عناصر الخطبة
1- المقدمة.
2- مظاهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم .
3- نبذ العنف .
4- نبذ العنصرية .
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحابته أجمعين، أما بعد، أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، هذه محاضرة بعنوان: “العنف عوامله وأسبابه وموقف الإسلام منه”.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ﴿يا أيُّها الّذِين آمنُوا اتّقُوا اللّه حقّ تُقاتِهِ ولا تمُوتُنّ إِلاّ وأنتُم مُّسْلِمُون﴾ [سورة آل عمران : الآية 102]، ﴿يا أيُّها النّاسُ اتّقُوا ربّكُمُ الّذِي خلقكُم مِّن نّفْسٍ واحِدةٍ وخلق مِنْها زوْجها وبثّ مِنْهُما رِجالًا كثِيرًا ونِساءً واتّقُوا اللّه الّذِي تساءلُون بِهِ والأرْحام إِنّ اللّه كان عليْكُمْ رقِيبًا﴾ [سورة النساء : الآية 1]، ﴿يا أيُّها الّذِين آمنُوا اتّقُوا اللّه وقُولُوا قوْلًا سدِيدًا يُصْلِحْ لكُمْ أعْمالكُمْ ويغْفِرْ لكُمْ ذُنُوبكُمْ ومن يُطِعِ اللّه ورسُولهُ فقدْ فاز فوْزًا عظِيمًا﴾ سورة الأحزاب : الآية 70 – 71.
أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
قد أنعم الله عز وجل علينا ببعثة النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم، وشرفنا الله تبارك وتعالى بالانتساب إلى مِلَّته وإلى هذه الأمة التي هي خير الأمم، وأنعم الله عز وجل علينا بما وهبه لنبيه وخليله محمد صلى الله عليه وسلم من الصفات الجميلة الحسنة، قال الله تبارك وتعالى: ﴿فبِما رحْمةٍ مِّن اللّهِ لِنت لهُمْ ولوْ كُنت فظاًّ غلِيظ القلْبِ لانفضُّوا مِنْ حوْلِك فاعْفُ عنْهُمْ واسْتغْفِرْ لهُمْ وشاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ ﴾ [سورة آل عمران : الآية 159.
وقال ربنا جل وعلا في حقِّ نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مُبيِّنًا نعمته عليكم معاشر المؤمنين بإرساله لكم: ﴿لقدْ جاءكُمْ رسُولٌ مِّنْ أنفُسِكُمْ عزِيزٌ عليْهِ ما عنِتُّمْ حرِيصٌ عليْكُم بِالْمُؤْمِنِين رءُوفٌ رّحِيمٌ ﴾ [سورة التوبة : الآية 128.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله ودعوته رحيمًا، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنّ اللّه رفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْق ويُعْطِي على الرِّفْقِ ما لا يُعْطِي على الْعُنْفِ، وما لا يُعْطِي على ما سِواهُ»
وهذا الموضوع الذي نحن بصدده يناقش قضية العنف وأسبابه ودوافعه وآثاره على هذه الأمة، وسنذكر من خلاله صورًا وأمثلة من التاريخ تَجَلَّت فيها آثار العنف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتبينت فيها نتائجه الوخيمة.
تعريف الرفق والعنف
عرف الكفوي الرفق: بأنه التوسط والتلطف في الأمور. وعليه فيكون تعريف العنف: بأنه عدم التوسط وعدم التلطف في الأمور، أو هو بعبارة أخرى: التطرف والغلو المصحوبان بالفظاظة في معاملة الآخرين. ولا يمكن الحديث عن العنف إلا بالحديث عن الرفق، إذ إن الأشياء تتبين بضدها.
كما قال الشاعر:
وبِضِدِّها تتبيّنُ الأشْياءُ
يقول بعض أهل العلم: العنف نتيجة الغضب والفظاظة، والرفق واللين نتيجة حسن الخلق والسلامة. فينبغي أن يُعْلم أنه لا بد من الرفق واللين، ولا بد أن يكونا في موضعهما، ولا بد أيضًا من الشدة والغلظة في موضعهما، قال الله تبارك وتعالى: ﴿يا أيُّها النّبِيُّ جاهِدِ الكُفّار والْمُنافِقِين واغْلُظْ عليْهِمْ ﴾ [سورة التوبة : الآية 73]. وقال ربنا سبحانه وتعالى: ﴿يا أيُّها الّذِين آمنُوا قاتِلُوا الّذِين يلُونكُم مِّن الكُفّارِ ولْيجِدُوا فِيكُمْ غِلْظةً ﴾ [سورة التوبة : الآية 123]. فالغلظة محمودة في موضعها، وكذلك اللين محمود في موضعه، فلا يقال: إن اللين مطلوب دائمًا، ولا يقال: إن الشدة مطلوبة دائمًا. وانظر إلى الشاعر الذي يقول:
ووضْعُ النّدى فِي موْضِعِ الْسّيْفِ بِالْعُلا ***مُضِرٌّكوضْعِ السّيْفِ فِي موْضِعِ النّدى
فالمحمود من هذا هو التوسط بين العنف واللين كل بِحَسَبِه، ولقد ذمَّ نبينا صلى الله عليه وسلم العنف، وكان عليه الصلاة والسلام يُحذِّر منه.
مظاهر رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالط في المدينة اليهود والمنافقين وكان هؤلاء يُظْهِرون له الخير والبشاشة، ويُخْفُون في أنفسهم البغض للإسلام وأهله والكيد لهم، لكن ذلك لم يغير من أخلاقه صلى الله عليه وسلم، ويدلل على ذلك أن اليهود جاءوا يومًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه وغَيَّروا في عبارتهم، وقصدوا بها اللعن والذم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: السام عليكم – أي: الموت – ففهمت عائشة رضي الله عنها كَلِمَتَهُم، فقالت: عليكم السام، ولعنكم الله وغضب الله عليكم. فقال نبينا صلى الله عليه وسلم وهو الرءوف الرحيم: «يا عائِشةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأمْرِ كُلِّهِ» قُلْتُ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ ما قالُوا؟ قال: «قُلْتُ وَعَلَيْكُمْ».
لقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يحذر من العنف في الفعل والقول في مواضع كثيرة، وقد جاء ذلك في أحاديثه الشريفة، حيث قال صلى الله عليه وسلم مشيرًا إلى ذمه العنف وأهله: «إِنَّ شَرَّ الرِّعاءِ الْحُطمةُ، فإِيَّاك أنْ تَكُونَ مِنْهُمْ». الحطمة: أي العنيف في رعيته، لا يرفق بها في سوْقها ومرعاها، بل يحطمها في ذلك وفي سقيها وغيره ، ويزحم بعضها ببعض بحيث يؤذيها ويحطمها.
ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم مُحذِّرًا من العنف في معاملة الرعية: «اللّهُمَّ منْ وَلِيَ مِنْ أمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عليْهِمْ فاشْقُقْ عليْهِ، ومَنْ وَلِيَ مِنْ أمْرِ أُمَّتِي شيْئًا فرَفَقَ بِهِمْ فارْفُقْ بِهِ» ويقول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ يُحْرَمِ الْخيْرَ».
وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم في وصية لأمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها: «يا عائِشةُ ارْفُقِى فإِنَّ اللَّهَ إِذا أراد بِأهْلِ بيْتٍ خيْرًا دَلَّهُمْ على بابِ الرِّفْقِ». وفي رواية عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا أراد اللَّهُ عزَّ وجلَّ بِأهْلِ بيْتٍ خيْرًا أدْخل عليْهِمُ الرِّفْقَ».
لقد كان أصحاب رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يَشْكُون إليه قَسْوةَ قلوبهم ويسألونه صلى الله عليه وسلم عما يُلَيِّن قلوبَهم ويقودهم إلى الرفق بأنفسهم وبعباد الله تبارك وتعالى.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ رجُلا شكا إِلى رسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قسْوة قلْبِهِ فقال لهُ صلى الله عليه وسلم: « إِنْ أردْتَ أنْ يلِينَ قلْبُك فأطْعِمِ الْمِسْكِينَ وامْسَحْ رأْسَ الْيَتِيمِ».
وكان عند نبينا صلى الله عليه وسلم أضياف من أصحابه رضي الله عنهم وكان جالسًا في بيت إحدى أمهات المؤمنين – بيت عائشة رضي الله عنها – فأرسلت إحدى ضرّاتها بإناء فيه طعام، فغارت عائشة رضي الله عنها من إرسال الطعام في يومها، فربما يكون أحسن من طعامها، فضربت الإناء فسقط فانكسر، والناس ينظرون إلى ما يجري في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هو صانع بامرأته؟! لكن ما عنَّفها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شتمها ولا كهرها، إنما قال صلى الله عليه وسلم: «غَارَتْ أُمُّكُمْ». ثم جمع الطعام في الإناء وقَدَّمه لأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم، وأرسل إناءً صحيحًا إلى تلك الضَّرَّة، وقال: «طعامٌ كطعامِها وإِناءٌ كإِنائِها».
.
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من رِفْقِه بأهله يكون في مهنتهم، فعن الأسود قال سألتُ عائشة ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصنع فى بيته، قالت: كان يكون فى مِهْنةِ أهله – تعني خدمة أهله – فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
وكان نبينا صلى الله عليه وسلم ينصح أصحابه إذا علَّموا وأرشدوا الناس بأن يتجنبوا العنف وأن يرفقوا بعباد الله تبارك وتعالى، ويبين ذلك أنه جاء أعرابي فدخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبال في ناحية من المسجد، فقام إليه الناس لينهروه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «دعُوهُ لا تُزْرِمُوهُ». أي: لا تقطعوا بوله. فلما فرغ الرجل من بوله، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسجْلٍ من ماء أو بذنوب من ماء، وأمر بالماء فأريق عليه، وانتهى الأمر عند هذا. فلو أنهم عنفوه فلربما هجرهم ولربما ترك الخير الذي كان مقبلًا عليه. قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرِّفْقَ لا يكُونُ فِى شىْءٍ إِلاَّ زانهُ ولا يُنْزَعُ مِنْ شىْءٍ إِلاَّ شانهُ».
يقول قتادة رحمه الله في قول ربنا جل وعلا: ﴿فبِما رحْمةٍ مِّن اللّهِ لِنت لهُمْ ولوْ كُنت فظاًّ غلِيظ القلْبِ لانفضُّوا مِنْ حوْلِك ﴾ [سورة آل عمران : الآية 159] قال: والله لقد طهره من الفظاظة والغلظة، جعله بالمؤمنين رءوفًا رحيمًا.
كان صلى الله عليه وسلم ينهى عن العنف والشدة في التعامل مع النفس ويأمر بالرفق بها، فعن عائشة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – دخل عليها وعندها امرأة، قال: «منْ هذِهِ؟» . قالت: فلانة. تذكر من صلاتها. قال: «مهْ، عليْكُمْ بِما تُطِيقُون، فواللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتَّى تَمَلُّوا» وكان أحب الدين إليه ما دام عليه صاحبه.
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وأرضاه يقول: والله لأقومن الليل ولأصومن النهار ما حييت. فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا عبْدَ اللَّهِ، ألَمْ أُخْبَرْ أنّك تصُومُ النَّهار وتقُومُ اللّيْل؟» . فقُلْتُ: بلى يا رسُول اللَّهِ. قال: «فلا تفْعَلْ، صُمْ وأفْطِرْ، وقُمْ وَنَمْ، فإِنَّ لِجسدِك عليْكَ حقًّا، وإِنَّ لِعيْنِكَ عليْكَ حقًّا، وإِنَّ لِزوْجِك عليْك حقًّا، وإِنَّ لِزوْرِك عليْك حقًّا، وإِنَّ بِحسْبِك أنْ تصُوم كُلَّ شهْرٍ ثلاثةَ أيّامٍ، فإِنَّ لك بِكُلِّ حسنةٍ عشْرَ أمْثالِها، فإِنَّ ذلِكَ صِيامُ الدّهْرِ كُلِّهِ» يقول عبد الله بن عمرو: ياليتني أطعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.
عنْ أنسٍ – رضي الله عنه – أنَّ النّبِىَّ صلى الله عليه وسلم رأى شيْخًا يُهادَى بيْن ابْنيْهِ، قال: «ما بالُ هذا؟!». قالُوا: نَذَر أنْ يمْشِيَ. قال: «إِنَّ اللَّهَ عنْ تعْذِيبِ هذا نفْسَهُ لَغَنِىٌّ». وأمره أن يركب. صلوات الله وسلامه عليه.
