كيف يكون الرضا بقضاء الله:
قال تعالى: (إنا كل شيء خلقناه بقدر).
ومما يدعو المؤمن إلى الرضا بالقضاء تحقيق إيمانه بمعنى قول النبي صلى
الله عليه وسلم لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرا له إن أصابته سراء
شكر كان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر كان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن.
رواه مسلم.
هاتان درجتان للمؤمن بالقضاء والقدر في المصائب:
* الدرجة الأولى: أن يرضى بذلك وهذه درجة عالية رفيعة جدا.
قال الله تعالى: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه.
- قال علقمة: هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضى.
- قال أبو الدرداء: إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به.
- وقال ابن مسعود: إن الله بقسطه وعدله جعل الروح والفرح في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط.
- وقال عمر بن عبد العزيز: أصبحت ومالي سرور إلا في مواضع القضاء والقدر.
- فمن وصل إلى هذه الدرجة كان عيشه كله في نعيم وسرور قال الله تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة.
- قال بعض السلف: الحياة الطيبة: هي الرضا والقناعة.
- وقال عبد الواحد بن زيد: الرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا ومستراح العابدين.
والدرجة الثانية: أن يصبر على البلاء وهذه لمن لم يستطع الرضا بالقضاء
فالرضا فضل مندوب إليه مستحب والصبر واجب على المؤمن حتم وفي الصبر خير
كثير فإن الله أمر به، ووعد عليه جزيل الأجر. قال الله عز وجل إنما يوفى
الصابرون أجرهم بغير حساب.
- الفرق بين الرضا والصبر:
- الصبر: كف النفس وحبسها عن التسخط مع وجود الألم وتمني زوال ذلك وكف الجوارح عن العمل بمقتضى الجزع.
- والرضا: انشراح الصدر وسعته بالقضاء، وترك تمني زوال ذلك المؤلم وإن وجد الإحساس بالألم.
- لكن الرضا يخففه لما يباشر القلب من روح اليقين والمعرفة وإذا قوي الرضا، فقد يزيل الإحساس بالألم بالكلية.
- بعض ما ينافي الرضا بالقضاء والقدر:
1 - الاعتراض على قضاء الله الشرعي الديني.
2 - ترك التوكل على الله.
3 - السخط بما قسم الله.
4 - الحزن على ما فات.
5 - النياحة واللطم وشق الجيوب.
6 - تمني الموت لضر نزل أو بلاء.
7 - عدم الرضا بالمقسوم من الرزق.
8 - الجزع والهلع.
- ثمرات الرضا بالقضاء والقدر:
- الإيمان بالقدر طريق الخلاص من الشرك لأن المؤمن يعتقد أن النافع والضار
والمعز والمذل والرافع والخافض هو الله وحده سبحانه وتعالى.
- الثبات عند مواجهة الأزمات واستقبال مشاق الحياة بقلب ثابت ويقين صادق.
- أنه يهدئ روع المؤمن عند المصائب وعند فوات المكاسب فلا تذهب نفسه عليها
حسرات ولا يلوم نفسه أو يعنفها بل يصبر ويرضى بحكم الله تعالى ويعلم أن
هذا هو عين قضاء الله وقدره.
- أنه يدفع الإنسان إلى العمل والإنتاج والقوة والشهامة فالمجاهد في سبيل الله يمضي في جهاده ولا يهاب الموت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق