سلسله ايمانيه حول صائم بلا أجر :
الدرس الواحد والعشرون : الصيام والكذب:
-------------------------------------------
الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله وترك تناول الشهوات التي يستخفي بتناولها في العادة. والغاية التي شُرع من أجلها الصيام هي تقوى الله جل وعلا قال تعالى يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
واعلم أيها الصائم عن الطعام والشراب والشهوه أنه لا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك الشهوات المباحة في غير حال الصوم إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله في كل حال من الكذب والظلم ونحوه ولهذا
قال النبي صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه .
وفي حديث آخر ليس الصيام من الطعام والشراب وإنما الصيام من اللغو والرفث .
وقال جابر بن عبد الله : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى
الجار وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
الصوم النافع المقبول هو الذي يهذب النفس ويقوى إرادة الخير ويثمر التقوى المذكورة في
قوله تعالى يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.
والواجب على الصائم أن يكف عن كل قول أو فعل يتنافى وصومه
حتى لا يكون حظه من صيامه الجوع والعطش والحرمان
وفي الحديث الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإذا سابه أو قاتله أحد فليقل إني صائم .
وقال عليه الصلاه والسلام: رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع.ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر
فالكذب يضيع ثمرة الصيام وبفسد المقصود من شرعيته ومن أجل ذلك
كان سلف الأمة الصالحون يهتمون بالصوم عن اللغو والحرام كما يهتمون بالصوم عن الشراب والطعام
قال عمر رضي الله عنه ليس الصيام من الشراب والطعام وحده، ولكنه من الكذب والباطل واللغو .
الكذب هو رأس الخطايا وبدايتها وهو من أقصر الطرق إلى الناركما قال النبي صلى الله عليه وسلم وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
فالكذب يؤدي إلى اللعن والطرد من رحمة الله
قال تعالى قتل الخراصون أي لعن الكذابون
وقال إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب
وهو من خصال أهل النفاق كما جاء في صحيح مسلم آية المنافق ثلاث
وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان .
وبالجملة فإن الكذب محرم.. وهو على عدة أقسام منه الكذب على الله ورسوله وهذا متعاطيه مقعده محجوز له في النار، كما في الحديث المتواتر من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومنه الكذب على الناس كي يضحكهم أو يجلب أنظارهم إليه ونحو ذلك ومنه أن يقول رأيت في منامي كذا وهو كاذب وهذا قال عنه
النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل .
والحديث عن الكذب يطول ولم يرخص في شيء منه إلا في مواطن ثلاث:
في الحرب وإصلاح ذات البين
وحديث الرجل إلى امرأته
وحديث المرأة إلى زوجها
كما في زيادة مسلم في حديث أم كلثوم حيث روى عنها أنها قالت ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.
فيا من صمت نهارك وقمت ليلك حذاري حذاري ان تضيع أجرك ..
وتكون صائم بلا أجر كعامل بلا أجر .
نرجو الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من عباده الصادقين فإن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة.
وان يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الاعمال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق