Our Blog

العمل لغير الله

العمل لغير الله
- اعلم أن العمل لغير الله أقسام:
1 - فتارة يكون رياء محضا بحيث لا يراد به سوى مرآت المخلوقين لغرض دنيوي كحال المنافقين في صلاتهم كما قال الله عز وجل:وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا.
- وكذلك وصف الله تعالى الكفار بالرياء في قوله: ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله.
- وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر من مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج وغيرهما من الأعمال الظاهرة أو التي يتعدى نفعها فإن الإخلاص فيها عزيز وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة.

2 - وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء فإن شاركه من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه وحبوطه أيضا.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشريكه..كمثل ايضا من يشيع جنازه ويقول من اجل فلان اذهب اواسي فلان فهذا ليس لله اطلاقا وليس فيه صفه الاخلاص ...

3 - وأما إن كان أصل العمل لله ثم طرأت عليه نية الرياء فإن كان خاطرا ودفعه فلا يضره بغير خلاف وإن استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا يضره ذلك ويجازى على أصل نيته؟
الراجح أن عمله لا يبطل بذلك وأنه يجازى على نيته الأولى.
أخذ الغنيمة في الجهاد:
إن خالط نية الجهاد مثلا نية غير الرياء مثل أخذ أجرة للخدمة أو أخذ شيء من الغنيمة أو التجارة نقص بذلك أجر جهادهم ولم يبطل بالكلية وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الغزاة إذا غنموا غنيمة تعجلوا ثلثي أجرهم فإن لم يغنموا شيئا تم لهم أجرهم.

ثواب العبادة إذا اقترن بنفع دنيوي
==================
أولا: لابد من التفريق بين الرياء وبين مطلق التشريك حيث إن الخلط بينهما أشكل على بعض الناس فحكموا على العبادات التي قصد بها العابد أمرا أقره الشارع بالبطلان كمن يحج ويتاجرومن يجاهد الكفار لكي ينال الغنيمة ونحوهما
ولقد بين الإمام القرافي رحمه الله الفرق بينهما فقال:
الفرق الثاني والعشرون والمائة بين قاعدة الرياء في العبادة وبين قاعدة التشريك فيها:
اعلم أن الرياء شرك وتشريك مع الله تعالى في طاعته وهو موجب للمعصية والإثم والبطلان في تلك العبادة
فالرياء: أن يعمل العمل المأمور به المتقرب به إلى الله تعالى ويقصد به وجه الله تعالى وأن يعظمه الناس أو بعضهم فيصل إليه نفعهم أو يندفع به ضررهم.
وأما مطلق التشريك كمن يجاهد لتحصيل طاعة الله بالجهاد وليحصل له المال من الغنيمة فهذا لا يضيره ولا يحرم عليه بالإجماع لأن الله جعل له هذا في العبادة ففرق بين جهاده ليقول الناس: هذا شجاع أو ليعظمه الإمام فيكثر عطاؤه من بيت المال هذا ونحوه رياء وحرام وبين أن يجاهد لتحصيل السبايا والكرام والسلاح من جهة أموال العدو مع أنه قد شرك ولا يقال لهذا رياء، بسبب أن الرياء أن يعمل ليراه غير الله من خلقه والرؤية لا تصح إلا من الخلق. وكذلك من حج وشرك في حجه غرض المتجر وكذلك من صام ليصح جسده
أو ليحصل له زوال مرض من الأمراض التي ينافيها الصوم ولا يقدح هذا في صومه
بل أمر بها صاحب الشرع في قوله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء أي: قاطع فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالصوم لهذا الغرض ولو كان ذلك قادحا لم يأمر به صلى الله عليه وسلم في العبادة.
فهذه الأغراض لا يدخل فيها تعظيم الخلق بل هي تشريك أمور من المصالح ليس لها إدراك ولا تصلح للإدراك ولا للتعظيم ولا يمنع أن هذه الأغراض المخالطة للعبادة قد تنقص الأجر وأن العبادة إذا تجردت عنها زاد الأجروعظم الثواب.
-----------------------------------------------------------------------
فالرياء ضد الإخلاص والإخلاص أن تقصد بعملك وجه الله أما الرياء فمشتق من الرؤية وهو أن يعمل العمل ليراه الناس والسمعة مشتقة من السمع وهو أن يعمل العمل ليسمعه الناس.
وقولك: إذا عملت عملا قصدته خالصا لوجه الله ولكن بدون قصد علمه الناس فشعرت بسعادة في قلبي فهل هذا يعتبر رياء؟
جوابه:وشوائب الرياء الخفي كثيرة لا تنحصر ومتى أدرك الإنسان من نفسه تفرقة بين أن يطلَع على عبادته أو لا يطلع ففيه شعبة من الرياء ولكن ليس كل شوب محبطا للأجر ومفسدا للعمل بل فيه تفصيل فإن قيل: فما ترى أحدا ينفك عن السرور إذا عرفت طاعته فهل جميع ذلك مذموم؟ فالجواب: أن السرور ينقسم إلى محمود ومذموم فالمحمود أن يكون قصده إخفاء الطاعة والإخلاص لله ولكن لما اطلع عليه الخلق علم أن الله أطلعهم وأظهر الجميل من أحواله فيسر بحسن صنع الله ونظره له ولطفه به حيث كان يستر الطاعة والمعصية ، فأظهر الله عليه الطاعة وستر عليه المعصية ولا لطف أعظم من ستر القبيح وإظهار الجميل فيكون فرحه بذلك لا بحمد الناس وقيام المنزلة في قلوبهم أو يستدل بإظهار الله الجميل وستر القبيح في الدنيا أنه كذلك يفعل به في الآخرة فأما إن كان فرحه باطلاع الناس عليه لقيام منزلته عندهم حتى يمدحوه ويعظموه ويقضوا حوائجه فهذا مكروه مذموم فإن قيل: فما وجه حديث أبي هريرة قال رجل: يا رسول الله الرجل يعمل العمل فيسره فإذا اطلع عليه أعجبه؟ فقال:له أجران: أجر السر وأجر العلانية رواه الترمذي فالجواب أن الحديث ضعيف وفسره بعض أهل العلم بأن معناه أن يعجبه ثناء الناس عليه بالخير لقوله عليه الصلاة والسلام: .أنتم شهداء الله في الأرض. وقد روى مسلم عن أبي ذر قيل: يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن. فأما إذا أعجبه ليعلم الناس فيه الخير ويكرموه عليه فهذا رياء انتهى.
والرياء شرك خفي فقد روى أحمد وابن ماجه عن أبي سعيد قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الدجال فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من الدجال؟ قلنا: بلى فقال: الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يدرك من نظر رجل وروى أحمد عن محمود بن لبيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر الرياء. والرياء لا يحبط كل الأعمال وإنما يحبط العمل الذي حصل فيه الرياء.
عافانا الله وإياكم من الرياء ورزقنا الإخلاص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.