Our Blog

الدرس الثامن من سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر :

سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر :

الدرس الثامن : اّكل الربا في رمضان :

عجبا لطائفه من المسلمين يصومون ويقومون وليس لهم حظ في صيامهم ولا قيامهم وذلك
كله بسبب أكل الربا والتجاره بالربا ..هؤلاء خسروا الدنيا والاخره ..
قال تعالي .الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.

ضرب الله الأمثال في القرآن الكريم للناس جميعا لتذكرهم بخالقهم وتعظهم
في درب حياتهم بما تحمل من تصوير وتجسيد للنماذج والتجارب البشرية المتنوعة
وبما تقدم من الأدلة التي تهدي إلى الحق المبين وبما تقيم من البراهين التي
ترشد إلى الطريق المستقيم. ومن الأمثلة القرآنية التي ضربها الله للناس؛
حفظاً لأموال الأمة، أفراداً وجماعات ..

فقد ضرب الله في هذه الآية الكريمة صورة لآكلي الربا وما كان لأي تهديد معنوي
ليبلغ إلى الحس ما تبلغه هذه الصورة المجسمة الحية المتحركة إنها صورة مهزوزة
يحركها دافع شيطاني بل يحركها الشيطان نفسه بحيث إن المرابين لا يقومون
من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم الذي يصرعه الشيطان من الجنون
وهذه هي علامة آكلي الربا التي يعرفون بها يوم القيامة.
فهذا المثل يبين سوء منقلب أكلة الربا يوم القيامة وشدة مآلهم في الآخرة
وأنهم لا يقومون من قبورهم ليوم نشورهم
...إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس...
أي: يصرعه الشيطان بالجنون فيقومون من قبورهم حيارى سكارى مضطربين
متوقعين لعظيم النكال وعسر الوبال.

وهذا المثل القرآني يستحضر هذه الصورة لتؤدي دورها الإيحائي في إفزاع
الحس لاستجاشة مشاعر المرابين وهزها هزة عنيفة تخرجهم من مألوف
عادتهم في نظامهم الاقتصادي ومن حرصهم على ما يحققه لهم من فوائد آنية.
وهي وسيلة في التأثير التربوي ناجعة نافعة وهي في الوقت نفسه تعبر عن حقيقة واقعة.

فيقوم آكل الربا من قبره يتخبط كأنه حبلى جزاءً بما أكل في بطنه من المال الحرام
يخرج الناس من الأجداث سراعا ولكن آكل الربا يتخبط في مشيته عقابا له من الله
سبحانه وتعالي .

فيا من تجرون خلف شهواتكم في شهر الصيام وقد قال عنه حبيبك الصيام جُنه .
والصيام تهذيب للنفس وتربيه للاخلاق .
فالربا باب من السبع الموبقات الكبيرة التي لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من فعلها وحذر الأمة فقال اجتنبوا السبع الموبقات
وحذر عليه الصلاة والسلام منه تحذيرا شديدا إذا ظهر الزنا والربا في قرية
فقد أحلو بأنفسهم عذاب الله .

ولذلك لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الربا وآكله وموكله وجميع من يساعد عليه
فقال لعن الله الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهديه وقال: هم فيه سواء.
وفي لفظ آخر: الآخذ والمعطي فيه سواء.

لا تقولن إني محتاج سأقترض من البنك أنت والبنك ملعونان على لسان
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولقد وصل الأمر إلى مهازل أناس يخرجون زكواتهم من الربا وأناس يحجون من الربا
وآخرون يتصدقون من الربا وطائفة يبنون المساجد من الربا وبعضهم يطبع الكتب
الإسلامية من الربا يتقربون إلى الله بالحرام إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا
هذا بخلاف من يتخلص منها اتقاء غضب الله فإنه يجوز أن يصرفها
في أي مصرف خير لكن تخلصا لا صدقة ولا قربة إلى الله عز وجل.

فيا أيها الناس: توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة
قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم بطاعتكم له، وكثرة ذكره تسعدوا
وأكثروا الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وأمروا بالمعروف تخصبوا وانهوا عن المنكر
تنصروا ولا يتطاولن عليكم الأمد فتقس قلوبكم ولا يلهينكم الأمل فكل ما هو آت
قريب وإنما البعيد ما ليس بآت فلا تكونوا ممن خدعته العاجلة وغرته الأمنية
واستهوته الخدعة فركن إلى دار سريعة الزوال وشيكة الانتقال
بل خذوا الأهبة للنقلة وأعدوا الزاد لقرب الرحلة فإن كل امرئ
على ما قدم قادم وعلى ما خلف نادم.

كان نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يذكر الربا في خطبه ومواعظه
محذرا منه مبينا خطره منبها على عظم شأنه وسوء عاقبة أهله في العاجلة
والآجلة إقامة للحجة وقطعا للمعذرة ونصحا للعباد وتذكيرا بسوء حال أكلَته
يوم المعاد فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه عد أكل الربا من السبع الموبقات
التي توبق أهلها في الإثم ثم تغمسهم في النار وقرنه بالشرك بالله والسحر.

وروي أنه -صلى الله عليه وسلم- قال أربعة حق على الله أن لا يدخلهم الجنة
ولا يذيقهم نعيمها مدمن الخمر وآكل الربا وآكل مال اليتيم والعاق لوالديه.


وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا
أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل.


وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال الربا ثلاث وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه 
وكفى بذلكم يا عباد الله زجرا عن الربا وتنبيها على فظاعة التعامل به وتحذيرا
من سوء منقلب آكله فما أشنعه من معاملة! وما أشأمه من كسب!
ولذا روي عنه -صلى الله عليه وسلم أنه قال شر المكاسب كسب الربا.

للأسف الشديد كثير من الناس اليوم استحلوا الربا بالبيع باسمه وصورته
وتحت ستاره يخادعون الله كما يخادعون الصبيان وما منهم أحد إلا سيكلمه
ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان فليعدوا للسؤال جوابا
وليكن الجواب صوابا وإلا فليحذروا النار فإنها موعودة بكل آثم كفار.

اخي الصائم أنت في هذه الحياة لك أمد محدود ووقت معدود من بعده تنتقل إلى الله عز وجل
وتقف بين يديه سبحانه ويسألك عما قدمت في هذه الحياة وإن مما سيسألك الله عنه
يوم القيامة مالك ومطعمك ومشربك يسألك عن ذلك كله إذا وقفت بين يديه

وقد صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع وذكر منها عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه 

فيا أيها المسلم الراشد ويأيها المؤمن الناصح انصح لنفسك وأنت في هذه الحياة
قبل الوقوف بين يدي الله جل وعلا وأعد للسؤال جوابا وأعد للجواب صوابا فإنك والله
مسؤول أمام الله جل وعلا وإن من نعمة الله على عباده معاشر المؤمنين أن هيَّأ لهم أنواع
المكاسب الطيبة ووجوه الأرباح المباحة وجعل أمر الحل بينا وأمر الحرام بينا

وتأمل هذا فيما ثبت في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه
وهو من صغار الصحابة رضي الله عنه وأرضاه وقد تحمل هذا الحديث
على صغر سنه مما يدل على كمال حرص الصحابة صغارهم وكبارهم

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال سمعت رسول صلى الله عليه وسلم
يقول إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس
فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات
وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه
ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه
ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله
وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب.


أيها الصائم هذا شهر رمضان قد أظلكم فاعرفوا حقه فهو منحة رب العالمين
لعباده المخلصين وهو رحمة الله لعباده الصائمين تعرضوا لنفحات ربكم وأكثروا فيه من الخير.
فالإنسان مأمور بتحري الطيب الحلال من الطعام والبعد عن المحرمات والمشتبهات.

فقد روى مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. ثم ذكرالرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟". 
اللهم أطب مكاسبنا اللهم أطب مكاسبنا اللهم أطب مكاسبنا اللهم أطب قلوبنا وأصلح أعمالنا اللهم زك أموالنا إلهنا اللهم لا تكلنا إلا إليك اللهم جنبنا المحرمات وباعد بيننا وبين المشتبهات اللهم إلهنا خلّصنا من الحرام ونقنا من المحرمات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.