سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر:
الدرس الخامس :شياطين لا تصفد :
================
حقيقه لم أجد أخطر من هذا العدو الخفي للانسان فهذا العدو هو عدو قاتل ليس له خيار اخر قاتل للانسان اذا لم يحذر منه ولم ينتبه له فسوف يقتله فان الله في شهر رمضان صفدت الجن ومرده الشياطين ولكن هناك عدو معنا تركه الله سبحانه وتعالي ملازما لك حتي تجاهده وتقاومه انت لتعرف نفسك ليس معك شيطان ولا جن حتي تقول هذه وسوسه شيطان ..وهذا العدو الخفي هو النفس وشيطان الانس ..
فتعالوا بنا نتعرف كيف يضيع اجر صيامك من نفسك وشيطان الانس .
قال الله سبحانه وتعالى ..
واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه واعلموا ان الله غفور حليم.
فالنفس والشيطان رفيقان حميمان لا يفترقان الا عند الموت .
انهما تعاهدا على اضلال الانسان في الدنيا وهلاكه في الآخرة.
ان الله سبحانه وتعالى وصف النفس في كتابه العزيز بثلاث صفات هي:
النفس الامارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة.
فكل انسان يمر بهذه الصفات الثلاثة في حياته؟!.وان لكل منا حق الاختيار؟!!
فاختر لنفسك احدى هذه الصفات الثلاثة...
الاولي : النفس الأمارة بالسوء:
فقد قال الله سبحانه وتعالى .
وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي.
نعم ان النفس الامارة بالسوء هي اشدها على الانسان قسوة وضياعا فهي التي تجر صاحبها
الى الخزي والعار في الدنيا والى الهلاك والدمار وسوء القرار في الاخرة
فاحذر من هذه النفس الامارة المعترضة المتمردة على طاعة الله الجازعة
عند المصائب والمعرضة عن دين الله وقد قال الله سبحانه وتعالى
..ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه واعرض عنها انا من المجرمين منتقمون.
فلا تكن يا اخي عبدا لنفسك تأمرك بالمعاصي وتنهاك عن الطاعة.
تحب وتشتهي تغرقك في عالم الملذات وضيق الضلالات فتهوي بك الى الظلمات
وكن سيداً لنفسك تأمرها وتنهاها عن فجورها وطغيانها وهواها فترتقي بها الى
اعلى الدرجات فقد قال الله سبحانه وتعالى ,,,,فاما من طغى وآثر الحياة الدنيا
فإن الجحيم هي المأوى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى.
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم .
وقال الشاعر:
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته.........اتطلب الربح مما فيه خسران
حافظ على النفس واستكمل مودتها......فانت بالنفس لابالجسم انسان
الثانيه : النفس اللوامة.
قال تعالى .....لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة.
واما النفس اللوامة فهي تتمنى ان تعمل بعمل اهل الجنة ولكنها تعمل بعمل اهل النار
تابعة لشيطانها حائزة تائهة بين الملذات والمعاصي فكلما ارتكبت ذنبا او وقعت في معصية
لامت صاحبها وندمت على ارتكاب المعصية وذكرته بعذاب الله وعذاب القبر ثم تعود لارتكاب
المعاصي مرةً اخرى وتبقى على هذه الحال الى ان يفوت الاوان وهي تائهة بين الندم واللوم
والمعصية حتى تلقى الله وقد خسرت الدنيا والآخرة وحينها لاينفع الندم ولا اللوم، ويقول الله تعالى
....والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...
فجاهد نفسك أخي المسلم وحاسبها ولا تطلق لها العنان ولا تقتلها باتباع وساوس الشيطان
فقد قال الفضيل بن عياض(رحمه الله)((لاتغفلوا عن انفسكم فمن غفل عن نفسه فقد قتلها...
قال الله تعالى ....
وقال الشيطان لما قضي الامر الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم
وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ...
هذا هو رفيق الدنيا يتبرأ اليوم من رفيقه الذي اغواه واضله وزين له المعاصي في الدنيا يتبرأ منه
ويقول له لاتلمني ولم نفسك فحينها لا ينفع الندم ولا اللوم فسارع يا اخي الى توبة قبل ان يفوت الاوان.
قال الشاعر:يا نفس توبي فإن الموت قد حانا......واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
اما ترين المنايا قد تلقطنا .................لقطا فتلحق اخرانا بأولانا
ففي كل يوم لنا ميت نشيعه...................نرى بمصرعه آثار موتانا
الثالثه: النفس المطمئنة.
هي النفس التي قال الله عنها
يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فإدخلي في عبادي وادخلي جنتي..
نعم فهل جزاء الاحسان الا الاحسان فهي النفس الراضية بقضائه وقدره النفس الصابرة في الدنيا
على الطاعات والصابرة عن المعاصي وهي المطمئنة باتباعها لمنهج الله مطيعة لاوامره مجتنبة نواهيه
شاكرة لأنعمه ساعية لمرضاته مكابدة لأفعال الشيطان مجاهدةً إياه فارتقت بصاحبها الى اعلى الدرجات.
فانظر يا اخي الى نفسك وتمعن هل هي نفس امارة بالسوء نعوذ بالله منها ام نفس لوامة
فنسأل الله ان يهديها ويلهمها تقواها ام نفس مطمئنة فندعو الله ان يجعلنا منها
فاعلم انه ينتظرنا يوم طويل مقداره خمسين الف سنة يوم العرض والحساب
يوم الحشر والنشور ولا ندري اين تسير بنا انفسنا هل الى جنة عرضها
السموات والارض؟! ام الى نار وقودها الناس والحجارة؟!!
قال تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبأيمانهم
بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم .
======================
النفس الأمارة بالسوء جندى مجتهد جدا من جنود إبليس لماذا نعصى الله فى رمضان؟!..
ذلك السؤال الذى يبادر للأذهان فى كل عام حين تتردد عبر المنابر وفى كلمات الوعاظ
تلك التغيرات الكونية العظيمة التى تطرأ على الكون فى أول ليلة من ليالى رمضان
حين تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وينادى المنادى
يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر.. تصفد الشياطين منبع الإفساد
ومبتدأ الضلالة والعصيان هى مصفدة فى رمضان فلماذا نعصى إذ؟!..
من يوسوس لنا بها وقد قيد الوسواس الخناس؟!.. من يغرينا بالسيئات
وقد حبس العدو الأول الذى يعد تلك السيئات سلاحه الأول؟!
اذا كنت الشياطين قد مردت فهناك من هو اخطر من الشياطين فى الحقيقة
استطاعوا أن يربوا شياطين أخطر من جنسها.. شياطين تجرى منا مجرى الدم
وهى تلك الأنفس الأمارة بالسوء وهذه لا تصفد أيضا هناك شياطين تتقافز
من حولنا ونراها تصدنا وتصد غيرنا عن سبيل الله وتلك هى شياطين الإنس
وهذه هى الأخرى لا تصفد! أما عن النوع الأول النفس الأمارة بالسوء
فهى جندى مجتهد جدا من جنود إبليس وهى المتهم الأول فى كثير من الجرائم
التى وقع فيها البشر منذ بدء الخليقة..
تأمل معى أول جريمة قتل عرفها هذا المخلوق وانظر من المتهم الأول فى القصة القرآنية
... فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ...
من الذى طوع لابن آدم تلك الجريمة؟ نفسه.
أيضا جريمة قتل الناقة آية الله لقوم صالح النفس هى المتهم الأول هنا كذلك ...
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا.... الهاء هنا تعود على من؟
على النفس فى أول السورة ....وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا....
وماذا عن جريمة المراودة لنبى الله يوسف فى قصته مع امرأة العزيز
هى النفس مرة أخرى
...وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى..
كذلك جريمة السامرى الذى أخرج لبنى إسرائيل عجلا يعبدونه من دون الله
المتهم الأول هنا أيضا هو النفس
.....قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ
فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى....من سول له؟ نفسه
حتى الوسوسة التى هى من خصائص الشيطان الوسواس الخناس
فإنها أيضا وردت فى القرآن منسوبة للنفس
....وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ....
من يوسوس هنا؟ نفسه
والشح أيضا منسوب فى القرآن للنفس ...وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ...
...وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ....
إذا فمقام النفس فى الإفساد محفوظ كما هو واضح خصوصا لو كانت مدربة بهذا الشكل.
نأتى بعد ذلك للجندى الآخر ممن استخلفتهم الشياطين ليكملوا مهمتهم ...
وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا.....
هذه الآية تحمل التفسير المنطقى الأوضح لذلك السباق المحموم لإثارة شهوات
الناس فى رمضان إنهم شر خلف استطاع إبليس تربيته وإعداده
من ذكر الله أنهم يحبون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين منهم من يحب
أن تشيع الفاحشة كى لا يكون وحده يحب أن تشيع الفاحشة كى يرضى
عن نفسه ويسكن بقايا ضميره يحب أن تشيع الفاحشة لكى يقول لنفسه
ها قد عمت البلوى وكل الناس مثلى غايته كقدوته .
وهدفه مثل هدف إمامه حين غوى وعصى فقال ....لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ...
إنه رد فعل نفسى فى أصله يميل فيه الساقط لئلا يكون وحيدا فى تلك الدركات
التى يعلم بينه وبين نفسه أنها دركات فلماذا يهوى فيها وحده؟!،
لسان حاله فليسقطوا معى جميعا وليهووا كما هويت ولا أحد أحسن من أحد
بل ولسان مقاله أيضا كما بينه الله فى قولهم ....أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا....
كل هؤلاء وغيرهم أسباب منطقية جدًا لوقوع المرء
فى المعاصى فى رمضان حتى لو كانت الشياطين مصفدة،
فقد استخلفت وأجادت الاستخلاف..
استخلفت نوعا مختلفا من الشياطين... شياطين لا تصفد..
================
حقيقه لم أجد أخطر من هذا العدو الخفي للانسان فهذا العدو هو عدو قاتل ليس له خيار اخر قاتل للانسان اذا لم يحذر منه ولم ينتبه له فسوف يقتله فان الله في شهر رمضان صفدت الجن ومرده الشياطين ولكن هناك عدو معنا تركه الله سبحانه وتعالي ملازما لك حتي تجاهده وتقاومه انت لتعرف نفسك ليس معك شيطان ولا جن حتي تقول هذه وسوسه شيطان ..وهذا العدو الخفي هو النفس وشيطان الانس ..
فتعالوا بنا نتعرف كيف يضيع اجر صيامك من نفسك وشيطان الانس .
قال الله سبحانه وتعالى ..
واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه واعلموا ان الله غفور حليم.
فالنفس والشيطان رفيقان حميمان لا يفترقان الا عند الموت .
انهما تعاهدا على اضلال الانسان في الدنيا وهلاكه في الآخرة.
ان الله سبحانه وتعالى وصف النفس في كتابه العزيز بثلاث صفات هي:
النفس الامارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس المطمئنة.
فكل انسان يمر بهذه الصفات الثلاثة في حياته؟!.وان لكل منا حق الاختيار؟!!
فاختر لنفسك احدى هذه الصفات الثلاثة...
الاولي : النفس الأمارة بالسوء:
فقد قال الله سبحانه وتعالى .
وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي.
نعم ان النفس الامارة بالسوء هي اشدها على الانسان قسوة وضياعا فهي التي تجر صاحبها
الى الخزي والعار في الدنيا والى الهلاك والدمار وسوء القرار في الاخرة
فاحذر من هذه النفس الامارة المعترضة المتمردة على طاعة الله الجازعة
عند المصائب والمعرضة عن دين الله وقد قال الله سبحانه وتعالى
..ومن اظلم ممن ذكر بآيات ربه واعرض عنها انا من المجرمين منتقمون.
فلا تكن يا اخي عبدا لنفسك تأمرك بالمعاصي وتنهاك عن الطاعة.
تحب وتشتهي تغرقك في عالم الملذات وضيق الضلالات فتهوي بك الى الظلمات
وكن سيداً لنفسك تأمرها وتنهاها عن فجورها وطغيانها وهواها فترتقي بها الى
اعلى الدرجات فقد قال الله سبحانه وتعالى ,,,,فاما من طغى وآثر الحياة الدنيا
فإن الجحيم هي المأوى واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى.
ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزن عليكم .
وقال الشاعر:
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته.........اتطلب الربح مما فيه خسران
حافظ على النفس واستكمل مودتها......فانت بالنفس لابالجسم انسان
الثانيه : النفس اللوامة.
قال تعالى .....لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة.
واما النفس اللوامة فهي تتمنى ان تعمل بعمل اهل الجنة ولكنها تعمل بعمل اهل النار
تابعة لشيطانها حائزة تائهة بين الملذات والمعاصي فكلما ارتكبت ذنبا او وقعت في معصية
لامت صاحبها وندمت على ارتكاب المعصية وذكرته بعذاب الله وعذاب القبر ثم تعود لارتكاب
المعاصي مرةً اخرى وتبقى على هذه الحال الى ان يفوت الاوان وهي تائهة بين الندم واللوم
والمعصية حتى تلقى الله وقد خسرت الدنيا والآخرة وحينها لاينفع الندم ولا اللوم، ويقول الله تعالى
....والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا...
فجاهد نفسك أخي المسلم وحاسبها ولا تطلق لها العنان ولا تقتلها باتباع وساوس الشيطان
فقد قال الفضيل بن عياض(رحمه الله)((لاتغفلوا عن انفسكم فمن غفل عن نفسه فقد قتلها...
قال الله تعالى ....
وقال الشيطان لما قضي الامر الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم
وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ...
هذا هو رفيق الدنيا يتبرأ اليوم من رفيقه الذي اغواه واضله وزين له المعاصي في الدنيا يتبرأ منه
ويقول له لاتلمني ولم نفسك فحينها لا ينفع الندم ولا اللوم فسارع يا اخي الى توبة قبل ان يفوت الاوان.
قال الشاعر:يا نفس توبي فإن الموت قد حانا......واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
اما ترين المنايا قد تلقطنا .................لقطا فتلحق اخرانا بأولانا
ففي كل يوم لنا ميت نشيعه...................نرى بمصرعه آثار موتانا
الثالثه: النفس المطمئنة.
هي النفس التي قال الله عنها
يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فإدخلي في عبادي وادخلي جنتي..
نعم فهل جزاء الاحسان الا الاحسان فهي النفس الراضية بقضائه وقدره النفس الصابرة في الدنيا
على الطاعات والصابرة عن المعاصي وهي المطمئنة باتباعها لمنهج الله مطيعة لاوامره مجتنبة نواهيه
شاكرة لأنعمه ساعية لمرضاته مكابدة لأفعال الشيطان مجاهدةً إياه فارتقت بصاحبها الى اعلى الدرجات.
فانظر يا اخي الى نفسك وتمعن هل هي نفس امارة بالسوء نعوذ بالله منها ام نفس لوامة
فنسأل الله ان يهديها ويلهمها تقواها ام نفس مطمئنة فندعو الله ان يجعلنا منها
فاعلم انه ينتظرنا يوم طويل مقداره خمسين الف سنة يوم العرض والحساب
يوم الحشر والنشور ولا ندري اين تسير بنا انفسنا هل الى جنة عرضها
السموات والارض؟! ام الى نار وقودها الناس والحجارة؟!!
قال تعالى يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبأيمانهم
بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم .
======================
النفس الأمارة بالسوء جندى مجتهد جدا من جنود إبليس لماذا نعصى الله فى رمضان؟!..
ذلك السؤال الذى يبادر للأذهان فى كل عام حين تتردد عبر المنابر وفى كلمات الوعاظ
تلك التغيرات الكونية العظيمة التى تطرأ على الكون فى أول ليلة من ليالى رمضان
حين تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وينادى المنادى
يا باغى الخير أقبل ويا باغى الشر أقصر.. تصفد الشياطين منبع الإفساد
ومبتدأ الضلالة والعصيان هى مصفدة فى رمضان فلماذا نعصى إذ؟!..
من يوسوس لنا بها وقد قيد الوسواس الخناس؟!.. من يغرينا بالسيئات
وقد حبس العدو الأول الذى يعد تلك السيئات سلاحه الأول؟!
اذا كنت الشياطين قد مردت فهناك من هو اخطر من الشياطين فى الحقيقة
استطاعوا أن يربوا شياطين أخطر من جنسها.. شياطين تجرى منا مجرى الدم
وهى تلك الأنفس الأمارة بالسوء وهذه لا تصفد أيضا هناك شياطين تتقافز
من حولنا ونراها تصدنا وتصد غيرنا عن سبيل الله وتلك هى شياطين الإنس
وهذه هى الأخرى لا تصفد! أما عن النوع الأول النفس الأمارة بالسوء
فهى جندى مجتهد جدا من جنود إبليس وهى المتهم الأول فى كثير من الجرائم
التى وقع فيها البشر منذ بدء الخليقة..
تأمل معى أول جريمة قتل عرفها هذا المخلوق وانظر من المتهم الأول فى القصة القرآنية
... فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ...
من الذى طوع لابن آدم تلك الجريمة؟ نفسه.
أيضا جريمة قتل الناقة آية الله لقوم صالح النفس هى المتهم الأول هنا كذلك ...
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا.... الهاء هنا تعود على من؟
على النفس فى أول السورة ....وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا....
وماذا عن جريمة المراودة لنبى الله يوسف فى قصته مع امرأة العزيز
هى النفس مرة أخرى
...وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّى..
كذلك جريمة السامرى الذى أخرج لبنى إسرائيل عجلا يعبدونه من دون الله
المتهم الأول هنا أيضا هو النفس
.....قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ
فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى....من سول له؟ نفسه
حتى الوسوسة التى هى من خصائص الشيطان الوسواس الخناس
فإنها أيضا وردت فى القرآن منسوبة للنفس
....وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ....
من يوسوس هنا؟ نفسه
والشح أيضا منسوب فى القرآن للنفس ...وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ...
...وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ....
إذا فمقام النفس فى الإفساد محفوظ كما هو واضح خصوصا لو كانت مدربة بهذا الشكل.
نأتى بعد ذلك للجندى الآخر ممن استخلفتهم الشياطين ليكملوا مهمتهم ...
وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا.....
هذه الآية تحمل التفسير المنطقى الأوضح لذلك السباق المحموم لإثارة شهوات
الناس فى رمضان إنهم شر خلف استطاع إبليس تربيته وإعداده
من ذكر الله أنهم يحبون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين منهم من يحب
أن تشيع الفاحشة كى لا يكون وحده يحب أن تشيع الفاحشة كى يرضى
عن نفسه ويسكن بقايا ضميره يحب أن تشيع الفاحشة لكى يقول لنفسه
ها قد عمت البلوى وكل الناس مثلى غايته كقدوته .
وهدفه مثل هدف إمامه حين غوى وعصى فقال ....لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ...
إنه رد فعل نفسى فى أصله يميل فيه الساقط لئلا يكون وحيدا فى تلك الدركات
التى يعلم بينه وبين نفسه أنها دركات فلماذا يهوى فيها وحده؟!،
لسان حاله فليسقطوا معى جميعا وليهووا كما هويت ولا أحد أحسن من أحد
بل ولسان مقاله أيضا كما بينه الله فى قولهم ....أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا....
كل هؤلاء وغيرهم أسباب منطقية جدًا لوقوع المرء
فى المعاصى فى رمضان حتى لو كانت الشياطين مصفدة،
فقد استخلفت وأجادت الاستخلاف..
استخلفت نوعا مختلفا من الشياطين... شياطين لا تصفد..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق