الي التي تقول :
تخطّى عمري ثمانية وأربعين عاما ولم أتزوّج ، وحاليّا يعرض عليّ الزواج شخص ارتبطت به عاطفيّا ، ولكنّه طلب منّي الزواج دون علم أهلي لأنّه متزوّج ولديه أطفال ولا يريد هدم منزله .. ليس لديّ أصدقاء لاستشارتهم ، وأبي وأمّي متوفّيان ولي أخ وأختان فسّروا رغبته في الزواج أنّها شهوة. أنا متردّدة في اتّخاذ القرار ...
الإجابة
أختي .. تخطئ كلّ فتاة عندما تقول وصلت إلى سنّ كذا ولم أتزوّج، ثمّ تفكّر في الزواج بالطريقة التي ذكرتها، فهذا ليس بزواج، وليست حياة، وليست طريقة لإقامة وإنشاء الأسرة التي أمرنا الله تعالى أن تقوم على المودّة والرحمة .
سؤالان الأوّل : كيف تربطك علاقة عاطفيّة به ،وما حدودها ؟؟؟
والثاني: عدم علم أهله هو أم أهلك أنت ؟؟
يا اختي ... اعلمي أنّ هناك فرقا بين الرغبة في عدم علم أهله هو .. وعدم علم أهلك أنت ..
وما جاء في رسالتك رغبته في عدم علم أهلك أنت .. وهذا لا يصحّ عقلا ولا شرعا .. فإن أراد أن يخفي عن زوجته كما يدّعي فهو وشأنه، أمّا أهلك أنت كيف تخفين عنهم زواجك .. الأمر فيه ريبة وشكّ... يا اختي لا تسمعي لمن يلعب بالنار!
مثل هؤلاء الرجال بهذا التفكير يطفئون الأنوار من كلّ حياتنا، يلعبون لعبة الاستغلال؛ بسبب شعورك أنّك كبرت وخائفة من العنوسة !
ولهذا فلن يكون هذا زواجا سرّيا، بل قتلا غادرا لأنوثتك، وحقّك أن تعيشي كزوجة وأمّ تتمتّعي بعائلتها تحت الشمس وأمام الأهل والأقارب والأصحاب والدنيا، بزواج شرعيّ واضح. وإلاّ فلا وألف لا !!!
مبدأ الزواج الشرعيّ هو الإعلان والقبول، وفي حالتك يفقد المبدأ ركيزة أساسيّة، فلا تتعجّلي وتقبلي بالأوهام بديلا للواقع .
اختي .. مهما كان الواقع مرّا، والحياة بدون زواج مؤلمة، إلاّ أنّ الكرامة أبقى وأنقى وأفضل ألف مرّة من الإهانة والمذلّة والاختباء من الزواج وكأنّه غير شرعيّ .. فكّري جيّدا .. وكوني معتزّة بدينك وبقيمك وباحترامك لأهلك .. الحاجة إلى الزواج لا تساوي شيئا مقابل ضرورة الحياة بكرامة وعزّة ..
اختي .. الزواج ليس كلّ الحياة , فحبّ النفس وحقّها في السعادة والعمل والنجاح، وفي الكرامة والهدوء والاطمئنان، وحقّ إنسانيّتك، وهو أن تكوني إنسانه لها كرامتها -غير المهانة- أفضل ألف مرّة من زواج تخفيه عن عائلتك وأهلك .. ومجتمعك، وهذا لن يكون من خلال هذا الزواج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق