Our Blog

تقوى الله أن يشكر فلا يكفر



تقوى الله أن يشكر فلا يكفر:


كم من نعم لله جل وعلا علينا وهي بحاجة إلى شكر ولابد أن نفرق بين معنى الشكر والحمد فإن معنى الشكر أعم من معنى الحمد فإن الحمد يقترن باللسان والقلب ولكن الشكر لابد له من أركان لابد له من شكر القلب وشكر اللسان وشكر الجوارح والأركان كما قيل إن الشكر أعم من الحمد قال تعالى .اعملوا آل داود شكرا.

ولقد وعد الله بالزيادة على الشكر ولمن شكره فقال تعالي لئن شكرتم لأزيدنكم
والشكر هو الحافظ وهو الجالب هو الحافظ للنعم وهو الجالب للنعم أو لفضل الله جل وعلا لئن شكرتم لأزيدنكم والشكر لابد أن يكون بالقلب واللسان والأركان فإن من الله عليك بنعمة المال وأردت أن تشكر الكبير المتعال، فشكرك لا يكون بالثناء فقط، وإنما يكون بالثناء على الله والإنفاق في سبيل الله.
وإن من الله عليك بنعمة الصحة فلا ينبغي أن تقتصر على أن تحمد الله فقط بل ينبغي أن تستغل هذه النعمة في طاعة الله جل وعلا لذا فإن الشكر يدور على ثلاثة أركان:
الركن الأول: هو الاعتراف بنعمة الله جل وعلا.
والركن الثاني: هو الثناء على الله جل وعلا.
والركن الثالث: هو أن تستغل نعم الله في طاعة الله عز وجل.
فلا تستغل نعم الله في معصية الله لأن الذي من عليك بالنعم قادر على أن يسلب منك هذه النعم ولا شك أن أفضل نعمة أمتن الله بها علينا هي نعمة التوحيد.
ومما زادني شرفا وتيها وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا نعمة لو ظللنا الليل والنهار نشكر الكبير المتعال عليها ما وفيناه حقها أبدا فعن أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم قال كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه. أما أنت فلقد أمتن الله عليك بالتوحيد من غير إرادة منك ومن غير حول منك ولا قوة وذلك فضل الله جل وعلا يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
------------------------------------------
والشكر شطر الدين لأن العبد تكون حاله إما ضراء فيصبر وإما سراء فيشكر الله كما جاء في الحديث: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.والشكر سببه حصول النعم واندفاع النقم فإذا وقع ذلك شرع في مقابل ذلك شكر العبد لله تعالى قال تعالي واشكروا نعمه الله ان كنتم اياه تعبدون .والشكر هو المجازاة على الإحسان بالثناء على المحسن وحقيقة الشكر شرعا هي اعتراف المؤمن بحصول النعمة من المنعم واقراره بذلك باللسان واستعمال النعمة في طاعة الله قال ابن القيم .وكذلك حقيقته في العبودية وهو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناء واعترافا وعلى قلبه شهودا ومحبة وعلى جوارحه انقيادا وطاعة.
أما إذا جحد العبد النعمة بقلبه ولم يعترف بأنها من الله أو أنكر بلسانه أو استعملها واستعان بها في معصيته لم يكن شاكرا لله بل كان كافرا بنعمة الله واقعا في الكفر الصغر قال تعالى فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون .
وإذا داوم العبد على الفرائض وأقبل على الله بالنوافل وكثرة الذكر والدعاء والمناجاة واستعمل جوارحه فيما يرضي الله وحمد الله في السراء والضراء كان عبدا محققا لكمال الشكر موصوفا بالعبد الشاكر داخل في نصوص الشكر وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام حتى تورمت قدماه فقيل له تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال أفلا أكون عبدا شكورا.
وأسباب تقصير العبد في شكر المنعم كثيرة من أهمها الغفلة عن إدراك النعم التي يرفل فيها وعدم التأمل في تغير أحواله السابقة إلى الأفضل والغرور والإعجاب بقدراته الخاصة وجاهه وأخطر أمر على المؤمن أن يرفع بصره ويتطلع بقلبه إلى من فضله الله عليه في الدنيا ووسع عليه فيؤدي ذلك إلى ازدراء النعمة التي هو فيها ويشتغل قلبه بالطمع عن القيام بشكر الله وهذا هو حال كثير من الناس اليوم والله المستعان ولذلك نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله.
-------------------------------------
وقد أدرك السلف الصالح فضل الشكر وحقيقته ومنزلته في الدين وتنوعت عباراتهم في هذا المقام قال مطرف بن عبد الله: لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أبتلى فأصبر. وقال الحسن البصري: إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا. وقال عمر بن عبد العزيز: تذاكروا النعم فإن ذكرها شكر. وقال مخلد ابن الحسين: كان يقال الشكر ترك المعاصي. وقال عون بن عبد الله: قال بعض الفقهاء: إني نظرت في أمري لم أرى خيرا إلا شرا معه إلا المعافاة والشكر فرب شاكر في بلائه ورب معافى غير شاكر فإذا سألتموهما فاسألوهما جميعا.
يقول الله عز وجل في حديث قدسي أهل ذكري أهل مودتي أهل شكري أهل زيادتي أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد والسيئة بمثلها وأعفو وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها .
إذا كنت شاكرا لنعمه فأنت في حصن حصين وأنت في بحبوحة من رب العالمين أما إذا تغيرت أخلاقك واستغنيت عن الله بعد النعم فانتظر زوال هذه النعم والله عز وجل إذا أعطى أدهش وإذا أخذ أدهش أحيانا الإنسان ينتقل من كل شيء إلى لا شيء . 
فلك ان تتذكر دائما قول الله تعالي وان تعدوا نعمه الله لا تحصوها ...
فأرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون مؤدبين مع الله ، وأن نشكر نعم الله علينا ، فكل نعمة أنت فيها ينبغي أن تشكر الله عليها .
فالتقوى: أن يطاع الله فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.