الهدف من العبادة التهذيب لا التعذيب
=================
عند الطبراني من حديث كَهْمَس الهلالي رضي الله عنه وهو يبين لنا بجلاء زجْر النبي عليه الصلاة والسلام لمن يظن أن العبادات شُرعت للتعذيب فقال: قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقمت عنده ثم خرجتُ عنه، فأتيتُه بعد حَوْلٍ فقلتُ: "يا رسول الله، أما تعرفني؟"، قال: ((لا))، قلتُ: "أنا الذي كنتُ عندك عام أوَّل"، قال: ((فما غيَّرك بعدي؟))، قال: "ما أكلت طعامًا بنهار منذ فارقتُكَ"، قال: ((فمَن أمرك بتعذيب نفسك؟! صم يومًا من السَّرَر))، قلتُ: "زدني"، فزادني حتى قال: ((صم ثلاثة أيام من الشهر)).
دروس وعبر
اعلم بارك الله فيك أن الإسلام دين اليسر والرفق وليس دين المشقة والتشدد ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخًا يُهادَى بين ابنيه، فقال: ((ما بال هذا؟))، قالوا: "نَذَر أن يمشي"، قال: ((إن الله عن تعذيب هذا نفسَه لغنيٌّ)) وأمَرَه أن يركب. تأمل معي ما جاء عند مسلم في الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد وحبلٌ ممدود بين ساريتين، فقال: ((ما هذا؟))، قالوا: "لزينب؛ تصلي، فإذا كسلت -أو فترَت - أمسكت به"، فقال: ((حُلُّوهُ؛ لِيصلِّ أحدكم نشاطَه، فإذا كسل - أو فتر - قعد))
وفي الصحيحين من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا نعس أحدكم وهو يصلي، فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعسٌ لا يدري لعله يذهب فيستغفر فيسُب نفسه)).
روى البخاري في الصحيح من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، إذا هو برجل قائم، فسأل عنه فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم في الشمس ولا يستظلَّ، ولا يتكلمَ، ويصومَ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مُرُوه فليجلس وليستظلَّ وليتكلمْ وليتمَّ صومه)).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق