Our Blog

الدرس العاشر من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر

سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر

صيام بنفاق كحرث بلا ثمار:
================
من أعظم الأخطار التي تهدد الأمة النفاق فالمنافقون في كل زمان ومكان تختلف أفعالهم وأقوالهم ولكنها ترجع إلى طبع واحد وتنبع من معين واحد سوء الطوية ولؤم السريرة والغمز والدس والكيد لهذا الدين والضعف عن المواجهة والجبن عن المصارحة .يصومون ويتصدقون ويفعلون الخير ولكن للأسف الشديد الظاهر يخالف الباطن .نسوا بان هناك من هو مطلع عليهم ويعلم خائنه الاعين وما تخفي الصدرو .. وتجد هؤلاء الفئه خصيصا في شهر الصيام تجد الجلباب الابيض والمسبحه العريقه والسجاده تكاد ان تكون في جيبه أمام الناس الرجل التقي الورع الذي يتكلم في الدين وبالدين وبشرع الله وباّيات الله سبحان الله واذا ما خلا بنفسه تجد رجلا اخر لا يعرف عن الله شئ ...فعلينا جميعا ان نبحث في انفسنا وقلوبنا هل بنا ذره نفاق ام لا ....
فالحسن البصري رضي الله عنه قال ما أمن النِفاق إلا منافق وما خاف النفاق إلا مؤمن..

انظر الي عمر بن الخطاب .. وما ادراك ماعمر الفاروق الذي فرق به بين الحق والباطل !!!
عمربن الخطاب الذي كان كلامه وحيا .... انظر ماذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه قال لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه يا حذيفة ناشدتك بالله هل سماني لكَ رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم أي من المنافقين ؟ قال : لا ولا أُزكي بعدكَ أحدا...

عمر بن الخطاب يتوقع انه منافق !!! ياالله فما بالنا نحن !!! فما قولك في وفيك وفي من نري من الناس !!! أذا كان الفاروق يشك في نفسه ان يكون من المنافقين!!!

النِفاق داء عضال باطن ومعنى باطن أنه قد يكون مستشريا في نفس المؤمن وهو لا يدري فمن كان مطمئنا من هذا المرض ربما كان منافقا قد يمتلئ منه الرجل وهو لا يشعر فإنه أمر خفي على الناس وكثيرا ما يخفى على من تلبس به فيزعم أنه مصلح وهو في الحقيقة مفسد أحدنا إذا كان يخاف على سلامة إيمانه إذا كان يخاف على مكانته عند ربه إذا كان يخشى الله واليوم الآخر إذا كان يخشى أن يحبط الله عمله إذا كان يخشى أن يكون له صورة وله حقيقة أخرى لا يرضاها الله عز وجل فليدقق كل منا في نفسه .!!

هؤلاء يسعون لتوفير الغطاء الشرعي لإعمالهم فلما كانوا مظهرين الإيمان مبطنين النفاق فإنهم يحاولون بشتى الطرق عن طريق الكذب والخداع ألا يظهر منهم للناس ما يدل على نفاقهم فلذا يسعون أن يصبغوا أعمالهم بالشرع ويلبسونها لبوس الدين ففي كل أمر يطرحونه يقدمون بين يدي ذلك بشرط ألا يتعارض مع الدين ثم هم بعد ينسفون ذلك كله بحجة أن هذا الذي يعارضه ليس من الدين بل هو من العادات أو أن المسألة خلافية فلا تلزموننا برأي واحد فلنختر من الأقوال ما نعتقد أنه الحق.

وعجبا للمؤمنين يخدعون انفسهم بصيامهم وصدقاتهم امام الناس ويبطنون مالا يليق بالمؤمنين .

قال الحسن البصري ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق و لست أقوى إيمانا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ومع ذلك كانوا يخشون النفاق على أنفسهم
فقد ذكر البخاري في صحيحه معلقا عن ابن أبي مليكة قال أدركت ثلاثين من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه.

فتش نفسك هل أنت سالم من ذلك فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلا فإني لا إخالك ناجيا.
ثم إن سلمت من ذلك ففتش نفسك هل فيك خصلة من خصال المنافقين نفاقا عمليا
فعن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر. "
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان."

============================

النِفاق نوعان نوع أكبر ونوع أصغر.
النوع الأكبر: يوجِب الخلود في النار في دركها الأسفل
قال تعالي (ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجدلهم نصيرا .)

المشكلة : المنافق يصلي مع الناس ويصوم مع الناس وله زي إسلامي ويحضر جماعاتهم .
لأنَّ المنافق هذا يظهر للمسلمين إيمانه بالله وإيمانه بالملائكة وبالكتب وبالرسل وباليوم الآخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله لا يؤمن بأن الله بكلم بكلام أنزله على بشر يهديهم بإذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه هذا الإنسان المنافق هتك الله ستره وكشف سِره وجلى لعباده أمره ليكون الناس منه على حذر .
وذكر الله سبحانه وتعالى كما تعلمون في القرآن الكريم وفي مطلع سورة البقرة أربعَ آياتٍ تتعلق بالمؤمنين .
أصناف العالمين أصناف ثلاثة مؤمن وكافر ومنافق .

فالمؤمنون خصهم بأربع آيات : (الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*)

والكفار خصهم بآيتين : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ*)

وأما المنافقون : 
فتحدثَ عنهم في ثلاث عشرة آية لخطورتهم ولاستشراء النِفاق في صفوف المؤمنين .
لذلك المؤمن القضية سهلة مؤمن مستقيم عقيدته صحيحة
مخلص مقبل منيب محب ورع .

والكافر لا يستحي بكفره من كلامه من تعبيراته من حركاته من سكناته .
فأنتَ تعرف المؤمن وتعرف الكافر ولكن هذا الشخص الثالث الذي يظهر لكَ من الإيمان
ما فيه الكفاية وهو منافق قال : هذا النوع الثالث هو النوع الخطر .

الله سبحانه وتعالى خصه بثلاث عشرة آية لكثرتهم لكثرة المنافقين ولِعموم الابتلاء بهم وشِدة فتنتهم على الإسلام وأهله فإن بلية الإسلام بهم والذي يقوله الناس دائما أخشى ما نخشاه على الإسلام لا من أعدائه بل من أدعيائه المنافقين لأن هؤلاء المنافقين يفجرونه من داخله إذا هاجمه أعداء الدين أخذ المؤمنون الحيطة ولكن المنافقين في صفوف المؤمنين بينهم في مساجدهم معهم في أعمالهم .

فكم من معقلٍ للإسلام قد هدموه؟ وكم من حِصن له قد قلعوا أساسه وخربوه؟ وكم من علم قد طمسوه؟ وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه؟ وكم ضربوا أساسه بالمعاول فهدموه؟ يأكل الرِبا ويوكِله هذا هو النِفاق لعلكَ تراه يصلي لعلكَ تراه يصوم لا قيمة لهذه الصلاة ولا لهذا الصيام .
اتخذوا هذا القرآن مهجورا ما هجر تِلاوته ولكن هجر تطبيق أحكامه ما جعله في حياته جعله وراء ظهره جعله خارج اهتمامه فالإنسان الذي لا يعبأ بكلام الله ولا يتخذه دستورا ولا ينطلق في حياته من أحكامه فهذا منافق منافق منافق لا صيا م له ولا صلاه له ولا قيام له .. فرب صائم لا ينال من صيامه الا الجوع والعطش ..

من لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا لم يعب الله بشيء من عمله
وركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط

نسأل الله تعالى أن يجنبنا مساوئ الأخلاق والأفعال والأقوال وأن يطهر قلوبنا من النفاق
وأعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله
سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أسأل الله لنا القبول ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.