أثر المعية فى تحقيق السلام النفسى "
الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذى لم يزل عليا ولم يزل فى علاه سميا قطرة من بحر جوده تملا الارض ريا ونظرة من فيض عطاياه تجعل الكافر وليا الجنة لمن اطاعه ولو كان عبدا حبشيا والنار لمن عصاه ولو كان سيدا قرشيا فقال تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا .
ياواهب الانسان اسباب الهدى ,يامن بحمد العالمين قد تفردا
لى عند بابك دعوة فيها رجا ,احشر احبتى تحت عرشك سجدا
ثم اسقهم من يد الحبيب محمدا , شربة هنيئا ماءا سلسبيلا
ونشهد جميعا ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ونشهد ان محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ادى الامانة وبلغ الرسالة ونصح الامة فكشف الله به الغمة وجاهد فى سبيل ربه حتى آتاه اليقين فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن امته ورسولا عن دعوته ورسالته وارض اللهم عن سائر الصحابة اجمعين واجمعنا بهم فى دار الخلد .
ثم اما بعد
عباد الله
موضوعنا اليوم نحن بحاجة اليه جميعا لاننا خلقنا من اجله الا وهو من كان مع الله كان الله معه فاعيرونى الاسماع والقلوب جيدا لان الموضوع له ثمرة عظيمة وننتائج كثيرة لمن تعلق قلبه بالله .
من تعرف الى الله فى الرخاء تعرف اليه فى الشدة ومن كان مع الله كان الله معه ومن كان الله معه فمن عليه واذا نال العبد محبة الله فماذا فقدت لن تفقد شيئا واذا غاب عنه محبة الله فماذا وجد ؟ لن يجد شيئا .
النتائج والثمار التى تترتب على محبة الله لك لاتعد ولاتحصى منها .
اذا احبك الله القى محبتك فى قلوب الخلق واذا احبك الخلق فهذا رأس مال لايقدر بثمن ان يحبك الناس ان يحبك من حولك واذا احبك الله منحك الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد اؤت خيرا كثيرا ,فالانسان اذا اؤتى الحكمة يسعد بدخل محدود واذا لم يؤت الحكمة يشقى بدخل كثير والانسان اذا اؤتى الحكمة اعطى زوجة من الدرجة العالية واذا لم يؤت الحكمة شقى بزوجة من الدرجة الاولى والانسان اذا اعطى الحكمة هذا دليل على قوة ايمانه واستقامته فاذا اعطاك الله الحكمة اعطاك السكينة وهذه نتيجة الثقة فى النفس والاعتماد على الله وسداد الرأى وصحة الرؤيا.
فهذه السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شئ وتشقى بها ولو ملكت كل شئ فالانسان قد يعطى مالا كثيرا وصحة وجمالا لكنه لايعطى السكينة فهو اشقى الاشقياء لذلك قال ان الله الصحة والذكاء والمال والجميل للكثيرين من خلقه لكنه السكينة بقدر لاصفيائه المؤمنين .
فهى ثمرة السعادة وهى من ثمرة من ثمار محبة الله لك فاذا احبك الله فهذا شئ لايتصور فهو الذى بيده حياتك ومماتك ورزقك وغناك وفقرك وصحتك ومرضك .
لذلك فالانسان اذا عرف الله عرف كل شئ واذا فاتته معرفة الله فاته كل شئ .
من معانى محبة الله لك ان يلهمك الرضا ترضى عن وجودك وترضى عن دخلك فالرضا احد اسباب السعادة فالمؤمن راض بكل ما يكتبه الله له فهو القائل ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر " فان ذكرته اديت واجب العبودية لكن ان ذكرك منحك نعمة الامن والرضا والسكينة والحكمة فهذه النعم لاتعد ولا تحصى .
قد ينجو الانسان من الاف المصائب لكنه خائف وانت من خوف الفقر فى فقر وخوف المرض فى مرض فالبعد عنه مصيبة كبرى اما التعلق به ومعرفته يطمئن قلبك الا بذكر الله تطمئن القلوب .
سكُن النفس وتطمئنُّ، ويهدأ الجسد ويرتاح، حين تسمو الرُّوح وتنعَم بقِسْطٍ وافر من الراحة بعيدًا عن الجسد الماديِّ الذي يأسِر الإنسان ويستهلكه، ويختصره ببُعْدٍ واحد... وحين يأذَن الله للعبد بتمام الهداية والتوفيق، تنهَل الرُّوح من الأنوار الربانية، فتبدأ الفتوحات بالانهمار عليه من كل حدَبٍ وصوب، ويتحوَّل الإنسان من جسدٍ مُستهلَك مُرهَق، ونفسٍ مُستنزَفةٍ مُتعَبةٍ، إلى رُوحٍ منتِجةٍ مُستنيرة نضَّاحة بالعطاء...
لكن... كيف تقطع هذه الرحلة؟ وكيف تصِل إلى هذه النقلة النوعية السامية من الماديِّ إلى الرُّوحيِّ؟ يحدُث هذا بخُطواتٍ عدَّة، ورحلة الألف ميل - كما يُقال - تبدأ عادةً بخطوة واحدة... فابدأها بالخُطوةِ المهمَّة، ألَا وهي الاستعانة، وافتقر إلى الله، مُستشعِرًا معنى العبوديَّة، واسأله العون على عبادته، ثمَّ اسأله الهداية التي لن تتأتَّى إلَّا إذا أحسنتَ الاستعانة والعبادة ابتداءً، والإيمان قبل ذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن:
الله لايريد منا طعاماً فهو يطعمنا الله لايريد منا شراباً فهو يسقينا
الله لايريد منا رزقاً فهو يرزقنا الله لايريد منا مُلكاً فهو مالك الملك
الله لايريد منا إلا التوحيد
نعبده لانشرك به، نقدسه لانجعل له شريكاً، ندعوه بلاوسيط، نتضرع إليه بخشوع وبكاء، نذل هذه النفس الأمارة بالسوء له سبحانه. نؤمن أنه إله وأنه رب وأن له أسماء وصفات نعلم ماأخبرنا بها وما لم يخبرنا لانعلمه ولكن نؤمن به بلا تشبيه ولا تعطيل ولاتكييف. نؤمن برسله عليهم الصلاة والسلام والكتب السماوية والملائكة واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.
عبد الله اذا سألت فسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشئ لن ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك ولو اجتمعت على ان يضروك بشئ لن يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك .
فهذا نبى الله موسى حينما ولد خافت عليه امه لان فرعون كان يقتل الاولاد فاوحى الله اليها ان القيه فى اليم ولا تخافى ولا تحزنى وهنا الوعد من الله انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين فلم يرضع من ثدى اى امراة حتى قالت لهم اخته انا اعرف مرضعة له فارضعته حتى قالت يارب انا اخشى عليه من فرعون ان يقتله فقال لا تخافى فان الذى الذى تخافى منه هو الذى سيربيه .
ولما بلغ اشده هو واخيه هارون اوحى اليهم ان اذهبا الى فرعون فقالا يارب اننا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى فرد عليهم لا تخافا اننى معكما اسمع وارى .
وهذا نبينا الكريم محمد صلوات ربى وتسليماته عليه حينما كان فى الغار ومعه صاحبه سيدنا ابوبكر ورأى سيدنا ابوبكر ان الاعداء لو واحد منهم نظر تحت قدميه لرانا فرد عليه قائلا ياابا بكر ما ظنك بااثنين الله ثالثهما لاتحزن ان الله معنا فانزل الله السكينة على رسوله وعلى سيدنا ابوبكر .
انه اثر المعية طالما انك تذكره فى الرخاء وتعرفه يعرفك ويذكرك فى الشدة وطالما انك تعرفه فى صحتك سيعرفك فى مرضك وطالما انك تعرفه فى شبابك سيعرفك فى هرمك فمن كان مع الله كان الله معه فى كل شئ
اقول قولى هذا واستغفر الله العظيم لى ولكم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل يقص الحق وهو خير الفاصلين ونشهد جميعا ان لا اله الا الله ولى الصالحين ونشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله خاتم الانبياء والمرسلين .
عباد الله
يقول أحد الصالحين: الحمد لله على وجود الله. ليس في الدنيا كلها من هو أحن عليك من الله جل في علاه. ليس في الدنيا كلها من يحب أن تطرق بابه متى شئت، ومهما كانت حالتك النفسية والصحية، حزينا، سعيدا، مريضا تئن من شدة المرض، في قمة عافيتك وصحتك،... ستجد ربا رحيما، ربا مشافيا معافيا لِعِلَّتِك، ساكبا في قلبك وروحك الطمأنينة والسكينة... والله، ما أسعدنا بسماح الله لنا بالمثول بين يديه، بحمده وشكره، ببث شكوانا إليه، بمناجاته، بالبكاء والتضرع والإنكسار بين يديه... والله، أجمل أجمل أجمل... ما يعطى العبد في هذه الدنيا، أن يكون مسلما تقيا ورعا مستقيما على منهج الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
ذكر ابن أبي الدنيا في كتاب المجابين في الدعاء عن الحسن قال : كان رجل من أصحاب النبي ﷺ من الأنصار يكنى أبا معلق ، وكان تاجراً يتجر بمال له ولغيره يضرب به الآفاق، وكان ناسكاً ورعاً، فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاح فقال له: ما معك فإني قاتلك، قال: فما تريد إلا دمي فشأنك والمال، قال: أما المال فلا، ولست أريد إلا دمك، قال: أما إذا أبيت فذرني أصلي أربع ركعات، قال: صل ما بدا لك، فتوضأ ثم صلى أربع ركعات وكان من دعائه في آخر سجدة أن قال: يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالاً لما تريد أسألك بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني يا مغيث أغثني، فإذا هو بفارس أقبل بيده حربة قد وضعها بين أذني فرسه، فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله، ثم أقبل إليه فقال: قم، فقال: من أنت بأبي أنت وأمي فقد أغاثني الله بك اليوم، فقال: أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت بدعائك فسمعت لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة، ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي: دعاء مكروب، فسألت الله أن يوليني قتله. قال الحسن: فمن توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب.
فكونوا مع الله عباد الله تسعدوا فى الدارين الدنيا والاخرة واياكم ان تكونوا مع غيره ستجدوا شقاءا ما بعده شقاءا لان البعد عن الله يجعلك فى ضنك من العيش ويجعل لك قرينا من الجن اما القرب من الله يجعلك سعيدا واعلموا ان مصيرنا اما الى جنة او الى نار فالسعيد من سعد بالقرب من الله والشقى من حرم القرب من الله .
نسأل الله العظيم ان يجعلنا من السعداء فى الدارين
وان يحفظ مصر واهلها وسائر بلاد المسلمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق