليك وأنت في طريقك للوقوف بين يدي الملك تتخطى الصفوف أسألك بالله أن تتصور هذا المشهد الذي يكاد يخلع القلوب تتخطى الصفوف صفوف الملائكة.. صفوف الجن.. صفوف الإنس في أرض المحشر لترى نفسك واقفا بين يدي الحق جل جلاله ليكلمك الله ولتعطى صحيفتك هذه الصحيفة التي لا تغادر بلية كتمتها ولا مخبأة أسررتها فكم من معصية قد كنت نسيتها ذكرك الله إياها وكم من مصيبة قد كنت أخفيتها أظهرها الله لك وأبداهافيا حسرة قلبك وقتها على ما فرطت في دنياك من طاعة مولاك فإن كان العبد من أهل السعادة اللهم اجعلنا منهم بمنك وكرمك وممن رضي الله عنهم في الدنيا والآخرة أعطاه الله كتابه بيمينه وأظهر له في ظاهر الكتاب الحسنات وفي باطنه السيئات فيأمر العبد أن يبدأ فيقرأ السيئات فيصفر لونه، ويتغير وجهه ويخشى العذاب والعياذ بالله فإذا ما أنهى قراءة السيئات وجد في آخر الكتاب هذه سيئاتك وقد غفرتها لك فيتهلل وجهه ويسعد سعادة لا يشقى ولن يشقى بعدها أبدا ويواصل القراءة حتى إذا ما وصل إلى آخر الكتاب قرأ الحسنات فازداد وجهه إشراقا وازداد فرحا وسرورا وقال له الملك جل جلاله انطلق إلى أصحابك وإخوانك أي من أهل التوحيد والإيمان فبشرهم أن لهم مثلما رأيت فينطلق وكتابه بيمينه والنور يشرق من وجهه وأعضائه ويقول لأصحابه وخلانه ألا تعرفونني؟ فيقولون من أنت لقد غمرتك كرامة الله؟!!فيقول أنا فلان بن فلان انظروا هذا كتابي بيميني اقرءوا كتابيه شاركوني السعادة والفرحة انظروا هذا توحيدي وهذه صلاتي وهذه زكاتي وهذا حجي وهذا بري بوالدي وهذه صدقتي وهذا إحساني للجيران وهذا ولائي وبرائي وهذا بغضي لأعداء الله وهذه أعمالي وهذه دعوتي وهذا أمري بالمعروف وهذا نهيي عن المنكر وهذا بعدي عن الغيبة والنميمة وهذا بعدي عن ظلم العباد

 هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ 

 وإن كانت الأخرى أعاذناالله وإياكم من الأخرىإذا كان العبد من أهل الشقاوة وممن غضب الله عليهم في الدنيا والآخرة ينادى عليه أين فلان بن فلان؟ وسبحان من لا تختلظ عليه الأصوات ولا تشتبه عليه اللغات ولا تشتبه عليه الأسماء والصفات أين فلان بن فلان؟ ماذا تريدون يا ملائكة الله؟هلم إلى العرض على الله جل وعلا فيتخطى الصفوف فيرى نفسه بين يدي الله، فيعطى كتابه بشماله أو من وراء ظهره فيقرأ فيسود وجهه ثم يكسى من سرابيل القطران ويقال له انطلق إلى من هم على شاكلتك فبشرهم أن لهم مثلما رأيت فينطلق في أرض المحشر وقد اسود وجهه وعلاه الخزي والذل والعار وكتابه بشماله من وراء ظهره فينطلق فيقول لخلانه ومن هم على شاكلته ألا تعرفونني؟ فيقولون لا إلا أننا نرى ما بك من الخزي والذل فمن أنت؟فيقول أنا فلان بن فلان وهذا كتابي بشمالي ولكل واحد منكم مثل هذاويصرخ في أرض المحشر لقد شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبدا ....يصرخ بأعلى صوته ويقول...... يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ

 عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر...

  والله إن القلب ليبكي وإن العين لتدمع وإنا لما حل بأمة الصلاة لمحزونون فوالله إن من هذه الأمة من لا يدخل بيوت الله جل وعلا إلا في كل جمعة فقط ومن هذه الأمة من لا يدخل إلى المساجد إلا في العيدين ومن هذه الأمة من لا يدخل المسجد في حياته إلا مرة واحدة لا من أجل أن يصلي وإنما من أجل أن يصلى عليه...... وليته ما جيء به ليصلى عليه الصلاة الصلاة! الصلاة الصلاة! فإن آخر وصية أوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة. الصلاة ضيعتها الأمة إلا من رحم ربك جل وعلا

ومن صلى ضيع الصلاة بإخلالها ما اطمأن في ركوعه ما اطمأن في سجوده ما اطمأن في قيامه ولقد روى البخاري من حديث حذيفة بن اليمان أنه رأى رجلا يصلي لا يتم الركوع ولا يتم السجود فلما أنهى الرجل صلاته قال له حذيفة والله ما صليت ولو مت على هذا لمت على غير سنة محمد..........

