اقتلو من قتل الكلب

اقتلوا مــــــن قتـــــــل الكلــــب
*************************
يروى أن رجلا حكيما أعرابيا يعيش مع أولاده وبناته لهم إبل وغنم يرعونها ، وعندهم كلب يحمي الغنم من الذئاب.
وفي يوم من الأيام جاء  رجل من سفهاء القبيلة  وقتل كلب الحراسة لهذا الشيخ وأبنائه
فذهب إليه أبنائه وقالوا له ياأبانا  إن فلانا قتل كلبنا.👳
فقال اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب.
فقال ابناءه لقد جن والدنا يريدنا أن نقتل رجل بكلب  ؟؟؟  فقالوا ان أبيهم كبر وأصابه الخرف في عقله فكيف يقتلون إنسانا بكلب ولم يفعلوا ما أمرهم أبيهم.

وبعد مرور شهرين أو يزيد قليلا هجم اللصوص وسرقوا  إبل الرجل وغنمه فذهب أبناء الرجل الى أبيهم وقالوا إن اللصوص هجموا علينا وساقوا الإبل والغنم.
فرد عليهم أبيهم اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب.
فقال ابنائه هذا الرجل أصابه الجنون نحدثه عن اللصوص وسرقة الإبل والغنم فيقول اقتلوا قاتل الكلب ،
وبعد فترة قصيرة هجمت عليهم قبيلة اخرى وسبوا إحدى بنات هذا الشيخ وساقوها معهم ، ففزع الأولاد إلى أبيهم وقالوا سُبيت إختنا وهاجمونا واستباحوا أرضنا.
فقال لهم أبوهم اقتلوا من قتل الكلب.
فجلس الأولاد يفكرون في أمر هذا الشيخ الكبير هل جن أم أصابه سحر أم ماذا ،

فقام إبنه الأكبر وقال ساطيع أبي ولنرى ما سيكون فقام ,وأخذ سيفه  وذهب إلى قاتل كلبهم وقال له أنت قتلت كلبنا وأمرني أبي بقتلك ، وفصل رأسه بسيفه ،       فاانتشرت  أخبار قتلهم لقاتل كلبهم ، وسمعت  بها البلاد  والعباد ،
فقال اللصوص إن كانوا قتلوا قاتل كلبهم فكيف سيفعلون بنا وقد سرقنا إبلهم وغنمهم ، وفي عتمة الليل تسلل اللصوص وأعادوا الإبل والغنم الى مراعي الرجل ،
وعلمت القبيلة المغيرة السابية لبنت الرجل بقتلهم قاتل كلبهم فقالوا إن كانوا قتلوا رجل بكلب فماذا سيفعلون معنا وقد سبينا بنتهم فاعادوا البنت وخطبوها لابن شيخ قبيلتهم.
وعندها جلس أبناء الرجل  وفهموا حكمة أبيهم وأنه لم يكن مجنوناً.

العبرة....

عندما تسكت عن بعض حقوقك سيتجرأ الآخرين عليك  ليس لشجاعة منهم وإنما سكوتك هو الذي جعلهم يتطاولون عليك دون حياء أو خوف
فلا تتهاون في حقوقك