Our Blog

سلسله صحابه رسول الله : عثمان بن عفـان ( ذو النورين )





 سلسله صحـــــــــــــــابه رسول الله :

 عثمـــــــان بن عفــــــــان ( ذو النورين )  


نسب عثمان بن عفان رضي الله عنه:
هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن لؤي بن غالب بن فهر العدوي القرشي.
أمـــــــه:
أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس وأمهـــــا: أم حكيم بنت عبد المطلب بن هاشم وهي البيضاء توأمة عبد الله بن عبد المطلب فهي عمة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأم أم حكيم: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم وهي جدة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقب عثمان بن عفان
لقب عثمان بن عفان رضي الله عنه بذي النورين والمراد بالنورين ابنتا النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما حيث زوجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنته رقية وحين توفيت زوجه ابنته الثانية أم كلثوم رضي الله عنهما وفي ذلك يقول عبد الله بن عمر بن أبان الجعفي: قال لي خالي حسين الجعفي: يا بني أتدري لما سمي عثمان ذا النورين؟ قلت: لا أدري. قال: لم يجمع بين ابنتي نبي منذ خلِق آدم إلى أن تقوم الساعة غير عثمان بن عفان فلذلك سمي ذا النورين.
كنية عثمان بن عفان
كان يكنى في الجاهلية أبا عمرو فلما ولد له من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبد الله واكتنى به فكناه المسلمون أبا عبد الله.
مولده ولد في مكة بعد عام الفيل بست سنين على الصحيح.
صفة عثمان بن عفان الخلقية
كان رضي الله عنه رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل رقيق البشرة كث اللحية عظيمها عظيم الكراديس عظيم ما بين المنكبين كثير شعر الرأس يصفر لحيته أضلع أروح الرجلين أقني خدل الساقين طويل الذراعين شعره قد كسا ذراعيه جعد الشعر أحسن الناس ثغرا جمته أسفل من أذنيه حسن الوجه والراجح أنه أبيض اللون وقد قيل أسمر اللون.
زوجات عثمان بن عفان
تزوج عثمان رضي الله عنه ثماني زوجات كلهن بعد الإسلام وهن: رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أنجبت له عبد الله بن عثمان ثم تزوج أم كلثوم بنت رسول الله بعد وفاة رقية وتزوج فاختة بنت غزوان وهي أخت الأمير عتبة بن غزوان وأنجبت له عبد الله الأصغر وتزوج أم عمرو بنت جندب الأزدية وقد أنجبت له عمرا وخالدا وأبان وعمر ومريم وتزوج فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية وأنجبت له الوليد وسعيد وأم سعد وتزوج أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية وأنجبت له عبد الملك وتزوج رملة بنت شيبة بن ربيعة الأموية وأنجبت له عائشة وأم أبان وأم عمرو وقد أسلمت رملة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوج نائلة بنت الفَرافصة الكلبية وكانت على النصرانية وقد أسلمت قبل أن يدخل بها وحسن إسلامها.
أبناء عثمان بن عفان:
كانوا تسعة أبناء من الذكور من خمس زوجات وهم:

- عبد الله: ولد قبل الهجرة بعامين وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أوائل أيام الحياة في المدينة نقره الديك في وجهه قرب عينه وأخذ مكان نقر الديك يتسع حتى مات في السنة الرابعة للهجرة وكان عمره ست سنوات.
- وعبد الله الأصغر: أمه فاختة بنت غزوان.
– وعمرو: وأمه أم عمرو بنت جندب وقد روى عن أبيه وعن أسامة بن زيد وروى عنه علي بن الحسين وسعيد بن المسيب وأبو الزناد وهو قليل الحديث وتزوج رملة بنت معاوية بن أبي سفيان توفي سنة ثمانين للهجرة.
- وخالد: وأمه أم عمرو بنت جندب.
- وأبان: وأمه أم عمرو بنت جندب كان إماما في الفقه يكنى أبا سعيد تولى إمرة المدينة سبع سنين في عهد الملك بن مروان سمع أباه وزيد بن ثابت له أحاديث قليلة.
- وعمر: وأمه أم عمرو بنت جندب.
- والوليد: وأمه فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة المخزومية.
- وسعيد: وأمه فاطمة بنت الوليد المخزومية تولى أمر خراسان عام ستة وخمسين أيام معاوية بن أبي سفيان.
- وعبد الملك: وأمه أم البنين بنت عينية بن حصن ومات صغيرا.
وأما بناته فهن سبع من خمس نساء منهن: مريم: وأمها أم عمرو بنت جندب وأم سعيد: وأمها فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس المخزومية وعائشة: وأمها رملة بنت شيبة بن ربيعة ومريم: وأمها نائلة بنت الفرافصة وأم البنين: وأمها أم ولد....

 زواجه من رقية بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم:


وقصة ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد زوج رقية من عتبة بن أبي لهب وزوج أختها أم كلثوم عتيبة بن أبي لهب فلما نزلت سورة المسد ...تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ. قال لهما أبو لهب وأمهما أم جميل بنت حرب بن أمية فارقا ابنتي محمد. ففارقاهما قبل أن يدخلا بهما كرامة من الله تعالى لهما وهوانا لابني أبي لهب.
وما كاد عثمان بن عفان رضي الله عنه يسمع بخبر طلاق رقية حتى استطار فرحا وبادر فخطبها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منه وزفتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وقد كان عثمان من أبهى قريش طلعة وكانت هي تضاهيه قسامة وصباحة فكان يقال لها حين زفت إليه:أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وزوجها عثمان.
زواجه من أم كلثوم بنت رسول الله
عرفت أم كلثوم رضي الله عنها بكنيتها ولا يعرف لها اسم إلا ما ذكره الحاكم عن مصعب الزبيري أن اسمها (أمية) وهي أكبر سنا من فاطمة رضي الله عنها.
قال سعيد بن المسيب: تأيم عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأيمت حفصة بنت عمر من زوجها فمر عمر بعثمان فقال: هل لك في حفصة؟ وكان عثمان قد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها فلم يجبه وذكر ذلك عمر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل لَكَ فِي خير من ذلِكَ؟ أتزوج حفصة وأزوج عثمان خيرا منهَا: أم كلثوم.

وعن أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها قالت: لما زوج النبي ابنته أم كلثوم قال لأم أيمن: "هَيِّئِي ابْنَتِي أُمَّ كُلْثُومٍ، وَزِفِّيهَا إِلَى عُثْمَانَ، وَاخْفِقِي بَيْنَ يَدَيْهَا بِالدُّفِّ". ففعلت ذلك فجاءها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الثالثة فدخل عليها فقال: يَا بُنَيَّةُ، كَيْفَ وَجَدْتِ بَعْلَكِ؟" قَالَتْ: خَيْرَ بَعْلٍ".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف عند باب المسجد فقال: يَا عُثْمَانَ، هَذَا جِبْرِيلُ أَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِمِثْلِ صَدَاقِ رُقَيَّةَ وَعَلَى مِثْلِ صُحْبَتِهَا. وكان ذلك سنة ثلاث من الهجرة النبوية في ربيع الأول وبنى بها في جمادى الآخرة.
ولما توفيت أم كلثوم رضي الله عنها في شعبان سنة تسع هجرية تأثر عثمان رضي الله عنه، وحزن حزنًا عظيمًا على فراقه لأم كلثوم، ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وهو يسير منكسرًا، وفي وجهه حزن لما أصابه فدنا منه وقال: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا ثَالِثَةٌ لَزَوَجَّنَاكَهَا يَا عُثْمَانُ".

وهذا دليل حب الرسول صلى الله عليه وسلم لعثمان ودليل وفاء عثمان لنبيه وتوقيره وفيه دليل على نفي ما اعتاده الناس من التشاؤم في مثل هذا الموطن فإن قدر الله ماضٍ وأمره نافذ ولا راد لأمره.

كان رضي الله عنه في أيام الجاهلية من أفضل الناس في قومه فهو عريض الجاه ثري شديد الحياء عذب الكلمات فكان قومه يحبونه أشد الحب ويوقرونه لم يسجد في الجاهلية لصنم قط، ولم يقترف فاحشة قط، فلم يشرب خمرا قبل الإسلام، وكان يقول: إنها تذهب العقل والعقل أسمى ما منحه الله للإنسان وعلى الإنسان أن يسمو به لا أن يصارعه.
---------------------------------------------------------------------------
يقول عن نفسه رضي الله عنه: "مَا تَغَنَّيْتُ وَلاَ تَمَنَّيْتُ، وَلاَ مَسَسْتُ ذَكَرِي بِيَمِينِي مُنْذُ بَايَعْتُ بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ في إِسْلاَمٍ، وَلاَ زَنَيْتُ فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلاَ فِي إِسْلاَمٍ".
--------------------------------------------------------------------
وكان رضي الله عنه على علم بمعارف العرب في الجاهلية ومنها: الأنساب والأمثال وأخبار الأيام، وساح في الأرض، فرحل إلى الشام والحبشة، وعاشر أقواما غير العرب، فعرف من أحوالهم وأطوارهم ما ليس يعرفه غيره. واهتم بتجارته التي ورثها عن والده، ونمت ثروته وأصبح يعد من رجالات بني أمية الذين لهم مكانة في قريش، فقد كان المجتمع المكي الجاهلي الذي عاش فيه عثمان يقدر الرجال حسب أموالهم، ويُهاب فيه الرجال حسب أولادهم وإخوتهم وعشيرتهم وقومهم، فنال عثمان مكانة مرموقة في قومه، ومحبة كبيرة.
يروي ابن إسحاق: لما أسلم أبو بكر رضي الله عنه أظهر إسلامه ودعا إلى الله وإلى رسوله وكان أبو بكر رجلاً مؤلفًا لقومه محببًا سهلاً، وكان أنسب قريش وكان رجلاً تاجرًا ذا خُلُق ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر لعلمه وتجارته، وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الله وإلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم بدعائه عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، فانطلقوا ومعهم أبو بكر، حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليهم الإسلام، وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الإسلام وبما وعدهم الله من الكرامة، فآمنوا وأصبحوا مقرين بحق الإسلام، فكان هؤلاء النفر الثمانية -يعني مع علي وزيد بن حارثة الذين سبقوا إلى الإسلام فصلوا وصدقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا بما جاء من عند الله تعالى.
كان عثمان رضي الله عنه قد ناهز الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام ولم يعرف عنه تلكؤًا أو تلعثمًا بل كان سبَّاقًا أجاب على الفور دعوة الصديق، فكان بذلك من السابقين الأولين، فكان بذلك رابع من أسلم من الرجال ولعل هذا السبق إلى الإسلام كان نتيجة لما حدث له عند عودته من الشام، وقد قصه رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل عليه هو وطلحة بن عبيد الله، فعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن وأنبأهما بحقوق الإسلام ووعدهما الكرامة من الله فآمنا وصدقا فقال عثمان: يا رسول الله قدمت حديثًا من الشام فلما كان بين معان والزرقاء، فنحن كالنيام فإذا منادٍ ينادينا: أيها النيام هبُّوا، فإن أحمد قد خرج بمكة. فقدمنا فسمعنا بك".
لا شك أن هذه الحادثة تترك في نفس صاحبها أثرًا عجيبًا لا يستطيع أن يتخلى عنه عندما يرى الحقيقة ماثلة بين عينيه، فمن ذا الذي يسمح بخروج النبي قبل أن يصلي إلى البلد الذي يعيش فيه، حتى إذا نزله ووجد الأحداث والحقائق تنطق كلها بصدق ما سمع به، ثم يتردد في إجابة الدعوة؟ فقد تأمل في هذه الدعوة الجديدة بهدوء كعادته في معالجة الأمور، فوجد أنها دعوة إلى الفضيلة ونبذ الرذيلة، دعوة إلى التوحيد وتحذير من الشرك، دعوة إلى العبادة وترهيب من الغفلة، ودعوة إلى الأخلاق الفاضلة وترهيب من الأخلاق السيئة، ثم نظر إلى قومه فإذا هم يعبدون الأوثان ويأكلون الميتة، ويسيئون الجوار، ويستحلون المحارم، وإذا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم صادق أمين يعرف عنه كل خير ولا يعرف عنه شر قط، فلم تُعهد عليه كذبة، ولم تحسب عليه خيانة.


 بعض فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه:

---------------------------------------------
مع مصابيح الدجي : نحن على موعد مع الأواب التواب مع الحيي الكريم مع التقي العابد النقي الورع إنه التقي النقي الحيي ذو النوري وصاحب الهجرتين والمصلي إلى القبلتين إنه الرجل الذي كان إسلامه غضا وديعا كأنفاس الزهر في فجر الربيع مع أول إشراقة وإطلالة للإسلام، فلم يكد الصديق يهمس في أذن هذا الرجل التقي النقي بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم إلا وينفتح قلبه للإسلام عن آخره ويمضي ليسابق الزمن إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم ليشهد شهادة الحق والصدق بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إنه الرجل الذي لم يقرأ الموتورون والمرجفون والمجرمون تاريخه إلا من آخره فأصابوا تاريخه كله من أوله إلى آخره بالأذى والتشوي مع أن النور أقوى من الظلام ومع أن الفضيلة أقوى من الخطأ ومع أن الإيمان أقوى من الزلل وإن الخطأ مهما يكن شأنه لا يستطيع أن يقهر عظمة الفضيلة أو أن يطفئ نوره أو أن يرد تاريخها وروحها ترابا في تراب! إننا اليوم على موعد مع الشهيد المظلوم إننا على موعد مع عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه
استحياء النبي صلى الله عليه وسلم من عثمان رضي الله عنه:
---------------------------------------------------------- 
تعالوا بنا مباشرة لنستهل حديثنا المبارك عن هذا الرجل التقي النقي الحيي المبارك بقول الحق وشهادة الصدق وقول الفصل من رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق هذا الرجل المظلوم المفترى عليه لتكون هذه الشهادة من أول الطريق إلى آخره بمثابة النور الذي سيبدد لنا كل الشبهات والذي سيدمر لنا كل المؤامرات فهي بمثابة النور الذي من خلاله سنرى عثمان التقي النقي الحيي.
ففي الحديث الذي رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه أو ساقيه فاستأذن أبو بكر فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم وهو على حاله أي وهو كاشف لفخذيه أو ساقيه ودخل الصديق رضي الله عنه فحدث النبي صلى الله عليه وسلم ثم خرج تقول عائشة: فاستأذن عمر فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم وهو على ذلك أي وهو على تلك الحال فدخل عمر بن الخطاب فحدث النبي صلى الله عليه وسلم وخرج ثم استأذن عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه فقبل أن يأذن له النبي صلى الله عليه وسلم جلس وسوى ثيابه واعتدل في جلسته ثم أذن لـ عثمان رضي الله عنه فدخل عثمان بن عفان فحدث النبي صلى الله عليه وسلم فلما خرج عثمان فطنت الذكية التقية النقية الأمر وأرادت أن تسأل عن الخبر فقالت عائشة يا رسول الله! دخل أبو بكر وأنت كاشف عن ساقيك أو فخذيك فحدثك وأنت على هيئتك فلم تهتش له ولم تبال به ودخل عمر فحدثك وأنت على هيئتك فلم تهتش ولم تباله فلما دخل عثمان جلست وسويت ثيابك فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة! ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟! يا خالق عثمان سبحانك أي طراز كان هذا الرجل! عثمان تستحي منه ملائكة الرحيم الرحمن! عثمان ينال هذه الشهاده ويتوج بهذه الكرامة ويوصف بهذه الفضيلة ويحلى بهذا الوسام العالي الغالي الكريم يا عائشة! ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة! يا لها من شهادة! والله! لو لم يخرج عثمان من الدنيا إلا بها لكفته شرفا وفخرا في الدنيا والآخرة...


 بشارة النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بالجنة..

------------------------------------------
في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال توضأت يوما في بيتي وخرجت قائلا لألزمن اليوم رسول الله ولأكونن معه يومي هذا فخرجت أتبع أثره فدخل النبي صلى الله عليه وسلم بئر أريس فتوسط قف البئر وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر يقول أبو موسى فدخلت على رسول الله فسلمت عليه صلى الله عليه وسلم ثم انصرفت وجلست عند الباب وقلت لأكونن اليوم بواب رسول الله -الله أكبر يقول وإذا رجل يحرك الباب فقلت من؟ قال أبو بكر فقال أبو موسى: على رسلك أي: انتظر ودخل أبو موسى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن عليك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائذن له وبشره بالجنة يقول أبو موسى: فجئت أبا بكر فقلت: ادخل ورسول الله يبشرك بالجنة.
فدخل أبو بكر رضي الله عنه فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلست عند الباب وقلت إن يرد الله بفلان خيرا يأت به يقصد أبو موسى أخاه رضي الله عنهما يقول: فإذا إنسان يحرك الباب فقلت: من؟ قال: عمر بن الخطاب فقال أبو موسى: على رسلك وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: عمر بن الخطاب يستأذن عليك يا رسول الله! فقال الحبيب: ائذن له وبشره بالجنة فجئت عمر فقلت: ادخل ورسول الله يبشرك بالجنة ثم جلست عند الباب وقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يعني: أخاه يأت به فإذا إنسان يحرك الباب فقلت: من؟ قال: عثمان بن عفان قلت: على رسلك فذهبت إلى رسول الله وقلت: يا رسول الله! هذا عثمان بن عفان يستأذن عليك يقول أبو موسى كما في بعض الروايات في غير صحيح مسلم: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم هنيهة ثم قال: يا أبا موسى! ائذن له وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه .
بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى .
يقول: فذهبت إلى عثمان وقلت: ادخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة مع بلوى تصيبك فقال عثمان كما في بعض الروايات نصبر وفي بعض الروايات قال: الله المستعان! ودخل عثمان فوجد القف قد امتلأ فجلس مقابلا للنبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما وكشف عن ساقيه ودلاهما كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه.



تبشير عثمان رضي الله عنه بالشهادة:
----------------------------------
وبعد البشارة بالجنة تأتي البشارة بالشهادة لقد بشر عثمان بالشهادة في سبيل الله بعد البشارة بالجنة كما في الحديث الذي رواه البخاري والترمذي وغيرهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحدا أي على جبل أحد وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم الجبل فخاطب النبي الجبل وقال اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان والنبي هو محمد صلى الله عليه وسلم والصديق هو أبو بكر والشهيدان هما: عمر وعثمان رضي الله عنهما.


 شراء عثمان رضي الله عنه لبئر رومة:

-------------------------------------
ولن نخرج في هذا اللقاء عن أوسمة الشرف وشهادات البطولة والفضيلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ عثمان بن عفان ليقف المرجفون وليخرس الموتورون في كل زمان ومكان الذين ما زالوا إلى يومنا هذا على صفحات الجرائد وفي الإذاعات يتهمون عثمان ويظلمون عثمان رضي الله عنه ويتكلمون عنه وعن إخوانه من الصحابة كما يتكلمون عن سفلة الخلق وحطمة الناس!! لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة اشتكى الصحابة رضي الله عنهم أزمة خطيرة اشتكوا أزمة الماء لأنه لم يكن بالمدينة ماء يستعذب غير بئر رومة وكانت ليهودي جشع وقح يبيع ملء القربة بأغلى الأثمان! فاشتكى الفقراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جشع هذا اليهودي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وتمنى النبي صلى الله عليه وسلم أن لو وجد من بين الصحابة من يشتري بئر رومة ويجعل ماءها للمسلمين بغير ثمن ولا حساب وقام النبي صلى الله عليه وسلم يعلن رغبته هذه بين الصحابة كما في الحديث الذي رواه الترمذي بسند حسن قال صلى الله عليه وسلم من يشتري بئر رومة ويجعل دلوه مع دلاء المسلمين وله بها عين في الجنة؟ وفي رواية وله بها خير منها في الجنة؟ ولم تجد الأزمة إلا عثمانها المعطاء رضي الله عنه الذي سمع الدعوة من رسول الله وأن فيها عينا في الجنة! فعلم أنها نعم التجارة وأنها أربح التجارة وينطلق عثمان سريعا إلى هذا اليهودي يريد أن يشتري منه البئر بكاملها فيرفض اليهودي الجشع أن يبيع البئر فساومه عثمان على أن يشتري نصفها فاشترى عثمان نصفها باثني عشر ألف درهم! على أن يكون لليهودي يوم ولـ عثمان يوم آخر وكان المسلمون يستسقون في يوم عثمان ما يكفيهم ليومين فلما رأى اليهودي الغبي أن تجارته قد بارت وأن سوقه قد كسدت ذهب بنفسه إلى عثمان ليعرض عليه النصف الآخر فاشترى عثمان نصفها الآخر بثمانية آلاف درهم ليجعل ماء البئر كله إلى المسلمين بغير ثمن ولا حساب أقصد: بغير ثمن ولا حساب مادي زائل لأن حطام الدنيا ظل زائل ولأن المال عارية مسترجعة وإنما الثمن الأعظم والحساب الأكبر في صحائف عثمان هو يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم
توسعة عثمان رضي الله عنه للمسجد النبوي:
-------------------------------------------
وينظر النبي صلى الله عليه وسلم يوما إلى المسجد فيرى المسجد يضيق بأصحابه ويرى بعضهم لا يجد مكانا للصلاة فينظر النبي صلى الله عليه وسلم ويقول من يزيد في مسجدنا؟! وتجد الدعوة مرة أخرى عثمانها المعطاء وينطلق سريعا لشراء قطعة أرض مجاورة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقدمها كريمة سخية بها نفسه إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام...


 ذهاب عثمان رضي الله عنه لمفاوضة قريش عام الحديبية;

-------------------------------------------------------
وفي العام السادس للهجرة خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للعمرة وسمعت قريش الخبر فاستعدت قريش لقتال النبي عليه الصلاة والسلام وقالت: إنه لن يدخلها علينا عنوة ووصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واستقر النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه عند الحديبية على مشارف مكة وقد ساق الهدي بين يديه ليخبر قريشا أنه ما جاء محاربا ولا مقاتلا ولا غازيا وإنما جاء زائرا ومعظما لبيت الله جل وعلا ولكن قريشا أبت وبعثت قريش رسلها لتحول بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين مكة ولتحذر الرسول صلى الله عليه وسلم بأس قريش وعاد الرسل ليحذروا قريشا بأس محمد وأصحابه، فهذا عروة بن مسعود الثقفي آخر هؤلاء الرسل يرى مكانة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فيرجع إلى قريش قائلا: يا معشر قريش! إني جئت كسرى في ملكه وجئت قيصر في ملكه وجئت النجاشي في ملكه والله! ما رأيت ملكا يعظمه قومه مثل ما رأيت أصحاب محمد يعظمون محمدا! وما رأيت ملكا يحبه قومه مثل ما رأيت أصحاب محمد يحبون محمدا ووالله! إنهم لن يسلموه أبدا فروا رأيكم!! ويرى النبي صلى الله عليه وسلم أن يرسل رسولا من عنده ليقنع قريشا وأشرافها بأنه ما جاء محاربا ولا غازيا ولا مقاتلا وإنما جاء معظما للبيت وزائرا وها هو الهدي قد ساقه بين يديه فمن يختار لهذه المهمة؟ انتدب لهذه المهمة صحابيا جليلا يقال له خراش بن أمية الخزاعي وذهب خراشا لهذه المهمة الخطيرة ولم تكد قريش ترى خراشا رضي الله عنه حتى عقرت ناقته وكادت قريش أن تقتله لولا أن الأحابيش خلصت خراشا من الموت وعاد خراش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليقص عليه ما حدث فاختار النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب لهذه المهمة الكبيرة الخطيرة فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله! إنك تعلم أنه ليس بمكة أحد يمنعني ولقد علمت قريش عداوتي وبغضي لها ولكني سأدلك على رجل أعز مني في قريش .
أتدرون من هو هذا الرجل الذي يصلح وحده للقيام بهذه المهمة الكبيرة؟! إنه عثمان بن عفان رضي الله عنه فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم عثمان رضي الله عنه وكلفه بهذه المهمi ولم يتردد عثمان لحظة ولم يتلعثم برهة وإنما انطلق على الفور لمهمة النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يفكر أيرجع حيا أم يموت شهيدا بمكة! لكنه الامتثال لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضي الله عن عثمان وأرضاه.
وانطلق عثمان إلى أشراف قريش فبلغهم رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن النبي ما جاء غازيا ولا محاربا ولا مقاتلا وإنما جاء لزيارة البيت ولتعظيمه وسمع أشراف قريش من عثمان ونظر عثمان إلى البيت فلما رآه أشراف قريش ينظر إلى البيت قالوا له: إن أردت أن تطوف بالبيت فطف ولا مانع أتدرون ماذا قال عثمان؟! نظر إليهم وقال والله! ما كنت لأطوف به حتى يطوف به رسول الله! إنها التربية.
فاحتبسته قريش وشاع الخبر بأن عثمان قد قتل وهنا قام الصحابة رضي الله عنهم ليبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الموت وهي أعظم بيعة عرفها التاريخ كله! إنها البيعة التي سميت ببيعة الرضوان والتي سجل القرآن ذكرها إلى يوم القيامة فقال ربنا جل وعلا عن هؤلاء الأطهار الأبرار ....لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا .. بل ويثني الله جل وعلا على هؤلاء بقوله ....إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم........فقام الصحابة ليمدوا أيديهم ويبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت بعدما بلغهم خبر مقتل عثمان أتدرون ماذا فعل النبي وماذا قال؟! رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده وقال ..هذه يد عثمان وضرب بها على يده الأخرى... يقول أنس: فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ عثمان خير من أيديهم لأنفسهم.والحديث رواه الإمام الترمذي بسند حسن وله شاهد في صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.هكذا أيها الأحباب! كانت يد النبي صلى الله عليه وسلم مكان يد عثمان رضي الله عنه وأرضاه.......


 بيعة عثمان رضي الله عنه:

-------------------------------
واستمر عثمان على ذلك حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عن عثمان راض واستمر عثمان على ذلك مع أبي بكر حتى توفي وهو عن عثمان راض واستمر عثمان على ذلك حتى طعن الفاروق رضي الله عنه فكان عثمان واحدا من الستة الذين اختارهم عمر رضي الله عنه ليكون من بينهم الخليفة الجديد.
وبعد موت عمر قام الناس جميعا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعون عثمان رضي الله عنه؛ ليصبح عثمان خليفة المسلمين بعد أبي بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا وها هي الأيام تمر والأشهر تجري وراءها وتسحب معها السنين ليقف عثمان بن عفان -ذلكم التقي النقي الحيي ليأخذ البيعة من المسلمين ومن المهاجرين والأنصار أصحاب نبينا المختار صلى الله عليه وسلم.
ويذكر الحافظ ابن كثير أن عثمان استهل عهده المبارك بالكتب إلى الأمراء والولاة وأئمة الصلاة وأمناء بيت المال يأمرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويحثهم على الاتباع وعدم الإحداث والابتداع ورأى عثمان بيت المال مليئا بالخيرات فزاد في عطاء الناس وأمر بأن يقدم الطعام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفة مستمرة دائمة للمتعبدين والمتعلمين وأبناء السبيل.
ولم يكد عثمان يستقر إلا وانتشرت الإشاعات بأن الفوضى قد نشبت في بلاد المسلمين بعد مقتل الخليفة القوي عمر! ولم يجد المسلمون إلا الخليفة الشيخ الذي هو في سن السبعين ليولوه خليفة على المسلمين! ولكن هذا الخليفة الشيخ سرى تحت إهابه شباب التاريخ وقام ليعلم هؤلاء الموتورين أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يقاسون بالسنين والأعمار وأصدر عثمان الأوامر واختار بنفسه قيادة الجيش لتأديب وتقليم أظفار هؤلاء بل ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أمرهم بأن يتجاوز المد الإسلامي هذه البقاع إلى أبعد وأبعد وبالفعل ! مهدت الأرض لهذا المد الإسلامي الجسور وانطلق المد الإسلامي في عهد عثمان كأنه الليل والنهار والخليفة الراشد قابع في المدينة المنورة تأتيه الغنائم والأموال بغير حساب.
ولكن لم تلبث هذه الريح الهادئة الباردة أن تتحول إلى عاصفة شديدة يشد بعضها بعضا وينادي بعضها بعضا لتتحول أخيرا إلى إعصار مدمر قاتل تسقط فيه شراسة المتآمرين والمجرمين إلى الحضيض ويتسامى تسامق الخليفة إلى القمة..




عبد الله بن سبأ اليهودي هو من أثار الفتنة على عثمان:
----------------------------------------------------
نشأت الفتنة على يد اليهودي الخبيث عبد الله بن سبأ المكنى بـ ابن السوداء هذا الرجل الذي دخل في الإسلام في ظروف غامضة! وانتحل الإسلام وادعى حرصه وغيرته الشديدة على قيمه وحدوده وحرماته! وانطلق ابن السوداء إلى المدينة المنورة؛ ليدرس أحوال المدينة في صمت وخبث ودهاء وليتسمع أخبار الأمصار والأقاليم وليرسم خطته بإحكام وإتقان ولما انتهى من رسم الخطة انطلق في الأمصار وفي البلاد لينفث سمومه الكبيرة! ووجدت هذه السموم بعض الآذان الصاغية من الموتورين! وهؤلاء لا يخلو منهم زمان ولا مكان حتى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وانطلق هذا الرجل الخبيث بهذه العبارة الخطيرة وبهذه الفتنة الكبيرة التي بدأها بالطعن في خلافة عثمان رضي الله عنه وأرضاه وقال عبارته الشهيرة إن لكل رسول وصيا وإن عليا وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن عثمان وثب على الأمة وأخذ الحق من صاحبه! هذه هي بداية الفتنة وانطلق في البلاد والأمصار فبدأ بالبصرة ثم ذهب إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم إلى مصر ونجح ابن السوداء في أن يستقطب بعض الموتورين من ضعفاء النفوس وأصحاب أمراض القلوب واتفقوا جميعا تحت هذه المظلة التي تخدع الكثير والكثير في كل زمان ومكان! ومما قال لهم محببا لمنهجهم تظاهروا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انظروا إلى المنهج لتستميلوا الناس إليكم! وابدءوا بالطعن في أمرائكم، وقولوا إن عليا وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن عثمان قد اعتدى عليه وأخذ الحق من صاحبه فانهضوا لتردوا الحق إلى أهله! واتفق هؤلاء على أن يلتقوا جميعا بالمدينة المنورة وخرجوا وقد تظاهروا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأبلغوا الناس أنهم ما خرجوا إلا للقاء عثمان رضي الله عنه وأرضاه ليستعفوا بعض عماله ووصلوا إلى المدينة المنورة في أعداد تقل قليلا عن ثلاثة آلاف رجل، في الوقت الذي كان فيه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في البعوث والغزوات، بل ومنهم من خرج إلى حج بيت الله الحرام.
ولما سمع عثمان الخبر أرسل إليهم رجلين من بني مخزوم من رجاله فوصل الرجلان إلى القوم فعلما حقيقة الأمر وأن القوم ما خرجوا إلا لأمرين: إما لخلع عثمان أو لقتله.
رد عثمان على الشبه التي نقموا عليه بها:
-----------------------------------
وأخبر عثمان بذلك فجمع عثمان الناس في المسجد وقام على المنبر خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وأخبرهم بحقيقة القوم فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار اقتلهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال (من دعا إلى نفسه أو إلى أحد وعلى الناس إمام فعليه لعنة الله واقتلوه>> أتدرون ماذا قال الحيي التقي النقي؟ لقد قال: (كلا بل نعفو ونقبل ونبصرهم بجهلنا ولا نقتل أحدا حتى يرتكب حدا أو يبدي كفرا ثم بدأ عثمان يرد على المسائل التي نقموا عليه فيها ويرد اتهامات القوم ويرد إشاعات الناس لأنهم قالوا: إنه خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه وأتم الصلاة في المزدلفة في الحج وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقصر الصلاة وأبو بكر وعمر فقال عثمان: أما وإني قد أتيت بلدا فيه أهلي فأتممت الصلاة لذلك وهذا اجتهاد منه رضي الله عنه ثم التفت إلى القوم وقال: أكذلك هو؟ قالوا: اللهم نعم.
ثم قال عثمان: وقالوا: بأنني أحميت الحمى أي كثرت أموالي وكثرت المراعي الخاصة بي أما والله لقد وليت عليكم وليس في العرب من هو أكثر مني بعيرا وشاة وأنا اليوم لا أملك بعيرا ولا أملك شاة إلا بعيرين اثنين لحجي أكذلك هو؟ قالوا: اللهم نعم.
قال عثمان: واتهموني بأنني أكثرت العطاء لـ عبد الله بن أبي سرح ووالله! ما أفأت عليه إلا بما أفاء الله عليه من قبل وإلا بما فعله أبو بكر وعمر أكذلك هو؟ قالوا: اللهم نعم.
وقال عثمان: واتهموني بأن القرآن كان صحفا فجعلت القرآن كتابا واحدا ووالله! إن القرآن لكتاب واحد نزل من عند واحد ولم أفعل إلا ما فعله صاحباي أبو بكر وعمر أكذلك هو؟ قالوا: اللهم نعم.
وقال عثمان: واتهموني بأني أحب أهلي وأعطيهم من مال المسلمين أما والله! إن حبي لهم لم يملني معهم على جور وإنما أقمت حقوق الله عليهم وأما عطائي لهم فمن مالي ووالله إنني إلى يومي هذا ما أكلت من مال المسلمين وإنما آكل إلى اليوم من خالص مالي! .
وفند عثمان رضي الله عنه هذه الشبهات وهذه الأقاويل والافتراءات وهذه الادعاءات وهل نصدق أحدا بعد عثمان رضي الله عنه وأرضاه؟!
هدف الخارجين على عثمان رضي الله عنه:
-----------------------------------------
وظن عثمان أن الناس قد انطفأت نار الفتنة في قلوبهم ولكنه نسي أن هؤلاء ما خرجوا لله وما خرجوا للدار الآخرة وما خرجوا ابتغاء مرضاة الله وإنما خرجوا لنار تتأجج في قلوبهم وتشتعل في صدورهم وعاد القوم وقد اتفقوا على أن يعودوا مرة أخرى لحصار المدينة ولو أرادوا الخير لعادوا إلى أوطانهم ولو أرادوا الحق لانشرحت صدورهم بعد هذه الحجج، ولكنهم عادوا وما جاءوا إلا بما عادوا به وما عادوا إلا بما جاءوا به.
واتفقوا على أن يعودوا إلى المدينة مرة أخرى واصطبح أهل المدينة ذات صباح بهؤلاء الثوار الموتورين المسلحين وهم يحاصرون المدينة من كل جانب وينتشرون في شوارعها ولم يراعوا حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حرمة خليفة رسول الله ولا حرمة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل وحاصروا بيت الخليفة ومنعوا عنه زواره ومنعوا عنه الطعام بل ومنعوا عنه الشراب وهو الذي اشترى بئر رومة من خالص ماله رضي الله عنه وأرضاه!
عدم دفاع عثمان عن نفسه وورعه عن إراقة الدماء:
------------------------------------------------
وذهب بعض الصحابة إلى عثمان رضي الله عنه ليعرضوا عليه الأمر في خفية فقالوا: يا خليفة رسول الله! أرسل إلى البلاد أن يبعثوا إليك مددا لقتال هؤلاء أتدرون ماذا قال؟! قال بيقين وثبات عجيبين (ما أحب أن ألقى الله وفي عنقي قطرة دم لامرئ مسلم) يا سبحان الله! فأشاروا عليه مشورة ثانية فقالوا: فلتخرج إلى الشام إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه فإن الأمر في الشام على خير ما يرام.
فقال: (والله! ما كنت بالذي يختار جوارا على جوار رسول الله) فأشاروا عليه أمرا ثالثا أشار به معاوية فقال: أرسل إليك جيشا من الفرسان لحفظ حياتك؟! أتدرون ماذا قال؟! قال (يزاحمون أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار في المدينة؟! .
فقال معاوية: إذا: ستغتال! فقال عثمان (حسبي الله ونعم الوكيل!) الله أكبر!


 مقتل عثمان رضي الله عنه:

---------------------------
وفي الليلة الموعودة أيها الأحباب! يأتيه حبيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه ويقول: يا عثمان! أفطر عندنا غدا كما رواه الإمام الطبري بسند صحيح وذكره الإمام ابن الأثير في (الكامل) واطمأن عثمان وعلم أن الحياة إلى زوال وأن الحياة إلى فناء، فابن الثمانين ماذا يريد بعد ذلك؟! وهو الذي تربى في مدرسة النبوة وهو الذي كان يردد دائما قوله تعالى: واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا . فاطمأن عثمان وعاد إلى كتاب الله الذي خطه بيمينه المباركة فجعل يقرأ ليخالط القرآن روحه وليخالط القرآن دمه كما خالطت آيات القرآن روحه من قبل.
ودخل هؤلاء الموتورون على عثمان من دار أخرى إلى جوار داره فلم يلبث أن رآهم أمام عينيه فلم يتلفت ولم ينتبه! وإنما انكب على كتاب الله يقرأ آيات الله ويرتل قرآن الله جل وعلا فانقض عليه الوقح الغافقي ونظر إلى عثمان وبيده حديدة فضرب عثمان بالحديدة في رأسه! وركل المصحف برجله! فاستدار المصحف وعاد بين يدي عثمان مرة أخرى ويأبى إلا أن يخالط دماءه كما خالط روحه وقلبه! فبالله عليكم! أهؤلاء قوم يريدون الله والدار الآخرة وهم يركلون كتاب الله بأرجلهم! ويدعون أنهم يريدون الله ورسوله؟!! ويأتي التجيبي عليه من الله ما يستحقه بالسيف مخترطا ليضعه في بطن عثمان رضي الله عنه! فتأتي زوجته الصادقة المخلصة لتخلص زوجها فيقطع هذا الوغد يدها! ويضع السيف في بطن عثمان رضي الله عنه وأرضاه فيقتله! ويأتي الأحمق الآخر عمر بن الحمق ليطعن عثمان رضي الله عنه بعد هذا كله تسع طعنات في صدره! ويقول: طعنته ثلاثا لله! وستا لما كان في صدري عليه! ولو صدق عدو الله لقال: طعنته تسع طعنات لما كان في صدري عليه ويأتي واحد منهم ليجرد البيت من كل شيء حتى الملاءة التي كانت تلتف بها نائلة رضي الله عنها، فيأخذ الملاءة من على جسدها فتظهر عظامها ويظهر جسدها فيقول الخبيث الوقح: ما أعظم عظامها! فتقول المرأة الذكية النقية: يا سبحان الله! إن القوم لا يريدون الله والدار الآخرة وإنما يريدون الدنيا فهل هناك رجل يريد الله والدار الآخرة يقول هذه القولة الخبيثة في زوج خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويزداد ورعهم الكاذب والخبيث فيقفون على الطرقات ليمنعوا عثمان أن يدفن في مقابر المسلمين وقالوا: عثمان لا يدفن في البقيع ولا يدفن في مقابر المسلمين! أيها الأوغاد عثمان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحب بئر رومة ومجهز جيش العسرة وزوج أم كلثوم ورقية لا يدفن في مقابر المسلمين؟!! نعم! إنه الورع الكاذب المدعى! والورع المفترى لأنهم تظاهروا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليستميلوا الناس إليهم ويدفن عثمان في حش كوكب في مكان خلف البقيع ولما تولى معاوية رضي الله عنه أدخله في مقابر المسلمين في البقيع وأمر الناس بالدفن حول قبر عثمان رضي الله عنه وأرضاه.


أيها الأخوه ماذا نقول؟! لا نقول أكثر من قولنا: جزى الله عثمان عن الإسلام والمسلمين خير ما جزى صالحا أو مصلحا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.