Our Blog

الشرك

 

ان أعظم ما عصي به الله منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا الشرك به سبحانه حتى وصف الله هذا الذنب بالظلم العظيم فقال تعالى إن الشرك لظلم عظيم وما ذلك إلا لما فيه من الجناية العظيمة في حق الخالق جل جلاله فالله هو الذي خلق وهو الذي رزق وهو الذي يحيي وهو الذي يميت ومع كل هذه النعم وهذه المنن والمشرك يجحد ذلك وينكره بل ويصرف عبادته وتعظيمه لغير الله سبحانه

فماأعظمه من ظلم وماأشده من جور لذلك كانت عقوبة المشرك أقسى العقوبات وأشدها ألا وهي الخلود الأبدي في النارقال تعالى في بيان ذلك إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار وكل ذنب مات العبد من غير أن يتوب منه حال الحياة فإمكان العفو والمغفرة فيه يوم القيامة وارد إلا الشرك والكفر فإن الله قد قطع رجاء صاحبه في المغفرةقال تعالى إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما

 والشرك المقصود بكلامنا هذا هو الشرك الأكبر المخرج من الملة وهو على أنواع

1- شرك في الربوبية وهو اعتقاد أن ثمة متصرف في الكون بالخلق والتدبير مع الله سبحانه . وهذا الشرك ادعاه فرعون لنفسه فقال أنا ربكم الأعلى . فأغرقه سبحانه إمعانا في إبطال دعواه إذ كيف يغرق الرب في ملكه الذي يسيره ؟!

2شرك في الألوهية وهو صرف العبادة أو نوع من أنواعها لغير الله كمن يتقرب بعبادته للأصنام والأوثان والقبور ونحوها بدعوى أنها تقرب من الله فكل هذا من صور الشرك في الألوهية والله لم يجعل بينه وبين عباده في عبادته واسطة من خلقه بل الواجب على العباد أن يتقربوا إليه وحده من غير واسطة فهو المستحق لجميع أنواع العبادة من الخوف والرجاءوالحب والصلاة والزكاة وغيرها من العبادات القلبية والبدنية قال تعالى قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين

3-   شرك في الأسماء والصفات وهو اعتقاد أن ثمة مخلوق متصف بصفات الله عز وجل كاتصاف الله بها كمن يعتقد أن بشرا يعلم من الغيب مثل علم الله عز وجل أو أن أحدا من الخلق أوتي من القدرة بحيث لا يستعصي عليه شيء فأمره بين الكاف والنون فكل هذا من الشرك بالله وكل من يدعي ذلك فهو كاذب دجال .

 وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم كل هذه الأنواع في جملة واحدة من جوامع الكلم حين سئل عن الشرك بالله فقال  أن تجعل لله ندا وهو خلقك  والند هو المثيل والنظير فكل من أشرك بالله سواء في الربوبية أو الألوهية أو الأسماء والصفات فقد جعل له ندا ومثيلا ونظيرا

 هذه هي أنواع الشرك الأكبر  وأما الشرك الأصغر  فهو وإن لم يكن مخرجا من الملة إلا أن صاحبه قد أرتكب ذنبا عظيما وإذا لقي العبد ربه به من غير توبة منه في حال الحياة  كان تحت المشيئة إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه ثم أدخله الجنة ومن أمثلة الشرك الأصغر الحلف بغير الله من غير أن يعتقد الحالف أن منزلة المحلوف به كمنزلة الله عز وجل في الإجلال والتعظيم فإن من اعتقد ذلك كان حلفه كفرا أكبر مخرجا من الملة ومن أمثلته أيضاً قول القائل ما شاء الله وشئت فقد جاء يهودي إلى النبي صلى الله فقال  إنكم تشركون تقولون  ما شاء الله وشئت  وتقولون والكعبة فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا ورب الكعبة ويقولون  ما شاء الله ثم شئت 

 ومن أنواع الشرك الأصغر الرياء وهو أن يقصد العبد بعبادته عرض الدنيا من تحصيل جاه أو نيل منزلة قال تعالى  فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاصالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا  وروى الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال  إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر ؟ يا رسول الله  قال  الرياء يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة  إذا جزي الناس بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء )

 هذا هو الشرك بنوعيه الأصغر والأكبر والواجب على المسلم أن يكون على علم بتوحيد الله وما يقرب إليه فإن من أعظم أسباب انتشار الشرك بين المسلمين الجهل بما يجب لله من التوحيدوقدكان صلى الله عليه وسلم حريصا على بيان التوحيد الخالص وحريصاعلى بيان الشرك وقطع أسبابه إلا أن البعد عن منبع الهدى من الكتاب والسنة أدخل طوائف من الأمة في دوامات من الممارسات الخاطئة لشعائرٍ كان من الواجب صرفها لله فصرفت إلى مخلوقين لا يستحقونها.

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.