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الشدة في أداء العبادة، ويأمر بالرفق بالعابدين المصلين الرُّكَّع السُّجُود، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه وأرضاه لما طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعله إمام قومه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أُمَّ قوْمَكَ، فمَنْ أمَّ قوْمًا فلْيُخفِّفْ، فإِنَّ فِيهِمُ الْكبِيرَ، وإِنَّ فِيهِمُ الْمرِيضَ، وإِنَّ فِيهِمُ الضّعِيفَ، وإِنَّ فِيهِمْ ذا الْحاجةِ، وإِذا صلَّى أحدُكُمْ وحْدهُ فلْيُصلِّ كيْف شاءَ».
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل في الصيام، أي: يصوم يومين متتابعين بغير إفطار، وكان بعض أصحابه يريد الوصال، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وقال: «إِيّاكُمْ والْوِصال». مرّتيْنِ، قِيل: إِنّك تُواصِلُ. قال: «إِنِّي أبِيتُ يُطْعِمُنِي ربِّي ويسْقِينِ، فاكْلفُوا مِن الْعملِ ما تُطِيقُون»
وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كان في سفر ، فرأى زِحامًا، ورجلاً قد ظُلِّل عليه، فقال: «مَا هَذَا؟». فقالوا: صائم. فقال: «ليْسَ مِن الْبِرِّ الصّوْمُ فِي السّفرِ»
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن العنف في معاملة الحيوان ويأمر بالرفق به، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ كتَبَ الإِحْسانَ على كُلِّ شىْءٍ، فإِذا قَتَلْتُمْ فأَحْسِنُوا الْقِتْلة، وإِذا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْح، ولْيُحِدَّ أحدُكُمْ شَفْرتَهُ، فلْيُرِحْ ذبِيحتهُ
وحُكِي أن رجلاً أغلظ في نصيحته لأحد أمراء بني العباس، فقال له: يا هذا، قد أرسل الله عز وجل من هو خير منك إلى من هو شر مني، أرسل موسى إلى فرعون فقال: ﴿فقُولا لهُ قوْلًا لّيِّنًا لّعلّهُ يتذكّرُ أوْ يخْشى ﴾ [سورة طه : الآية 44]. وهذا قد يكون ما
وعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلاَ نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ؟ فَقَالَ: «لاَ، مَا أَقَامُوا فِيكُمُ الصَّلاَةَ، وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلاَتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلاَ تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ».
.
نماذج على مَن يقع العنف عليه :
قد يقع العنف على أصناف من الناس نذكر على سبيل المثال وقوعه على الوالدين من قبل الأبناء، لهذا قال الله عز وجل محذرًا الأبناء: ﴿فلا تقُل لّهُما أُفٍّ ولا تنْهرْهُما﴾ [سورة الإسراء : الآية 23.
ويقع على الأبناء من الآباء، ولهذا جاءت النصوص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاثة على الرفق بالأولاد والصبر عليهم، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الحسن والحسين يضمهما ويقبلهما صلى الله عليه وسلم، فقال له رجل: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدًا. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ونظر إليه وقال «أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ»
ويقع العنف أيضًا على الزوجة، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم محذرًا من شدة العنف ومُبيِّنًا كيفية التعامل مع النساء إذا بَدَر منهن خطأ: «اتَّقُوا اللَّهَ فِى النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ».
ومن الذين يقع عليهم العنف والغلظة المعاهدون والمستأمنون وهذا العنف في غير محله، فالكفار على أصناف محاربون، ومستأمنون معاهدون.
فالصنف الأخير وهم المستأمنون المعاهدون إذا كانوا في بلادنا ولم يعتدوا علينا أو كان بيننا وبينهم عهد، لا يجوز أن نغلظ عليهم غلظة في غير محلها.
وعن أسماء رضي الله عنها قَالَتْ: قَدِمَتْ أُمِّى وَهْىَ مُشْرِكَةٌ فِى عَهْدِ قُرَيْشٍ وَمُدَّتِهِمْ، إِذْ عَاهَدُوا النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – مَعَ أَبِيهَا، فَاسْتَفْتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: إِنَّ أُمِّى قَدِمَتْ وَهْىَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُهَا؟! قَالَ: «نَعَمْ صِلِى أُمَّكِ».
قال الله عز وجل: ﴿لا ينْهاكُمُ اللّهُ عنِ الّذِين لمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيارِكُمْ أن تبرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إِليْهِمْ ﴾ [سورة الممتحنة : الآية 8.
من أمثلة العنف والغلو والتطرف في تاريخ الأمة الإسلامية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم مالاً وكان هناك رجل كث اللحية ناتئ الجبهة فتكلم بكلام عظيم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، كله عنف وشدة وغلظة، ويظن أنه ناصح لله، قال: يا محمد – هكذا بدون توقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم – يا محمد اعدل، فإنك لم تعدل. فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى لَقَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ»
الغيرة مطلوبة في قلب المسلم، ويجب أن يكون في قلبه غيرة لله وإنكار لمحارم الله، لكن هذا الإنكار وهذه الغيرة يجب أن يكونا بضوابطهما الشرعية، لا بالأهواء والآراء، وإذا نظرنا إلى العنف وجدنا أن القرآن والسنة ضده، والذي هو في حقيقته الظلم والعدوان، فإن الله جل وعلا أمرنا بأن نقول القول الحسن: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [سورة البقرة : الآية 83] وقال: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُواًّ مُّبيِنًا﴾ [سورة الإسراء : الآية 53] فأمرنا الله بالقول الحسن، فمما أخذه على بني إسرائيل وأمرهم به ما جاء في قوله جل وعلا: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي القُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [سورة البقرة : الآية 83] وأمر الله عباده بقوله: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [سورة الإسراء : الآية 53] وقال عن نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [سورة القلم : الآية 4] وقال: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [سورة آل عمران : الآية 159.
ولما جاءه صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الشاب يستأذنه في الزنى قال له: «أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ؟». قَالَ: لاَ وَاللَّهِ، جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ: «وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ». قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ؟». قَالَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ: «وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ». قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ؟». قَالَ: لاَ وَاللَّهِ، جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ: «وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ». قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟». قَالَ: لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ: «وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ». قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟». قَالَ: لاَ وَاللَّهِ، جَعَلَنِى اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ: «وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاَتِهِمْ». قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ». قَالَ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَىْءٍ
فيجب على الداعي إلى الله أن يكون رَفِيقًا في دعوته بعيدًا عن العنف حتى يُقْبِل الناس عليه ويسمعوا منه ويُصْغوا إليه، فإن كان غليظ الطبع سَيِّئ الخلق، سريع الانفعال لم يتمكن من إيصال كلمة الحق إلى آراء الناس وعقولهم.
والرفق مطلوب للمعلم في تعليمه، فإذا كان رفيقًا استفاد الطلاب من علومه وسألوه وناقشوه، واستفادوا منه، وإن كان ذا عنف فَرُّوا منه ولم يُقْبِلوا عليه، والرفق مطلوب مع العمال ومع الخدم، يقول أنس رضي الله عنه : خَدَمْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِى: أُفٍّ. وَلاَ: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلاَ: أَلاَّ صَنَعْتَ.
والرفق مطلوب مع الجار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ»
والرفق مطلوب مع الأبوين والعنف حرام معهما قال جل وعلا: ﴿فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [سورة الإسراء : الآية 23] الآية.
والرفق مطلوب مع البائع والمشتري: «رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى»
والرفق مطلوب مع الأولاد والعنف ينفرهم ويقسي قلوبهم على أبويهم، والرفق يُقَرِّبُهم إليهما ويجعلهم يحبونهما، كما ذُكِرَ من قصة تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وحمله أمامة وقوله للأعرابي: «أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ»
والرفق مطلوب مع الزوجة ومع النسوة وأنهن خلقن من ضلع أعوج، وأن أعوجه أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، ولا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها خلقا آخر.
والرفق مطلوب مع الزملاء والأصدقاء والأصحاب حتى تعمهم المودة،
والرفق مطلوب مع إمام المسجد، فعليه أن يرفق بالمصلين ولا يطيل عليهم ولا يخل بصلاتهم، لئلا يحصل نزاع بينه وبينهم، إنما يؤدي واجبه كإمام بحسن أداء ورفق بالمصلين إلى غير ذلك.
والرفق مطلوب من الشركاء، قال جل وعلا: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ﴾ [سورة ص : الآية 24 فالرفق مع الشريك تَطِيب به الشراكة، وتكون به الثقة، والعنف يشعل نار العداوة ويفرق بين الجميع.
