السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ، وبعد ،
هذا هو الدرس الخامس من دروس الفقه ، وما زال الحديث عن بعض المصطلحات الفقهية التي يستخدمها الفقهاء كثيرا عند الكلام عن الفقه ،،
وقد مر معنا الكلام عن معني الفرض والواجب والي كم قسم قسمه العلماء ،
واليوم بعد توفيق من الله وحده نتكلم عن باقي المصطلحات ،
ونتكلم اليوم عن مصطلح ، ( السنة ) و( المندوب او المستحب ) و( المكروه ) ؟؟
اما عن مصطلح السنة ؟
فالسنة لغة تطلق على الطريقة المسلوكة، أو المتبعة، سواء كانت حسنة أو سيئة، وإذا أطلقت من غير تقييد فيراد بها الحسنة. وكذلك تطلق لغة على العرف والعادة والشريعة.
أما السنة في الاصطلاح فيعرفها أهل الحديث بأنها: كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة.؟
تنقسم السنة بهذا الاعتبار إلى أربعة أنواع : قولية :، وفعلية ، وتقريرية ، ووصفية ، وذلك على النحو التالي :
أ - السنة القولية :
وهي كلام صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من لفظه ، مثل حديث : [ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ] ، وحديث ، [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ] ، وحديث [ الدين النصيحة ] وحديث [ بني الإسلام على خمس ] .
ومن السنة القولية الحديث القدسي ، وهو ما أسنده الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه عز وجل ، ومثاله : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى : [ أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ] .
ب - السنة الفعلية :
وهي تشمل جميع ما نقل إلينا من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في كل أحواله ، ومن أمثلة ذلك :
- حديث عائشة رضي الله عنها في تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالصيام : " كان يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم " .
- حديث حذيفة رضي الله عنه : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك "
- حديث ابن عمر رضي الله عنهما : [ كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين المغرب والعشاء إذا جدّ به السير ] .
- وقد أمرنا الله عز وجل بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباعه في جميع أحواله : في السلم والحرب ، والسفر والإقامة ، وفي معاملة الأزواج ، والأولاد ، والأصحاب ، وفي الرحمة بالضعيف ، وفي العدل في الحكم ، وفي الشورى ، وفي رد الحقوق لأصحابها ، وفي موالاة المؤمنين والبراء من الكافرين ، والرغبة في هداية الآخرين وحب الخير لهم ، وبذل المعروف وكف الأذى ، وكفالة اليتيم وسد حاجة الأرمل ، وغير ذلك من خصاله الكريمة وأفعاله السامية النبيلة ، قال تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا " ( الأحزاب : 21) . وقد أدى النبي صلى الله عليه وسلم الشعائر الإسلامية ، وأمرنا أن نلتزم هديه ونحذو حذوه ، فقال في شأن الصلاة : [ صلوا كما رأيتموني أصلي ] وقل في شأن الحج : [ خذوا عني مناسككم ] ، ومن السنن الفعلية التي يغفل عنها كثير من الناس عمل القلب من محبة الله وأوليائه ، وخشية الله ، ورجاء ثوابه ، وترك الكبر والجبن والشح والهلع ..
ج - السنة التقريرية :
وهي أن يحدث أمر أو يقال قول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم في حضرته ومشاهدته أو في غيبته ثم ينقل إليه فيقره النبي صلى الله عليه وسلم إما بالسكوت وعدم الإنكار أو بالموافقة والاستحسان ، ومن ذلك :
- حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لنا لما رجع من الأحزاب : [ لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فأدرك بعضهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم : " لا نصلي حتى نأتيا " ، وقال بعضهم : " بل نصلي ، لم يرد منا ذلك " فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحدًا منهم ] .
- حديث أنس رضي الله عنه : [ كان يلبي الملبي لا ينكر عليه ، ويكبر المكبر فلا ينكر عليه ] .
- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه خرج رجلان في سفر وليس معهما ماء فحضرت الصلاة فتيمما صعيدًا طيباً ، فصليا ثم وجدا الماء في الوقت ، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولوم يعد الآخر ، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له ، فقال للذي لم يعد : [ أصبت السنة ] ، وقال للآخر : [ لك الأجر مرتين ] .
د - السنة الوصفية :
وهي نوعان :
الصفات الخُلُقيّة : وهي ما جبله الله عليه من الأخلاق الحميدة وما فطره عليه من الشمائل العالية المجيدة ، وما حباه به من الشيم النبيلة ، ومن ذلك :
- حديث ابن عباس رضي الله عنهما : [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان ، حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة "
- حديث عائشة في وصف أخلاقه صلى الله عليه وسلم حيث قالت : [ كان خُلُقه القرآن ] .
- حديث أنس رضي الله عنه قال : [ خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط ، ولا لشيء صنعته : لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته لم تركته ؟ " .
الصفات الخِلقية : وهي تشمل هيأته التي خلقه الله عليها وأوصافه الجسمية من ذلك : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا وأحسنهم خلقاً ليس بالطويل البائن ولا بالقصير " .
- حديث أم معبد بعد أم مر عليها النبي صلى الله عليه وسلم في طريق هجرته المباركة ، فوصفته لزوجها قائلة : [ رأيت رجلاً ظاهر الوضاءه حسن الخلق ، مليح الوجه ، قسيم ، وسيم ، إذا صمت فعليه الوقار ، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء ] .
بهذا نكون قد تعرفنا على أقسام السنة من حيث صدورها عن النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وفعلاً وتقريرًا وصفة ، وهي محفوظة مدونة في أمهات كتب السنة ومصادر السيرة النبوية الشريفة .
وللحديث باقية ان شاء الله تعالي ان قدر الله لنا البقاء واللقاء ،،
المصادر ،، كتب اصول الفقه المختلفة ،
مثل كتاب اصول الفقه للشيخ عبد الوهاب خلاف رحمه الله ، وكتاب اصول الفقه للشيخ عبد الكريم زيدان ،،
وعذرا لطول الدرس ،
والحمد لله رب العالمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق