نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ....
وصف القرآن الناصية بأنها كاذبة خاطئة كما قال تعالى:نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ....
والناصية لا تنطق فكيف يسند إليها الكذب ؟ ولا تجترح الخطايا فكيف تسند إليها الخطيئة؟
إن الإنسان إذا أراد أن يكذب فإن القرار يتخذ في الفص الجبهي للمخ الذي هو
جبهة الإنسان وناصيته، وإذا أراد الخطيئة فإن القرار كذلك يتخذ في
الناصية.
وبدراسة التركيب التشريحي
لمنطقة أعلى الجبهة وجد أنها تتكون من أحد عظام الجمجمة المسمى العظم
الجبهي، ويقوم هذا العظم بحماية أحد فصوص المخ والمسمى الفص الأمامي أو
الفص الجبهي، وهو يحتوي على عدة مراكز عصبية تختلف فيما بينها من حيث
الموقع والوظيفة.وتمثل القشرة الأمامية الجبهية الجزء الأكبر من الفص
الجبهي للمخ، وترتبط وظيفة القشرة الأمامية الجبهية بتكوين شخصية الفرد،
وتعتبر مركزاً علوياً من مراكز التركيز والتفكير والذاكرة، وتؤدي دوراً
منتظماً لعمق إحساس الفرد بالمشاعر، ولها تأثير في تحديد المبادأة
والتمييز.
وتقع القشرة مباشرة خلف الجبهة أي أنها تختفي في عمق
الناصية، وبذلك تكون القشرة الأمامية الجبهية هي الموجه لبعض تصرفات
الإنسان التي تنم عن شخصيته مثل الصدق والكذب والصواب والخطأ... الخ، وهي
التي تميز بين هذه الصفات وبعضها البعض وهي التي تحث الإنسان على المبادأة
سواءً بالخير أو بالشر.
إن المعلومات التي نعرفها عن وظيفة المخ لم
تذكر طوال التاريخ ولا نجد في كتب الطب عنها شيئاً، فلو جئنا بكتب الطب
كلها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده بقرون لن نجد ذكراً لوظيفة
الفص الجبهي الأمامي (الناصية) ولن نجد له بياناً، ولم يأت الحديث عنه إلا
في هذا الكتاب (القرآن الكريم)، مما يدل على أن هذا من علم الله جل وعلا
الذي أحاط بكل شئ علماً، ويشهد بأن محمداً رسول الله.
• ولقد كانت
بداية معرفة الناس بوظيفة الفص الأمامي الجبهي في عام 1842م، حين أصيب أحد
عمال السكك الحديد في أمريكا بقضيب اخترق جبهته، فأثر ذلك في سلوكه ولم يضر
بقية وظائف الجسم، فبدأت معرفة الأطباء بوظيفة الفص الجبهي للمخ، وعلاقته
بسلوك الإنسان.
• وكان الأطباء يعتقدون قبل ذلك أن هذا الجزء من المخ
الإنساني منطقة صامته لا وظيفة لها. فمن أعلم محمد صلى الله عليه وسلم بأن
هذا الجزء من المخ (الناصية) هو مركز القيادة للإنسان والدواب وأنه مصدر
الكذب والخطيئة.
• لقد أضطر أكابر المفسرين إلى تأويل النص الظاهر بين
أيديهم لعدم إحاطتهم علماً بهذا السر حتى يصونوا القرآن من تكذيب البشر
الجاهلين بهذه الحقيقة طوال العصور الماضية. بينما نرى الأمر في غاية
الوضوح في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في أن الناصية هي مركز
القيادة والتوجيه في الإنسان والدواب.
فمن أخبر محمد صلى الله عليه وسلم من بين كل أمم الأرض بهذا السر وبهذا الحقيقة؟!
إنه العلم الإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو شهادة من الله بأن القرآن من عنده، لأنه نزل بعلمه سبحانه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق