Our Blog

كما تدين تدان

.اعجب احدهم بجارته المتزوجه فبدا بالبحث عن طريقة يصل بها اليها
الى ان صادف يوما خروجه رفقة زوجته واطفاله الى احد البساتين الواقعة على احد الجبال القريبة للتنزه
فاقترح على جارته مرافقتهم بعد استأذان زوجها
وبالفعل وافقت المرأة على مرافقتهم بعد ان اطمأنت بصحبة زوجة الرجل واطفاله
وعند وصولهم الى اعلى الجبل طلب الرجل من اطفاله اخذ الكرة واللعب بعيدا عنهم
كما امر زوجته بقطف القليل من النعناع من بستان لهم يبعد قليلا عن مكان تواجدهم
وهنا استطاع الرجل الاختلاء بجارته ولم يكن منه الا ان صارحها عن نواياه الشريرة
وطلب منها ان تمكنه من نفسها مقابل مبلغ مالي حدده ب100 دينار صدمت الجارة المسكينة وكانت خائفة ومتوترة نظرا للموقف الذي وقعت فيه
الا انها فكرت في ان تماطل الرجل قليلا الى حين عودة زوجته فتظاهرت بالرفض نظرا لبساطة المبلغ اللذي عرضه عليها
فضاعف لها المبلغ 200 دينار فرفضت مرة اخرى الى ان اوصل المبلغ الى 500 دينار لكن الجارة المسكينة تمسكت بالرفض مرة اخرى جن جنون الرجل
وحاول الاعتداء على الجارة غصبا عنها الى ان مر بجانبهم راعي غنم سرعان ما هرع اليهما وحال دون وقوع اي مكروه
ولما استفسر المراة عن سبب اعتداء الرجل عليها سردت على مسمعه كل شئ وهنا وقعت المفاجأة حيث نظر الراعي الى الرجل مبتسما
وقال له اي الغبي اتصرف كل هذه الاموال لاجل امراة
عليك بحقل النعناع ففيه امراة عرضت عليا نفسها دون مقابل عليك بها ؟
لذا انتبه
العبرة
من دق باب الناس دقوا بابه
ومن لاحق عورات الناس فضحه الله
با أهله

كما تدين تدان ) أو ( الجزاء من جنس العمل ) حكمة بليغة تناقلها الناس قديما  وجاءت الشواهد من الكتاب والسنة دالة على صدقها فهي سنة كونية جعلها الله سبحانه وتعالى عظة وعبرة للناس .
وقال بن القيم  تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( البِرُّ لا يَبْلَى ، وَالِإثْمُ لَا يُنْسَى ، وَالدَّيَّانُ لَا يَمُوتُ ، فَكُن كَمَا شِئتَ ، كَمَا تَدِينُ تُدَانُ (ضعيف)
قال ابن قتيبة رحمه الله : ويقولون "كما تَدِينُ تُدان" أي: كما تَفعل يُفعل بك، وكما تُجازِي تُجازَى، وهو من قولهم : "دِنْتُه بما صَنَعَ" أي: جازيته.

قال في لسان العرب أي : كما تُجازِي تُجازَى ، أي : تُجَازَى بفعلك وبحسب ما عملت " انتهى .
وهي قاعدة عظيمة مطردة في جميع الأحوال ، وبالتأمل في الكتاب والسنة نجد شواهد ذلك:
فقد عاقب الله تعالى المنافقين بجنس ما أذنبوا وارتكبوا ، فقال في سورة البقرة :

( وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ) فعاقبهم على استهزائهم بدين الله عقابا من جنس عملهم ، فقال سبحانه :
( اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) البقرة/14-15
وقال تعالى في سورة التوبة :

( الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ، سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
قوله ( سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ ) من باب المقابلة على سوء صنيعهم واستهزائهم بالمؤمنين ؛ لأن الجزاء من جنس العمل " انتهى .

وكذلك الحدود التي شرعها الله تعالى ، كان الجزاء فيها من جنس العمل .
قوله تعالي وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )
" أي مجازاة على صنيعهما السيء في أخذهما أموال الناس بأيديهم ، فناسب أن يقطع ما استعانا به في ذلك ، والجزاء من جنس العمل " انتهى .
ومما وعد الله به عباده المؤمنين قوله تعالى ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) الرحمن/60

" لأن الجزاء من جنس العمل ، فكما أحسنوا بأعمالهم أحسن الله إليهم برحمته " انتهى .

كما رتب الله تعالى من الأجور والثواب على بعض الأعمال ما هو مشاكل ومناسب للعمل نفسه ، ومن ذلك :

قوله تعالى : ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ )

وقوله تعالى : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ )

وقوله سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )

وقوله سبحانه : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
" فإن الجزاء من جنس العمل ، فكما تغفر عن المذنب إليك نغفر لك ، وكما تصفح نصفح عنك " انتهى .

ومن السنة أحاديث كثيرة ، منها :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( ارحَمُوا مَن فِيْ الأَرضِ يَرحَمْكُمْ مَن فِي السَّمَاءِ )
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( احفَظِ اللَّهَ يَحفَظْكَ )

وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسْلِمُه ، مَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَن فَرَّجَ عَن مُسلِمٍ كُربَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنهُ بِهَا كُربَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ )
هذا يرجع إلى أن الجزاء من جنس العمل ، وقد تكاثرت النصوص بهذا المعنى " انتهى .

ومن ذلك أيضا ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه ، في قول الله تعالى للرحم حين تعلقت به سبحانه : ( أَمَا تَرضَينَ أَن أَصِلَ مَن وَصَلَكِ وَأَقطَعَ مَن قَطَعَكِ ؟ قَالَت : بَلَى ، قَالَ : فَذَاكِ لَكِ ) رواه البخاري
وقد جاء في السنة من الوعيد على بعض الذنوب ما هو مناسب ومشاكل لها ، فمن ذلك :

قوله صلى الله عليه وسلم :

( مَن لَعَنَ شَيئًا لَيسَ لَهُ بِأَهلٍ رَجَعَتِ الَّلعنَةُ عَلَيهِ )حسن غريب .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَن ضَارَّ ضَارَّ اللَّهُ بِهِ ، وَمَن شَاقَّ شَاقَّ اللَّهُ عَلَيهِ ) حسن غريب .

ومنه ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( مَن سُئِلَ عَن عِلمٍ ثُمَّ كَتَمَهُ أُلجِمَ يَومَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِن نَارٍ )
حديث حسن .
وهكذا كلما تأملت في نصوص الوحي ، وفي حوادث التاريخ ، وفي سنن الله في أرضه ، تجد أنها لا تتخلف عن هذه السنة ( الجزاء من جنس العمل ، وكما تدين تدان ) ، وذلك من مقتضى عدله وحكمته سبحانه وتعالى ، فمن عاقب بجنس الذنب لم يظلم ، ومن دانك بما دنته به لم يتجاوز :

فَلا تَجزَعنَ مِن سُنَّةٍ أَنتَ سِرتَها       وَأَوَّلُ راضي سُنَّةٍ مِن يَسيرُها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.