Our Blog

الدرس السادس من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر

سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر 
=================

الدرس السادس : شهاده الزور 
==============
عجبت من طائفه من المسلمين يصومون النهار ويقومون الليل
ويتلون كتاب الله يختمونه مرات ومرات في رمضان ثم يشهدون الزور !!!
عجبا لقوم يبيعون ضمائرهم بعرض زائل !!!!
عجبا لقوم يبيعون اخرتم بدنياهم !!!
عجبا لقوم يقسمون ايمان الله امام القضاه وهو صائم
ويقول والله العظيم أقول الحق وهو لا يعرف عن الحق شيئا !!!
عجبا لقوم يأخذهم الناس ويشتروا ضمائرهم بمائه او مائتين جنيه
في مقابله شهاده لا يعرف عنها شيئا !!!
هل هذا هو الاسلام !!!!؟ هل هذا هو الصيام !!!؟
هل هذا هو الايمان !!!؟ 
تبا لقوم باعوا دينهم بدنياهم !!!!

أيها القارئ 
اعلم أن شهادة الزور سبب لزرع الأحقاد و الضغائن في القلوب
لأن فيها ضياع حقوق الناس و ظلمهم و طمس معالم العدل و الإنصاف
و من شأنها أن تعين الظالم على ظلمه و تعطي الحق لغير مستحقه
و تقوض أركان الأمن و تعصف بالمجتمع و تدمره .
قال تعالي وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً.
و يقول أيضا : فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ...
ويقول ايضا : ...وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ...

وعن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم
ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟
قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله و عقوق الوالدين
و جلس وكان متكئا فقال ألا و قول الزور قال
فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت
.

قال ابن حجر في قوله و جلس و كان متكئا .. يشعر بأنه اهتم بذلك حتى
جلس بعد أن كان متكئا و يفيد ذلك تأكيد تحريم الزور وعظم قبحه
و سبب الاهتمام بذلك كون قول الزور أو شهادة الزور أسهل وقوعاً على الناس
و التهاون بها أكثر فإن الإشراك ينبو عنه قلب المسلم و العقوق يصرف عنه الطبع
و أما الزور فالحوامل عليه كثيرة كالعداوة و الحسد وغيرها
فاحتيج للاهتمام بتعظيمه و ليس ذلك لعظمها بالنسبة إلى ما ذكر معها
من الإشراك قطعا بل لكون مفسدة الزور متعدية إلى غير الشاهد بخلاف
الشرك فإن مفسدته قاصرة غالبا.
بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من الزور وقوله والعمل به حتى قال:
من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.

فياأيها الصائم اتق الله في صيامك واتق الله في شهر تضاعف فيه الحسناتاعمل واغتنم شهر بالخير

 فكل يوم ينادي عليك ويقول يا لاغي الخير اقبلويا باغي الشر اقصر
 فحقيقه لقد بلغت الاستهانة و قلة التقوى بالبعض
أنه كان يقف بأبواب المحاكم مستعدا لشهادة الزور رجاء قروش معدودة
بحيث تحولت الشهادة عن وظيفتها فأصبحت سندا للباطل و مضللة للقضاء
و يستعان بها على الإثم و البغي و العدوان و في الحديث
من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه .
و قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تعدل شهادة الزور بالشرك وقرأ:
فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور).

فعلى الصائم أن يجعل لصيامه ميزة فعن جابر أنه قال .
إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الغيبة والنميمة
ودع أذى الجار وليكن عليك السكينة والوقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.


فيا ايها المسلم حافظ علي صيامك فرب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش،
ورب قائم حظه من قيامه السهر .
وقال صلي الله عليه وسلم
إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يصخب
فإن امرؤ سابه أو شاتمه فليقل إني صائم. 


ولكن المؤسف أن كثيرا من الصائمين لا يفرقون بين صومهم وفطرهم
فهم على العادة التي هم عليها من الأقوال المحرمة من كذب وغش وغيره
ولا نشعر أن عليهم وقار الصوم وهذه الأفعال لا تبطل الصوم ولكن تنقص من أجره
وربما عند المعادلة تضيع اجر الصوم كله .وشهادة الزور ايضا من أكبر الكبائر
وهي أن يشهد رجل بما لا يعلم أو بما يعلم بخلافه ولا تبطل الصوم ولكنها تنقص أجره.

فالشهادة أمرها عظيم وإن خطرها لجسيم في تحملها وأدائها فلا يحل كتمانها
ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ولا يحل له ولا يحل لأحد أن يشهد إلا أن يكون عالما
بما يشهد علما يقينيا وأنه مطابق للواقع فلا يحل له أن يشهد بما لا يعلم
ولا يحل له أن يشهد بما يعلم أن الأمر بخلافه ولا يحل له أن يشهد بما يغلب
على ظنه حتى يتيقن ذلك يقينا كما يعلم الشمس فعلى مثلها فليشهد أو ليترك.

أيها المسلم إن من المؤسف حقا أن نسمع عن أناس يتقدمون إلى المساجد
ويحرصون علي الصيام و على فعل الخير ولكنهم يتهاونون بالشهادة
فيشهدون بالظن المجرد أو يشهدون بما لا يعلمون أو يشهدون
بما يعلمون أن الواقع بخلافه يتجرؤون على هذا الأمر المنكر العظيم
أما مراعاة لقريب أو توددا لصديق أو محاباة لغني أو عطف على فقير
يدعي بذلك أنه يريد الإصلاح زين له سوء عمله فرآه حسنا كما زين لغيره
من أهل الشك والفساد سوء عمله فرآه حسنا فالمنافقون زين في قلوبهم
النفاق واما مقابل قروش ليشهدوا الزور ...

فإن كل مفسد ربما يدعى أنه مصلح وربما يظن أنه مصلح بسبب شبهة
عللت له فالتبس عليه الإفساد بالإصلاح أو بسبب إرادة سيئة زينت له
فاتبع هواه ولكن الصلاح كل الصلاح باتباع شريعة الله وتنفيذ أحكامه
والعمل بما يرضيه.


إن من الناس من يشهد لشخص بما لا يعلم أنه يستحق بل ربما بما يعلم
أنه لا يستحقه يدعى أنه عاطف له راحم له بذلك ولكنه كما قلنا إنما هو
ظالم له وليس راحم له ومن الناس من يشهد للموظف المهمل لوظيفته
بمبررات لإهماله لا حقيقة لها فيشهد له بالمرض وهو غير مريض أو يشهد له
بالشغل القاهر وهو غير مشغول أو يشهد له باستئجار سيارات أو غيرها
من أجل العمل وهو لم يفعل ذلك وإن من الناس من يشهد لشخص بأنه
قام بالوظيفة منذ وقت كذا وكذا وهو لم يقم بها ولم يباشرها يزعم الشاهد
بذلك أنه يريد الإصلاح بنفع المجهود له ولم يدر أنه بهذه الشهادة ضر نفسه
وضر المشهود له وأفسد على نفسه وأفسد على المشهود له ما أفسد
من دينه لقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:انصر أخاك ظالما
أو مظلوما قالوا: يا رسول الله هذا المظلوم فكيف ينصر الظالم؟
قال:تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه
.

أيها المؤمنون بالله ورسوله أيها الراجون لرحمة الله أيها الخائفون من عذاب الله
أيها المؤمنون بيوم الحساب أيها المؤمنون بيوم تقفون به بين يدي الله عز وجل
لا مال ولا بنون تنظرون أيمن منكم فلا ترون إلا ما قدمتم
وتنظرون أشأم منكم فلا ترون إلا ما قدمتم
وتنظرون أمامكم فلا ترون إلا النار تلقاء وجوهكم
إنكم مسؤولون عما شهدتم به وعمن شهدتم عليه أو شهدتم له فاتقوا الله وحده.

تصوروا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو المبلغ عن الله
القائم بأمر الله الناصح لعباد الله تصوروا وهو يعرض على أمته بنفسه
أن ينبئهم بأكبر الكبائر ليحذروها ويبتعدوا عنها وتصوروا رسول الله
صلى الله عليه وعلى آله وسلم تصوروه كأنه أمامكم كان متكئا
ثم يجلس عند ذكر شهادة الزور وتصوروا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكرر ويؤكد أن شهادة الزور من أكبر الكبائر والله لو تصورتم هذا حق التصور
لعرفتم فداحة شهادة الزور إن النبي صلى الله وعلى آله وسلم
تحدث عن الشرك والعقوق وهو متكئ لم يجلس لأن الداعي إلى الشرك
والعقوق ضعيف في النفوس لأن الشرك والعقوق مخالفان للفطرة


لكنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم حينما تحدث عن شهادة الزور
جلس لأن الداعي إليها قوى وكثير فالقرابة والصداقة والغنى والفقر
كلها قد تحمل ضعيف العقل والدين على أن يشهد بالزور ولكن المؤمن
العاقل حينما يعلم أن نبينا صلى الله عليه وسلم الذي هو بالمؤمنين
رؤوف رحيم الذي بعثه الله تعالى رحمة للعالمين إذا تصور أنه يحذر
هذا التحذير من شهادة الزور لا يمكنه أبدا أن يقدم على شهادة الزور
مهما كانت الأسباب والدواعي
.

إن شهادة الزور مفسدة للدين والدنيا والفرد والمجتمع إنها معصية لله ورسوله
إنها كذب وبهتان إنها أكل للمال بالباطل فالمشهود له يأكل ما لا يستحق
والشاهد يقدم له ما لا يستحق إن شهادة الزور سببا لانتهاك الأعراض
وإزهاق النفوس فإن الشاهد بالزور إذا شهد مرة هانت عليه الشهادة مره أخرى
وإذا شهد بالصغير هانت عليه الشهادة بالكبير لأن النفوس بمقتضى الفطرة
تنفر من المعصية وتهابها فإذا وقعت فيها هانت عليها وتدرجت من الأصغر إلى ما فوقه.

إن شهادة الزور ضياع للحقوق وإسقاط للعدالة وزعزعة للثقة والأمانة
وإرباك للأحكام وتشويش على المسؤولين والحكام فهي فساد الدين والدنيا والآخرة
وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم أنه قال:
لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار

الحذر الحذر أيها المسلم الحذر الحذر من شهادة الزور وإن زينها
الشيطان في قلوبكم ولا تأخذكم في الله لومة لائم ولا تصحبكم في الحق
ظنون كاذبة أو إرادات آثمة فتشاق الله ورسوله وتتبعوا غير سبيل المؤمنين.


اخي الصائم تذكر قول حبيبك صلي الله عليه وسلم
أتدرون من المفلس فقالوا من لا درهم ولا متاع فقال صلي الله عليه وسلم
المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامه بصلاه وصيام وزكاه وقد شتم هذا
وضرب هذا وسفك دم هذا فيؤخذ هذا من حسناته وذاك من حسناته حتي
اذا فنيت حسناته ولم يقضي ما عليه فيؤخذ من سيئاتهم فتطرح عليه
فيطرح بها في نار جهنم ..


اخي الصائم ... اتق الله في صيامك واتق الله في نفسك واتق الله في الناس فقال صلي الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت واتبع السيئه الحسنه تمحها وخالق الناس بخلق حسن .

نسأل الله ان يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الاعمال ... اللهم امين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.