الخطبة الثانية
العنصرية
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ... ﴾ ففي الآية الكريمة تذكير لنا - نسمعه في الإسبوع مرة أو كثر - بأصلنا فالناس كل الناس يعودون للأبوين آدم وحواء فهم أبناء رجل واحد وامرأة واحدة لكنهم بعد زمن طويل تفرقوا في أوطانهم واختلفت ألوانهم وأعراقهم ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [سورة الحجرات: 13] فربنا تبارك وتعالى في كتابه يؤكد على هذه الحقيقة - وهي أن المفاضلة بالتقوى لابغير ذلك - في أكثر من موضع في كتابه وكذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عني بهذا الأمر فبينه بسنته القولية وأكد على هذه الحقيقة الشرعية في حجة الوداع فخطبهم صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى أبلغت قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم... قال ليبلغ الشاهد الغائب رواه الإمام أحمد (22978) بإسناد صحيح.
حتى في باب النكاح أبطل النبي صلى الله عليه وسلم بفعله ما كان مشهورا عند العرب في جاهليتهم بعدم إنكاح من هو دونهم في النسب فعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها انكحي أسامة بن زيد فكرهته - لأنها عربية قرشية وأسامة من الموالي - ثم قال انكحي أسامة فنكحته" رواه مسلم
عَنْ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ وَعَلَى غُلَامِهِ حُلَّةٌ فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّي سَابَبْتُ رَجُلًا فَعَيَّرْتُهُ بِأُمِّهِ فَقَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَعَيَّرْتَهُ بِأُمِّهِ إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ" رواه البخاري (30) ومسلم (1661) وتأملوا حال أبي ذر فقد أخطأ فهو كسائر البشر عرضة للزلل لكن لم وجهه النبي صلى الله عليه وسلم التزم الأمر ونبذ العنصرية.
فالتفاخر بالأحساب والألوان والبلدان والطعن في البعض على هذا الأساس من المحرمات التي أبطلها الإسلام فإضافتها للجاهلية خرج مخرج الذم والزجر ويقتضى ذلك النهي عن مشابهتهم. والعنصرية لاتصدر إلا من شخص متكبر والكبر كبيرة من كبائر الذنوب كما دلت على ذلك النصوص الشرعية.
معاشر الإخوة علينا أن يكون لنا دور في معالجة العنصرية التي يستمريها البعض فمن ذلك أن نقول للذي يتعامل مع الناس على أساس عنصري إنك رجل فيك جاهلية ومن هذه حاله لم ينتفع من موروثه الشرعي ففيه صفات الجاهلية وإن كان قد نال نصيبا من العلم فعلمه لم ينفعه.
علينا أن نمنع العنصريين الذين نجدهم في مجتمعنا فلا يتركون في مجالسنا ومنتدياتنا يسعون في بث الفرقة وتحزيب المسلمين بعضهم على بعض فما يصدر من العنصريين من أقوال وأفعال من المنكر الذي يجب إنكاره على حسب الوسع فيمنعون من الكلام ويقال لهم دعوا هذا الكلام المنتن.
فعن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ - أي ضربه على دبره - رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ يَا لَلْأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَسَمَّعَهَا اللَّهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا هَذَا فَقَالُوا كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ يَا لَلْأَنْصَارِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ قَالَ جَابِرٌ وَكَانَتْ الْأَنْصَارُ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ ثُمَّ كَثُرَ الْمُهَاجِرُونَ بَعْدُ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ أَوَقَدْ فَعَلُوا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ رواه البخاري (4907) ومسلم (2584) وتأملوا كيف استغل أعداء هذا الدين هذا الموقف العارض لتفريق الأمة وتحزيب بعضها على بعض.
فلنتذكر أن الميزان الشرعي الذي يوزن فيه المسلمون هو التقوى والصلاح وأن الحب والولاء هو في الله فقط وليس معنى حديثي السابق أن لايعرف الشخص نسبه ولايبحث عن ذلك أو أن لايحب الشخص بلده وأهله وقبيلته فهذا من الحب الفطري الذي لايملكه الشخص إنما النهي عن الموالاة والمعادة والتقديم والتأخير على أساس عنصري فليفرق بين الأمرين.
الخاتمة والدعا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق