الإسلام دين العلم
الوقفة الأولى :- بين يدى الخطبة وموقف الشرع من العلم
الوقفة الثانية : - العلم ضرورة شرعية ووطنية
الوقفة الثالثة :- نصائح ووصايا ونماذج مشرفة من تاريخنا.
الحمد لله له الحمد في الأولى والآخرة، أحمده وأشكره على نعمه الباطنة والظاهرة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، هدى بإذن ربه القلوب الحائرة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه نجوم الدجى والبدور السافرة، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين....
أما بعد
عباد الله الإسلام دين العلم وكان بحقٍّ مشْعَل نهضة الأمة عبر التاريخ، ومُحَرِّك هِمَمها إلى السبق والرِّيادة والتميز في كل مجالات الحياة
والعلم الذي دعا إليه الإسلام ليس علم الفقه أو اللغة أو الحديث أو السيرة فقط , وإنما هو العلم بمعناه الشامل الواسع فحينما مدح الله تعالي داود وسليمان في القران قال: \" لَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) سورة النمل , فكان هذا العلم هو علم " منطق الطير" وعلم (صناعة الحديد ).
عباد الله / لقد جاء النبى صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام ، والأمم غارقة في ظلام الجهل ، فكان أول ما أنزل على رسول صلى الله عليه وسلم : ((اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * آقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم *علم الإنسان مالم يعلم) سورة العلق 0فكانت أول إضاءة في هذا الظلام الحالك ، ثم توالت إثرها الآيات المؤذنة بأن هذا الدين دين علم ،فهو يدعو أهلة إلى العلم ، وينفرهم من الجهل ، فتحولت الأمة الأمية إلى أمة علم ونور ،
والعلم: لغة: نقيض الجهل، وهو: إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكاً جازماً.
والعلم من الأمور التي لا تقوم الدولة إلاّ بها ، ولا يوجد تاريخ أو حضارة من دونها ، والعلم معروف منذ البشريّة ومنذ بداية خلقها ولكن تتطوّر مع تطوّر الإنسان ، والعلم لا يأتي إلاّ بعد جهد وتعب حتّى يمكن الوصول إلى المعرفة الأكيدة ، قال تعالى : ((هو الذي بعث في الأمين رسولا ًمنهم يتلوا عليهم إياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين) سورة الجمعة.
ويقول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط )فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثنى بالملائكة وثلث بأهل العلم وناهيك بهذا شرفا وفضلا وجلاء ونبلا وقال الله تعالى {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} قال ابن عباس رضي الله عنهما للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام
وقال عز وجل {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} وقال تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} وقال تعالى {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} وقال تعالى {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به} تنبيها على أنه اقتدر بقوة العلم
والعلم عباد الله نوع من أنواع جهاد بل من أكبر أنواع الجهاد وهو الجهاد بالحجة والدليل والبرهان فان الجهاد على نوعين جهاد باليد واللسان وجهاد بالحجة والبرهان والدليل الله عز وجل جعل تعليم العلم جهاداً كبيراً قال تعالى (وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ( اى بالعلم
ولم يأمر الله -تعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالاستزادة من شيء إلا من العلم، فقال له -سبحانه وتعالى-: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً) [طه:114]. وما ذاك إلا لما للعلم من أثر في حياة البشر، فأهل العلم هم الأحياء، وسائر الناس أموات.
العِلْمُ يَجْلُو الْعَمَى عَنْ قَلْبِ صَاحِبِهِ *** كَمَا يُجلِّي سوادَ الظُّلْمَةِ القَمَرُ
فَلولا العِلْمُ ما سَعِدَتْ نُفُوسٌ *** ولا عُرِفَ الحَلالُ ولا الحَرامُ
فَبِالْعِلْمِ النَّجاةُ مِن المخَازِي *** وبِالجَهْلِ المذَلَّةُ والرّغامُ
والعلم وطلبه هو أحد دروب وطرق الجنة فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظً وافر" رواه احمد وأبو داود والترمذي، وأصله في الصحيحين.
ومن سلك طريقاً يظنه الطريق الموصل إلى الله -تعالى- بدون علم فقد سلك عسيراً، ورام مستحيلاً، فلا طريق إلى معرفة الله -سبحانه وتعالى- والوصول إلى رضوانه إلا بالعلم
فالعلم شرف لا قدر له، ولا يجهل قدر العلم وفضله إلا الجاهلون،
قال عبد الملك بن مروان لبنيه: "يا بَنيَّ, تعلَّمُوا العلم؛ فإن كنتم سادةً فُقْتُمْ، وإن كنتم وسَطاً سُدْتُم، وإنْ كُنتُم سُوقَةً عِشتُم".
فَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً *** تَجَرَّعَ ذُلَّ الجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ
ومَنْ فاتَهُ التَّعْليمُ حالَ شَبابِهِ *** فَكَبِّرْ عليْهِ أرْبَعاً لوَفاتِهِ
عباد الله: بالعلم تُبنى الأمجاد، وتُشَيَّدُ الحضارات، وتَسُود الشعوب، وتبنى الممالك، بل لا يستطيع المسلم أن يحقق العبودية الخالصة لله -تعالى- على وَفق شرعه، فضلاً عن أن يبني نفسه كما أراد الله -سبحانه- أو يقدم لمجتمعه خيراً، أو لأمته عزاً ومجداً ونصراً، إلا بالعلم.
ولبيان قدر ومكانة العلم والعلماء جعل النبى صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة رفع العلم وموت العلماء، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل، ويشرب الخمر، ويظهر الزنا"؛ متفق عليه
فحقيق بكل مسلم أن يحرص على طلب العلم؛ علماً، وتعليماً، وتطبيقاً.
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (إن العلم يرفع الله به قوماً فيجعلهم قادة أئمة تقتفى آثارهم، ويُقتدى بأفعالهم)
ولقد استجاب المسلمون الأوائل لهذه الدعوة الكريمة فسلكوا كل سبيل موصل إلي العلم حتى أنهم في فتوحاتهم كانوا إذا نزلوا بلداً أقاموا به حلقات العلم, وأنشأوا المدارس يفقهون الناس في أمور دينهم ودنياهم, وكلما ازدادت الفتوحات الإسلامية زادت الرغبة من سكان البلاد المفتوحة في تعلم اللغة العربية وبذلك زاد علماء الإسلام وزادت تخصصاتهم في كافة العلوم والفنون ولم يقتصر نبوغهم علي فن دون سواه.
ففي الكيمياء وجدنا نبغاء من أمثال: جابر بن حيان الذي أرسي قواعد وبحوث تعتبر الأولي من نوعها في هذا العلم, وهناك كذلك عز الدين الجلدكي صاحب قانون تفاعل المواد وأبو القاسم المجريطي الذي قاد أكبر حركة كيمائية في الأندلس في القرن التاسع الميلادي .
وهناك في الطب نجد الرازي, الطبيب المسلم الذي نجد الآن أجمل أبنية جامعة\" برنستون\" الأمريكية تحمل اسمه, بل وتحتل صورته الكبيرة مكان الصدارة في كنيستها, ذلك الرجل الذي وضع في الطب حوالي 229 كتابا وترجمت كتبه إلي معظم اللغات , وهناك ابن سينا الذي اكتشف الدورة الدموية في الإنسان قبل\" وليم ها رفي \" بستمائة سنة, وكذا العالم الطبيب والفقيه ابن رشد الذي ألف \" الكليات\" في الطب كما آلف \" بداية المجتهد\" في الفقه المقارن .
ولكن عباد الله سرعان ما انتبه أعداء الامة الى هذا الباب (فضل العلم) واهملت الامة قدره أيضا فتبدل الحال وتغير واصيبت الامة بالامراض الفتاكة الا من رحم الله فداء الامة ومرضها العضال هو الجهل ولذلك سعى أعداء الامة الى اضعاف الامة علمياً لانهم يعلمون أن الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به
والحق نقول أن العدو الأول للامة ليس الغرب ولا اليهود ولا الشيوعية ولا ولا ، بل العدو الأول هو للامة هو الجهل
وما فشا الجهل في أمة من الأمم إلا قوَّض أركانها، وصدَّع بنيانها، وأوقعها في الرذائل والمتاهات المهلكة.
وَإِنَّ كَبِيرَ القَوْمِ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ *** صَغِيرٌ إِذا التَفَّتْ عَليْهِ المحَافِلُ
عباد الله مع بداية العام الدراسى الجديد ما أحوجنا وما أحوج مجتمعاتنا وما أحوج بلادنا وما أحوج أمتنا الى معلم أمين بارع في مادته ونقول لهم بكل حب وتقدير لقد حملتم أمانة تعليم الجاهل وتربية السفيه، سيأتيكم أقوام وفئام، يأتيكم الجاهل بجهله، والسفيه بسفهه، فاصبروا رحمكم الله وصابروا واغرسوا بأيديكم بذوراً قريباً يكون ثمارها، وقريباً يكون حصادها
عباد الله مع بداية العام الدراسى الجديد ما أحوجنا وما أحوج مجتمعاتنا وما أحوج بلادنا وما أحوج أمتنا الى ولى أمر أمين يعلم مسؤليته ونقول لهم في حب وتقدير اغرسوا في قلوب أبنائكم وبناتكم حب العلم والعلماء، اغرسوا في قلوب أبنائكم وبناتكم إجلال المعلمين والمعلمات وتوقيرهم وإحترامهم طلباً لمرضات الله سبحانه وتعالى، علموهم الأدب قبل أن يجلسوا في مجالس العلم والطلب.
عباد الله مع بداية العام الدراسى الجديد ما أحوجنا وما أحوج مجتمعاتنا وما أحوج بلادنا وما أحوج أمتنا الى طالب علم مهذب صاحب همة ورغبة
فوالله ما اختلَّتْ موازينُ الأمة، وفسد أبناؤها -يا عباد الله- إلا حينما ضاع الأبناء بين أبٍ مفرط لا يعلم عن حال أبنائه، ولا في أيِّ مرحلة يدرسون، ولا مع مَن يذهبون ويجالسون، ولا عن مستواهم التحصيلي في الدراسة، وبين مدرس خان الأمانة، وتهاون في واجبه، ولم يدرك مسؤوليته.
وهذا الاطلاق ليس عاماً فهناك معلمون أتقياء انقياء جنود مجهولة نشكر لهم جهدهم وندعو لهم بالثبات والسداد
فالى المعلم والمربى الفاضل والمعلمة والمربية الفاضلة أسوق تلك اللطائف
قال كعب (رحمه الله): (أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام، أن تَعَلَّم يا موسى الخير وعَلِّمه الناس، فإني منّور لمعلم الخير ومتعلمه قبورهم حتى لا يستوحشوا بمكانهم)
جاء في طبقات الشافعيّة ( ٢/ ١٣٤) للسبكي: أنَّ الرّبيع بن سليمان كان بطيء الفهم، كرّر عليه الإمام الشافعي مسألةً واحدة ٤٠ مرة، فلم يفهم الرّبيع وقام من المجلس حياءًاً.
فدعاه الشافعي في خلوةٍ وكرّر عليه حتى فَهِم، وقال: "ياربيع، لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك إياه"!!
والى ولى الامر نسوق تلك النماذج في التوجيه والنصح انظروا الى حال أم النبراس والقبس الإمام مالك بن أنس رحمة الله عليه وعليها، لما أرد أن يطلب العلم ألبسته أحسن الثياب ثم أدنته إليها، أدنته تلك المرأة الصالحة، ومسحت على رأسه، وقالت: يا بنيّ أذهب إلى مجالس ربيعة، وأجلس في مجلسه، وخذ من أدبه ووقاره وحشمته قبل أن تأخذ من علمه. علمته قبل أن يجلس في مجلس الدرس والطلب.
وهذا رب العزة والجلال يخاطب حبيبه وكليمه موسى صلوات الله وسلامه عليه فيقول: اخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني [طه:13-14].
علمه سبحانه الأدب: اخلع نعليك علمه أدب الحديث: فاستمع لما يوحى ثم أوحى إليه بالتوحيد والشريعة: إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري.
الأدب ثم الأدب قبل أن يجلس الإنسان في مجالس العلم والطلب، يتعلم للعلم الوقار، يتعلم له الحشمة والقرار.
أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم
............... الخطبة الثانية ............. الحمد لله .............. أما بعد
عباد الله : لا زلنا مع دور ولى الامر وغرسه في ابناءه قيمة العلم ومكانة المعلم هذه أم سفيان الثوري رحمة الله عليه وعليها، يا لها من أم صالحة، توفي أبوه وكان صغير السن حدثا، فنشأ يتيماً لا أب له، ولكن الله رزقه أماً صالحة كانت عوضاً له عن أبيه، أم وأي أم هذه الأم الصالحة، لما توفي زوجها تفكر سفيان رحمه الله في حاله وحال إخوانه وحال أمه فأراد أن يطلب العيش والرزق، وينصرف عن طلب العلم، فقالت له تلك الأم الصالحة مقالة عظيمة مباركة قالت له: أي بني اطلب العلم أكفك بمغزلي، فانطلقت الأم تغزل صوفها وتكافح في حياتها حتى أصبح سفيان علماً من أعلام المسلمين، إماماً من أئمة الشريعة والدين.
وكل ذلك في ميزان حسنات هذه المرأة الصالحة أعظم الله ثوابها عن المسلمين.
والى كل طالب وطالبة نقول لهم كونوا ذا همة وعزيمة فرفعتكم بعلمكم ورفعة قومكم وامتكم بعلمكم فكونوا على قدر الحاجة اشحذوا الهمم
قال أبو تمام مخاطباً نفسه :
ذريني أنالُ ما لا يُنال من العُلى فصَعْبُ العلى في الصعب والسَّهْلُ في السَّهل
تريدين إدراك المعالي رخيـصة ولا بد دون الشهد من إبَر النحـــل (الشَّهد هو العسل )
أخلصوا نياتكم ،اغتنوا اوقاتكم ، احترموا معلمكم ، اجتهدوا في التحصيل والاطلاع والمتابعة واستغلوا شبابكم، احسنوا اختيار الصاحب والرفيق ،لا تنساقوا ولا تنشغلوا بالخلافات والاحداث التي لا تعنيكم فتنسلخوا عن مهمتكم ودوركم الى دور ليس لكم ، وكن صبورا على التعلم وعلى المعلم حتى تنتزع منه الفوائد
فموسى عليه السلام لما صحب الخضر لم يصبر عليه ، ففي المرة الأولى ركب السفينة فخرقها الخضر فقال له موسى : ﴿ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ( 71 ) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ [ الكهف : 71 ] . إن الأصل هنا هو الصبر ، وفي المرة الثانية سأل فكرر عليه الجواب ، فقال الخَضِر لموسى : ﴿ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ ﴾ [ الكهف : 75 ] في هذا الأسلوب تخويف وغلظة ﴿ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ﴾ [ الكهف : 75 ] ، ثم فارق الكليمُ الخَضِرَ بسبب عدم الصبر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى ، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا »( [أخرجه البخاري] ) .
فهذا الأصل العام ، وهو أن الطالب مع المعلم يكون صبورًا ولا يستعجل عليه في مسائل لا يحسنها الطالب
عباد الله /// من ها هنا بحر الشريعة قد جرى ......... والعلم من تلك الرحاب تفجّرا
عمّت مكارمه الأنام فغيثه ......... في كل واد بالعوارف أمطر
فجناب هذا الحبر أصبح موردا ......... عذبا لقصاد العلوم ومصدرا
حامى حمى الشرع الشريف وأهله ......... وإمام أهل الإجتهاد بلا مرا
فلذا دعى قاضى الشريعة دونهم ......... لما سما بعلومه هام الذرا
من قاسه بسواه أخطأ مدحه ......... أين الثريا في العلوم من الثرى
علم فكل معرف بالفضل قد ......... امسى أمام الشافعي منكرا
هو كعبة المدد المديد فمن يرد ......... كرما فهذا الحبر أكرم من ترى
إنه الأزهر كعبة العلم والعلماء مشكاة الوسطية والاعتدال قلعة الدين الحصينة ظل شامخا على مر العصور والأزمان يؤدي دوره، بفضل الله تعالى وسطية منهجه وحكمة وحلم ورحابة صدر علمائه وهو جامع وجامعة يعد ثانى اقدم جامعة في العالم زاد عمره عن الف ومائة عام
وان من أشرف العلوم وأزكاها وأحبها إلى الله جل وعلا علوم الدين، وأشرفها علم العقيدة والإيمان ثم علم الشرائع والأحكام، وهذا النوع من العلم لن تجده الا في الازهر ومحاريبه فجدوا واحتسبوا ولا تغتروا بكلام كل ناعق حسود او جاهل، فان أوطانكم وبلادكم تنتظر منكم خيراً كثيراً، وما ذلك على الله بعزيز: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم.
فإن أمتنا بحاجة الى علماء يقومون على ثغور الدين، وأيضا بحاجة الى علماء يقومون على ثغور الدنيا، ننتظر الطبيب بطبه، والمهندس بهندسته، وكل عالم ينفع الأمة بعلمه، ننتظر الخير الكثير، وهذه ثغور نريدهم ولسان حالهم
لسْنا وإن كرُمَت أوائِلُنا * * * يوماً على الأحْساب نتّكلُ
نبْني كما كانت أوائلُنا * * * تبني ونفعلُ مثل ما فعَلوا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق