Our Blog

الدرس التاسع عشر من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر

سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر :


=================== 

الدرس التاسع عشر : الصيام والغش  

====================
يا أيها الإنسان بادِر إلى التقى وسارِع إلى الخيرات ما دمت ممهل
فما أحسن التقوى وأهدى سبيلها بها يرفع الإنسان ما كان يعمل
بين صروف الدهر وتقلبات الأيام يأتلِق شهر الخير والبركة شهر الصيام والقيام .. فها هو شهر رمضان المبارك قد غمر الكون بضيائه وعمر القلوب ببهائه وسنائه.شهر جرت بالطاعات أنهاره .. وتفتقت عن أكمام الخير أزهاره .. واسمع المسلمون في لهيف شوق لمقاصِده وأسراره.فالصوم جنة من أدواء الروح والقلب والبدن.
فالصيام عبادة من أجل العبادات وقربة من أعظم القربات وهو دأب الصالحين وشعار المتقين يزكي النفس ويهذب الخلق وهو مدرسة التقوى ودار الهدى من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة وكان من الناجين في الدنيا والآخرة وعليه فلا غرو أن ترد في فضله نصوص كثيرة تبين آثاره وعظيم أجره وما أعده الله لأهله وتحث المسلم على الاستكثار منه وتهون عليه ما قد يجده من عناء ومشقة في أدائه.وفي النهايه تجداناس كثيرين يغشون ويخدعون الناس بسلعتهم المباعه التي يمر عليها الكبير والصغير . وخاصه تجار الخضار يضعون في امتعتهم البضاعه وعلي وجه البضاعه انظف الاشياء والارقي السلع ذو الجوده العاليه هذا علي الظاهر اما الباطن فلا حول ولا قوه الا بالله .وبالرغم من ذلك يقول يا اخي لا تضع يدك علي سلعتي اني صائم . ويضع هو في موازينه وسبحان الله بمجرد ان تصل الي البيت تلقي البضاعه في القمامه لا حول ولا قوه الا بالله .. رغم ان الحبيب صلي الله عليه وسلم قال من غشنا فليس منا . في رمضان او غير رمضان فهذه طبيعه المؤمن عدم الغش وعدم الخداع .. فهذا صائم ولكن ضيع أجره بغشه للناس .فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال أصابته السماء يا رسول الله، قال أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني .وفي رواية أخرى من غشنا فليس منا .فالغش أصبح ظاهرة اجتماعيّة خطيرة يقوم فيها الكذب مكان الصدق والخيانة مكان الأمانة والهوى مقام الرشد نظرا لحرص صاحبها على إخفاء الحقيقة وتزيين الباطل ومثل هذا السلوك لا يصدر إلا من قلب غلب عليه الهوى والانحراف عن المنهج الرباني. ومظاهر الغش والخداع كثيرة جاء أحدها في موقف سجله لنا التاريخ وفيه أنه النبي صلى الله عليه وسلم كانت له زيارة إلى السوق ليشتري ما يحتاجه فاستوقفه منظر كومة من طعام جاء في المستدرك أنها من الحنطة وقد عرضها صاحبها للبيع. 
ومن النظرة الأولى أعجب النبي صلى الله عليه وسلم بالطعام فهو يبدو فائق الجودة والنضارة لكن الفحص الدقيق يظهر ما كان خافيا فقد أدخل النبي عليه الصلاة والسلام يده الشريفة إلى تلك الكومة فإذا بها مبتلة على نحوٍ يوحي بقرب فسادها. استدار النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرجل وألقى إليه بنظرةِ لائم وأتبعها بسؤال المعاتب ما هذا يا صاحب الطعام؟ فأطرق الرجل رأسه في خجل وقال أصابته السماء يا رسول الله اي اصابه المطر وكأنه يريد أن يعتذر عن فعلته ولكن بما لا يعتذر به وأن يبرر موقفه ولو بأقبح التبريرات كل ذلك محاولة منه في تخفيف غضب النبي عليه الصلاة والسلام وعتابه. 
لكنه رسول الله ومعلم البشريّة ومتمّم الأخلاق ما كان له أن يتغاضى عن موقفٍ كهذا وليس الموقف موقف مجاملات أو صفحٍ عن خطأ فردي ولكنه أوان ترسيخ مبدأ عظيم يحفظ حقوق الناس ويصونها من العبث والتدليس أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني.

فبعض البائعين للفاكهة يضع في نهاية القفص المعد لبيعه الفاكهة أوراقا كثيرة ثم يضع أفضل هذه الفاكهة أعلى القفص وبذلك يكون قد خدع المشتري وغشه من جهة أن المشتري يظن أن القفص مليء عن آخره، ومن جهة أنه يظن أن كل القفص بنفس درجة الجودة التي رآها في أعلاه. ولكن للأسف الشديد اليوم في مجتمعنا اصبح الغش عاده اعتاد عليها الناس في كل شئ في الاسواق في العمل في الامتحانات في الصيام غش في كل شئ ..وللأسف الشديد لم يمنعه صومه ولم يمنعه خوفه من الله وولم يستحي من الله .صام عن الطعام والشراب والشهوه ولكن لم تصوم اخلاقه ولا ضميره ولا قلبه عن ايذاء الناس بالغش .


وحقيقة الغش هو تقديم الباطل في ثوب الحق الأمر الذي ينافي الصدق المأمور به والنصح المندوب إليه وقد صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . ومن هذا المنطلق جاء تحريم الغش حتى يعامل كل فرد من أفراد المجتمع غيره بما يحب أن يُعاملوه به فكما لا يرضى الخديعة والاحتيال على نفسه فكيف يرضاه على الآخرين؟ 

ومن العار على الشرفاء أن يرضوا على أنفسهم بمثل هذه الدناءة الخلقية فعلاوة على كونها معصية صريحة لله ورسوله وأكلا لأموال الناس بغير حق فهي كذلك سبب في ضياع الذمم وانعدام الثقة وإشاعة البغضاء وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله بيعان بالخيار ما لم يتفرقا فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وإن كذبا وكتما مُحقت بركة بيعهما .. 

وإذا نظرنا إلى صور الغش في البيع فهي كثيرة جدا ومن ذلك التطفيف في المكيال وعدم إيفاء الوزن حقه بما يتنافى مع قوله تعالى وزنوا بالقسطاس المستقيم. ومن ذلك بيع التصرية وهو ترك حلب الناقة مدة قبل بيعها لإيهام المشتري بكثرة لبنها ومن صورها إطعام النحل للسكر حتى تكثر نتاجها وخلط الماء باللبن حتى يكثر وبيع البضائع المقلدة على أنها أصلية ومنع المشتري من فحص السلعة أو تجريبها قبل شرائها وكل يوم يبتكرون صور جديده للغش في المعاملات والتجاره . ولا حول ولا قوّة إلا بالله. ولن يكون علاج مثل هذا الداء العضال إلا بإيقاظ الضمائر وإحياء جانب المراقبة عند الأفراد فيعلم كل فرد أن الله مطلع على أعماله وسوف يحاسبه ويتزامن ذلك مع إيجاد عقوبات رادعة تُعاقب كل من سولت له نفسه خيانة الأمانة وبذلك يتحقق الأمن وتنتشر الأمانة ويسود الإخاء في أرجاء الأمة.

عن أبي شيبة و صححه الخاطب عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول غاد الى المسجد فيظل بها معه حتى يرجع الى منزله وبلغني أن الشيطان يغدو برايته مع أول غاد الى السوق فيظل بها معه حتى يرجع الى منزله.

حتي الغش في الرعيه التي انت ترعاها في بيتك فعن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرَّم الله عليه الجنة.
وقاال ابن القيم وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه وإعانته على شهواته ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه وأنه يرحمه وقد ظلمه ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء.

وقال ابن عثيمين السبب التاسع من الأسباب التي يستحق فاعلها دخول النار دون الخلود فيها الغش للرعية وعدم النصح لهم بحيث يتصرف تصرفا ليس في مصلحتهم ولا مصلحة العمل لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة وهذا يعم رعاية الرجل في أهله والسلطان في سلطانه وغيرهم لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع ومسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته.

فيامن صمت  شهرك  وقمت  ليلك  لا تضيع  صيامك  بسبب  عرض  زائل  ودنيا  فانيه  فالبقاء  لك  هو عملك  احسن في عملك ورزقك اّتيك  . قال  تعالي وما  خلقت الجن والانس  الا  ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد ان يطعمون  ان الله هو الرزاق ذو القوه المتين  ..
أسأل  الله ان يبارك  لنا في أرزاقنا  واعمالنا  ويرزقنا  الحلال  ويبارك لنا فيه 

تقبل  الله منا  الصيام  والقيام  وصالح  الاعمال 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.