Our Blog

الدرس التاسع من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر

سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر 
------------------------------
الدرس التاسع : صيام بحقد كزرع بلا ثمار:
========================
قال الله تعالى شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ....

لقد فضل الله سيحانه وتعالى شهر رمضان على كثير من الشهور و جعله من أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن و فيه ينزل القدر و تغفر الذنوب و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار و فيه تصفد الشياطين و هو شهر البركة و شهر الأرحام و فيه ليلة هي خير من ألف شهر 
و فيه قال صلى الله عليه وسلم : الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل : إني امرؤ صائم . 
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم :من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . 
و كان صلى الله عليه و سلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان
كان أجود بالخير من الريح المرسلة . 

وقال صلى الله عليه وسلم أفضل الصدقة في رمضان . 

فهذا يبين لنا مدى فضل هذا الشهر الكريم و كيف يتقبل فيه الله عز و جل جميع
الطاعات و الخيرات و يأمر الناس بصلة الأرحام فقد فرض الله عز و جل الصيام فيه
لعدة أسباب منها زيارة الرحم و الشعور بالفقر إلى الله عز و جل
و الشعور بعزة العبادة و لذتها .
 

شهر رمضان شهر المغفرة والإحسان وفيه تبدل الخطايا وتمحوا بفعل الخير والإكثار منه
وبالتسابق عليه فهو دعوة للنسيان ولكل ما قد جرى أو كان من كره أو حقد أو أو الخ ..
مهما طال أمده أو قصر أو حتى لم يدوم أو لم يكن في الحسبان
وخيركم من بدأ منكم أولا بالسلام وقام بطي صفحة الماضي لتحل مكانها بصفحة
الصفاء والإخاء عنوانها المحبة وركنها الأفعال بالتجمع والتآلف والتكاتف
على الخير والصلاح وعليه .. فقد أقبل شهر الصوم فامسحوا الحقد واللو
م .

الحقد مرض خطير ومتفش في هذا الزمان وكثير من الناس يحقدون على 
بعضهم البعض والحقد بين المسلمين من مآسينا في هذا العصر.
الحقد من معانيه الضغن والانطواء على البغضاء وإمساك العداوة في القلب 
والتربص لفرصتها أو سوء الظن في القلب على الخلائق لأجل العداوة أو طلب الانتقام 
والغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي فورا رجع إلى الباطل 
واحتقن في النفس فصار حقدا.

وموضوع الحقد موضوع خطير جدا لأنه يودي إلى مهالك الحقد قد يتداخل 
مع الحسد والغضب ولكن هناك اختلاف فالحقد رذيلة بين رذيلتين لأنه ثمرة الغضب 
أي: يتولد من الغضب وهو يثمر الحسد ويؤدي إليه فاجتمع في الحقد أطراف الشر.
وهذا المرض له آثار مدمرة على نفس الحاقد لأنه يشغل القلب ويتعب الأعصاب 
ويقلق البال ويقض المضجع وقد تظلم الدنيا في وجه الحاقد وتضيق به على سعتها 
وتتغير معاملته حتى لأهله وأولاده لأن الحقد يضغط عليه من كل جانب 
وقد تتسع دائرة الحقد لتشمل الأبرياء كما لو كرهت امرأة زوجها لإهانته 
وشتمه لها وتعذيبها فقد تكره جميع الرجال أو يظلم والد ولده ويذيقه 
ألوان العذاب ويقسو عليه ويحرمه ألوان العطف والحنان فيكره الولد كل الآباء ... وهكذا.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم.

فأنت أيها الأب وأنتي أيتها الأم وأنت أيها الابن وأنتي أيتها الابنة وأنت أيها الأخ وأنتي أيتها الأخت وأنت أيها المدير وأنت أيها الرئيس وانتي ايتها الزوجه وانت ايها الزوج وأنت أو أنتي أو أنتم أو أنتن سواء أكانوا أو كنتم من أسرة أو أقرباء أو قبيلة أو عشيرة أو أو ... الخ تهادوا لتتحابوا وافشوا السلام بينكم واجعلوا اليوم من رمضان فرصة عظيمة لمسح أو ترك أو طي لكل ما تحملونه من خصام أو هجر أو بغضاء 

مهما تعددت أو تشكلت أو تنوعت لديكم فشهر رمضان شهر فضيل
ولا يأتي لنا إلا مرة واحدة من كل سنة إذ نستقبله كضيف عزيز على قلوبنا
فهو شهر القرآن و شهر قد شرفه الله و فضله على سائر الشهور فأيامه أفضل الأيام
و لياليه أفضل الليالي و ساعاته أفضل الساعات و خصه الله بليلة القدر
التي هي خير من ألف شهر فاستغلوا بوجوده اليوم معنا
وأنسوا لكل ما قد بقي أو قد مضى وأعفوا واصفحوا وتسامحوا عن كل خطا
أو زلة طالت أو حانت أو دامت لتنهى اليوم بينكم وترمى فشهرنا هذا مبارك
وفيه مناسبة عظيمة حيث يعيش فيه الإنسان المسلم إسلامه الحقيقي
بكل معاني الكلمة لأن الشياطين فيه مغلولة و الأعمال مقبولة و الأجر
و الثواب مضاعف للعاملين.


قال النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رءوسهم شبرا رجل أم قوما وهم له كارهون وامرأة باتت وزجها عليها ساخط وأخوان متصارمان..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: (تعرض أعمال العباد في كل جمعة مرتين، يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا) 

والآن تصور معي في كل أسبوع تعرض الأعمال على الله وانت صائم يغفر الله للمؤمنين 
إلا من بينه وبين أخيه شحناء فلا مغفرة لهما للشحناء. وانت في شهر المغفره !! 
تخيل كبف تحرم نفسك من هذا الفضل .وفي رواية تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين والخميس، فيغفر فيها لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أَنِظروا هذين حتى يصطلحا . 

فكم يفوته من الأجر العظيم كل أسبوع مرتين! يومان في الأسبوع الإثنين والخميس 
يقال أنظروا هذين حتى يصطلحا لا مغفرة لهذين حتى يصطلحا حتى يفيئا.

ياله من فضل عظيم ايها الصائم اغتنم هذا الشهر العظيم 
واترك الحقد من قلبك حتي تكتب من المغفور لهم في شهر الصيام فتكون من المقبولين .

قال النبي صلى الله عليه وسلم مبينا خطورة الحقد أيضا ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين

لأن الصيام والصلاة والصدقة عبادات عظيمة وإصلاح ذات البين نفعه متعد منتشر 
وقال فإن فساد ذات البين وتفسد ذات البين بالحقد والبغضاء والشحناء 
قال إياكم وسوء ذات البين فإنه الحالقة 
وفي الرواية الأولى فإن فساد ذات البين هي الحالقة ما هي الحالقة؟ التي تحلق الإيمان كما تحلق الموسى شعر الرأس.
وقال أبو الدرداء ألا أحدثكم بما هو خير لكم من الصدقة والصيام؟
صلاح ذات البين، ألا وإن البغض هي الحالقة.


الحالقة: هي الماحية للثواب،

 ولذلك ورد في الرواية الأخرى 
دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة 
حالقة الدين لا حالقة الشعر فحالقة الدين تحلق الدين كما تحلق الموسى الشعر 
وسميت داء لأنها داء القلب.

فصدور المؤمنين الصائمين يا أيها المؤمنون لا محل لحقد فيها لأن الأصل في صدورهم
أنها سليمة مملوءة بالمحبة وإرادة الخير للآخرين، فلا مجال للغل فيها وإن مرت
الكراهية والبغضاء الموجودة بسبب فإنها تمر مرور عابر السبيل لا يجد مكانا يستقر
وهكذا العوارض الغريبة تنطرد من الوسط الذي لا يتقبلها.


فاللهم تقبل منا الصيام واجعلنا ممن غفرت لهم في هذا الشهر المبارك 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.