Our Blog

الدرس الرايع من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر

سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر

صيام بلا أخلاق  كزرع بلا حصاد
=================
حقيقه يحزنني كل الحزن عندما أجد صائما قائما يصلي كل فرض في جماعه
قارئ لكتاب الله منفق في سبيل الله فيه الخير كله ولكن تجده في شهر الصيام
اذا ما تكلم معه شخص او طلب منه طلب يقول له بالله عليك اخي اتركني الان انا صائم .
وكأن الصيام والقيام والقران يحث علي ضيق الصدر ويعمل علي ضيق العقل !!
فسبحان من جعل الصيام مشرحا للصدر منيرا للقلب ..

كثير من الموظفين في الاعمال يجلس علي مكتبه في شهر رمضان ويقول
لا تضايقني لأني صائم فنقول: سبحان الله!
وهل فرض الله الصيام لتضييق أخلاق الناس أو لتهذيب أخلاق الناس؟!
إن ربنا عز وجل يقول:
يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.

فيبقى الأصل أن الهدف من الصيام هو التقوى ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم.

فالصيام ليس مجرد عمل يقوم به المسلم فقط ابدا بل جعل الله له غايه
والغايه من الصيام هي التقوي ..
ومن المعروف أن الله سبحانه وتعالى لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر
ولا يفرض عبادة من العبادات أو طاعة من الطاعات إلا لغاية نبيلة وهدف
جليل يصب في مصلحة العبد ومصلحة الناس من حوله.

والشعائر الدينية في الإسلام لا تقتصر على الجوانب الظاهرة والمادية منها
بل تتعداها إلى مقاصد وغايات معنوية وروحية سامية إذا تركها المسلم أفرغ
العبادة من جوهرها وحولها إلى طقس عشوائي لا معنى ولا قيمة له.
فشهر رمضان مثلا ليس مجرد طقس يمتنع فيه الفرد عن شهوتي البطن
والفرج من طلوع الشمس إلى غروبها بل هو أيضا مناسبة يلتزم فيها
المسلم بالسلوكات الحسنة والمعاملات الطيبة ويمتنع فيها عن الفواحش
ما ظهر منها وما بطن كي يحسن صومه ويثبت أجره.

فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: رب صائم ليس له من صيامه إِلا الجوع والعطش
فالغاية من الصيام تتعدى الإحساس المادي بالجوع والعطش وغيرهما إلى الإدراك
الروحي لنعم الله وأفضاله و الإحساس المعنوي بآلام الآخرين ومعاناتهم وهمومهم ومشاكلهم.

المسلم الحقيقي هو الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى ممارسة عبادة
الصوم بجوانبها المادية والروحية معا وجعلها بمثابة تدريب سنوي لتحسين أخلاقه
والرقي بسلوكه في مختلف جوانب الحياة بالشكل الذي يتلاءم مع الحديث الشريف
الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم
ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء 
فالمؤمن الحق في رمضان وفي غير رمضان لا يطعن في الناس وأعراضهم
كما تحدثنا قبل ذلك في الغيبه والنميمه في الدروس السابقه ولا يلقي
باللعنات هنا وهناك ولا تصدر عنه الفواحش والبذاءة وغيرها من السلوكات
المشينة والتصرفات الدنيئة.

قال الله سبحانه وتعالى
خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين *
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم.


وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق.
وشهر رمضان له علاقة حميمة بالأخلاق السامية والمعاني الرفيعة
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق
ولا يصخب ولا يجهل وإن سابه أحد أو قاتله، فليقل إني صائم.


وكأن هذا الحديث وضع أصولا لأخلاق الصائمين
أولها: أن الصائم هادئ النفس لين الطبع في غاية
الاحترام فإنه يستشعر المراقبة حال الصيام فلا يرفث أي لا يتكلم في الجماع ومقدماته.

ثانيها: لا يفسق: أي إنه لا يخرج عن حدود الأدب لا في القول ولا في العمل
بل هو منضبط إلى أقصى حد.

ثالثها: لا يصخب: لا يرتفع صوته لأن الصيام نوع من السكون يقال صامت الدابة
أي سكنت عن الحركة وصامت الخيل أي سكتت عن الصهيل فأصل الصيام نوع سكون
وقد فهم الصائم هذا النوع من التعبد فلا يصخب إنه يكره الضجيج ويحب السكون
والسكوت لأنه أجمع لشمل قلبه على ربه.

رابعها: ولا يجهل: والجهل أنواع وأبو جهل لا يبالي وآباء الجهل كثيرون الصائم
لا يجهل وكل معصية جهالة وكل ما عصي الله به فهو جهل وكل عاص جاهل
والذي يعامل الناس بما يكرهون يجهل عليهم لأنه يجهل حقهم وهو معاملتهم
بالحسنى لذلك أمر الصائم أن يتذكر دوما ليعلم أنه صائم فيقول إني صائم.

خامسها: وهو الأهم أنه إذا أوذي أو اعتدى عليه أو أضر به أحد أو كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن سابه أحد أو قاتله .
فإن المبدأ الإسلامي العظيم يبرز هنا جليا وهو رد السيئة بالحسنة.
لذلك قال صلي الله عليه وسلم
اتق الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن ...
هذا في غير الصيام فما قولك وانت صائم .
والمسلم الحق في الأيام العادية وفي شهر رمضان على الخصوص
لا يتحدث إلا بالصدق وبالاخلاق النبيله ولا ينطق إلا بالخير ولا ينقاد للممارسات
المنبوذة كالكذب والدجل والخداع وخيانة الأمانة وشهادة الزور وغيرها
كي لا تنتفي معاني السلوك البنّاء من ممارسته لعبادة الصوم وعندئذ
فلا حاجة لله بصيامه فقد جاء في الحديث الشريف عن نبينا الكريم قوله
من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه في ان يدع طعامه وشرابه ...
أي من صام ولم يترك الكذب والاخلاق السيئه والعمل بها فلا قيمة لصيامه.

هذا الخلق المفقود في حياة المسلمين اليوم وإني أعتقد أن كثيرا من منظومة
الأخلاق في الإسلام مفقودة والأخطر من ذلك أن تستبدل هذه الأخلاق وتتحول
أخلاقيات أهل الغرب هي الأصل واصبح الشباب يقلدون الغرب فياخلاقهم
وفي لبسهم وفي تسريحه شعرهم واكاد ان اقول في كل شئ ..
اصبحنا ننظر الي المسلسلات والافلام الغربيه ونقلدهم في كل شئ
فالان ننظر في المجتمع الاسلامي وكأني انظر علي المجتمع الغربي
في اخلاقه ولا حول ولا قوه الا برب البريه ..

وتصبح الأمثلة الشعبية والمقولات العامية أصولا لأخلاق المسلمين
في عصرنا فصارت الدعوة إلى ظلم الناس لئلا تظلم هي الأصل عند الكثير.
قال الله سبحانه وتعالى
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم*

فانظر كيف وعدك الله سبحانه وتعالى أنك إن أحسنت إلى من أساء إليك أحبك
حتى صار كأنه ولي حميم والآخرون يقولون لك: إن سامحته طمع فيك وعلى هذا فقس.
ترى إعراض الناس عن وعود الشرع في مسألة الأخلاق والاعتماد على تجاربهم الحياتية
ومن أجل ذلك خذلوا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما من شيء أثقل في ميزان العبد من حسن الخلق...

وقال صلى الله عليه وسلم
إن كمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وإن حسن الخلق ليبلغ درجة الصوم والصلاة.

فانتهز أخي الحبيب فرصة رمضان الكريم وحسن أخلاقك لكي تكون في أعلى درجة
في هذا الصيام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نا زعيم ببيت
في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.

فيا عبد هل الصيام ترك الطعام والشراب والجماع
من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ويفعل الإنسان بعد ذلك ما يشاء؟ 

لو أن الصيام هكذا لكان أهون شيء على الناس ولما استحق هذا الأجر الكبير
الذي أخبر الله تعالى عنه في قوله كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزى به.
فالصيام الكامل هو الذي يصل بصاحبه إلى درجة التقوى .

ولا يصل الإنسان إلى درجة التقوى إلا بامتثال الأخلاق والبعد عن مساوئها
فلا بد في الصيام من كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة.
وكف النظر واللسان والرجل والسمع وسائر الجوارح عن الآثام.
صوم القلب عن الهمم الدنيئة والأفكار المبعدة عن الله تعالى وكفه عما سوى الله بالكلية.
إن الصيام لا بد أن يترجم في دنيا الناس إلى واقع عملي وإلا فقد روحه
وأصبح جسدا بلا روح أو صورة بلا حقيقة أو مظهرا بلا مخبر.

فرمضان شهر الصبر والاخلاق لأن الامتناع عن الشهوات المعتادة يحتاج إلى صبر
واخلاق فيصبر الإنسان على الجوع والعطش طاعة لله عز وجل ومحبة له
واتباعا لنبيه صلى الله عليه وسلم .
ولا بد كذلك من الصبر على أذى الناس وسفاهة السفهاء وتطاولهم بغير حق
باخلاقه الحسنه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم
وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يفسق ولا يرفث فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم. 

ومع هذا التوجيه النبوي الرشيد فإننا نجد كثير من الناس يفقدون أعصابهم
عند أتفه الأسباب فيثورون ويسبون ويلعنون ويبطشون فإذا ما هدأت
ثورة غضب أحدهم وعوتب فيما حدث منه احتج بالصيام !!
وكأن الصيام هو الذي دعاه لهذا المنكر من القول والفعل
ولو علم هذا حقيقة الصيام وأنه شهر يدعو إلى الصبر والعفو والرحمة والسماحة
لما افترى عليه هذا الافتراء ولما رماه بهذا الزور والبهتان.
فقال صلي الله عليه وسلم خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له ..

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي عضدي فأتيا بي جبلا
وعرا فقالا اصعد فقلت إني لا أطيقه. فقالا: سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت
في سواد الجبل إذا بأصوات شديدة قلت ما هذه الأصوات؟ قالوا هذا عواء
أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم
تسيل أشداقهم دما قلت من هؤلاء؟ قال الذين يفطرون قبل تحلة صومهم.

رواه الحاكم في المستدرك

فإذا كان هذا الوعيد الشديد فيمن يتهاونون في صومهم ويتساهلون بالفطر
قبل غروب الشمس، فكيف بمن لا يصومون بالكلية؟ وكيف بمن يستهزؤون بأهل الصيام؟

فيا أيها التاجر المسلم: 
ليكن لرمضان تأثير في تجارتك .. نصحا للمسلمين .. وتركا للغش والخداع ..
وصدقا في الحديث .. وسماحة في البيع والشراء .. وبعدا عن المتاجرة فيما حرم الله ..
ونأيا عن المعاملات الربوية أو المحرمة بأي سبب شرعي ..
وبذلامن أموالك لليتامى والأرامل والمساكين .. وإسهامافي مشاريع الخير أينما كنت.

ويا أيها الموظف المسلم: 
ليكن لرمضان تأثير في وظيفتك.. رحمة بالمراجعين.. ودقة في المواعيد..
وحرصا على أوقات العمل.. وإتماما للأعمال المطلوبة منك.. وإنجازا لجميع المعاملات
المتأخرة.. ونشاطا لا يعرف الكلل والملل.. وبشاشة عند المقابلة..
ولينا في الحديث.. وتلطفا في الأخذ والرد.

ويا أيها الطبيب المسلم: 
ليكن لرمضان تأثير في عملك.. ولا يكن همك جمع المال واستغلال ضرورات الناس..
فالتأني التأني في معرفة الداء ووصف الدواء.. ولتكن رحيما بمرضاك دقيق الملاحظة
والمتابعة لكل حالة ترد عليك.. وعليك بالكلام الطيب الذي يبث الأمل
والرجاء في النفوس والقلوب.

ويا أيها المعلم المسلم:
ليكن لرمضان تأثير في درسك وحصتك.. فكن قدوة صالحة لطلابك..
واعلم أنهم يقلدونك في كل ما تأتيه من أقوال وأفعال وتصرفات..
فاحرص على تعليمهم الأخلاق الحميدة والخصال الحسنة..
وإياك أن يطّلِعوا منك على عمل قبيح أو تصرف سيء..
فعند ذلك لن يُقبل منك النصح ولن يكون لكلامك عندهم أي تأثير.

ويا أيها الوالد الكريم:
ليكن لرمضان تأثير في تربية أبنائك.. فاحرص على الخير في هذا الشهر الفضيل..
وعلم أولادك فضائله وآدابه وأحكامه وخصائصه .. ولتكن أخلاق الصيام
نموذجا عمليافي تعاملك مع أهلك وأبنائك وجيرانك وأصدقائك..
حتى تكون قدوة حسنة لأبنائك وجميع المحيطين بك.

اللهم وفقنا لصيام هذا الشهر على الوجه الذي يرضيك..
واجعلنا فيه من عتقائك من النار برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا اسرافنا في امرنا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين 

وتقبل منا اللهم الصيام والقيام وصالح الاعمال ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.