الدرس الأول:الغيبه في الصيام
----------------------------
بدأت بالغيبه في الصيام لأننا حقيقه نعاني منها جميعا ولا يخلو مجتمع من هذه الصفه الذميمه وافات اللسان الخطير ..
فالصوم عند أقوام هو مجرد الإمتناع عن الطعام والشراب والجماع ومن وقف به صومه عند هذا الحد فليس لله
حاجة في صيامه فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر
والتعب ومن لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه فلابد للصائم
أن تمتنع جوارحه عن المعاصي والآثام ويكف لسانه عن الغيبة والكذب والنميمة وكافة الآفات .
فتجد الناس تجتمع وخاصه في المناطق الريفيه تجمع علي حواف الطرق وأما المنازل ويجلسون
بحجه ان يسلون صيامهم ولكن حقيقه هم يضيعون صيامهم فتجد اعينهم علي المارين رجلا
أو امرأه تمر فتأخذ السنتهم تلقائيا بالقيل والقال عليهم فيصومون اليوم كله ولكن ذهب اجره هباءا منثورا ..
نسو قول الحبيب صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل ...ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قال: بلى يا رسول الله! قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله.
ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟
قال: بلى يا رسول الله! فأخذ رسول الله بلسانه ثم قال: كف عليك هذا.
فقال معاذ: أوإنا مؤاخذون بما تتكلم به ألسنتنا؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟
فالغيبه تحبط الصيام وتنقص الاجر وحقيقه كنت اظن انها فاكهه النساء ولكن حقيقه وجدتها فاكهه
الرجال اكثر من النساء يتسلون بها في نهار رمضان يضيعون بها اوقاتهم وصيامهم في نهار رمضان ..
عرض بعض الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم شأن امرأتين إحداهما كثيرة العبادة مع أنها تؤذي
جيرانها والأخرى ليس لها تصيب كبير من النوافل لكنها لا تؤذي جيرانها فأخبر النبي
صلى الله عليه وسلم أن المؤذية في النار مع كثرة عبادتها وقليلة النافلة مع سلامة جيرانها منها في الجنة.
فإذا كانت هذه المرأة استحقت النار مع كثرة نوافلها لأذية جيرانها بلسانها فكيف بمن يؤذي جاره
بلسانه ويده وكيف بمن يقع منه الأذى لجاره وهو مقصر في النوافل أو مقصر في الواجبات.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل
وتصوم النهار وتفعل وتتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا خير فيها هي من أهل النار قالوا وفلانة تصلي
المكتوبة وتصدق بأثوار ولا تؤذي أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هي من أهل الجنة.
فهذه المرأه تصوم وتتصدق وتنفق من مالها ولكن يا حسرتي لم تتحكم في لسانها فكانت من اهل النهار ..
فيا صاحب الغيبه انت لا تصوم لنفسك بل تصوم لغيرك
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال:
إن المفلس من أمتي الذي يأتي يوم القيامة: بصلاة وصيام وزكاة
ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته
وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار..
فيجب على المؤمن في شهر رمضان وغيره وفي رمضان خاصة ان يحفظ لسانه عن الغيبة والنميمة
والوقيعة في أعراض المسلمين لأن ذلك مذهب لأجر الصيام ولا حول ولا قوه الا بالله.
وقال جابر بن عبدالله رضي الله عنه اذا صمت فليصم سمعك
وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك وقار وسكينة ولا تجعل
يوم صومك ويوم فطرك سواء.
فحاول أيها الصائم في هذا الشهر المبارك ان تربي نفسك على طيب الكلام فتحاسب ألفاظك وتؤدب منطقك
وتوزن كلامك لأنك محاسب على كل كلمة تصدر منك سواء أكان ذلك في رمضان أم في غيره يقول تعالى ..
ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد.. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم.
من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة
فلا تظن أيها الصائم أن الصوم هو صوم عن الطعام والشراب والنكاح فحسب مع أن حقيقة الصوم أعلى من هذا وأجل.
فثمة فريق من الصائمين يصوم عن تلك الممنوعات ويفطر على غيرها من المحرمات ولعل من أهم المحرمات
التي تجعل من الصوم عملا لا اعتبار له في ميزان الشرع الغيبة.
وقد أخبر عليه الصلاة والسلام بقوله أتدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال:
ذكرك أخاك بما يكره قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول!
قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهَته..
رواه مسلم.
ومعنى بهته أي: قلت فيه البهتان وهو الباطل.
وذكر الغزالي كلاما مؤداه أن الصائم إذا اغتاب أو شهد زورا
أو قال كذبا أو آذى الناس بكلامه أو فعل نحو ذلك من المناهي الشرعية فإن صيامه غير مقبول ولا ينفعه يوم القيامة.
وأثار هنا سؤالا حاصله: أن من اقتصر على كف شهوة البطن والفرج ولم يتورع عن الغيبة والكذب ونحوهما
فقد قال الفقهاء: صومه صحيح؟
وقد اعتبر القرطبي أن الغيبة وقول الزور سواء من حيث المعنى
فقال في هذا الصدد إن من اغتاب في صومه أو شهد بزور مفطِر حكما ولا فرق بينهما أي: من فعل ذلك
فكأنه لم يصم وليس المعنى أن عليه القضاء ولهذا قال وتمامه وكماله أي الصوم باجتناب المحظورات
وعدم الوقوع في المحرمات.
قال الأوزاعي إن الغيبة تفطر الصائم وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم.
وقال سفيان الثوري: الغيبة تفسد الصوم.
وأفرط ابن حزم فقال: يبطله كل معصية من متعمد لها ذاكر لصومه سواء كانت فعلا أو قولا لعموم قوله صلى الله عليه وسلم ..
فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم .
ولقوله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة
في أن يدع طعامه وشرابه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا
قال بعض الرواة تعني قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته .
قالت وحكيت له إنسانـا فقال ما أحب أني حكيت إنسانـا وإن لي كذا وكذا والحديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله.
فليعلم المغتاب أنه بالغيبة متعرض لسخط الله تعالى ومقته وأن حسناته تنتقل إلى من اغتابه
وإن لم يكن له حسنات نقل إليه من سيئات خصمه فمن استحضر ذلك لم يطلق لسانه بالغيبة .
وينبغي إذا عرضت له الغيبة أن يتفكر في عيوب نفسه ويشتغل بإصلاحها ويستحي أن يعيب .
وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال كانت العرب تخدم بعضها بعضا في الاسفار
وكان مع ابو بكر وعمر رجل يخدمهما فناما فاستيقظا ولم يهئ لهما طعاما .
فقالا ان هذا لنؤووم فأيقظاه فقالا له إئت رسول الله وقولا له ابي بكر وعمر يقرئانك
السلام ويستئدمانك فقال رسول الله انهما قد ائتدما
فقالا يا رسول الله بأي شئ إئتدمنا فقال صلي الله عليه وسلم
بلحم اخيكما والذي نفسي بيدي اني لأري لحمه بين ثناياكم .
فقالا رضي الله عنهما استغفر لنا يا رسول الله فقال صلي الله عليه وسلم
مراه فليستغفر لكما
كلمه بسيطه لا يعيرها احد اي اهتمام نؤوم كثير النوم ولكنها غيبه واكل لحم مسلم.
عباد الله الغيبه تحبط الاعمال والصيام
قال صلي الله عليه وسلم ان الرجل ليؤتي كتابه منشورا يوم القيامه .
فيقول:: يارب اين حسنات كذا وكذا عملتها وليست في صحيفتي ؟
فيقول : لقد محيت باغتيابك الناس .....
يا الله يالها من حسره علي من يغتاب الناس ... اخي والله لولا اني احبك ..ماذكرتك بهذه الخصله الخبيثه
والفعل القبيح فهي مهلكه للاعمال والصيام محبطه للثواب والحسنات.... ماالنار في اليابس
باسرع من الغيبه في الحسنات ..
فاتقو الله عباد الله ... اتقوا الله في انفسكم واخشوا
يوما تتقلب فيه القلوب والابصار ..
جاء رجل الي الحسن البصري فقال له :بلغني انك تغتابني
فقال الحسن ما بلغ قدرك عندي ان احكمك في حسناتي
وقال اخر من السلف الصالح .. لو كنت مغتابا احدا لاغتبت والدي فانهما احق بحسناتي .
قال صلي الله عليه وسلم الغيبه اشد من الزنا قيل كيف يا رسول الله قال
الرجل يزني فيتوب فيتوب الله عليه وان صاحب الغيبه لا يغفر له حتي يغفر له صاحبه ...
ياالله !!!! ياالله ... اللهم سلم سلم ... اللهم احفظ السنتنا من الغيبه وشرها يارب العالمين
وقال صلي الله عليه وسلم الربا نيف وسبعون بابا اهونهن بابا مثل من أتي أمه في الاسلام
ودرهم من الربا اشد من خمس وثلاثين زنيه واربي الربا واخبث الربا انتهاك عرض المسلم وانتهاك حرمته
اما زلت تغتاب الناس وانت صائم !!! اما زلت تغتاب اخيك المسلم ...وانت صائم.
وعن ابن عباس رضي الله عنه ليله اسري بنبي الله نظر في النار فإذا بقوم يأكلون الجيف فقال من هؤلاء ياجبريل :قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس .
وقال صلي الله عليه وسلم لما عرج بي مررت بقوم لهم اظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم .فقلت من هؤلاء يا جبريل : قال هؤلاء الذين الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم ..
وقال صلي الله عليه وسلم يامعشر من اّمن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته وم تتبع الله عورته يفضحه في بيته .
فالغيبه ان يذكر غيره بما يكره وكل ما يفهم به نقصه فهو غيبه وانتهاك حرمه مسلم وهي كبيره
من الكبائر نفر منها الدين تنفيرا شديدا حيث قرناها بأمور تتقزز منها النفوس وتأباها
فقال تعالي **ياأيها الذين اّمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه
فكما يمتنع احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكذلك يجب ان يمتنع ان يأكل لحم اخيه حيا ...
اخي الصائم كف لسانك عن أذي الناس وحافظ علي صيامك
بكفي جوارحك عن حرمات الناس فأنت والله يوم القيامه تحتاج الي حسنه فرب حسنه تدخلك الجنه
ورب سيئه تهوي بك الي نار جهنم والعياذ بالله ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق