Our Blog

الدرس السابع والعشرون من سلسله روضه المشتاقين في رمضان

الدرس السابع والعشرون 
سلسله ايمانيه في رمضان 
روضه المشتاقين في رمضان
===============
إخواني: 
اعلموا أن لدخول النار أسبابا بينها الله في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ليحذر الناس منها ويجتنبوها  وهذه الأسباب على نوعين:

* النوع الأول: أسباب مكفرة تخرج فاعلها من الإيمان إلى الكفر وتوجب له الخلود في النار.
* النوع الثاني: أسباب مفسقة تخرج فاعلها من العدالة إلى الفسق ويستحق بها دخول النار دون الخلود فيها.

فأما النوع الأول فنذكر منه أسبابا:
===================
* السبب الأول: الشرك بالله بأن يجعل لله شريكا في الربوبية أو الألوهية أو الصفات فمن اعتقد أن مع الله خالقا مشاركا أو منفردا  أو اعتقد أن مع الله إلها يستحق أن يعبد أو عبد مع الله غيره فصرف شيئا من أنواع العبادة إليه أو اعتقد أن لأحد من العلم والقدرة والعظمة ونحوها مثل ما لله عز وجل، فقد أشرك بالله شركا أكبر واستحق الخلود في النار قال الله عز وجل: إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار.

* السبب الثاني: الكفر بالله عز وجل أو بملائكته أو كتبه أو رسله أو اليوم الآخر أو قضاء الله وقدره  فمن أنكر شيئا من ذلك تكذيبا أو جحدا أو شك فيه فهو كافر مخلد في النار قال الله تعالى: .إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا . أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا.
وقال تعالى: إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا . خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا . يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا . وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا . ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا .

* السبب الثالث: إنكار فرض شيء من أركان الإسلام الخمسة  فمن أنكر فرضية توحيد الله أو الشهادة لرسوله بالرسالة أو عمومها لجميع الناس أو فريضة الصلوات الخمس أو الزكاة أو صوم رمضان أو الحج، فهو كافر لأنه مكذب لله ورسوله وإجماع المسلمين  وكذلك من أنكر تحريم الشرك أو قتل النفس التي حرم الله أو تحريم الزنا أو اللواط أو الخمر أو نحوها مما تحريمه ظاهر صريح في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لأنه مكذب لله ورسوله لكن إن كان قريب عهد بإسلام فأنكر ذلك جهلا لم يكفر حتى يعلم فينكر بعد علمه.

* السبب الرابع: الاستهزاء بالله سبحانه أو بدينه أو رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون - لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم. والاستهزاء هو السخرية وهو من أعظم الاستهانة بالله ودينه ورسوله، وأعظم الاحتقار والازدراء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

* السبب الخامس: سب الله تعالى أو دينه أو رسوله  وهو القدح والعيب وذكرهم بما يقتضي الاستخفاف والانتقاص كاللعن والتقبيح ونحو ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من سب الله أو رسوله فهو كافر ظاهرا وباطنا سواء كان يعتقد أن ذلك محرم  أو كان مستحلا له  أو كان ذاهلا عن اعتقاد.
 وقال أصحابنا: يكفر من سب الله سواء كان مازحا أو جادا وهذا هو الصواب المقطوع به
 ونقل عن إسحاق بن راهويه: أن المسلمين أجمعوا على أن من سب الله أو سب رسوله أو دفع شيئا مما أنزل الله فهو كافر وإن كان مقرا بما أنزل الله.
 وقال الشيخ أيضا: والحكم في سب سائر الأنبياء كالحكم في سب نبينا صلى الله عليه وسلم فمن سب نبيا مسمى باسمه من الأنبياء المعروفين المذكورين في القرآن أو موصوفا بالنبوة بأن يذكر في الحديث أن نبيا فعل أو قال كذا فيسب ذلك الفاعل أو القائل مع علمه أنه نبي فحكمه كما تقدم. اهـ.
وأما سب غير الأنبياء فإن كان الغرض منه سب النبي مثل أن يسب أصحابه يقصد به سب النبي لأن المقارن يقتدي بمن قارنه  ومثل أن يقذف واحدة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بالزنا ونحوه فإنه يكفر لأن ذلك قدح في النبي وسب له قال الله تعالى:الخبيثات للخبيثين.

* السبب السادس: الحكم بغير ما أنزل الله معتقدا أنه أقرب إلى الحق وأصلح للخلق أو أنه مساو لحكم الله  أو أنه يجوز الحكم به  فمن حكم بغير ما أنزل الله معتقدا ذلك فهو كافر لقول الله تعالى: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. وكذا لو اعتقد أن حكم غير الله خير من حكم الله أو مساو له أو أنه يجوز الحكم به  فهو كافر وإن لم يحكم به لأنه مكذب لقوله تعالى: {ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون . ولما يقتضيه قوله: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون.

* السبب السابع: النفاق وهو أن يكون كافرا بقلبه ويظهر للناس أنه مسلم إما بقوله أو بفعله قال الله تعالى: إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا. وهذا الصنف أعظم مما قبله، ولذلك كانت عقوبة أصحابه أشد فهم في الدرك الأسفل من النار وذلك لأن كفرهم جامع بين الكفر والخداع والاستهزاء بالله وآياته ورسوله قال الله تعالى عنهم: ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين . يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون - في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون . وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون .ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون . وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون . وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون . الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون.

علامات النفاق
وللنفاق علامات كثيرة:
 * منها الشك فيما أنزل الله وإن كان يظهر للناس أنه مؤمن قال الله عز وجل: إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون. ومنها كراهة حكم الله ورسوله قال الله تعالى: ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا. وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا.

* ومنها كراهة ظهور الإسلام وانتصار أهله والفرح بخذلانهم قال الله تعالى: إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون.
 قال تعالي  .ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور . إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط.

* ومنها طلب الفتنة بين المسلمين والتفريق بينهم ومحبة ذلك  قال الله تعالى: لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين.

* ومنها محبة أعداء الإسلام وأئمة الكفر ومدحهم ونشر آرائهم المخالفة للإسلام قال الله تعالى: ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم ويحلفون على الكذب وهم يعلمون.

* ومنها لمز المؤمنين وعيبهم في عبادتهم قال الله تعالى: .الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم
فيعيبون المجتهدين في العبادة بالرياء ويعيبون العاجزين بالتقصير.

ومنها الاستكبار عن دعاء المؤمنين احتقارا وشكا قال الله تعالى: {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون.

* ومنها ثقل الصلاة والتكاسل عنها قال الله تعالى: إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا.
 وقال النبي صلى الله عليه وسلم: أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر .

* ومنها أذية الله ورسوله والمؤمنين قال الله تعالى: ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم.
 وقال تعالى: إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا - والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا.
فهذه طائفة من علامات المنافقين ذكرناها للتحذير منها وتطهير النفس من سلوكها.
اللهم أعذنا من النفاق  وارزقنا تحقيق الإيمان على الوجه الذي يرضيك عنا  واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين يا رب العالمين  وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.