Our Blog

دلائل علي معرفه الله



روى عن بعض الحكماء أنه قال
أوصيك ونفسي ومن سمع كلامي بتقوى الله الذي خلق العباد وإليه المعاد وبه السداد والرشاد
فاتقه يا أخي تقوى من قد عرف قرب الله منه وقدرته عليه
وآمن به إيمان من قد اقر له بالوحدانية والفردانية والأزلية لما ظهر من مشاهدة ملكوته وشواهد سلطانه وكثرة الدلائل عليه والآيات التي تدل على ربوبيته ونفاذ مشيئته وإحكام صنعته وبيان قدرته على جميع خلقه وحسن تدبيره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين
وثق به يا أخي ثقة من قد حسن ظنه به وقلت تهمته له وصدق بوعده ووثق بضمانه وسكن قلبه عن الاضطراب إلى وعده وعظم وعيده في قلبه


واشكره يا أخي شكر من قد عرف فضله وكثرت أياديه عنده وبره به
وتعرف نعمه الظاهرة والباطنة الخاصة منها والعامة واخلص له إخلاص من قد عرف أنه لا يقبل له عملا إلا بعد تخليصه من الآفات وإخلاصه لله لا شريك له ولا يشرك في عمله أحدا سواه
وأعلم يا أخي أن إشراك المخلوقين في العمل أن يتزين لهم العبد في مواطن الامتحان فيكذب في عمله أو يرائي ليكرم ويعظم لجميل قوله ومحاسن ما يظهر من عمله وهو يعرف ذلك من نفسه أو يجهله منها
ولا يسلم يا أخي من شره إلا من هرب من مواطنه وعمل وهو لا يحب أن يطلع له مخلوق على عمل وإن اطلع له مخلوق على عمل وهو لا يحب اطلاعه فمن صدقه ألا يحب أن يحمده ذلك المخلوق على ما اطلع عليه من عمله وإن حمده أحد وهو لا يحب حمده فلا يسر بحمده له على عمله فإن سره فلا يسرن لمعنى الدنيا بسبب من الأسباب
ثم أصدق يا أخي في قولك وفعلك صدق من قد عرف أن الله مطلع على دخيلة أمره وسره وعلانيته وما طوى عليه ضميره
وتوكل عليه يا أخي توكل من قد وثق بوعده واطمأن إلى ضمانه

ثقة منه بوفائه ورضا منه بقضائه واستسلاما منه لأمره وإيمانا بقدره ويقينا صادقا منه بجنته وناره
وخفه يا أخي خوف من قد عرف سطوته وشدة نقمته وأليم عذابه ومثلته وآثاره ووقائعه لمن خالف أمره وعصاه
وتعرف يا أخي انه لا تمسك لأحد خذله ولا صنيعة على أحد وفقه وسدده وحاطه وحفظه وأنه لا صبر لأحد على عقوبته ونكاله وتغير نعمه
وارجه يا أخي رجاء من قد صدق بوعده وعاين ثوابه
واشكره يا أخي شكر من قد قبل منه محاسنه واصلح عمله وحباه من مزيد أياديه وأناله من مزيد كراماته ما لم يستأهله بعمله
واستحيه يا أخي حياء من قد تعرف كثرة تفضله وجزيل مواهبه وعرف من نفسه التقصير في شكره وقلة الوفاء منه بعهده والعجز عن القيام بأداء ما لزمه من حقه ثم لا يتعرف من خالقه إلا جميل ستره وعظيم العافية وتتابع النعم ودوام الإحسان إليه وعظيم الحلم والصفح عنه


ثم اعلم يا أخي أن الله جل ذكره قد افترض فرائض ظاهرة وباطنة وشرع لك شرائع دلك عليها وأمرك بها ووعدك على حسن أدائها جزيل الثواب وأوعدك على تضييعها أليم العقاب رحمة لك وحذرك نفسه شفقة منه عليك
فقم يا أخي بفرائضه والزم شرائعه ووافق سنة نبيه صلى الله عليه وسلم واتبع آثار أصحاب نبيه والزم سيرتهم وتأدب بآدابهم واسلك طريقهم واهتد بهداهم  وحب من أحبهم فهم الذين أنابوا اليه وقصدوا قصده واختارهم لصحبة نبيه فجعلهم له أحبابا وأخدانا

 واعلم يا أخي أن علامة حبك إياهم لزومك محجهم مع استقامة قلبك وصحة عملك وصدق لسانك وحسن سريرتك لأمر دنياك وآخرتك كما كان القوم في هذه الأحوال فهذا يحقق منك صدق دعواك لحبهم والتمسك بسنتهم
فإذا صحت فيك ومنك هذه الخلال كصحتها منهم وفيهم كنت صادقا في حب القوم وحسن الاتباع لهم


وإن كنت مدعيا لحبهم وأنت مخالف لأفاعيلهم عادل عن سبيل الاستقامة لطريق المحجة التي كانوا عليها فأنت مائل الى موافقة هواك عادل عن مسيرتهم ولست بصادق في دعواك

فلا تجمعن على نفسك الخلاف لمحجتهم والدعوى أنك على سبيلهم فمتى فعلت ذلك صح منك جهل وكذب وتعرضت للمقت من اللطيف الخبير

ولكن إقرارا واستغفارا فذلك أولى بمن كانت هذه صفته

وليكن لك يا أخي في الحق نصيب فإنه قد قيل ليأتين على الناس زمان يكون المقر فيه بالحق ناجيا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.