  أحذر من ينقرون الصلاة كنقر الغراب إذا وقف بعضهم في الصلاة واستمع إلى الإمام غلت الدماء في عروقه إن أطال الإمام يسيرا يريد أن ينفلت من الصلاة بينما يقف في إستاد رياضي الساعات الطوال ويقف أمام راقصة داعرة فاجرة في عرس ساهر ماجن طوال الليل وإن أطال الإمام يريد أن يتفلت ثم يحتج على ذلك بأحاديث لا يفهم مرادها ولا مناطها والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من كلام ربنا إلا أن القلوب خبيثة إلا من رحم الله سبحانه وتعالى فهذا صلى ولكنه لم يحسن الركوع ولا السجود فقال له حذيفة بن اليمان والله ما صليت ولو مت على هذا لمت على غير سنة محمد.. فماظنكم بمن ضيع الصلاة؟ ما ظنكم بمن ترك الصلاة؟

 وقال جل وعلا........ كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ * كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ * فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ * فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ * بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً * كَلَّا بَلْ لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ * كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ

  لماذا تعرض عن التذكرة لماذا أعرضت عن الله يا من ضيعت الصلاة؟ لماذا أعرضت عن رسول الله؟ كم من المسلمين من يجلس على المقاهي ويسمع الأذان حي على الصلاة ولا يجيب وهو مسلم يدعي الإسلام ويتغنى به بل ولو ذهبت لتذكره لقال لك إنني أحمل قلبا أبيض كاللبن وقلبه أسود من ظلام الليل لو كان قلبه يحمل ذرة إيمان لاتقى الرحمن ولانقاد لسيد ولد عدنان وسمع النداء حي على الصلاة وقام يسرع كما يسرع لشهوة حقيرة من شهواته وكما يسرع للذة فانية من لذات الدنيا لو جاءه عقد عمل في دولة من الدول، وقيل له: الطائرة ستقلع في السادسة صباحا أو في جوف الليل لذهب إلى المطار قبل الموعد بساعات لماذا؟ لأنه ينطلق إلى عمل من أعمال الدنيا إلى لذة من لذائذه أما أمر الله فيجلس على المقهى ويجلس على المعصية ويجلس أمام التلفاز في الليل والنهار أمام المباريات والمسلسلات والأفلام ويأتيه التلفاز الخبيث ليقول له حان الآن موعد صلاة الظهر...... حان الآن موعد صلاة العصر..... هل يتحرك هذا المسلم؟ وهل هذا مسلم؟ كيف يسمع الأذان ولا يتحرك؟ أين إسلامك؟ أين إيمانك؟ كفى هذا الزعم الباهت الذي لا يغني ولن يغني عنك من الله شيئا أين صلاتك؟ أين إذعانك لله وانقيادك لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ يسمع النداء ولكنه لا يحمل قلبا فإن قلبه قد مات ولا يحمل أذناًُ فإن أذنه قد صم إلا على الأغاني الماجنة إلا على المسلسلات الخليعة الفاجرة إلا على المباريات التافهة التي حولت الأمة من الجد إلى الهزل يوم أن ضيعت الأمة الجد والرجولة وعشقت الهزل واللعب.

فمن هذه الأمة من يدخل النار لأنه انحرف عن طريق النبي المختار فاعرف لهذه النعمة قدرها واعلم بأن الموحدين الصادقين المتبعين المتجردين هم أسعد الناس بشفاعة سيد المرسلين وبرحمة رب العالمين جل وعلا من هو أول من يقضي الله بينهم يوم القيامة من هذه الأمة؟

 عن ابن مسعود أنه صلى الله عليه وسلم قال إن أول من يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد اي سقط شهيدا في ميدان القتال في ساحة البطولة والوغى في ميدان تصمت فيه الألسنة الطويلة وتخطب فيه الرماح والسيوف على منابر الرقاب رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال جل وعلا فماذا عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت فيقول الله سبحانه كذبت إنك كذاب إنك ما أردت بذلك وجه الله بل أردت التلميع السياسي والإعلامي بل قاتلت ليقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلّمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال له كذبت بل تعلمت وعلمت ليقال هو عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.......... اللهم سلم سلم! اللهم سلم سلم

 عالم يا عباد الله ملأ المساجد علما وسود صفحات النت بأكمله علما وفاض علمه علي الناس اجمع عالم ملأالجرائد والمجلات عالم تعلم العلم وعلم الناس ولكنه أراد الشهرة والسمعة وأراد المنزلة والكرسي الزائل والمنصب الفاني أراد الوجاهة عند أولي الحكم والسلطان ما ابتغى بعلمه وجه الرحمن جل وعلا فأتي به فعرفه الله نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت وعلمت وقرأت فيك القرآن قال كذبت بل تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار..

اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا ......اللهم ارزقنا الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا.....اللهم لا تجعل حظنا من ديننا قولنا..... وأحسن نياتنا وأعمالنا....... وأحسن لنا الخاتمة يا أرحم الراحمين.......

عالم تسعر به النار ......وقارئ للقرآن تسعر به النار.....أما الثالث ..رجل آتاه الله من أصناف المال من الله عليه بالأموال فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال ما تركت بابا من أبواب الخير تحب أن ينفق فيه لك إلا وأنفقت فيها لك قيل له..... كذبت... بل تصدقت ليقال... جواد ....ليقال المحسن الكبير... ليقال.... المنفق السخي الكريم الباذل..... فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار........إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني فكم من زلة لي في البرايا وأنت علي ذو فضل ومن يظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعف عني

 في هذه اللحظات من بين سبعين أمة تقف كلها في أرض المحشر ينادي الله جل وعلا أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليرحمها من ذل القيام بين يديه في أرض المحشر، بل وليكرمها على جميع الأمم حينما ينادى عليها لتشهد على هذه الأمم كلهاكما ذكرنا انفا ..... قال صلى الله عليه وسلم....نحن اخر الأمم وأول الأمم حسابا يوم القيامة يقال أين الأمة الأمية ونبيها؟ فنحن الآخرون الأولون فأمة النبي صلى الله عليه وسلم هي أول أمة سينادى عليها يوم القيامة للحساب ليرحمها الله من ذل القيام في أرض المحشر في هذا الموقف العصيب.

 فيا عباد الله حاسبو انفسكم قبل ان تحاسبو فان الموقف شديد والحساب عسير والموقف رهيب فيه تشيب الولدان وتضع الحامل حملها ومن رجمه الله علينا جعلنا اول الامم محاسبه حتي لا يطيل علينا الموقف فنحن خير امه اخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهي عن المنكر فقال عنها رسول الله .....أنتم موفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله جل وعلا... فأمة النبي هي أشرف وأطهر وأكرم أمة على الله سبحانه ولم لا والرجل وحده في أمة النبي المصطفى قد يزن أمة بأسرها؟ ففي هذه الأمة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وجميع أصحاب الحبيب النبي في هذه الأمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله لعيسى بن مريم يا عيسى! إني سأبعث بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم ولا علم قال يارب كيف هذا ولا حلم ولا علم؟! فقال الله جل وعلا أعطيهم من حلمي وعلمي...

 قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ قال .....من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه.... 

إخلاص التوحيد لله تجريد التوحيد لله فهل صرفت العبادة كاملة لمن يستحق العبادة وهو الله لا شريك له؟ ومن الأمة من يطرد عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة لأنه انحرف عن طريق النبي صلى الله عليه وسلم 

 قال الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم أنا فرطكم على الحوض أنا سابقكم على الحوض فمن مر علي شرب ومن شرب لا يظمأ أبدا وليردن علي الحوض أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول إنهم من أمتي إنهم من أمتي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك! فأقول سحقا سحقا لمن غير بعدي

 ففي الحساب من الناس من يأخذ كتابه بيمينه ويحاسبه الله حسابا يسيرا ومن الناس من يأخذ كتابه بشماله أو من وراء ظهره ويحاسبه الله حسابا عسيرا ومن الناس من يدخل إلى الجنة مباشرة بغير حساب ولا عذاب. فهل يا ترى بانتهاء الحساب تنتهي أهوال القيامة؟

 نقف عند نهايه الحساب واسأل الله العلي العظيم ان ييمن كتابنا وييسر حسابنا ويدخلنا الجنه بغير حساب ولا سابقه عذاب وان يجعلنا من السبعين الفا الذين يدخلون الجنه بلا حساب ولا سابقه عذاب ..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.