Our Blog

الوفاء

قصة قصيره رائعة…
من يقرأها
يستلذ بروعة ختامها
من وفاء وجميل ومحبه مخلوطاً بأجمل أبيات الشعر

كان فيما مضى شاب شديد الغنى والثراء ، وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت، وكان الشاب  ينفق على اصدقائه ويعطيهم  كل ما يريدون ، وهم بدورهم كانوا يعظمونه  ويحترمونه بشكل لا مثيل له.
ودارت الأيام دورتها ويموت الوالد وينفق الولد كل ما معه من أموال بإسراف كبير حتي افتقرت العائلة افتقاراً شديداً  وأخذ يبيع في ممتلكاته ختي لم يعد لديه شئ  

  فجلس الشاب يوما يتذكر أيام غناه  ليبحث عن اصدقاء الماضي، فعلم أن أعز صديق كان يكرمه ويؤثر عليه، وأكثرهم مودةً وقرباً منه قد صار من أغنياء قومه  وأصبح من أصحاب القصور والأملاك والأموال،
فتوجه إليه عسى أن يساعده  أو يجد عنده عملاً أو سبيلاً لإصلاح حاله
فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم،
فذكر لهم صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة  وصداقة قديمة فذهب الخدم فأخبروا صديقه بذلك فنظر إليه ذلك الرجل من خلف ستار ليرى شخصا رث الثياب عليه آثار الفقر فرفض لقائه
وأخبر الخدم بأن يخبروه أن صاحب الدار لا يمكنه استقبال أحد.
فخرج الرجل والدهشة تأخذ منه مأخذها وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيداً عن الوفاء..
وتساءل عن الضمير كيف يمكن أن يموت وكيف للمروءة أن لا تجد سبيلها في نفوس البعض.
و مشى مهموماً حتي وصل الي  قريته
وقريبا من بيته وجد  ثلاثة من الرجال عليهم أثر الحيرة وكأنهم يبحثون عن شيء، فقال لهم ما أمر القوم قالوا له نبحث عن رجل يدعى فلان ابن فلان وذكروا اسم والده، فقال لهم إنه أبي وقد مات منذ زمن، فحزن الرجال وتأسفوا وذكروا أباه بكل خير وقالوا له إن أباك كان يتاجر بالجواهر وله عندنا قطع نفيسة من المرجان كان قد تركها عندنا أمانة فأخرجوا كيسا كبيرا قد ملئ مرجانا فدفعوه إليه ورحلوا والدهشة تعلوه وهو لا يصدق ما يرى ويسمع!!

ولكن أين اليوم من يشتري المرجان فإن عملية بيعه تحتاج إلى أثرياء والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة.....

مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت صادف امرأة كبيرة في السن عليها آثار النعمة والخير فقالت له يا بني أين أجد مجوهرات للبيع في بلدتكم فتسمر الرجل في مكانه ليسألها عن أي نوع من المجوهرات تبحث فقالت أي أحجار كريمة رائعة الشكل ومهما كان ثمنها ...

فسألها إن كان يعجبها المرجان فقالت له: نِعم المطلب، فأخرج بضع قطع من الكيس فاندهشت المرأة لما رأت، فابتاعت منه قطعا ووعدته بأن تعود لتشتري منه المزيد

وهكذا عادت الحال إلى يسر بعد عسر، وعادت تجارته تنشط بشكل كبير

فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق الذي رفض مقابلته  وما أدى حق الصداقة فبعث له ببيتين من الشعر بيد خادمه جاء فيهما

صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم
يدعون بين الورى بالمكر والحيل
كانوا جلوسي إذ كنت رب غنى
وحين أفلست عدوني من الجهل

فلما قرأ ذلك الصديق هذه الأبيات كتب على ورقة ثلاثة أبيات  من الشعر وبعث بها إليه، جاء فيها:

أما الثلاثة قد وافوك من قبلي
ولم تكن سببا إلا من الحيل
أما من ابتاعت المرجان والدتي
وأنت أنت أخي بل منتهى أملي
"وما طردناك من بخل ومن قلل
لكن عليك خشينا وقفة الخجل
لكن عليك خشينا وقفة الخجلِ
________________

ما أجملها  من صدااااااااااقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Designed by Templateism | MyBloggerLab | Published By Gooyaabi Templates copyright © 2014

صور المظاهر بواسطة richcano. يتم التشغيل بواسطة Blogger.